بثت قنوات شبكة التلفزيون العامة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية الخاصة تقريرا لمدة 52 دقيقة تحت عنوان «أوباما في الحرب». ضمن برنامج «فرونت لاين» وهو برنامج تلفزيوني مؤثر يتناول القضايا الداخلية والخارجية الهامة. يظهر ميله للجمع بين الكتابة الموجزة المرفقة مع الفيديوهات المقنعة :

 و فيما يلي تحليل لما جاء في التقرير الوثائقي :

 - دعم «المعارضة السورية» و كأنها أمريكية أكثر من كونها سورية !

 ظهر ثلاثة من أعضاء «المعارضة السورية» : أبيّ الشهبندر، مرهف جويجاتي وعمرو العظم 12 مرة خلال الفيلم الوثائقي، في 7٪ من إجمالي الوقت . في الواقع ثلاثتهم مواطنو الولايات المتحدة. و لم يعش أياً منهم في سورية لسنوات أو عقود !

 أبي الشهبندر «معارض سوري » مُنح اهتماماً بارزاً في التقرير. وقال: إنه جاء الى الولايات المتحدة في سن الثامنة، درس في جامعة أريزونا عام 2003 و كان من المحافظين الجمهوريين الشباب الجدد ، ودعم بقوة جورج دبليو بوش في غزوه العراق، وشجب المتظاهرين ضد الحرب ووصفهم بأنهم «إرهابيون» يتحالفون مع شخصيات يمينية متطرفة مثل ديفيد هورويتز. و عمل في العقد الماضي لصالح قسم الدفاع الأمريكي

 أما عن مرهف جويجاتي فهو مدرس في جامعة الدفاع الوطني الأمريكي ،

 وعمرو بن عبد الله العظم زعيم لمشروع تموله الولايات المتحدة . باختصار، الأصوات الثلاثة ل «المعارضة السورية» ملتزمون بالمصالح القومية الأميركية و ليس السورية !

 إن معظم المشاهدين لا يدركون تماماً أن استطلاعات الرأي أظهرت باستمرار أن غالبية السوريين يدعمون الحكومة ويهاجمون المعارضة المسلحة. و أشار الصحفي البريطاني جوناثان ستيل في عان 2012 أن الرئيس السوري يحظى باحترام واسع : «معظم السوريين يدعمون الرئيس الأسد بتجاهل مستمر من قبل وسائل الاعلام الغربية». و في عام 2013، خلصت دراسة أجرتها منظمة حلف شمال الأطلسي أن الرئيس السوري فاز في معركة القلوب والعقول السورية و «بعد عامين من الحرب »، كان الدعم لحكومته قد زاد بشكل كبير .

 في ضوء ذلك يبدو من الإنصاف أن نسأل: لماذا لم يدرج أي من هذه الأصوات في فيلم وثائقي عن سورية أبداً؟ لماذا لم تكن هناك أصوات من أعضاء المنتدى الأمريكية السورية أو الأميركيين العرب السوريين أو من السوريين الذين في الواقع في سورية يعيشون الأزمة بشكل مباشر ؟

 في الواقع هناك تشويه ملحوظ . غالبًا ما ظهرت الأزمة في سورية وسائل الإعلام الغربية بأنها طائفية و هذا غير صحيح. في واقع سورية هناك مزيج من الأديان والحكومة قومية يغلب عليها طابع علماني، وليس دينياً .

 إن الدافع وراء المعارضة الأيديولوجية وهابي طائفي لكن هذا لا يمثل الإسلام . كما لا يمثل التفوق الصهيوني اليهودية أو أن تمثل يمينية الأصوليين المسيحيين ، المسيحية .

 السفير الأمريكي روبرت فورد تحدث في المشاهد الافتتاحية، عن الذهاب إلى دعم مسيرة احتجاجية في مدينة حماة. و قال: « لم نكن ندعم أي مجموعة معينة من المتظاهرين . كنا ببساطة ندعم حقهم في التظاهر السلمي. » ابتذال لطيف لمن يؤمن بوصفاتٍ سحرية ، ولكن ماذا عن العالم الحقيقي؟

 في الواقع، كانت سياسة الولايات المتحدة عدائية تجاه سورية لسنوات عديدة. في 2003-2004 فرض قانون محاسبة سورية عدة عقوبات. ومن المعروف على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وحلفاء اسرائيل والمملكة العربية السعودية تسعى لكسر التحالف بين سورية وإيران والمقاومة اللبنانية. في عام 2007، كتب سيمور هيرش «: قامت الولايات المتحدة بعدة عمليات تستهدف إيران و سورية. و كان من هذه النشاطات دعم المجموعات المتطرفة التي تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهي معادية لأميركا ومتعاطفة مع القاعدة .

 روبرت فورد : متآلف جداً مع هذه «الجماعات المتطرفة» منذ أن كان المستشار السياسي برئاسة السفير جون نيغروبونتي في بغداد 2004 - 2006. نيغروبونتي السيئ السمعة في أمريكا اللاتينية حيث كان سفير الولايات المتحدة في هندوراس و نسق إنشاء «الكونترا» في نيكاراغوا وفرق الموت في السلفادور وهندوراس. نيغروبونتي وروبرت فورد هما من قاد التحول في الاستراتيجية الامريكية في العراق بعد العام الأول من الاحتلال الأمريكي.

 يعطي التقريرالانطباع أن إدارة أوباما حظرت توريد الأسلحة إلى المعارضة السورية المسلحة حتى عام 2012. أما في الواقع، تم نقل كميات هائلة من الأسلحة بداية عام 2011. وتكشف وثيقة وكالة استخبارات الدفاع أن: «خلال الفترة التي أعقبت مباشرة، حالة عدم اليقين الناجمة عن سقوط نظام القذافي، في تشرين الأول 2011 وحتى أوائل أيلول 2012، تم شحن الأسلحة من المخازن العسكرية الليبية والواقعة في بنغازي ليبيا ... لسورية ».

 كما هو موثق هنا، و بدءًا من تشرين الثاني 2012 كان هناك جسر جوي كبير لنقل الأسلحة للمعارضين السوريين: «3000 طن من الأسلحة التي يعود تاريخها إلى يوغوسلافيا السابقة تم إرسالها في 75 طائرة محملة من مطار زغرب إلى سورية، عن طريق الأردن

 نواة الحقيقة هي أنه بالرغم من شحنات الأسلحة الضخمة إلى المعارضة المسلحة لكنها لا تزال خاسرة. و لهذا أرادت المملكة العربية السعودية تصعيد الشحنات و تزويدها بأكثر من ذلك .

 كان هناك نقاش على نطاق واسع واختلاف في الآراء بين أولئك الذين يبحثون في مسألة السارين. بينما أشار مفتش الأمم المتحدة كارلا بونتي أن الأدلة تتجه نحو المعارضة و أنها هي المسؤولة عن استخدام غاز السارين ، وليس الحكومة.

 و أن هناك شكوكاً قوية ملموسة لاستخدام غاز السارين من جانب المعارضة، والمتمردين، وليس من قبل السلطات الحكومية .

 يقول فورد : أعتقد أنها الطبيعة البشرية تطلب المساعدة من أولئك الذين سوف يدافعون عنك ضد التهديد الخارجي . وليس من المستغرب أن يطلب السوريون الدعم للتخلص من الحكومة السورية التي ألحقت الألم بهم!

 إن تأكيد فورد بأن المتطرفين «يدافعون » عن السوريين ضد «تهديد خارجي» غريب جداً منذ و أن يستخدم مصطلح : «تهديد خارجي» للدلالة على الحكومة السورية أشد غرابة . و «أولئك الذين سوف يدافع عنك» مشيراً إلى المنظمات المتطرفة التي تتكون من أعداد هائلة من المتعصبين طائفياً والمرتزقة من مختلف أنحاء العالم ، يثير الحنق ! لا أعتقد أن هناك سوريون يريدون دولة وهابية طائفية مع احكام الشريعة الصارمة، إن السوريين يريدون الحفاظ على الدولة العلمانية الشاملة و المجتمع المتعدد الأديان.

 و ختاماً إن تقرير : «أوباما في الحرب» يعرض وجهة نظر منحازة ومشوهة للواقع في سورية، يتم تجاهل الخبرات و وجهة نظر الغالبية العظمى من السوريين . إن هناك حاجة ملحة لتقارير واقعية من شأنها إيصال وجهات النظر والخبرات من كل شخص في الأزمة السورية ، وليس فقط «المعارضة» ومؤيديهم .

  • فريق ماسة
  • 2015-06-08
  • 11384
  • من الأرشيف

معارضون سوريون على محطات أميركية .. التزام بمصالح أميركا!! ...بقلم : ريك سترلينغ

 بثت قنوات شبكة التلفزيون العامة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية الخاصة تقريرا لمدة 52 دقيقة تحت عنوان «أوباما في الحرب». ضمن برنامج «فرونت لاين» وهو برنامج تلفزيوني مؤثر يتناول القضايا الداخلية والخارجية الهامة. يظهر ميله للجمع بين الكتابة الموجزة المرفقة مع الفيديوهات المقنعة :  و فيما يلي تحليل لما جاء في التقرير الوثائقي :  - دعم «المعارضة السورية» و كأنها أمريكية أكثر من كونها سورية !  ظهر ثلاثة من أعضاء «المعارضة السورية» : أبيّ الشهبندر، مرهف جويجاتي وعمرو العظم 12 مرة خلال الفيلم الوثائقي، في 7٪ من إجمالي الوقت . في الواقع ثلاثتهم مواطنو الولايات المتحدة. و لم يعش أياً منهم في سورية لسنوات أو عقود !  أبي الشهبندر «معارض سوري » مُنح اهتماماً بارزاً في التقرير. وقال: إنه جاء الى الولايات المتحدة في سن الثامنة، درس في جامعة أريزونا عام 2003 و كان من المحافظين الجمهوريين الشباب الجدد ، ودعم بقوة جورج دبليو بوش في غزوه العراق، وشجب المتظاهرين ضد الحرب ووصفهم بأنهم «إرهابيون» يتحالفون مع شخصيات يمينية متطرفة مثل ديفيد هورويتز. و عمل في العقد الماضي لصالح قسم الدفاع الأمريكي  أما عن مرهف جويجاتي فهو مدرس في جامعة الدفاع الوطني الأمريكي ،  وعمرو بن عبد الله العظم زعيم لمشروع تموله الولايات المتحدة . باختصار، الأصوات الثلاثة ل «المعارضة السورية» ملتزمون بالمصالح القومية الأميركية و ليس السورية !  إن معظم المشاهدين لا يدركون تماماً أن استطلاعات الرأي أظهرت باستمرار أن غالبية السوريين يدعمون الحكومة ويهاجمون المعارضة المسلحة. و أشار الصحفي البريطاني جوناثان ستيل في عان 2012 أن الرئيس السوري يحظى باحترام واسع : «معظم السوريين يدعمون الرئيس الأسد بتجاهل مستمر من قبل وسائل الاعلام الغربية». و في عام 2013، خلصت دراسة أجرتها منظمة حلف شمال الأطلسي أن الرئيس السوري فاز في معركة القلوب والعقول السورية و «بعد عامين من الحرب »، كان الدعم لحكومته قد زاد بشكل كبير .  في ضوء ذلك يبدو من الإنصاف أن نسأل: لماذا لم يدرج أي من هذه الأصوات في فيلم وثائقي عن سورية أبداً؟ لماذا لم تكن هناك أصوات من أعضاء المنتدى الأمريكية السورية أو الأميركيين العرب السوريين أو من السوريين الذين في الواقع في سورية يعيشون الأزمة بشكل مباشر ؟  في الواقع هناك تشويه ملحوظ . غالبًا ما ظهرت الأزمة في سورية وسائل الإعلام الغربية بأنها طائفية و هذا غير صحيح. في واقع سورية هناك مزيج من الأديان والحكومة قومية يغلب عليها طابع علماني، وليس دينياً .  إن الدافع وراء المعارضة الأيديولوجية وهابي طائفي لكن هذا لا يمثل الإسلام . كما لا يمثل التفوق الصهيوني اليهودية أو أن تمثل يمينية الأصوليين المسيحيين ، المسيحية .  السفير الأمريكي روبرت فورد تحدث في المشاهد الافتتاحية، عن الذهاب إلى دعم مسيرة احتجاجية في مدينة حماة. و قال: « لم نكن ندعم أي مجموعة معينة من المتظاهرين . كنا ببساطة ندعم حقهم في التظاهر السلمي. » ابتذال لطيف لمن يؤمن بوصفاتٍ سحرية ، ولكن ماذا عن العالم الحقيقي؟  في الواقع، كانت سياسة الولايات المتحدة عدائية تجاه سورية لسنوات عديدة. في 2003-2004 فرض قانون محاسبة سورية عدة عقوبات. ومن المعروف على نطاق واسع أن الولايات المتحدة وحلفاء اسرائيل والمملكة العربية السعودية تسعى لكسر التحالف بين سورية وإيران والمقاومة اللبنانية. في عام 2007، كتب سيمور هيرش «: قامت الولايات المتحدة بعدة عمليات تستهدف إيران و سورية. و كان من هذه النشاطات دعم المجموعات المتطرفة التي تعتنق رؤية عسكرية للإسلام وهي معادية لأميركا ومتعاطفة مع القاعدة .  روبرت فورد : متآلف جداً مع هذه «الجماعات المتطرفة» منذ أن كان المستشار السياسي برئاسة السفير جون نيغروبونتي في بغداد 2004 - 2006. نيغروبونتي السيئ السمعة في أمريكا اللاتينية حيث كان سفير الولايات المتحدة في هندوراس و نسق إنشاء «الكونترا» في نيكاراغوا وفرق الموت في السلفادور وهندوراس. نيغروبونتي وروبرت فورد هما من قاد التحول في الاستراتيجية الامريكية في العراق بعد العام الأول من الاحتلال الأمريكي.  يعطي التقريرالانطباع أن إدارة أوباما حظرت توريد الأسلحة إلى المعارضة السورية المسلحة حتى عام 2012. أما في الواقع، تم نقل كميات هائلة من الأسلحة بداية عام 2011. وتكشف وثيقة وكالة استخبارات الدفاع أن: «خلال الفترة التي أعقبت مباشرة، حالة عدم اليقين الناجمة عن سقوط نظام القذافي، في تشرين الأول 2011 وحتى أوائل أيلول 2012، تم شحن الأسلحة من المخازن العسكرية الليبية والواقعة في بنغازي ليبيا ... لسورية ».  كما هو موثق هنا، و بدءًا من تشرين الثاني 2012 كان هناك جسر جوي كبير لنقل الأسلحة للمعارضين السوريين: «3000 طن من الأسلحة التي يعود تاريخها إلى يوغوسلافيا السابقة تم إرسالها في 75 طائرة محملة من مطار زغرب إلى سورية، عن طريق الأردن  نواة الحقيقة هي أنه بالرغم من شحنات الأسلحة الضخمة إلى المعارضة المسلحة لكنها لا تزال خاسرة. و لهذا أرادت المملكة العربية السعودية تصعيد الشحنات و تزويدها بأكثر من ذلك .  كان هناك نقاش على نطاق واسع واختلاف في الآراء بين أولئك الذين يبحثون في مسألة السارين. بينما أشار مفتش الأمم المتحدة كارلا بونتي أن الأدلة تتجه نحو المعارضة و أنها هي المسؤولة عن استخدام غاز السارين ، وليس الحكومة.  و أن هناك شكوكاً قوية ملموسة لاستخدام غاز السارين من جانب المعارضة، والمتمردين، وليس من قبل السلطات الحكومية .  يقول فورد : أعتقد أنها الطبيعة البشرية تطلب المساعدة من أولئك الذين سوف يدافعون عنك ضد التهديد الخارجي . وليس من المستغرب أن يطلب السوريون الدعم للتخلص من الحكومة السورية التي ألحقت الألم بهم!  إن تأكيد فورد بأن المتطرفين «يدافعون » عن السوريين ضد «تهديد خارجي» غريب جداً منذ و أن يستخدم مصطلح : «تهديد خارجي» للدلالة على الحكومة السورية أشد غرابة . و «أولئك الذين سوف يدافع عنك» مشيراً إلى المنظمات المتطرفة التي تتكون من أعداد هائلة من المتعصبين طائفياً والمرتزقة من مختلف أنحاء العالم ، يثير الحنق ! لا أعتقد أن هناك سوريون يريدون دولة وهابية طائفية مع احكام الشريعة الصارمة، إن السوريين يريدون الحفاظ على الدولة العلمانية الشاملة و المجتمع المتعدد الأديان.  و ختاماً إن تقرير : «أوباما في الحرب» يعرض وجهة نظر منحازة ومشوهة للواقع في سورية، يتم تجاهل الخبرات و وجهة نظر الغالبية العظمى من السوريين . إن هناك حاجة ملحة لتقارير واقعية من شأنها إيصال وجهات النظر والخبرات من كل شخص في الأزمة السورية ، وليس فقط «المعارضة» ومؤيديهم .

المصدر : الماسة السورية/ ترجمة : حنان يوسف علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة