دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
"بالبداية" ,,وقبل الخوض بتفاصيل المقال "أود توضيح ان الكلمات التي قيلت وكتبت بهذا المقال ,,ما كتبت وما قيلت الا من دافع أسلامي عروبي وغيرة على بلدي الثاني البحرين ,,الذي أرى انه للأسف ينزلق الى جحيم فوضى ألاقليم العربي ,فيكفينا ما سفكت من دماء وخراب بسورية والعراق ولبنان ومصر واليمن وو,الخ,ولسنا بحاجة ألى أن نرى لاقدر الله مزيدآ من الفوضى ببلد عربي جديد ,ومن هذا الباب كتبت هذه الكلمات ,وليس من باب التدخل بشؤون الدول ألاخرى ,,مع اني كنت وما زلت أؤومن بمقولة "بلاد العرب أوطاني ",,فهذه رسالة الى كل أبناء الشعب البحريني من نظام ومعارضة وأتمنى ان تصل ألى الجميع,,دون أستثناء,,وأتمنى ان يقبل الجميع وبصدر رحب كل الانتقادات التي كتبت بهذا المقال " .
لليوم التاسع والخمسين مازالت المسيرات الشعبية الغاضبة تجتاح البحرين منددة بأعتقال وبمحاكمة بعض المعارضين المعتقلين وعلى رأس هؤلاء الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية البحرينية ,,والذي من المتوقع ان تبدأ الجلسة الثانية من محاكمته بالساعات القليلة القادمة ,,ومن هنا فبهذه المرحلة يمكن قراءة الواقع البحريني المستقبلي على أنه واقع يتجه ألى المزيد من الفوضى والاضطرابات،، فالمتابع لمسار الفوضى بدولة البحرين منذ عام 2011 والتي ولدت حينها لأسباب تتعلق بسياسة التهميش والإقصاء التي كانت تمارسها السلطات، ولا زالت، على فئة كبيرة وطيف واسع من عموم الشعب البحريني ، كما تتحدث قوى المعارضة بالبحرين، وما تبع ذلك من ردات فعل شعبية على هذه السياسات، يستطيع أن يقرأ ويحلل خطورة المرحلة القادمة على الدولة البحرينية بكل أركانها.
فبقراءة موضوعية لطبيعة الفوضى الحاصلة بالحالة البحرينية بهذه المرحلة تحديدآ وتداخلاتها، يبدو واضحا أن الوضع البحريني يعاني من حالة فوضى وتخبط وأزمة داخلية عسيرة يصعب تجاوزها الآن، سيما بعد إجراء الانتخابات النيابية والبلدية في ظل مقاطعة غالبية قوى المعارضة البحرينية لها، ما يدل على أن المشهد البحريني يتجه إلى مزيد من التصعيد، ومزيد من تجذر لحالة الفوضى في البلاد,, فداخليآ،وكما تتحدث قوى المعارضة فاليوم تعاني البحرين ازمة اجتماعية -اقتصادية -ثقافية -سياسية مركبة.
فهي اليوم تعيش كدولة بحالة فوضى، خصوصآ بعد مقاطعة المعارضة للانتخابات التشريعية والبلدية بأواخر العام الماضي ومن المعروف ان المعارضة تشكل ثقل سياسي واجتماعي بالبحرين، وما تبع ذلك من حمالات اعتقالات ومحاكمات لرموز المعارضة، وعلى راس هؤلاء الشيخ علي سلمان،، فاليوم يبدو أن النظام البحريني وصل بحواره مع بعض الفئات من الشعب والقوى السياسية المعارضة بالبحرين الى طريق مسدودة ،، ومن هنا فمن المتوقع أن تفرز حالة أنعدام الثقة في البحرين بين المعارضة والسلطة الحاكمة في البحرين ،، حالات التمرد المجتمعي بالكثير من المناطق والمدن البحرينية، التي بدأت تظهر للعيان بشكل واضح، مع محاولة البعض اضفاء الطابع الطائفي عليها لتحويل الانظار عن حقيقة الازمة الاقتصادية -البوليسية -السياسية المركبة بالبحرين، والتي تتحدث عنها المعارضة البحرينية بشكل دائم مبررة موقفها من معارضة سياسات النظام البحريني بأن النظام يحاول مصادرة أرادة الشعب البحريني.
ومن خلال مؤشرات الفوضى، محور الكلام هنا، نستطيع أن نقرأ وبوضوح حجم الأزمة بدولة البحرين وحجم الإفرازات المتولدة عنها، وخصوصا حالة انعدام الثقة بين المعارضة والسلطة الحاكمة، والتي أنتجت أحداثا «مؤلمة»، تمثلت بالعصيان المجتمعي في الكثير من المناطق والمدن البحرينية، عدا عن حجم الخسائر الاقتصادية والتي زادت عن3.6 مليار دولار للآن، وتؤكد المعارضة هنا أن سبب كل هذه الأزمات هو تعنت السلطة الحاكمة البحرينية، وعدم تجاوبها مع مطالب الإصلاح التي تطالب بها المعارضة، والتي تتمثل ببعض الإصلاحات الاقتصادية والسياسية كإقامة الملكية الدستورية عن طريق صياغة دستور جديد للمملكة ، يتم بموجبه انتخاب الحكومة من قبل الشعب على غرار الديمقراطيات العريقة، بدلا من النظام الحالي الذي ينتخب بموجبه برلمان له سلطات محدودة.
فبهذه المرحلة، ومع بروز حقيقة الملفات التي تتحدث عنها المعارضة، إلى واجهة الأحداث بالبحرين، المتمثلة بسياسات الإقصاء والتهميش، والأوضاع الاقتصادية والسياسية والقبضة البوليسية، ومصادرة حرية الشعب، فهذه الملفات بمجملها تستلزم صحوة ذهنية وظرفية وزمانية عند العقلاء بالنظام البحريني، ليقفوا بجانب الحق ويعملوا على إعادة ترتيب البيت الداخلي البحريني، وليبعدوا البحرين وشعبها عن مسار تقاطعات الفوضى التي تعصف بالإقليم العربي وبالمنطقة ككل,,وعلى رأس هذه الاصلاحات هو الافراج الفوري عن كل المعارضيين السياسيين وعلى رأس هؤلاء الشيخ علي سلمان.
ختامآ ,,فإني أدعو هؤلاء العقلاء أن يأطروا ويبنوا مسارآ جديدآ لعملية الإصلاح، بالشراكة مع قوى المعارضة البحرينية، التي ستحفظ دولة البحرين من عواقب أي فوضى مقبلة متوقعة مستقبلآ فيها مع ما فيها من مخاطرعلى كل البحرينيين، لأن التعنت ومحاولة تأجيل مسار الإصلاح وربطه مع ملفات أخرى عالقة بالإقليم لن يفرز إلا الفوضى والمزيد من الفعل وردات الفعل.
فهذه دعوة لعقلاء النظام الحاكم البحريني، أن يحافظوا على استقرار البحرين، التي نتمنى لها الرغد لتعود كما كانت، فهي مازالت منارة الفخر والشموخ لنا جميعآ، ولكل أبناء شعبها المعطاء،ورسالتي لكل أطياف المعارضة أن يبقوا على نهجهم السلمي الذي عودونا عليه للمطالبة بحقوقهم,,و من هنا سننتظر أن تقدم السلطة الحاكمة بالبحرين تنازلات عقلانية يتم من خلالها أطلاق سراح الشيخ علي سلمان ورفاقه المعتقلين ,كبادرة حسن نية تخدم طبيعة المرحلة، وننتظر في المقابل من المعارضة أن تقدم هي الأخرى بعض التنازلات العقلانية، التي بمجموعها ستوصل البحرين إلى شاطىء الأمان، لأن أي مسار فوضوي آخر سيكون هو الأخطر على مسيرة البحرين، وسيكون له عواقب كارثية على الجميع في البحرين.......
* كاتب وناشط سياسي- الأردن.
المصدر :
الماسة السورية//هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة