لم تتم مصالحة حي الوعر في حمص، وليس في الأفق ما يشير الى ان هذه المصالحة سوف تتم قريبا، بل ان الوضع في الحي الكبير الذي يحوي حوالي ستماية الف انسان من سكانه ومن الذين لجأوا اليه مع بداية الحرب في حمص وريفها، ما زال على حاله من تعنت كبير تبرزه جبهة النصرة وجماعات مسلحة محلية تدور في فلكها، والتي تستغل وجودها بين هذا الكم الهائل من السكان لابتزاز الدولة السورية التي لا يمكن لها فرض حصار على الناس في داخل هذا الحي وهذا ما تعرفه الجماعات المسلحة وتعيه جيدا وهي تستغله بشكل تام ، فالشحنات الغذائية والتموينية وغيرها التي تدخل الحي الكبير يستفيد منها المسلحون بحجة وجود السكان وبغطاء هذا الوجود.

وسط هذا الوضع السلبي تفيد معلومات مؤكدة ان عملية انسحاب جزئي تمت خلال الاسبوعين الماضيين من قلب حي الوعر الى منطقة الدار الكبيرة في الريف الشرقي لحمص، وتشير المعلومات ان مجموعتين مسلحتين تدوران في فلك "الجيش الحر" اتمت انسحابها من الحي بالاتفاق مع الجيش السوري، بعيدا عن اعين وسائل الاعلام وبقي داخل الحي ثلاثة عشر مجموعة غالبيتها تابعة لجبهة النصرة  ومجموعة كانت تحت راية  "لواء الفاروق" الاتي من حي بابا عمرو في حمص فضلا عن مجموعات محلية ، وهذه المجموعات ترفض لحد الان الانسحاب من الحي وبعضها يطالب بطريق انسحاب نحو منطقة القلمون، بينما تريد مجموعات اخرى البقاء في الحي مع المطالبة بضمانات من الامم المتحدة لاستمرار تدفق المؤن والمواد الغذائية وحتى الكماليات الى داخل الحي.

 

وتحاول جهات عشائرية ووجهاء في منطقة حمص وجوارها التوصل الى حل سلمي في حي الوعر يحمل نفس خريطة طريق التسوية التي حصلت في احياء المدينة القديمة في ربيع العام الماضي ، وتقوم بعض الجهات الروحية والقبلية في المنطقة حاليا بمهمة ساعي البريد وصلة الوصل بين قيادات في المحموعات المسلحة داخل حي الوعر وبين ضباط في الحرس الجمهوري السوري، وتريد القوات المسلحة السورية العمل على خط سير المفاوضات التي جرت قي المدينة القديمة، والتي اعتمدت طريقة التفاوض مع كل مجموعة على حدا وعدم اعتبار المجموعات المسلحة داخل حي الوعر جسما واحدا يخضع لغرفة عمليات واحدة تقوم بالتفاوض عن جميع المسلحين دفعة واحدة.

 

وتشير المصادر الى شخصية دينية اسلامية من حمص دخلت قبل عشرة ايام الى حي الوعر والتقت مسؤولين في الجماعات المسلحة للتعرف على مطالبهم واستشراف الية للتفاوض والتسوية في هذا الحي ، وقد عادت الشخصية الى الطرف الحكومي السوري بلائحة مطالب قدمها اكثر من طرف من المجموعات المتواجدة داخل الحي ومن المقرر ان تعود ها الشخصية الى داخل حي الوعر لاستكمال التفاوض.

ويعتبر حي الوعر اخر معقل للمسلحين في مدينة حمص  وعلى تخومها ويحوي مئات الآلاف من المدنيين الذين يشكلون عقبة كبيرة امام اي حل عسكري قد يقوم به الجيش السوري الذي يدير عملية تفاوض طويلة النفس  لاخراج المسلحين من الوعر باتجاه مناطق اخرى  كما حصل مع مسلحي احياء حمص القديمة.

وكان موقع المنار الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي نشرت نص اتفاق انسحاب المجموعات لمسلحة من حمص القديمة في شهر أيار عام 2014.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-02-04
  • 13205
  • من الأرشيف

ماذا يجري في حي الوعر وما حوله في مدينة حمص؟

لم تتم مصالحة حي الوعر في حمص، وليس في الأفق ما يشير الى ان هذه المصالحة سوف تتم قريبا، بل ان الوضع في الحي الكبير الذي يحوي حوالي ستماية الف انسان من سكانه ومن الذين لجأوا اليه مع بداية الحرب في حمص وريفها، ما زال على حاله من تعنت كبير تبرزه جبهة النصرة وجماعات مسلحة محلية تدور في فلكها، والتي تستغل وجودها بين هذا الكم الهائل من السكان لابتزاز الدولة السورية التي لا يمكن لها فرض حصار على الناس في داخل هذا الحي وهذا ما تعرفه الجماعات المسلحة وتعيه جيدا وهي تستغله بشكل تام ، فالشحنات الغذائية والتموينية وغيرها التي تدخل الحي الكبير يستفيد منها المسلحون بحجة وجود السكان وبغطاء هذا الوجود. وسط هذا الوضع السلبي تفيد معلومات مؤكدة ان عملية انسحاب جزئي تمت خلال الاسبوعين الماضيين من قلب حي الوعر الى منطقة الدار الكبيرة في الريف الشرقي لحمص، وتشير المعلومات ان مجموعتين مسلحتين تدوران في فلك "الجيش الحر" اتمت انسحابها من الحي بالاتفاق مع الجيش السوري، بعيدا عن اعين وسائل الاعلام وبقي داخل الحي ثلاثة عشر مجموعة غالبيتها تابعة لجبهة النصرة  ومجموعة كانت تحت راية  "لواء الفاروق" الاتي من حي بابا عمرو في حمص فضلا عن مجموعات محلية ، وهذه المجموعات ترفض لحد الان الانسحاب من الحي وبعضها يطالب بطريق انسحاب نحو منطقة القلمون، بينما تريد مجموعات اخرى البقاء في الحي مع المطالبة بضمانات من الامم المتحدة لاستمرار تدفق المؤن والمواد الغذائية وحتى الكماليات الى داخل الحي.   وتحاول جهات عشائرية ووجهاء في منطقة حمص وجوارها التوصل الى حل سلمي في حي الوعر يحمل نفس خريطة طريق التسوية التي حصلت في احياء المدينة القديمة في ربيع العام الماضي ، وتقوم بعض الجهات الروحية والقبلية في المنطقة حاليا بمهمة ساعي البريد وصلة الوصل بين قيادات في المحموعات المسلحة داخل حي الوعر وبين ضباط في الحرس الجمهوري السوري، وتريد القوات المسلحة السورية العمل على خط سير المفاوضات التي جرت قي المدينة القديمة، والتي اعتمدت طريقة التفاوض مع كل مجموعة على حدا وعدم اعتبار المجموعات المسلحة داخل حي الوعر جسما واحدا يخضع لغرفة عمليات واحدة تقوم بالتفاوض عن جميع المسلحين دفعة واحدة.   وتشير المصادر الى شخصية دينية اسلامية من حمص دخلت قبل عشرة ايام الى حي الوعر والتقت مسؤولين في الجماعات المسلحة للتعرف على مطالبهم واستشراف الية للتفاوض والتسوية في هذا الحي ، وقد عادت الشخصية الى الطرف الحكومي السوري بلائحة مطالب قدمها اكثر من طرف من المجموعات المتواجدة داخل الحي ومن المقرر ان تعود ها الشخصية الى داخل حي الوعر لاستكمال التفاوض. ويعتبر حي الوعر اخر معقل للمسلحين في مدينة حمص  وعلى تخومها ويحوي مئات الآلاف من المدنيين الذين يشكلون عقبة كبيرة امام اي حل عسكري قد يقوم به الجيش السوري الذي يدير عملية تفاوض طويلة النفس  لاخراج المسلحين من الوعر باتجاه مناطق اخرى  كما حصل مع مسلحي احياء حمص القديمة. وكان موقع المنار الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي نشرت نص اتفاق انسحاب المجموعات لمسلحة من حمص القديمة في شهر أيار عام 2014.  

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة