بات المشفى الوطني في جسر الشغور الحديث الأبرز للسوريين ولعناصر الجيش العربي السوري على كامل الجغرافيا السورية، حيث تحول المشفى المذكور إلى "سالتينغراد سوريا" بعد صمود عشرات الجنود بداخله أمام هجمات الميليشيات المسلحة "الانتحارية والانغماسية" التي تحاصره من جميع الجهات، وهو ماذكر السوريين بعدة قصص شبيهة إلى حد ما بمايحدث اليوم في المشفى المذكور والتي كان أخرها سجن حلب المركزي الذي تحول صيطه إلى طوق آمن خنق الميليشيات المتطرفة داخل حلب بعد أن أطلق الجيش عملية "قوس قزح" حلب.

 المشفى والذي تحول إلى نقطة فصل في معركة الجيش بريف إدلب وخاصة بعد سيطرة المسلحين على إدلب ثم على جسر الشغور ومعسكر القرميد، الأمر الذي دفع البعض إلى "الخوف" على مستقبل المشفى، في وقت خرج فيه الرئيس بشار الأسد في 6 أيار ووعد أبناء الشهداء والشعب السوري بأن الجيش سيصل إلى الجنود المحاصرين وسيتم تحريرهم، ليجن جنون الدول الداعمة للمسلحين وع رأسها تركيا ما دفعها إلى تحويل معركة مشفى جسر الشغور إلى معركة مفصلية بالنسبة لها واعتبارها "كسر عظم"، مطالبة الميليشيات المسلحة وعلى رأسها "حزب الإسلام التركمستاني" والكتائب الشيشانية إضافة إلى ميليشيا "جيش الفتح" بشن هجمات متاليية على المشفى بهدف السيطرة عليه، حيث من غير المعقول أن يبقى "شوكة" في خاصرة المسلحين، وهذا ما تتخوف منه أنقرة اليوم خاصة وأن حامية المشفى باتت رأس الحربة الذي يهدد الانتصارات الوهمية التي حققتها الميليشيات في الآونة الأخيرة.

 أمام ذلك، نفذت حامية المشفى التي انضم إلى صفوفها مجموعة من الأطباء والممرضين والعاملين في هذا الصرح الذين رفضوا الانسحاب إلى خارج المشفى والاشتراك مع وحدات الجيش في حمايته، نفذت عملية وصفها البعض بـ"إعادة الأمل" لكن على الطريقة السورية بالنسبة للمحبطين الذي تحدث عنهم الرئيس الأسد في خطابه الأخير في ذكرى الشهداء، فالصمود الأسطوري أمام الأعداد الكبيرة من الانتحاريين والانغماسيين الذي وصل عددهم إلى أكثر من 100، وأكثر من 10 مفخخات وأكثر من 5 عمليات انتحارية، أذهل الميلشيات المهاجمة، وانعكس إيجايا على العمليات العسكرية الدائرة منذ أسبوع في محيط جسر الشغور حيث تسعى قوات الجيش لفك الحصار عن المشفى بالدرجة الأولى ومن ثم التوجه لإعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور وإدلب، بالاعتماد على القوات المتحشدة داخل المشفى لأن تكون الرصاصة المتقدمة الموجهة إلى رؤوس الميليشيات في قلب المدينة.

 أحد الجنود المشاركين في العمليات العسكرية في ريف إدلب يقول: "صمود حامية المشفى يحثنا على التحرك سريعا من أجل فك الحصار عنهم، لولا صمودهم لما تمكنا من إحراز التقدم على المحور الشرقي من المشفى المذكور لقد كان لهم دور كبير وخاصة بمنع الالتفاف حول الجيش من المحور الجنوبي الشرقي"، مضيفاً "سنصل المشفى مهما كلفنا الأمر إنهم أبطال ويستحقون التضحية".

 ومازاد "الطين بلة" بالنسبة لتركيا هو مجموعة الصور اليومية التي يحاول حامية المشفى إيصالها إلى وسائل الاتصال الاجتماعي للتأكيد على أن المشفى بكامل مساحته تحت سيطرتهم وهذا لعب دور كبير في دحض الروايات التي حاولت القنوات التابعة للسعودية وتركيا تسويقها بأن الميليشيات المتطرقة سيطرت بشكل مطلق على المشفى.

 لاشك أن معركة جسر الشغور تحولت إلى معركة دولية وساحة حرب طاحنة قد يكون لنتائجها تغيير كبير على أحلام السلطنة العثمانية التي كانت تحاول التمدد إلى الشمال السوري وهذا ما أحبطه الجيش بصموده في المناطق الواقعة تحت سيطرته بممقابل المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وخاصة تنظيم "داعش" المدعوم بشكل رئيسي من قطر والسعودية وتركيا، وهذا مايفسر محاولة هذا التنظيم نقل معاركه إلى جبهات أخرى سواء على أطراف حمص أو العاصمة السورية دمشق ولكن دون جدوى، وهذا ماينطبق أيضاً على ميليشيات جيش الفتح التي بعد أن أسست نفسها في حلب فرط عقدها مباشرة بعد الضربات التي تلقتها في إدلب والقلمون.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-16
  • 8165
  • من الأرشيف

في معركة جسر الشغور: سوريا vs تركيا .. و«المشفى» معركة الفصل

بات المشفى الوطني في جسر الشغور الحديث الأبرز للسوريين ولعناصر الجيش العربي السوري على كامل الجغرافيا السورية، حيث تحول المشفى المذكور إلى "سالتينغراد سوريا" بعد صمود عشرات الجنود بداخله أمام هجمات الميليشيات المسلحة "الانتحارية والانغماسية" التي تحاصره من جميع الجهات، وهو ماذكر السوريين بعدة قصص شبيهة إلى حد ما بمايحدث اليوم في المشفى المذكور والتي كان أخرها سجن حلب المركزي الذي تحول صيطه إلى طوق آمن خنق الميليشيات المتطرفة داخل حلب بعد أن أطلق الجيش عملية "قوس قزح" حلب.  المشفى والذي تحول إلى نقطة فصل في معركة الجيش بريف إدلب وخاصة بعد سيطرة المسلحين على إدلب ثم على جسر الشغور ومعسكر القرميد، الأمر الذي دفع البعض إلى "الخوف" على مستقبل المشفى، في وقت خرج فيه الرئيس بشار الأسد في 6 أيار ووعد أبناء الشهداء والشعب السوري بأن الجيش سيصل إلى الجنود المحاصرين وسيتم تحريرهم، ليجن جنون الدول الداعمة للمسلحين وع رأسها تركيا ما دفعها إلى تحويل معركة مشفى جسر الشغور إلى معركة مفصلية بالنسبة لها واعتبارها "كسر عظم"، مطالبة الميليشيات المسلحة وعلى رأسها "حزب الإسلام التركمستاني" والكتائب الشيشانية إضافة إلى ميليشيا "جيش الفتح" بشن هجمات متاليية على المشفى بهدف السيطرة عليه، حيث من غير المعقول أن يبقى "شوكة" في خاصرة المسلحين، وهذا ما تتخوف منه أنقرة اليوم خاصة وأن حامية المشفى باتت رأس الحربة الذي يهدد الانتصارات الوهمية التي حققتها الميليشيات في الآونة الأخيرة.  أمام ذلك، نفذت حامية المشفى التي انضم إلى صفوفها مجموعة من الأطباء والممرضين والعاملين في هذا الصرح الذين رفضوا الانسحاب إلى خارج المشفى والاشتراك مع وحدات الجيش في حمايته، نفذت عملية وصفها البعض بـ"إعادة الأمل" لكن على الطريقة السورية بالنسبة للمحبطين الذي تحدث عنهم الرئيس الأسد في خطابه الأخير في ذكرى الشهداء، فالصمود الأسطوري أمام الأعداد الكبيرة من الانتحاريين والانغماسيين الذي وصل عددهم إلى أكثر من 100، وأكثر من 10 مفخخات وأكثر من 5 عمليات انتحارية، أذهل الميلشيات المهاجمة، وانعكس إيجايا على العمليات العسكرية الدائرة منذ أسبوع في محيط جسر الشغور حيث تسعى قوات الجيش لفك الحصار عن المشفى بالدرجة الأولى ومن ثم التوجه لإعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور وإدلب، بالاعتماد على القوات المتحشدة داخل المشفى لأن تكون الرصاصة المتقدمة الموجهة إلى رؤوس الميليشيات في قلب المدينة.  أحد الجنود المشاركين في العمليات العسكرية في ريف إدلب يقول: "صمود حامية المشفى يحثنا على التحرك سريعا من أجل فك الحصار عنهم، لولا صمودهم لما تمكنا من إحراز التقدم على المحور الشرقي من المشفى المذكور لقد كان لهم دور كبير وخاصة بمنع الالتفاف حول الجيش من المحور الجنوبي الشرقي"، مضيفاً "سنصل المشفى مهما كلفنا الأمر إنهم أبطال ويستحقون التضحية".  ومازاد "الطين بلة" بالنسبة لتركيا هو مجموعة الصور اليومية التي يحاول حامية المشفى إيصالها إلى وسائل الاتصال الاجتماعي للتأكيد على أن المشفى بكامل مساحته تحت سيطرتهم وهذا لعب دور كبير في دحض الروايات التي حاولت القنوات التابعة للسعودية وتركيا تسويقها بأن الميليشيات المتطرقة سيطرت بشكل مطلق على المشفى.  لاشك أن معركة جسر الشغور تحولت إلى معركة دولية وساحة حرب طاحنة قد يكون لنتائجها تغيير كبير على أحلام السلطنة العثمانية التي كانت تحاول التمدد إلى الشمال السوري وهذا ما أحبطه الجيش بصموده في المناطق الواقعة تحت سيطرته بممقابل المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وخاصة تنظيم "داعش" المدعوم بشكل رئيسي من قطر والسعودية وتركيا، وهذا مايفسر محاولة هذا التنظيم نقل معاركه إلى جبهات أخرى سواء على أطراف حمص أو العاصمة السورية دمشق ولكن دون جدوى، وهذا ماينطبق أيضاً على ميليشيات جيش الفتح التي بعد أن أسست نفسها في حلب فرط عقدها مباشرة بعد الضربات التي تلقتها في إدلب والقلمون.

المصدر : عربي برس / جوني دوران


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة