دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بين التطورات السياسية السعودية والتطورات الميدانية السورية، يتقرّر مصير الشرق الأوسط، وفقاً لما قرأه ديبلوماسي عربي مقيم في أوروبا، في شرح قدمه لنتائج التفاهم الغربي مع إيران في ضوء التقدّم المحسوم للاتفاق على الملف النووي الإيراني الذي دخل حيّز الصياغة.
الديبلوماسي الذي يعمل في إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، اعتبر التغييرات السعودية الهيكلية في بنية نظام الحكم، مؤشراً على مرحلة تواضع الدور الخليجي سياسياً على الساحة العربية سيظهر تدريجاً، مع تمركز القرار الأمني الخليجي في يد الملك السعودي الجديد الذي يستعدّ لتسلّم مسؤولياته مع حلول العام المقبل، بعد رسم أطر التسويات الإقليمية، وتولي وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي الموقع الديبلوماسي الأول، وعودة دور المركز المالي لإمارة دبي، كمركز تسوّق إيراني مفتوح على العالم، كما هي هونغ كونغ بالنسبة إلى الصين في مرحلة التطبيع للعلاقات مع الغرب. ولم يستبعد المصدر نفسه أن تكون صيغة مجلس التعاون الخليجي، بعد الهيكلة الدستورية لكلّ من دول المجلس على حدة، قادرة على التحوّل إلى مؤسسة يكون بن علوي فيها بمنصب مفوض الشؤون الخارجية، ويكون محمد بن نايف هو ضامن استقرارها، ومحمد بن راشد عنوانها المالي، مضيفاً أنّ ملامح التسويات المتعدّدة مع إيران ستتبلور في الصيف بين السعودية وإيران بمساع عُمانية نشطة لم تتوقف.
المصدر الديبلوماسي يربط، التوازنات بالمعارك الضارية التي بدأت وستستمر في سورية، حتى نهاية الصيف، والتي يرمي كلّ الأطراف الإقليميين بأثقالهم للفوز بها، فمن جهة تركيا و«إسرائيل» والسعودية وقطر يقفون وراء «جبهة النصرة»، التي تصنّفها دول الغرب والأمم المتحدة منظمة إرهابية، وهي الفرع الرسمي لتنظيم «القاعدة»، بينما فصائل المعارضة السياسية تحتفل بما تحققه «النصرة» وهي تعلم أن لا صلة لها بتثمير عائداته، وأنّ دورها لن يتعدّى حجز مقعد في جنيف بحجم الجغرافيا التي ستحتلها «النصرة»، لتعطي أطراف المثلث السعودي التركي «الإسرائيلي» الموافقة على حسم عسكري ربما تشترك فيه تركيا عندها لتأكيد حصتها في الحلّ السوري، ما لم تنجح سورية ومعها حلفاؤها في فرض أمر واقع مغاير في الميدان.
على ضفة حلف سورية إيران والمقاومة، أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ المشاورات المكثفة التي يجريها أطراف الحلف والتي تشمل روسيا ضمناً، تسعى إلى بلورة تشخيص دقيق للموقف، وأبعاد الاندفاعات التي قامت بها «جبهة النصرة» شمال سورية وجنوبها، بزجّ آلاف المقاتلين المزوّدين بأسلحة نوعية والمموّلين بصورة لافتة، من كلّ تفاصيل استعداداتهم ومعداتهم، وحدود الجاهزية السعودية عبر وكيله الأردني من جهة، وتركيا من جهة ثانية التي تقف بكلّ ثقلها وراء ما جرى في جبهتي إدلب وجسر الشغور، و«إسرائيل» من جهة ثالثة التي وجهت رسائل متعددة توحي بنوايا التصعيد ولا تضعها خارج الحسابات على رغم ضيق ذات اليد بعد تظهير موازين الردع التي حملتها عملية مزارع شبعا النوعية.
المصادر قالت لـ«البناء» إنّ ما تحقق من حماية للجغرافيا السورية طوال سنوات وشهور المواجهة لن يتمّ التفريط به، ولا التسامح مع الذي يقفون وراء محاولة زعزعته، وأنّ كلّ الاحتمالات واردة بما فيها رفع وتيرة المواجهة مع دول الجوار بصورة تضعها أمام تحدّي دخول حالة حرب إذا واصلت العبث المفتوح بالجغرافيا السورية.
وكشفت المصادر عن نتائج مشاورات طهران بين القيادتين العسكريتين الإيرانية والسورية، لجهة التكامل والتنسيق في القدرات، لتغيير الوقائع الميدانية من جهة، ولتأمين احتياجات المعارك المتوقعة في الأشهر المقبلة قبيل وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني بصيغته النهائية.
مصادر أمنية لبنانية تحدثت لـ«البناء» عن حشود في مناطق القلمون وجبهات متعدّدة على الحدود اللبنانية السورية، توحي بقرب اندلاع مواجهات كبرى فيها، من دون أن تفصح عن الجهة المعنية بالمبادرة لفتح المعركة، سورية والمقاومة أم «جبهة النصرة» و«داعش».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة