في بداية الأزمة السورية ثمة من بدأ يهمس عن دور تركي بدعم المسلحين. همسٌ تحول بعد فترة الى صوت عال بل اكدته وقائع.

 واليوم بعد ان كان هناك من يهمس عن تعاون تركي داعشي فهذا الهمس ايضا بدأ يتحول الى كلام مسموع وموثوق تسنده الوقائع. لا نبالغ اذا وصفنا الواقع انه انغماس تركي كامل في الميدان السوري ولا شك ان اعراض جنون العظمة التركية والامجاد الامبراطورية تجعل التركي يشعر انه يمكنه ان يتصرف بموجب مصالحه ويصم الاذان حتى عن الحديث الاميركي الذي يوحي انها مرحلة حرب على داعش حتى ولو كانت حربا شكلية.

 ثمة وقائع علنية كانت منذ اندلاع الازمة السورية تؤشر الى عمق العلاقة بل التمويل والتدريب بين تركيا وما يسمى الجيش الحر الذي كان حينها في الواجهة. واليوم لا يزال الحصان التركي جامحا ولا يرغب في دخول حلف اميركا ضد داعش.

 وصل الامر الى تصريح اميركي منتقد، فرئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر اعلن امس عن قيام سلطات تركيا بتسهيل عبور الإرهابيين الاجانب من الأراضي التركية إلى سورية في إقرار من أعلى سلطة أمنية أميركية عن تورط النظام  الأردوغاني في دعم تنظيم داعش وتمويله وتسليحه لأن الحديث عن مسلحين اجانب لا بد وأنه بالضرورة يشمل داعش وليس فقط التنظيمات الاخرى. وقد اكد ايضا ان اولوية تركيا ليست محاربة داعش.

 واذا كان الريف الحلبي يشهد معارك بين ما يسمى الجبهة الاسلامية ومن لم يوال داعش من بقايا الجيش الحر فان الامداد ياتي من تركيا ، واليوم لا زال الخط التركي مفتوحا ويدخل المسلحون الاجانب باعدادهم الاهم من تركيا ، وحين يتحدث الاميركي في تصريحات تنتشر عبر الاعلام عبر اعلى مسؤول في الاستخبارات الاميركية عن "المسلحين الاجانب" فهذا يعني ضمنا مسلحي داعش يدخلون برعاية تركية وليس فقط باقي الفصائل.

 شكلت صورة تدفق المسلحين الى رتيان بالمئات منعا لسقوطها دليلا واضحا على التدخل التركي حيث ان لهذه المنطقة التي تقع فيها البلدة اهمية كبرى الاساس فيها عدم اقفال الحدود امام امداد المسلحين بالعتاد والاعداد عبر تركيا لكي تبقى تركيا حاضرة في الوقائع السورية.وتحدثت مصادر مطلعة ان تركيا فتحت الحدود امام مئات المسلحين.

 وكان دخول قوات تركيا عبر الحدود المشتركة مع سوريا الى ضريح سليمان شاه ونقله دون ان يتعرض لرصاصة من داعش او اي مسلح دليلا اضافيا على عمق التنسيق السري مع داعش. بل ان دخول القوات التركية كان رسالة تطمين الى جانب المسلحين هذا عدا عن اهدافه العسكرية والامنية السرية.

 في ايلول 2014 قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو "إن المسلحين الأجانب يشكلون تهديدا إلى جميع الدول. وتركيا لن تسمح بعبور المسلحين عبر اراضيها. لكن الوقائع تظهر غير ذلك كما ان دمشق تعي ان موضوع دخول وتدفق المسلحين هو من اشد الامور تاثيرا على الوضع السوري الميداني، وكان كلام  مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري امس كلاما واضحا في هذا الشأن فقال إن مكافحة الإرهاب تتطلب وضع حد لممارسات التحالف الإرهابي التركي القطري السعودي الإسرائيلي الداعم والممول والمسلح لتنظيم داعش وجبهة النصرة والجيش الحر وباقي التنظيمات الإرهابية التي تتبنى فكر وممارسات تنظيم القاعدة وهو ما أكده مؤخرا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك القائد العام السابق لحلف الناتو عندما أوضح أن داعش قد ظهرت عبر تمويل من قبل أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة المقربين.

  مصادر معارضة في تركيا كشفت في الايام الاخيرة عن وجود اعداد كبيرة من  المسلحين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مصابين بعد هجومهم على قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب وتم اسعافهم من الجانب التركي. هذا بعد  ان كان دخل مئات المسلحين عبر معبر باب السلامة إلى رتيان لمساندة المسلحين بعد سيطرة الجيش السوري على بلدات باشكوي ورتيان وحردتين.

 نيكولاس راسموسن مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أكد في مداخلة أمام لجنة في مجلس النواب الأميركي  أن عدد الإرهابيين الأجانب الذين يتوجهون إلى سورية يتزايد بشكل غير مسبوق  مقدرا بأكثر من عشرين ألفا عدد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي قادمين من تسعين بلدا.

 وهنا نذكر ما تناقلته بعض المواقع عن صحيفة "فوليا دي ساو باولو" إحدى كبرى الصحف البرازيلية عن وجود مسلحين أجانب من كوسوفو والشيشان ودول أخرى دخلوا إلى سورية من الحدود التركية وهم يقاتلون إلى جانب ما يسمى "جبهة النصرة"  وهذا يعني ايضا ان مختلف التنظيمات الإرهابية  تشكل الحدود التركية مدخلا لها لتعيث الفساد في سوريا.

ولا تذكر فقط مواقع قريبة من النظام في سوريا مسالة التدفق بل نجد هنا احد المواقع المشهورةيعنون: تدفق المقاتلين عبر الحدود التركية السورية ما زال مستمرا ..

 ادخال تركيا للمسلحين الى سوريا بل تدريبهم وتمويلهم تتورط به تركيا لمآرب سياسية ولكنها تخاف من رجوعهم وانقلابهم فهي تفتح الحدود من جانب واحد وعند عودتهم تكون الاجراءات مشددة.

 ويبدو ان غبار قنابل المعركة لن ينقشع في المدى المنظور اذا لم يغلق الخط التركي المفتوح ومع ذلك فالانجازات العسكرية ضد الارهابيين مستمرة ويومية ومتقدمة.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-28
  • 10513
  • من الأرشيف

رتيان وسلمان وما قبلهما.. الخط التركي المفتوح ....بقلم احمد شعيتو

في بداية الأزمة السورية ثمة من بدأ يهمس عن دور تركي بدعم المسلحين. همسٌ تحول بعد فترة الى صوت عال بل اكدته وقائع.  واليوم بعد ان كان هناك من يهمس عن تعاون تركي داعشي فهذا الهمس ايضا بدأ يتحول الى كلام مسموع وموثوق تسنده الوقائع. لا نبالغ اذا وصفنا الواقع انه انغماس تركي كامل في الميدان السوري ولا شك ان اعراض جنون العظمة التركية والامجاد الامبراطورية تجعل التركي يشعر انه يمكنه ان يتصرف بموجب مصالحه ويصم الاذان حتى عن الحديث الاميركي الذي يوحي انها مرحلة حرب على داعش حتى ولو كانت حربا شكلية.  ثمة وقائع علنية كانت منذ اندلاع الازمة السورية تؤشر الى عمق العلاقة بل التمويل والتدريب بين تركيا وما يسمى الجيش الحر الذي كان حينها في الواجهة. واليوم لا يزال الحصان التركي جامحا ولا يرغب في دخول حلف اميركا ضد داعش.  وصل الامر الى تصريح اميركي منتقد، فرئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر اعلن امس عن قيام سلطات تركيا بتسهيل عبور الإرهابيين الاجانب من الأراضي التركية إلى سورية في إقرار من أعلى سلطة أمنية أميركية عن تورط النظام  الأردوغاني في دعم تنظيم داعش وتمويله وتسليحه لأن الحديث عن مسلحين اجانب لا بد وأنه بالضرورة يشمل داعش وليس فقط التنظيمات الاخرى. وقد اكد ايضا ان اولوية تركيا ليست محاربة داعش.  واذا كان الريف الحلبي يشهد معارك بين ما يسمى الجبهة الاسلامية ومن لم يوال داعش من بقايا الجيش الحر فان الامداد ياتي من تركيا ، واليوم لا زال الخط التركي مفتوحا ويدخل المسلحون الاجانب باعدادهم الاهم من تركيا ، وحين يتحدث الاميركي في تصريحات تنتشر عبر الاعلام عبر اعلى مسؤول في الاستخبارات الاميركية عن "المسلحين الاجانب" فهذا يعني ضمنا مسلحي داعش يدخلون برعاية تركية وليس فقط باقي الفصائل.  شكلت صورة تدفق المسلحين الى رتيان بالمئات منعا لسقوطها دليلا واضحا على التدخل التركي حيث ان لهذه المنطقة التي تقع فيها البلدة اهمية كبرى الاساس فيها عدم اقفال الحدود امام امداد المسلحين بالعتاد والاعداد عبر تركيا لكي تبقى تركيا حاضرة في الوقائع السورية.وتحدثت مصادر مطلعة ان تركيا فتحت الحدود امام مئات المسلحين.  وكان دخول قوات تركيا عبر الحدود المشتركة مع سوريا الى ضريح سليمان شاه ونقله دون ان يتعرض لرصاصة من داعش او اي مسلح دليلا اضافيا على عمق التنسيق السري مع داعش. بل ان دخول القوات التركية كان رسالة تطمين الى جانب المسلحين هذا عدا عن اهدافه العسكرية والامنية السرية.  في ايلول 2014 قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو "إن المسلحين الأجانب يشكلون تهديدا إلى جميع الدول. وتركيا لن تسمح بعبور المسلحين عبر اراضيها. لكن الوقائع تظهر غير ذلك كما ان دمشق تعي ان موضوع دخول وتدفق المسلحين هو من اشد الامور تاثيرا على الوضع السوري الميداني، وكان كلام  مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري امس كلاما واضحا في هذا الشأن فقال إن مكافحة الإرهاب تتطلب وضع حد لممارسات التحالف الإرهابي التركي القطري السعودي الإسرائيلي الداعم والممول والمسلح لتنظيم داعش وجبهة النصرة والجيش الحر وباقي التنظيمات الإرهابية التي تتبنى فكر وممارسات تنظيم القاعدة وهو ما أكده مؤخرا الجنرال الاميركي ويسلي كلارك القائد العام السابق لحلف الناتو عندما أوضح أن داعش قد ظهرت عبر تمويل من قبل أصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة المقربين.   مصادر معارضة في تركيا كشفت في الايام الاخيرة عن وجود اعداد كبيرة من  المسلحين عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا مصابين بعد هجومهم على قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب وتم اسعافهم من الجانب التركي. هذا بعد  ان كان دخل مئات المسلحين عبر معبر باب السلامة إلى رتيان لمساندة المسلحين بعد سيطرة الجيش السوري على بلدات باشكوي ورتيان وحردتين.  نيكولاس راسموسن مدير مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أكد في مداخلة أمام لجنة في مجلس النواب الأميركي  أن عدد الإرهابيين الأجانب الذين يتوجهون إلى سورية يتزايد بشكل غير مسبوق  مقدرا بأكثر من عشرين ألفا عدد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي قادمين من تسعين بلدا.  وهنا نذكر ما تناقلته بعض المواقع عن صحيفة "فوليا دي ساو باولو" إحدى كبرى الصحف البرازيلية عن وجود مسلحين أجانب من كوسوفو والشيشان ودول أخرى دخلوا إلى سورية من الحدود التركية وهم يقاتلون إلى جانب ما يسمى "جبهة النصرة"  وهذا يعني ايضا ان مختلف التنظيمات الإرهابية  تشكل الحدود التركية مدخلا لها لتعيث الفساد في سوريا. ولا تذكر فقط مواقع قريبة من النظام في سوريا مسالة التدفق بل نجد هنا احد المواقع المشهورةيعنون: تدفق المقاتلين عبر الحدود التركية السورية ما زال مستمرا ..  ادخال تركيا للمسلحين الى سوريا بل تدريبهم وتمويلهم تتورط به تركيا لمآرب سياسية ولكنها تخاف من رجوعهم وانقلابهم فهي تفتح الحدود من جانب واحد وعند عودتهم تكون الاجراءات مشددة.  ويبدو ان غبار قنابل المعركة لن ينقشع في المدى المنظور اذا لم يغلق الخط التركي المفتوح ومع ذلك فالانجازات العسكرية ضد الارهابيين مستمرة ويومية ومتقدمة.

المصدر : الماسة السورية / المنار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة