هناك الكثير من الأدلة الموثقة تربط بين حب الشباب، acne، والاكتئاب، تحديداً في سن المراهقة، عزاها مختصون إلى أدوية معالجة للمرض الجلدي، فيما فسرته دراسات حديثة أن حب الشباب، في حد ذاته، يزيد من مخاطر الإصابة الاكتئاب وحتى الميول الانتحارية.

وعزا أطباء ذلك للارتباط الوثيق بين المظهر والثقة بالذات.

وقال د. ديان ولدر، بروفيسور الأمراض الجلدية بجامعة ميامي: "بشرتك هي ممثلك إلى هذا العالم، وما يؤسف له أننا جميعاً نهدف للكمال الذي نراه على أغلفة المجلات."

وشرح د. بوبي ماكدونالد ، وهو طبيب نفساني من كاليفورنيا، أن الثقة بالنفس قد تهتز مع سخرية الآخرين من الذين يعانون من حب الشباب، ويدفعهم الهلع بشأن نظرة الآخرين إليهم للإصابة بالاكتئاب، مضيفاً أن كل ما يميز المراهقين، بشكل سلبي، يجعلهم ينظرون إلى أنفسهم سلباً.

هذا وقد  أكدت دراسة سويدية، نشرت في مطلع الشهر الحالي في "الدورية الطبية البريطانية" BMJ، أن هذا المرض الجلدي المزعج يمكن أن يرفع بدرجة ملحوظة الميول الانتحارية لدى المرضى، وذلك بصرف النظر عن أي مؤثرات جانبية قد تكون نجمت عن تناول أدوية معينة.

وقالت الدراسة، التي كانت قد انطلقت في الأساس بهدف محاولة فهم تأثير دواء "أكيوتان" وإمكانية أن يكون فيه مواد كيماوية تحفز على الانتحار، إن احتمال الانتحار يبدأ بالظهور قبل سنة من بداية العلاج، ولكنه يصل إلى ذروته بعد ستة أشهر من نهايته.

وتابعت الدراسة أوضاع 5700 مريض تتراوح أعمارهم ما بين 15 و49 عاماً، خلال الفترة ما بين 1980 و2001، وقد سُجل بالفعل محاولة 128 منهم الانتحار، واضطرت عائلاتهم لنقلهم إلى المستشفيات.

ولفتت الدراسة إلى أن بعض أطباء الأعصاب عزوا الظاهرة إلى عامل نفسي مرتبط بالعلاج عبر عقار "أكيوتان" وهو واقع أن وضع الجلد يصبح أكثر سوءا قبل أن يبدأ بالتحسن، ما قد يدفع الشاب للابتعاد عن المجتمع والاكتئاب.

كما أشارت إلى تفسير آخر يشير إلى أن البعض ربما يفترض أن مشاكله الاجتماعية ناتجة عن إصابته بحب الشباب، ولكن ذلك يثبت عدم صحته بعد العلاج، ما يؤدي بالشخص إلى اليأس.

وكانت دراسة قد أجريت في النرويج، أواخر عام 2009، أظهرت أن الاكتئاب والقلق يسببان الالتهاب الجلدي، المعروف باسم حب الشاب، إذ تبين أن التوتر الذهني قد يكون له ضرر كبير على جلد الإنسان وصحته.

وبينت في الدراسة، أن درجة الاضطراب العقلي عند الشباب الصغار الذين شملتهم عينة البحث، كانت مرتبطة بدرجة انتشار حب الشباب على أجسامهم، بصرف النظر عن غذائهم أو نمط حياتهم، مثل ميلهم للتدخين أو شرب الكحول.

و كشفت الدراسة لأول مرة علاقة مباشرة بين مزاج الإنسان وحب الشباب، فكلما كان الإنسان أكثر اكتئابا، كلما كانت الحبوب على جلده أكثر انتشارا وسوءا.

وحول سبب تأثير الصحة النفسية على الجلد وحب الشباب، رأى باحثون أنه من الممكن أن يكون الاكتئاب سببا يدفع الشباب إلى أن يتناولوا الكثير من الطعام والوجبات السريعة، وهو الأمر الذي يسبب انتشار الالتهابات الجلدية والبثور.

  • فريق ماسة
  • 2010-11-29
  • 11128
  • من الأرشيف

حب الشباب والاكتئاب مكملان للبعض بسن المراهقة

هناك الكثير من الأدلة الموثقة تربط بين حب الشباب، acne، والاكتئاب، تحديداً في سن المراهقة، عزاها مختصون إلى أدوية معالجة للمرض الجلدي، فيما فسرته دراسات حديثة أن حب الشباب، في حد ذاته، يزيد من مخاطر الإصابة الاكتئاب وحتى الميول الانتحارية. وعزا أطباء ذلك للارتباط الوثيق بين المظهر والثقة بالذات. وقال د. ديان ولدر، بروفيسور الأمراض الجلدية بجامعة ميامي: "بشرتك هي ممثلك إلى هذا العالم، وما يؤسف له أننا جميعاً نهدف للكمال الذي نراه على أغلفة المجلات." وشرح د. بوبي ماكدونالد ، وهو طبيب نفساني من كاليفورنيا، أن الثقة بالنفس قد تهتز مع سخرية الآخرين من الذين يعانون من حب الشباب، ويدفعهم الهلع بشأن نظرة الآخرين إليهم للإصابة بالاكتئاب، مضيفاً أن كل ما يميز المراهقين، بشكل سلبي، يجعلهم ينظرون إلى أنفسهم سلباً. هذا وقد  أكدت دراسة سويدية، نشرت في مطلع الشهر الحالي في "الدورية الطبية البريطانية" BMJ، أن هذا المرض الجلدي المزعج يمكن أن يرفع بدرجة ملحوظة الميول الانتحارية لدى المرضى، وذلك بصرف النظر عن أي مؤثرات جانبية قد تكون نجمت عن تناول أدوية معينة. وقالت الدراسة، التي كانت قد انطلقت في الأساس بهدف محاولة فهم تأثير دواء "أكيوتان" وإمكانية أن يكون فيه مواد كيماوية تحفز على الانتحار، إن احتمال الانتحار يبدأ بالظهور قبل سنة من بداية العلاج، ولكنه يصل إلى ذروته بعد ستة أشهر من نهايته. وتابعت الدراسة أوضاع 5700 مريض تتراوح أعمارهم ما بين 15 و49 عاماً، خلال الفترة ما بين 1980 و2001، وقد سُجل بالفعل محاولة 128 منهم الانتحار، واضطرت عائلاتهم لنقلهم إلى المستشفيات. ولفتت الدراسة إلى أن بعض أطباء الأعصاب عزوا الظاهرة إلى عامل نفسي مرتبط بالعلاج عبر عقار "أكيوتان" وهو واقع أن وضع الجلد يصبح أكثر سوءا قبل أن يبدأ بالتحسن، ما قد يدفع الشاب للابتعاد عن المجتمع والاكتئاب. كما أشارت إلى تفسير آخر يشير إلى أن البعض ربما يفترض أن مشاكله الاجتماعية ناتجة عن إصابته بحب الشباب، ولكن ذلك يثبت عدم صحته بعد العلاج، ما يؤدي بالشخص إلى اليأس. وكانت دراسة قد أجريت في النرويج، أواخر عام 2009، أظهرت أن الاكتئاب والقلق يسببان الالتهاب الجلدي، المعروف باسم حب الشاب، إذ تبين أن التوتر الذهني قد يكون له ضرر كبير على جلد الإنسان وصحته. وبينت في الدراسة، أن درجة الاضطراب العقلي عند الشباب الصغار الذين شملتهم عينة البحث، كانت مرتبطة بدرجة انتشار حب الشباب على أجسامهم، بصرف النظر عن غذائهم أو نمط حياتهم، مثل ميلهم للتدخين أو شرب الكحول. و كشفت الدراسة لأول مرة علاقة مباشرة بين مزاج الإنسان وحب الشباب، فكلما كان الإنسان أكثر اكتئابا، كلما كانت الحبوب على جلده أكثر انتشارا وسوءا. وحول سبب تأثير الصحة النفسية على الجلد وحب الشباب، رأى باحثون أنه من الممكن أن يكون الاكتئاب سببا يدفع الشباب إلى أن يتناولوا الكثير من الطعام والوجبات السريعة، وهو الأمر الذي يسبب انتشار الالتهابات الجلدية والبثور.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة