بلغت لعبة عض الأصابع مداها في الشمال السوري، فتركيا أكدت بحشودها العسكرية على الحدود مع سورية، عزمها على الرد على أي انتهاك لـ«خطوطها الحمر» هناك، واتضح أن أنقرة تحدد حلب وما حولها على أنها «منطقة نفوذ لها» داخل سورية وستدافع عنها، وبالتالي سترد على أي محاولة لقطع تواصل تركيا مع الشهباء من وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية.. أو تنظيم داعش، علما أن إضافة أنقرة لداعش ليست سوى تغطية ومناورة، وأن حماية الشعب هي المستهدف الأبرز بالنسبة لها. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب» سياسياً، كشف عن أوراقه من دون لبس، فالحزب يعتقد أن التدخل التركي العسكري البري لن يتم لعدم توافر الغطاء الدولي أو موافقة دمشق، أما في حالة وقوع العدوان على عناصر «حماية الشعب»، فقد توعد الحزب بالمقاومة.

وثارت ثائرة تركيا بعدما تمكنت قوات «حماية الشعب» من طرد مسلحي داعش من مدنية تل أبيض بريف الرقة، ورأت في ذلك تهديداً بقيام «دولة كردية»، وأكدت أنها ستقاوم هذا الاحتمال.

في التفاصيل، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سورية لحماية حدودها، لكنها ستتدخل لمنع إغلاق الطريق الواصل بين تركيا ومدينة حلب.

وقال داود أوغلو خلال مقابلة مع إحدى القنوات التركية: «لا نريد على حدودنا كيانًا يهدد أمن تركيا، ولا نريد للممر الواصل بين تركيا وحلب أن يغلق؛ لأنه في حال إغلاقه سيبقى مئات الآلاف من الناس جوعى أو سيأتون إلى تركيا كلاجئين».

وأضاف: إن «تركيا اتخذت التدابير الأمنية اللازمة في الخط الحدودي مع سورية بهدف حماية الحدود»، مشدداً أنه «في حال تعرضت تركيا لخطر أمني أو ظهرت تطورات تهدد أمن تركيا عندها لا ننتظر حتى الغد».

وتحشد تركيا حالياً نحو نصف قواتها البرية على طول الحدود مع سورية، لكن التركيز بدأ على المنطقة القريبة من جرابلس غرب نهر الفرات، وصولاً إلى معبر كيليس، حيث يخطط الجيش لإقامة منطقة عازلة بطول 110 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً. ولا تزال أحزاب المعارضة في تركيا ترفض هذا السيناريو وتتمنى أن يكون مجرد تحذير عسكري تركي لردع مسلحي «الكردستاني» أو «داعش» من دخول المنطقة التي تعتبر خطاً أحمر تركياً. واعتبر محللون عسكريون أتراك أن التسريب المتعمد لأخبار وخطط العملية العسكرية، الهدف منه هو عملية «ردع» إعلامية لثني وحدات حماية الشعب أو «داعش» عن التقدم، ولئلا تضطر تركيا إلى تنفيذ تلك الخطوة بما لها من تداعيات إقليمية، خصوصاً مع تردد واشنطن في دعمها. وقال مسؤول تركي كبير لوكالة «رويترز» للأنباء: إن أنقرة غير مرتاحة لوجود عناصر «داعش» هناك ولا لاحتمال سيطرة قوات حماية الشعب على الحدود بالكامل. وأضاف إن الطريق بين تركيا وحلب مهم وإن أنقرة ستتحرك إذا سيطرت «حماية الشعب» على جرابلس. وتابع: «إرسال جنود كثيرين حالياً إلى منطقة الحدود يوضح إصرار تركيا. لكن هذه ليست قطعاً استعدادات لعبور الحدود»، مضيفاً إنه لا توجد خطة لدخول سورية من جانب واحد. وقال مسؤول تركي آخر لـ«رويترز»: إن هناك مخاوف أيضاً من تدفق نحو مليون مهاجر آخرين على تركيا نتيجة للاشتباكات في سورية. وأضاف: «هناك حاجة لمنطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود، لهذا السبب نناقش هذا مع شركائنا». وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تملك «دليلاً قوياً» على أن تركيا تبحث إقامة منطقة عازلة في سورية، وتحدثت عن تحديات لوجستية خطيرة تعترض فرضها، في إشارة تؤكد استمرار الرفض الأميركي للخطط التركية.

في المقابل، أوضح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أن الوضع الراهن في سورية لا يحتمل تدخلاً عسكرياً برياً من الجانب التركي.

وأوضح مسلم في مقابلة إذاعية أن تركيا لا يمكنها التفرد في اتخاذ قرار الاجتياح البري، وأنّ مثل هذه الخطوة تتطلّب موافقة القوى العالمية العظمى التي لها علاقة مباشرة بالقضية السورية. وقال: إن «تركيا تحشد قواتها على الحدود مع سورية وتسعى للاجتياح البري. إلا أنني أظن أن القيام بمثل هذه الخطوة يتطلب موافقة عدّة أطراف لها علاقة مباشرة بالقضية السورية مثل الولايات المتحدة وروسيا حتى النظام السوري».

ورداً على سؤال حول ما إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي يُعِدّ لمواجهة القوات التركية في حال تمّ التدخل البري، قال مسلم: «ليست لدينا خطة عسكرية جاهزة، لأن معالم الحملة العسكرية لم تتضح بعد. ولكن في حال شنت القوات التركية غارات ضدّ عناصرنا، فإننا بطبيعة الحال سوف ندافع عن أنفسنا ونقاوم بكل قوتنا».

  • فريق ماسة
  • 2015-07-04
  • 15485
  • من الأرشيف

أنقرة: سنتحرك إذا سيطرت «حماية الشعب» على جرابلس ومواصلاتنا مع حلب «خط أحمر»…مسلم: سنقاوم أي عدوان تركي على عناصرنا

بلغت لعبة عض الأصابع مداها في الشمال السوري، فتركيا أكدت بحشودها العسكرية على الحدود مع سورية، عزمها على الرد على أي انتهاك لـ«خطوطها الحمر» هناك، واتضح أن أنقرة تحدد حلب وما حولها على أنها «منطقة نفوذ لها» داخل سورية وستدافع عنها، وبالتالي سترد على أي محاولة لقطع تواصل تركيا مع الشهباء من وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية.. أو تنظيم داعش، علما أن إضافة أنقرة لداعش ليست سوى تغطية ومناورة، وأن حماية الشعب هي المستهدف الأبرز بالنسبة لها. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له «وحدات حماية الشعب» سياسياً، كشف عن أوراقه من دون لبس، فالحزب يعتقد أن التدخل التركي العسكري البري لن يتم لعدم توافر الغطاء الدولي أو موافقة دمشق، أما في حالة وقوع العدوان على عناصر «حماية الشعب»، فقد توعد الحزب بالمقاومة. وثارت ثائرة تركيا بعدما تمكنت قوات «حماية الشعب» من طرد مسلحي داعش من مدنية تل أبيض بريف الرقة، ورأت في ذلك تهديداً بقيام «دولة كردية»، وأكدت أنها ستقاوم هذا الاحتمال. في التفاصيل، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سورية لحماية حدودها، لكنها ستتدخل لمنع إغلاق الطريق الواصل بين تركيا ومدينة حلب. وقال داود أوغلو خلال مقابلة مع إحدى القنوات التركية: «لا نريد على حدودنا كيانًا يهدد أمن تركيا، ولا نريد للممر الواصل بين تركيا وحلب أن يغلق؛ لأنه في حال إغلاقه سيبقى مئات الآلاف من الناس جوعى أو سيأتون إلى تركيا كلاجئين». وأضاف: إن «تركيا اتخذت التدابير الأمنية اللازمة في الخط الحدودي مع سورية بهدف حماية الحدود»، مشدداً أنه «في حال تعرضت تركيا لخطر أمني أو ظهرت تطورات تهدد أمن تركيا عندها لا ننتظر حتى الغد». وتحشد تركيا حالياً نحو نصف قواتها البرية على طول الحدود مع سورية، لكن التركيز بدأ على المنطقة القريبة من جرابلس غرب نهر الفرات، وصولاً إلى معبر كيليس، حيث يخطط الجيش لإقامة منطقة عازلة بطول 110 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً. ولا تزال أحزاب المعارضة في تركيا ترفض هذا السيناريو وتتمنى أن يكون مجرد تحذير عسكري تركي لردع مسلحي «الكردستاني» أو «داعش» من دخول المنطقة التي تعتبر خطاً أحمر تركياً. واعتبر محللون عسكريون أتراك أن التسريب المتعمد لأخبار وخطط العملية العسكرية، الهدف منه هو عملية «ردع» إعلامية لثني وحدات حماية الشعب أو «داعش» عن التقدم، ولئلا تضطر تركيا إلى تنفيذ تلك الخطوة بما لها من تداعيات إقليمية، خصوصاً مع تردد واشنطن في دعمها. وقال مسؤول تركي كبير لوكالة «رويترز» للأنباء: إن أنقرة غير مرتاحة لوجود عناصر «داعش» هناك ولا لاحتمال سيطرة قوات حماية الشعب على الحدود بالكامل. وأضاف إن الطريق بين تركيا وحلب مهم وإن أنقرة ستتحرك إذا سيطرت «حماية الشعب» على جرابلس. وتابع: «إرسال جنود كثيرين حالياً إلى منطقة الحدود يوضح إصرار تركيا. لكن هذه ليست قطعاً استعدادات لعبور الحدود»، مضيفاً إنه لا توجد خطة لدخول سورية من جانب واحد. وقال مسؤول تركي آخر لـ«رويترز»: إن هناك مخاوف أيضاً من تدفق نحو مليون مهاجر آخرين على تركيا نتيجة للاشتباكات في سورية. وأضاف: «هناك حاجة لمنطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود، لهذا السبب نناقش هذا مع شركائنا». وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تملك «دليلاً قوياً» على أن تركيا تبحث إقامة منطقة عازلة في سورية، وتحدثت عن تحديات لوجستية خطيرة تعترض فرضها، في إشارة تؤكد استمرار الرفض الأميركي للخطط التركية. في المقابل، أوضح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم أن الوضع الراهن في سورية لا يحتمل تدخلاً عسكرياً برياً من الجانب التركي. وأوضح مسلم في مقابلة إذاعية أن تركيا لا يمكنها التفرد في اتخاذ قرار الاجتياح البري، وأنّ مثل هذه الخطوة تتطلّب موافقة القوى العالمية العظمى التي لها علاقة مباشرة بالقضية السورية. وقال: إن «تركيا تحشد قواتها على الحدود مع سورية وتسعى للاجتياح البري. إلا أنني أظن أن القيام بمثل هذه الخطوة يتطلب موافقة عدّة أطراف لها علاقة مباشرة بالقضية السورية مثل الولايات المتحدة وروسيا حتى النظام السوري». ورداً على سؤال حول ما إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي يُعِدّ لمواجهة القوات التركية في حال تمّ التدخل البري، قال مسلم: «ليست لدينا خطة عسكرية جاهزة، لأن معالم الحملة العسكرية لم تتضح بعد. ولكن في حال شنت القوات التركية غارات ضدّ عناصرنا، فإننا بطبيعة الحال سوف ندافع عن أنفسنا ونقاوم بكل قوتنا».

المصدر : الماسة السورية/الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة