حذّر الرئيس الأميركي باراك اوباما، أمس، رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو من أن الولايات المتحدة «ستعيد تقييم» سياستها بعد تصريحات الأول ضد حل الدولتين.

وبعد يومين على انتخابات الكنيست التي فاز بها حزب «الليكود» بزعامة نتنياهو، أعلن البيت الأبيض أن اوباما اتصل بالقيادي الإسرائيلي مهنئاً. لكن ذلك لا يلغي الفتور في العلاقات بين الرجلين.

وقبل اتصاله مهنئاً، انتقد البيت الأبيض إعلان نتنياهو خلال حملته الانتخابية أنه يعارض قيام دولة فلسطينية فضلاً عن تصريحاته المحذرة من كثافة مشاركة عرب 48 في الاقتراع. وحذر، في بيان، من أن من شأن ذلك أن يدفع واشنطن إلى «إعادة تقييم» سياستها.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست إن «الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة تستند إلى فكرة أن حل الدولتين هو النتيجة الأفضل». وأضاف: «الآن وفي هذه التصريحات قال حليفنا، في إشارة إلى الإسرائيليين، إنهم لم يعودوا ملتزمين بهذا الحل. هذا يعني انه علينا إعادة تقييم موقفنا بهذا الشأن وهذا ما سنفعله». وتابع أن التزام حل الدولتين «يشكل ركيزة السياسة الأميركية في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أن القرارات السياسية للولايات المتحدة في مختلف الهيئات المتعددة الأطراف وبينها الأمم المتحدة ستعاد دراستها.

وطالما عارضت الولايات المتحدة المساعي داخل الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية معتبرةً أن ذلك يجب أن يكون جزءاً من اتفاق سلام متفاوض عليه. كما أنها انقذت الحكومة الإسرائيلية مرات عدة من التصويت ضدها في قضايا عدة من بينها اتهامات بانتهاكها لحقوق الانسان. وفي وقت لاحق، أصدر البيت الأبيض بياناً صرّح فيه أن اوباما اتصل بنتنياهو لتهنئته «بفوز حزبه» وشدد على أهمية «الشراكة العميقة والدائمة» بين الدولتين.

وأفاد مسؤول في الإدارة الاميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن «الرئيس اوباما أبلغ رئيس الحكومة أننا سنحتاج إلى إعادة تقييم خياراتنا بعد إعلانه مواقفه الجديدة وتصريحاته حول حل الدولتين». وأضاف أن الرجلين «بحثا أيضاً تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو حول عرب 48».

ورداً على سؤال حول احتمال أن ترفع واشنطن غطاءها الدبلوماسي عن الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى انه لم يتخذ قراراً بهذا الشأن و«لكننا لم نسحب الخيار عن الطاولة».

ومن شأن خطوة كهذه أن تمثل انعطافاً في العلاقات لم تشهده الدولتان خلال سنوات وربما عقود. وقد مرّ 30 عاماً على موافقة الرئيس الاميركي رونالد ريغان على تمرير قرارات في الأمم المتحدة تدين الحكومة الإسرائيلية بعدما قصفت منشآت نووية عراقية.

وخلال مقابلة، أمس، نفى نتنياهو أنه يضع نفسه في موقع معارض للسياسة الأميركية إذ تراجع عن تصريحاته ضد قيام دولة فلسطينية. وقال نتنياهو لمحطة «فوكس نيوز»: «أنا لم أتراجع عن أي شيء قلته في خطابي قبل ستة أعوام عندما دعوت إلى حل مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة يهودية. قلت ببساطة إن الشروط لذلك لا يمكن تحقيقها اليوم».

  • فريق ماسة
  • 2015-03-19
  • 14447
  • من الأرشيف

واشنطن «ستعيد تقييم» خياراتها السياسية بعد فوز نتنياهو

حذّر الرئيس الأميركي باراك اوباما، أمس، رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو من أن الولايات المتحدة «ستعيد تقييم» سياستها بعد تصريحات الأول ضد حل الدولتين. وبعد يومين على انتخابات الكنيست التي فاز بها حزب «الليكود» بزعامة نتنياهو، أعلن البيت الأبيض أن اوباما اتصل بالقيادي الإسرائيلي مهنئاً. لكن ذلك لا يلغي الفتور في العلاقات بين الرجلين. وقبل اتصاله مهنئاً، انتقد البيت الأبيض إعلان نتنياهو خلال حملته الانتخابية أنه يعارض قيام دولة فلسطينية فضلاً عن تصريحاته المحذرة من كثافة مشاركة عرب 48 في الاقتراع. وحذر، في بيان، من أن من شأن ذلك أن يدفع واشنطن إلى «إعادة تقييم» سياستها. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست إن «الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة تستند إلى فكرة أن حل الدولتين هو النتيجة الأفضل». وأضاف: «الآن وفي هذه التصريحات قال حليفنا، في إشارة إلى الإسرائيليين، إنهم لم يعودوا ملتزمين بهذا الحل. هذا يعني انه علينا إعادة تقييم موقفنا بهذا الشأن وهذا ما سنفعله». وتابع أن التزام حل الدولتين «يشكل ركيزة السياسة الأميركية في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أن القرارات السياسية للولايات المتحدة في مختلف الهيئات المتعددة الأطراف وبينها الأمم المتحدة ستعاد دراستها. وطالما عارضت الولايات المتحدة المساعي داخل الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية معتبرةً أن ذلك يجب أن يكون جزءاً من اتفاق سلام متفاوض عليه. كما أنها انقذت الحكومة الإسرائيلية مرات عدة من التصويت ضدها في قضايا عدة من بينها اتهامات بانتهاكها لحقوق الانسان. وفي وقت لاحق، أصدر البيت الأبيض بياناً صرّح فيه أن اوباما اتصل بنتنياهو لتهنئته «بفوز حزبه» وشدد على أهمية «الشراكة العميقة والدائمة» بين الدولتين. وأفاد مسؤول في الإدارة الاميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن «الرئيس اوباما أبلغ رئيس الحكومة أننا سنحتاج إلى إعادة تقييم خياراتنا بعد إعلانه مواقفه الجديدة وتصريحاته حول حل الدولتين». وأضاف أن الرجلين «بحثا أيضاً تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو حول عرب 48». ورداً على سؤال حول احتمال أن ترفع واشنطن غطاءها الدبلوماسي عن الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى انه لم يتخذ قراراً بهذا الشأن و«لكننا لم نسحب الخيار عن الطاولة». ومن شأن خطوة كهذه أن تمثل انعطافاً في العلاقات لم تشهده الدولتان خلال سنوات وربما عقود. وقد مرّ 30 عاماً على موافقة الرئيس الاميركي رونالد ريغان على تمرير قرارات في الأمم المتحدة تدين الحكومة الإسرائيلية بعدما قصفت منشآت نووية عراقية. وخلال مقابلة، أمس، نفى نتنياهو أنه يضع نفسه في موقع معارض للسياسة الأميركية إذ تراجع عن تصريحاته ضد قيام دولة فلسطينية. وقال نتنياهو لمحطة «فوكس نيوز»: «أنا لم أتراجع عن أي شيء قلته في خطابي قبل ستة أعوام عندما دعوت إلى حل مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بدولة يهودية. قلت ببساطة إن الشروط لذلك لا يمكن تحقيقها اليوم».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة