بين تقدم الجيش السوري وخسائر المسلحين المتتالية، وإلغاء معاركهم، يبدو أن الجبهة الجنوبية ستكون على موعد مع اختبار جديد، مع تحريك «جبهة النصرة» لمجموعات ضخمة إلى القنيطرة.

وبات من المؤكد أن معركة الصنمين في ريف درعا، التي اقترحت «غرف عمليات» المجموعات المسلحة أن يتم إطلاقها، أصبحت في حكم الملغاة.

وقال مصدر ميداني معارض إن «الهجوم على المدينة يعتبر انتحاراً بالمعنى العسكري، إذ أن وجود الفرقة التاسعة في محيطها، إلى جانب اللواء 51 مع تعزيزات تصل مباشرة من الفرقة الأولى في الكسوة بريف دمشق، يعني استحالة الهجوم بأسلحة خفيفة أو متوسطة، يُضاف إلى ذلك أن المواجهات الأخيرة كشفت مدى ضعف المجموعات المسلحة وتشتتها، حيث تبين أن الفيلق الأول عبارة عن استعراض إعلامي، فيما فشلت كل جهود التوافق بين جيش اليرموك وفلوجة حوران، وانسحبت جبهة ثوار سوريا من الجيش الأول، ولا يمكن التعويل على فرقة الحمزة وحدها في التصدي لهجوم الجيش الذي يقترب تدريجياً من تل الحارة، وتفضل «النصرة» و «أحرار الشام» و «حركة المثنى» و «أكناف بيت المقدس» تعزيز مواقعها في القنيطرة وقرب الجولان» المحتل.

ويبدو أن المناطق القريبة من الجولان ستكون محط أنظار التنظيم «القاعدي»، بعد معلومات عن تحرك أرتال من «النصرة» إلى القنيطرة، في خطوة تثير تساؤلات عدة حول نية التمدّد في الجنوب.

ويشير مصدر معارض إلى أن «القنيطرة بشكل أو بآخر بعيدة عن النفوذ الأردني، وبالتالي تعتبر عمان غير معنية كثيراً بما يحدث فيها، وثانياً لأن نفوذ الفصيل "الجهادي" يبقى أكبر من درعا، والأهم هو تمسكها بمواقع في غاية الأهمية كالتلال الحمر وبلدة بيت جن ومعابر سرية عبر جبل الشيخ، تقود إلى لبنان أو الأراضي المحتلة».

وتشير مصادر أخرى إلى «إمكانية توسع جبهة النصرة إلى ريف درعا، مستغلة حالة الانقسام والتشتت التي تعيشها مجموعات "الجيش الحر"، وذلك للقضاء عليهم تدريجياً».

ويأتي تحرك «النصرة» بعد أيام من إصدار «حركة المثنى» الإسلامية بياناً تغازل فيه تنظيم  «داعش»، مشيرة إلى أنها «لا تقف ضد مبدأ الدولة الإسلامية».

 

  • فريق ماسة
  • 2015-03-09
  • 14088
  • من الأرشيف

«جبهة النصرة» تعزّز قواتها في القنيطرة

بين تقدم الجيش السوري وخسائر المسلحين المتتالية، وإلغاء معاركهم، يبدو أن الجبهة الجنوبية ستكون على موعد مع اختبار جديد، مع تحريك «جبهة النصرة» لمجموعات ضخمة إلى القنيطرة. وبات من المؤكد أن معركة الصنمين في ريف درعا، التي اقترحت «غرف عمليات» المجموعات المسلحة أن يتم إطلاقها، أصبحت في حكم الملغاة. وقال مصدر ميداني معارض إن «الهجوم على المدينة يعتبر انتحاراً بالمعنى العسكري، إذ أن وجود الفرقة التاسعة في محيطها، إلى جانب اللواء 51 مع تعزيزات تصل مباشرة من الفرقة الأولى في الكسوة بريف دمشق، يعني استحالة الهجوم بأسلحة خفيفة أو متوسطة، يُضاف إلى ذلك أن المواجهات الأخيرة كشفت مدى ضعف المجموعات المسلحة وتشتتها، حيث تبين أن الفيلق الأول عبارة عن استعراض إعلامي، فيما فشلت كل جهود التوافق بين جيش اليرموك وفلوجة حوران، وانسحبت جبهة ثوار سوريا من الجيش الأول، ولا يمكن التعويل على فرقة الحمزة وحدها في التصدي لهجوم الجيش الذي يقترب تدريجياً من تل الحارة، وتفضل «النصرة» و «أحرار الشام» و «حركة المثنى» و «أكناف بيت المقدس» تعزيز مواقعها في القنيطرة وقرب الجولان» المحتل. ويبدو أن المناطق القريبة من الجولان ستكون محط أنظار التنظيم «القاعدي»، بعد معلومات عن تحرك أرتال من «النصرة» إلى القنيطرة، في خطوة تثير تساؤلات عدة حول نية التمدّد في الجنوب. ويشير مصدر معارض إلى أن «القنيطرة بشكل أو بآخر بعيدة عن النفوذ الأردني، وبالتالي تعتبر عمان غير معنية كثيراً بما يحدث فيها، وثانياً لأن نفوذ الفصيل "الجهادي" يبقى أكبر من درعا، والأهم هو تمسكها بمواقع في غاية الأهمية كالتلال الحمر وبلدة بيت جن ومعابر سرية عبر جبل الشيخ، تقود إلى لبنان أو الأراضي المحتلة». وتشير مصادر أخرى إلى «إمكانية توسع جبهة النصرة إلى ريف درعا، مستغلة حالة الانقسام والتشتت التي تعيشها مجموعات "الجيش الحر"، وذلك للقضاء عليهم تدريجياً». ويأتي تحرك «النصرة» بعد أيام من إصدار «حركة المثنى» الإسلامية بياناً تغازل فيه تنظيم  «داعش»، مشيرة إلى أنها «لا تقف ضد مبدأ الدولة الإسلامية».  

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة