لم يتسبّب التعب ولا الملل ولا الطريق المسدود بقطع الاجتماعات العشرة التي عقدها وزيرا خارجية أميركا وإيران جون كيري ومحمد جواد ظريف، فالمصادر المتابعة تقول إنّ ما يجب أن يبتّ به الوزيران قد أنهياه، وإنّ ما بقي من نقاط هو ما ستجرى مناقشته مرة ثانية بحضور الوزراء الأوروبيين، كما بدا أنّ الصياغات التي ستجرى لما تمّ الاتفاق عليه سيُعاد تنقيحها وتدقيقها بمشاركة الأوروبيين، الذين يريدون حفظ ماء الوجه بالحرص على إبداء الرأي وترك بصمة، ستصير مزيداً من التشدّد الذي ترتاح إليه واشنطن، من دون أن تتولى الدفاع عما يتمّ التوصل إليه مع إيران أمام شركائها، فكان الأفضل لإيران وقد حسمت النقاط الرئيسية، أن تترك للتفاوض بحضور الوزراء مجتمعين بمن فيهم حليفاها الروسي والصيني مقابل الأوروبيين والأميركيين، ما تبقى من نقاط، والصياغات النهائية للتفاهمات وتنقيحها، بحيث تسرّبت معلومات عن النية بجعل اجتماع الأربعاء المقبل ماراتونياً حتى الأحد، ينتهي باحتفال التوقيع حيث يكون التاسع والعشرين من شهر آذار أيّ قبل يومين من انتهاء المهلة المتفق عليها لحسم التفاهم.

 المواقف الأميركية والإيرانية كانت كلها توحي بالتفاؤل بالتوصل إلى إعلان الاتفاق في المهلة المقرّرة، على رغم ما جاء في رسالة معايدة الرئيس الأميركي للإيرانيين، في عيد النوروز، من تسجيل لموقف عنوانه، «لا تضيّعوا الفرصة» ليأتي الردّ سريعاً بتغريدة للوزير ظريف عنوانها، «نعرف ما نريد حقوقنا وعزتنا أولاً»، لكن هذا النوع من المشاغبات الطريفة لم يفسد التصريحات المتفائلة التي صدرت عن كيري وظريف والبيت الأبيض بالتأكيد على حصول تقدم مفصلي في قضايا التفاوض تجعل التوصل إلى التفاهم في الموعد المقرّر قابلاً للتحقق.

 بينما لا تزال المفاوضات الأميركية الإيرانية الحدث المحوري الذي يرخي بثقله على أحداث المنطقة الأخرى، جاء ثقل الدماء النازفة في اليمن، مع سقوط قرابة المئة وخمسين شهيداً في تفجيرات أعلنت «داعش» مسؤوليتها عنها، وأشارت مصادر يمنية إلى أياد سعودية تقف وراءها، ليترافق مع مناخ متوتر في محافظات تعز ومأرب والبيضاء وحضرموت، ليؤشر إلى دخول اليمن في نفق الحرب الأهلية، التي تشكل المخرج الآمن الوحيد للفشل السعودي في تعويم الرئيس المستقيل منصور هادي، بينما صدر بيان سعودي تعليقاً على التفجيرات يبدي القلق من زعزعة الاستقرار في اليمن.

 الاستقرار كان أيضاً كلمة السرّ في البيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي حول لبنان، تضمّن إشارات رئاسية، أوحت لبعض المعنيين بنية بدء تحريك الملف الرئاسي ولو ببطء، خصوصاً أنّ نصائح المرونة واحترام الدستور التي تضمّنها البيان، جاءت مشفوعة بالشيفرة الرئيسية للموقف الدولي، أنه يبقى الأهمّ هو حفظ الاستقرار في لبنان.بعد السجالات الحادة بين حزب الله وتيار المستقبل، استرخت الساحة السياسية أمس، فيما تبقى الاتصالات جارية في ما يتعلق بموضوع التعيينات الأمنية وجدول أعمال الجلسة التشريعية بعيداً من الأضواء.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-20
  • 10347
  • من الأرشيف

صنعاء تسبح بدماء أهلها... والسعودية تخشى زعزعة استقرار اليمن!

لم يتسبّب التعب ولا الملل ولا الطريق المسدود بقطع الاجتماعات العشرة التي عقدها وزيرا خارجية أميركا وإيران جون كيري ومحمد جواد ظريف، فالمصادر المتابعة تقول إنّ ما يجب أن يبتّ به الوزيران قد أنهياه، وإنّ ما بقي من نقاط هو ما ستجرى مناقشته مرة ثانية بحضور الوزراء الأوروبيين، كما بدا أنّ الصياغات التي ستجرى لما تمّ الاتفاق عليه سيُعاد تنقيحها وتدقيقها بمشاركة الأوروبيين، الذين يريدون حفظ ماء الوجه بالحرص على إبداء الرأي وترك بصمة، ستصير مزيداً من التشدّد الذي ترتاح إليه واشنطن، من دون أن تتولى الدفاع عما يتمّ التوصل إليه مع إيران أمام شركائها، فكان الأفضل لإيران وقد حسمت النقاط الرئيسية، أن تترك للتفاوض بحضور الوزراء مجتمعين بمن فيهم حليفاها الروسي والصيني مقابل الأوروبيين والأميركيين، ما تبقى من نقاط، والصياغات النهائية للتفاهمات وتنقيحها، بحيث تسرّبت معلومات عن النية بجعل اجتماع الأربعاء المقبل ماراتونياً حتى الأحد، ينتهي باحتفال التوقيع حيث يكون التاسع والعشرين من شهر آذار أيّ قبل يومين من انتهاء المهلة المتفق عليها لحسم التفاهم.  المواقف الأميركية والإيرانية كانت كلها توحي بالتفاؤل بالتوصل إلى إعلان الاتفاق في المهلة المقرّرة، على رغم ما جاء في رسالة معايدة الرئيس الأميركي للإيرانيين، في عيد النوروز، من تسجيل لموقف عنوانه، «لا تضيّعوا الفرصة» ليأتي الردّ سريعاً بتغريدة للوزير ظريف عنوانها، «نعرف ما نريد حقوقنا وعزتنا أولاً»، لكن هذا النوع من المشاغبات الطريفة لم يفسد التصريحات المتفائلة التي صدرت عن كيري وظريف والبيت الأبيض بالتأكيد على حصول تقدم مفصلي في قضايا التفاوض تجعل التوصل إلى التفاهم في الموعد المقرّر قابلاً للتحقق.  بينما لا تزال المفاوضات الأميركية الإيرانية الحدث المحوري الذي يرخي بثقله على أحداث المنطقة الأخرى، جاء ثقل الدماء النازفة في اليمن، مع سقوط قرابة المئة وخمسين شهيداً في تفجيرات أعلنت «داعش» مسؤوليتها عنها، وأشارت مصادر يمنية إلى أياد سعودية تقف وراءها، ليترافق مع مناخ متوتر في محافظات تعز ومأرب والبيضاء وحضرموت، ليؤشر إلى دخول اليمن في نفق الحرب الأهلية، التي تشكل المخرج الآمن الوحيد للفشل السعودي في تعويم الرئيس المستقيل منصور هادي، بينما صدر بيان سعودي تعليقاً على التفجيرات يبدي القلق من زعزعة الاستقرار في اليمن.  الاستقرار كان أيضاً كلمة السرّ في البيان الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي حول لبنان، تضمّن إشارات رئاسية، أوحت لبعض المعنيين بنية بدء تحريك الملف الرئاسي ولو ببطء، خصوصاً أنّ نصائح المرونة واحترام الدستور التي تضمّنها البيان، جاءت مشفوعة بالشيفرة الرئيسية للموقف الدولي، أنه يبقى الأهمّ هو حفظ الاستقرار في لبنان.بعد السجالات الحادة بين حزب الله وتيار المستقبل، استرخت الساحة السياسية أمس، فيما تبقى الاتصالات جارية في ما يتعلق بموضوع التعيينات الأمنية وجدول أعمال الجلسة التشريعية بعيداً من الأضواء.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة