دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
باسم الدين الإسلامي، أعاد داعش إحياء ما يعرف باسم “قانون تاليون” أحد أقدم القوانين والتشريعات في العالم، والمعروف أكثر باسم القانون التلمودي: السن بالسن والعين بالعين، وهو قانون بدائي أقرب إلى عقلية الثأر والجريمة منه إلى الحياة المدنية المتطورة التي نعيشها في 2015، حسب صحيفة 20 دقيقة الفرنسية، التي أوردت قراءة أحد الخبراء في إحراق داعش الطيار الأردني، الكساسبة.
ونقلت الصحيفة عن الخبير والباحث في الشؤون الإسلامية، والباحث في شؤون الإرهاب في جامعة ليون، ماتيو غيدير، أن التصعيد في الوحشية من قبل داعش، مرده، الحصار الإعلامي والطوق المضروب حوله، والذي يعاني لاختراقه.
وأضاف الباحث أن جريمة الحرق، التي تُذكر بالقانون التلمودي القديم، وسيلة اختارها التنظيم، لتسليط الضوء على عذاب ضحاياه، إدراكاً منه أنها الطريقة الوحيدة التي ستفتح في وجهه وسائل الإعلام من جديد، ذلك أنه ورغم كل ما قيل عن داعش، فإنه لا وجود له بعيداً عن الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي.
وبسؤاله عن الردّ الأردني على الجريمة بإعدام الريشاوي، قال الباحث:” إن رد الفعل الأردني كان منتظراً، وغير مفاجئ، فحجم الجريمة وبشاعتها تشفع للدولة، ممارسة العقاب بإعدام الريشاوي” رغم أن ذلك لا يخلو أيضاً من حسابات سياسية واستراتيجية خطيرة.
ويُضيف الباحث، أن التنظيم لم يترك للأردن، غير هذا الحلّ، فالكساسبة من أكبر العشائر، وتجاوز ذلك يمس بشكل عميق النسيج الإجتماعي في المملكة، خاصة وأن عدداً كبيراً من الكساسبة ينتمون للقوات المسلحة الأردنية، ولكن الدولة في الأردن لم تنتقم رغم كل ما يمكن أن يقال عن الإعدام، عكس داعش.
وحتى اليابان بطريقة أو بأخرى “وجدت نفسها متورطة ومطالبة بالرد، واختار رئيس الحكومة آبيه، رداً على طريقة الساموراي، عندما توعد بالانتقام من داعش ومن الإرهابيين”.
وعن دلائل إحراق الطيار الأردني، قال الباحث الفرنسي، إن “اعتماد النار، والبشاعة المصاحبة، تعكس الانقسام والصراع المرير داخل داعش، وخاصة هيمنة الفيلق الأجنبي على صنع القرار داخله وتنفيذه”، علماً أن الأجانب رفضوا منذ البداية التفاوض مع الأردن أو إطلاق سراح الطيار، واختلفوا على ذلك مع المحليين، بعنف وصولاً إلى الاحتكام إلى السلاح.
وأضاف غيدير: “منذ سقوطه في الأسر كان الكساسبة ضحية صراع بين دواعش الداخل ودواعش الخارج، وبإحراقه فاز الجناح الأكثر تطرفاً وتوحشاً وهو الذي يمثله الأجانب والأوروبيون بشكل خاص داخل التنظيم، ما يؤكد أنهم المسيطر الحقيقي عليه، وأنهم قادرون على تجاوز أي معارضة داخلية، يمكن أن يمثلها العراقيون أوالسوريون، الذين يفكرون في الحاضنة المحلية وفي الدعم الشعبي لهم من قبل السكان المحليين، وهو ما يرفضه الأجانب الذين لا يكترثون ولا يشغلون أنفسهم بهذا التفصيل”.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة