يعتبر طراز "ريبر" احدث ما لدى الترسانة الاميركية، وهي التي اسقطتها سوريا ايضاً. واوردت نشرة "اير فورس تايمز،" الخاصة بشؤون سلاح الجو، ان قيادة السلاح الجوي عازمة على استبدال الجيل القديم، بريداتور، بالجيل الاحدث، ريبر – ام كيو 9،" تدريجياً، نظراً للمواصفات المميزة سالفة الذكر؛ وتخصيص أموال إضافية في الميزانية العسكرية لذلك.توظيف القيادة العسكرية الاميركية طائرات الدرونز، بمختلف انواعها، لحصد مكاسب سياسية وميدانية تستند بالدرجة الاولى الى التيقن من قدرة سلاحها الجوي توفير الحماية والاسناد، او استخدامها ضد بلدان ونظم متواضعة القدرة الدفاعية.تجدر الاشارة الى اهمية التحذيرات التي اطلقها قادة عدة في سلاح الجو الاميركي بعدم قدرة الاجيال الحالية من طائرات الدرونز تنفيذ مهام في اجواء معادية تحميها تغطية طائرات مقاتلة ودفاعات جوية متطورة. في هذا الصدد، اوضحت يومية "ديفينس نيوز،" الخاصة بالشؤون العسكرية، ان مواجهة جوية تمت عام 2003 بين احدى طائرات "بريداتور" المسلحة بصواريخ "ستينغر" ومقاتلات عراقية، كانت الغلبة فيها للاخيرة. يذكر ان اميركا استخدمت الجيل الاول من "بريداتور – ار كيو-1 ل،" ضد العراق عام 1996.كما أوضح ناطق باسم القيادة المركزية للقوات الاميركية سهولة استهداف طائرات الدرونز، عام 2013، محذرا من ضرورة توفير حماية جوية لها من قبل طائرات مقاتلة – اي سلاح بكلفة بضع مئات ملايين الدولارات يمضي لحماية سلاح لا تتعدى كلفته 20 مليون دولار. وسخر قائد هيئة اركان سلاح الجو الاميركي، مارك ويلش، من حادث تحليق طائرة مقاتلة من طراز اف-22 لحماية طائرة درونز اميركية كانت ملاحقة من مقاتلتين لايران من طراز فانتوم-4 اس، فوق مياه الخليج العربي، في شهر ايلول / سبتمبر 2013.بعيداً عن سخرية ويلش، اوضح رئيس قيادة القتال الجوي، مايك هوستاج، امام مؤتمر لجمعية القوات الجوية، 17 ايلول / سبتمبر 2013، ان طائرات بريداتور وريبر "عديمتي الفائدة" فوق اجواء معادية. واردف انه "لا يستطيع ارسال اي منها للتحليق فوق اجواء مضيق هرمز دون تخصيص مقاتلات اخرى لحمايتها."تصريحات قادة سلاح الجو ان دلت على شيء فهي تدل على افول المراهنة لتحليق طائرات الدرونز في اجواء معادية، خارج ساحات استخدامها السابقة بنجاح في الصومال وافغانستان والعراق واليمن.نقص الطواقم البشرية المسيرة لطائرات الدرونز هو اهم ما يعانية برنامج استخدامها، اذ ان العدد الاكبر من الطيارين يتم تدريبه على الطائرات المقاتلة والتي تستغرق فترة زمنية طويلة نسبيا. بالعودة لرئيس هيئة اركان سلاح الجو، مارك ويلش، اوضح لعدد من الصحف المتخصصة بالشؤون العسكرية ان "المعضلة الاكبر التي نواجهها هي في (سرعة) تدريب" الطواقم المطلوبة "اذ تتراوح قدراتنا التدريبية على استيعاب نحو 180 منتسب سنويا، مقابل ما تقتضيه احتياجاتنا لنحو 300 منتسب سنويا – فضلا عن خسارتنا لنحو 240 عنصر مدرب سنويا" لاسباب خاصة.تتفاقم المسألة بصورة أشد مما أتى ذكره عند الاخذ بعين الاعتبار تنامي الطلعات الجوية والقتالية للطيران الاميركي فوق الاجواء العراقية والسورية، مما يرهق كاهل الطواقم العاملة. بل حذر ويلش صناع القرار من عدم قدرة سلاح الجو الحفاظ على وتيرة الطلعات الجوية الحالية لطائرات الدرونز لفترة زمنية طويلة.يشار إلى أن الطواقم المسيرة لطائرات الدرونز تعمل بمعدل 14 ساعة متواصلة يومياً، لمدة ستة ايام في الاسبوع. بالمقابل، طيار الطائرات المقاتلة، اف-16 مثالا، قد يحلق بمعدل 200-300 ساعة طيران في السنة؛ بينما طيار الدرونز يخصص نحو 900-1100 ساعة طيران سنويا. كثافة المسؤولية الملقاة على عاتق مسير طائرة الدرونز وبط اجراءات الترقية المهنية يدفع به وزملائه الى طلب الخروج المبكر من الخدمة.طواقم الطائرات المقاتلة أيضاً اضطروا لتخصيص مزيد من الجهد وساعات الطيران، وارسلتهم قيادة سلاح الجو للتدريب مجدداً على تسيير الدرونز في قاعدة جوية بولاية نيفادا. الارقام المتوفرة تشير الى نحو 38 طيار تم استدراجهم للتدريب على الدرونز، ومن المقرر بدء مهامهم الجديدة في وقت لاحق من فصل الصيف المقبل. استدركت قيادة سلاح الجو الضغوط المهنية الاضافية على المتدربين، وناشدتهم عدم العودة "تلقائيا" الى تشكيلات الطائرات المقاتلة، او الالتحاق بشركات الطيران المدني.تتضح عمق ازمة الاحتفاظ بالاطقم البشرية عند الاخذ بعين الاعتبار الطواقم المساندة المطلوبة من مهنيين واخصائيي صيانة؛ يسهرون على تطبيق سياسات البيت الابيض وتزايد اعتماده على طائرات الدرونز. يبلغ عدد الطواقم المطلوبة لتشغيل اربع طائرات درونز نحو 186 عنصر. تسع وخمسون (59) اخصائي يشرفون على مهام الاطلاق والعودة وصيانة الطائرات في ساحات القتال الفعلية (افغانستان، باكستان وجيبوتي)؛ وخمسة واربعين (45) عنصرا آخرا يقيمون ويعملون في قواعد جوية داخل الاراضي الاميركية.من الجائز القول إن وزارة الدفاع الاميركية، البنتاغون، اقحمت نفسها في مأزق "توفير غطاء جوي في الحرب على داعش"، وتيقنها في وقت متأخر لعدم توفر العدد الكافي من الدرونز وضرورة حمايتها بطائرات مقاتلة ومساندة، مما يضاعف الكلفة الاجمالية لمهامها؛ اضافة لما سبق من معاناة في توفر الطواقم البشرية المطلوبة. وشكلت سوريا ولا تزال تحدياً جاداً للاستراتيجية الاميركية التي تخشى مظلة دفاعاتها الجوية المتقدمة، خاصة بعد تيقنها في حادثتي المقاتلة التركية والدرونز الاميركية.الحادثة الاخيرة تنذر بما هو اخطر منها في مقبل الايام، سيما في ظل مرافقة الطائرات المقاتلة الاميركية لطائرات الدرونز وما يشكله من تنامي احتمالات الاشتباك الجوي بين الطرفين. القيادة العسكرية الاميركية غير متيقنة، على ما يبدو، من النوايا السورية التي لا تصرح بما قد تقوم به: هل ستسمح سورية بتحليق مقاتلات اميركية، اف-16، فوق اجواء اللاذقية لحماية طلعات الدرونز، ام ستعمد لاسقاطها، والخيار المحتمل تنفيذه من قبل الطائرات المقاتلة عند اطلاق صاروخ ارض – جو، سام، على الدرونز.وعليه، تأتي وتيرة الرسائل الاميركية المتعددة لطمأنة سورية من ناحية، باولوية الحل السياسي؛ واستعداداتها العسكرية التي لم تغادر حيز المراهنة على التدخل عسكريا هناك، اما مباشرة او دعما لقوات برية من حلفائها، عربا واقليميين، لتعويض خسائر المراهنة الشاملة.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-21
  • 14091
  • من الأرشيف

نظرة على طائرة الدرون وعيوبها

يعتبر طراز "ريبر" احدث ما لدى الترسانة الاميركية، وهي التي اسقطتها سوريا ايضاً. واوردت نشرة "اير فورس تايمز،" الخاصة بشؤون سلاح الجو، ان قيادة السلاح الجوي عازمة على استبدال الجيل القديم، بريداتور، بالجيل الاحدث، ريبر – ام كيو 9،" تدريجياً، نظراً للمواصفات المميزة سالفة الذكر؛ وتخصيص أموال إضافية في الميزانية العسكرية لذلك.توظيف القيادة العسكرية الاميركية طائرات الدرونز، بمختلف انواعها، لحصد مكاسب سياسية وميدانية تستند بالدرجة الاولى الى التيقن من قدرة سلاحها الجوي توفير الحماية والاسناد، او استخدامها ضد بلدان ونظم متواضعة القدرة الدفاعية.تجدر الاشارة الى اهمية التحذيرات التي اطلقها قادة عدة في سلاح الجو الاميركي بعدم قدرة الاجيال الحالية من طائرات الدرونز تنفيذ مهام في اجواء معادية تحميها تغطية طائرات مقاتلة ودفاعات جوية متطورة. في هذا الصدد، اوضحت يومية "ديفينس نيوز،" الخاصة بالشؤون العسكرية، ان مواجهة جوية تمت عام 2003 بين احدى طائرات "بريداتور" المسلحة بصواريخ "ستينغر" ومقاتلات عراقية، كانت الغلبة فيها للاخيرة. يذكر ان اميركا استخدمت الجيل الاول من "بريداتور – ار كيو-1 ل،" ضد العراق عام 1996.كما أوضح ناطق باسم القيادة المركزية للقوات الاميركية سهولة استهداف طائرات الدرونز، عام 2013، محذرا من ضرورة توفير حماية جوية لها من قبل طائرات مقاتلة – اي سلاح بكلفة بضع مئات ملايين الدولارات يمضي لحماية سلاح لا تتعدى كلفته 20 مليون دولار. وسخر قائد هيئة اركان سلاح الجو الاميركي، مارك ويلش، من حادث تحليق طائرة مقاتلة من طراز اف-22 لحماية طائرة درونز اميركية كانت ملاحقة من مقاتلتين لايران من طراز فانتوم-4 اس، فوق مياه الخليج العربي، في شهر ايلول / سبتمبر 2013.بعيداً عن سخرية ويلش، اوضح رئيس قيادة القتال الجوي، مايك هوستاج، امام مؤتمر لجمعية القوات الجوية، 17 ايلول / سبتمبر 2013، ان طائرات بريداتور وريبر "عديمتي الفائدة" فوق اجواء معادية. واردف انه "لا يستطيع ارسال اي منها للتحليق فوق اجواء مضيق هرمز دون تخصيص مقاتلات اخرى لحمايتها."تصريحات قادة سلاح الجو ان دلت على شيء فهي تدل على افول المراهنة لتحليق طائرات الدرونز في اجواء معادية، خارج ساحات استخدامها السابقة بنجاح في الصومال وافغانستان والعراق واليمن.نقص الطواقم البشرية المسيرة لطائرات الدرونز هو اهم ما يعانية برنامج استخدامها، اذ ان العدد الاكبر من الطيارين يتم تدريبه على الطائرات المقاتلة والتي تستغرق فترة زمنية طويلة نسبيا. بالعودة لرئيس هيئة اركان سلاح الجو، مارك ويلش، اوضح لعدد من الصحف المتخصصة بالشؤون العسكرية ان "المعضلة الاكبر التي نواجهها هي في (سرعة) تدريب" الطواقم المطلوبة "اذ تتراوح قدراتنا التدريبية على استيعاب نحو 180 منتسب سنويا، مقابل ما تقتضيه احتياجاتنا لنحو 300 منتسب سنويا – فضلا عن خسارتنا لنحو 240 عنصر مدرب سنويا" لاسباب خاصة.تتفاقم المسألة بصورة أشد مما أتى ذكره عند الاخذ بعين الاعتبار تنامي الطلعات الجوية والقتالية للطيران الاميركي فوق الاجواء العراقية والسورية، مما يرهق كاهل الطواقم العاملة. بل حذر ويلش صناع القرار من عدم قدرة سلاح الجو الحفاظ على وتيرة الطلعات الجوية الحالية لطائرات الدرونز لفترة زمنية طويلة.يشار إلى أن الطواقم المسيرة لطائرات الدرونز تعمل بمعدل 14 ساعة متواصلة يومياً، لمدة ستة ايام في الاسبوع. بالمقابل، طيار الطائرات المقاتلة، اف-16 مثالا، قد يحلق بمعدل 200-300 ساعة طيران في السنة؛ بينما طيار الدرونز يخصص نحو 900-1100 ساعة طيران سنويا. كثافة المسؤولية الملقاة على عاتق مسير طائرة الدرونز وبط اجراءات الترقية المهنية يدفع به وزملائه الى طلب الخروج المبكر من الخدمة.طواقم الطائرات المقاتلة أيضاً اضطروا لتخصيص مزيد من الجهد وساعات الطيران، وارسلتهم قيادة سلاح الجو للتدريب مجدداً على تسيير الدرونز في قاعدة جوية بولاية نيفادا. الارقام المتوفرة تشير الى نحو 38 طيار تم استدراجهم للتدريب على الدرونز، ومن المقرر بدء مهامهم الجديدة في وقت لاحق من فصل الصيف المقبل. استدركت قيادة سلاح الجو الضغوط المهنية الاضافية على المتدربين، وناشدتهم عدم العودة "تلقائيا" الى تشكيلات الطائرات المقاتلة، او الالتحاق بشركات الطيران المدني.تتضح عمق ازمة الاحتفاظ بالاطقم البشرية عند الاخذ بعين الاعتبار الطواقم المساندة المطلوبة من مهنيين واخصائيي صيانة؛ يسهرون على تطبيق سياسات البيت الابيض وتزايد اعتماده على طائرات الدرونز. يبلغ عدد الطواقم المطلوبة لتشغيل اربع طائرات درونز نحو 186 عنصر. تسع وخمسون (59) اخصائي يشرفون على مهام الاطلاق والعودة وصيانة الطائرات في ساحات القتال الفعلية (افغانستان، باكستان وجيبوتي)؛ وخمسة واربعين (45) عنصرا آخرا يقيمون ويعملون في قواعد جوية داخل الاراضي الاميركية.من الجائز القول إن وزارة الدفاع الاميركية، البنتاغون، اقحمت نفسها في مأزق "توفير غطاء جوي في الحرب على داعش"، وتيقنها في وقت متأخر لعدم توفر العدد الكافي من الدرونز وضرورة حمايتها بطائرات مقاتلة ومساندة، مما يضاعف الكلفة الاجمالية لمهامها؛ اضافة لما سبق من معاناة في توفر الطواقم البشرية المطلوبة. وشكلت سوريا ولا تزال تحدياً جاداً للاستراتيجية الاميركية التي تخشى مظلة دفاعاتها الجوية المتقدمة، خاصة بعد تيقنها في حادثتي المقاتلة التركية والدرونز الاميركية.الحادثة الاخيرة تنذر بما هو اخطر منها في مقبل الايام، سيما في ظل مرافقة الطائرات المقاتلة الاميركية لطائرات الدرونز وما يشكله من تنامي احتمالات الاشتباك الجوي بين الطرفين. القيادة العسكرية الاميركية غير متيقنة، على ما يبدو، من النوايا السورية التي لا تصرح بما قد تقوم به: هل ستسمح سورية بتحليق مقاتلات اميركية، اف-16، فوق اجواء اللاذقية لحماية طلعات الدرونز، ام ستعمد لاسقاطها، والخيار المحتمل تنفيذه من قبل الطائرات المقاتلة عند اطلاق صاروخ ارض – جو، سام، على الدرونز.وعليه، تأتي وتيرة الرسائل الاميركية المتعددة لطمأنة سورية من ناحية، باولوية الحل السياسي؛ واستعداداتها العسكرية التي لم تغادر حيز المراهنة على التدخل عسكريا هناك، اما مباشرة او دعما لقوات برية من حلفائها، عربا واقليميين، لتعويض خسائر المراهنة الشاملة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة