دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مرض ناتج عن التقاط ڤيروس، يصيب الكبد لدى الإنسان، قد يتحوّل الى مرض مزمن يؤدي الى تشمّع الكبد أو إصابته بسرطان في حال عدم معالجته.
إلتهاب الكبد الوبائي (Hépatite)... تعريفه؟ عوارضه؟ إنتقال العدوى؟ علاجه المناسب؟ كل هذه الأسئلة، أجاب عنها الدكتور طوني أبي راشد، إختصاصي في التهاب الكبد، في هذا اللقاء.
تعريف إلتهاب الكبد
• ما هو إلتهاب الكبد الوبائي (Hépatite)؟
- إلتهاب الكبد الوبائي هو مرض ناتج عن التقاط ڤيروس أو إلتهاب يصيب الكبد. لكن السبب الرئيس يبقى الڤيروس. وهو مرض خطير، إذ يمكن أن يشكّل تهديداً لحياة الإنسان في حال عدم معالجته في الوقت المناسب.
عوارضه؟
• ما هي عوارض إلتهاب الكبد؟
- هنالك نوعان من العوارض:
يظهر الأول عند التقاط الڤيروس، فيصاب المريض بالرشح والإصفرار، ويعاني آلاماً في أنحاء جسمه ومفاصله وبطنه، وترتفع حرارته، ويتغير لون البول إذ يصبح داكناً.
أما النوع الثاني فيظهر لدى تحوّل الإلتهاب الى مرض مزمن، حيث يعاني المريض التعب والإرهاق، وتنتابه عوارض تشمّع الكبد كتخزين المياه في البطن، ونزيف في الجهاز الهضمي العلوي، وأحياناً قد يدخل المريض في غيبوبة نتيجة المواد السامة التي تصل الى الرأس.
أنواعه
• ما هي أنواعه؟
- هنالك خمسة أنواع من إلتهاب الكبد الوبائي D, C, B, A وE ويتم تصنيفها وفقاً لمستوى خطورتها، فمنها ما يؤدي الى التهاب مؤقت قابل للشفاء، ومنها ما يتحوّل الى مرض مزمن.
• هل يشكّل أحدها خطراً على الحياة أكثر من الآخر؟
- نعم، فنوعا التهاب الكبد B وC يشكّلان خطورة أكبر من غيرهما على كبد الإنسان، لأن إحتمال تحوّلهما الى مرض مزمن، كبير، وقد يؤديان احياناً الى سرطان الكبد.
• هلاّ حدّثتنا بالتفصيل عن إلتهاب الكبد A؟
- نبدأ بطريقة إنتقال الڤيروس المسبّب لالتهاب الكبد A التي تتمّ من خلال شرب مياه ملوّثة أو تناول طعام ملوّث (Transmission Orotécale). وقد يشفى المريض منه بسهولة من دون أن يتحوّل الى مرض مزمن. إلاّ أنه في بعض الحالات الإستثنائية قد يتحوّل الى التهاب قوي في الكبد (Hépatite Fulminante) يؤدي نادراً الى الوفاة، خصوصاً إذا أصاب الكبار في السن أو أشخاصاً يعانون ضعفاً في المناعة. من جهة عوارضه، فهي تشتمل على رشح بسيط أو إصفرار اللون.
أما سبل الوقاية من التهاب الكبد A فهي متوافرة على شكل طعم فعال جداً، بحيث يعطي نتيجة إيجابية لدى 95٪ من الحالات.
• ماذا عن التهاب الكبد B؟
- ينتقل الڤيروس المسبّب لالتهاب الكبد B بواسطة خمس طرق. أولاً، من خلال العلاقة الجنسية، لذلك بات كل الراغبين بالزواج يخضعون الى فحص طبي إلزامي قبل زواجهم. وفي حال، تبيّن إصابة أحد الزوجين، يتمّ تلقيح الآخر تفادياً لانتقال العدوى اليه.
ثانياً، من خلال الدم الملوّث، خصوصاً في أثناء العمليات الجراحية، إلاّ أن هذا الإحتمال بات نادر الحدوث، نتيجة تنبّّه الأطباء لنظافة الدم قبل نقله الى المريض.
كما تنتقل العدوى عبر تشارك الحقن بين متعاطي المخدرات، أو من المرأة الحامل الى طفلها في أثناء الولادة، أو عند استخدام الأغراض الشخصية لمصاب بالتهاب الكبد B.
وفي حال التقط الطفل الڤيروس من والدته، فإن نسبة شفائه منه لا تتجاوز الـ15٪، وترتفع نسبة تحوّل الالتهاب الى مرض مزمن لتصل الى 85٪. أما إذا انتقلت العدوى الى الأشخاص الذين تجاوز عمرهم عشرة أعوام، فإن نسبة شفائهم منها تراوح بين 80 و85٪. نتيجة تكوّن مناعة قوية لديهم تتولّى إنتاج المضادات الحيوية (Anticorps) المناسبة لمكافحة الڤيروس، إلاّ أن 10 الى 15٪ من الحالات، قد يتحوّل الإلتهاب لديها الى مرض مزمن. وينتج عن ذلك، أحياناً، تشمّع في الكبد، وأحياناً أخرى يؤدي الى سرطان الكبد.
أما في ما خص علاج إلتهاب الكبد B، فهو متوافر على نوعين: حقن وأقراص. وهو مقسّم الى ثلاث جرعات لمدة ثلاثة أشهر، أي بمعدل جرعة واحدة كل شهر. وأثبت هذا العلاج فعاليته لدى 90٪ من الحالات.
• وفي ما يتعلق بالتهاب الكبد C؟
- تنتقل عدوى التهاب الكبد C من خلال الدم الملوّث، لكنها نادرة الحدوث في أيامنا هذه، للسبب المذكور أعلاه؛ ومن خلال مشاركة الحقن من قبل متعاطي المخدرات، وهو السبب الأكثر شيوعاً في العالم وفي لبنان.
ونميّز أنواعاً عديدة من الڤيروسات المسبّبة لالتهاب الكبد C. وهي مصنّفة ضمن فئتين: الأولى تشمل الأنواع التي تستوجب علاجاً قصير الأمد، أي لمدة تراوح بين شهر واحد وثلاثة أشهر. أما الفئة الثانية فهي تشمل الأنواع التي تستدعي علاجاً طويل الأمد، أي فترة سنة واحدة أو سنة ونصف.
ويواجه مريض التهاب الكبد C إحتمال تحوّل هذا الأخير الى مرض مزمن، ينتج عنه تشمّع أو سرطان الكبد، لدى 8٪ من الحالات.
•... والتهاب الكبد D؟
- تنتقل عدوى التهاب الكبد D بالسبل نفسها لانتقال عدوى التهاب الكبد B، فالأول يترافق دائماً مع الثاني وذلك بطريقتين: إما إن يلتقط المريض عدوى التهابي الكبد B وD سوياً (Coinfection)، وإما أن تنتقل عدوى إلتهاب الكبد D الى مريض التهاب الكبد B (Surinfection). وهذه الحالة الأخيرة، تشكّل خطورة أكبر على الكبد لدى الإنسان.
• وأخيراً التهاب الكبد E؟
- يتشابه التهاب الكبد E أحياناً الى حد كبير بالتهاب الكبد A من حيث طريقة إنتقال العدوى، والعوارض، وقابلية الشفاء. إلاّ أنه يشكّل مصدر خطر على المرأة الحامل، وعلى خلاف التهاب الكبد A، لم يتوافر له أي لقاح حتى اليوم.
سبل الوقاية
• كيف يمكن تفادي التقاط العدوى؟
- هناك عدة سبل لتفادي إلتقاط عدوى التهاب الكبد الوبائي، نذكر بعضاً منها:
• اللقاح، خصوصاً لالتهابي الكبد A وB. فقد أوجبت المنظمة العالمية للصحة تلقيح الأولاد بعد الولادة بمدة شهر أو شهرين. كما أوجبت تلقيح كل شخص يعمل في مجال الصحة، وكل فرد يتعامل مع المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي.
• عدم نقل الدم الملوّث بڤيروس التهاب الكبد الى مرضى آخرين.
• حماية الجرح من خلال تضميده وعدم تعريضه لملامسة جروح أشخاص آخرين.
• عدم مشاركة الحقن عند تعاطي المخدرات بين المدمنين.
• التنبّه الى نظافة المياه التي نشربها والطعام الذي نتناوله.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة