يا فرحة ما تمت… هذا هو القول الذي تردد في أوساط عدد من الإعلاميين العرب الذين استاؤوا من قرار وقف السلطات البحرينية بثّ قناة «العرب» الفضائية، التي كانوا يودون لها ان تكون مشروعا إعلاميا عربيا تنويريا في عالم القنوات الفضائية العربية، الذي تسيطر عليه قناتا «الجزيرة» القطرية و«العربية» السعودية.

من ناحيتهم أبدى متشددون إسلاميون فرحهم بوقف بثّ قناة «العرب» عبر تعليقات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» وغيره، حيث من المعروف أن هؤلاء يكنون كراهية لأي مشروع إعلامي «تنويري» للأمير الوليد بن طلال. وكتب أحدهم «يا فرحة، ما تمت، لليبراليين العلمانيين الذين أوقف بث قناتهم الجديدة». ورغم توقع عودة بثّ قناة «العرب» المملوكة للأمير الوليد بن طلال إلا أن الخوف أن تكون عودتها ضمن تسويات تقضي بالحد من حريتها، أو بمعاقبة جمال خاشقجي مديرها العام بـ»إعفائه» من منصبه على الطريقة السعودية. وسبق لخاشقجي، الذي يعتبر واحدا من أهم الإعلاميين السعوديين الموضوعيين بتناوله للشأن السعودي، أن أقيل مرتين من رئاسته لتحرير صحيفة «الوطن» السعودية، ومنع مرارا من الكتابة بسبب شكاوى المتشددين الإسلاميين في المملكة، رغم أنه إسلامي الفكر والتوجه. وسبق لصحافيين أن نصحوا خاشقجي بعدم اتخاذ البحرين مقرا للقناة، ولكن مالكها الأمير الوليد فضل أن يكون مقرها في البحرين بسبب «حبه» للمملكة، ولكي يساهم في التأكيد على استقرار البحرين، وأيضا للمساهمة في إعطاء البحرين الوهج الإعلامي السابق الذي فقدته، ليس لأن دبي اصبحت البديل، بل بسبب المضايقات التي كانت وزارة الإعلام البحرينية في عهود سابقة تسببها لمندوبي وكالات أنباء عالمية مثل «وكالة الصحافة الفرنسية» و»رويترز» التي افتتحت في البحرين مكاتب إقليمية ولكنها هجرتها إلى دبي.

وعلمت «القدس العربي» أن قرار وقف بثّ قناة «العرب»، الذي جاء بعد غضب مسؤولين في مملكة البحرين على مقابلة بثتها القناة لأحد قادة المعارضة البحرينية، تم بعد اتصالات جرت مع الرياض. وذكر مصدر إعلامي مستقل في البحرين أن قرار وقف بثّ القناة جاء بسبب غضب رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان من المقابلة.

وأكد مصدر إعلامي بحريني تحدث في اتصال هاتفي لـ»القدس العربي» السماح رسميا للقناة بإعادة البث اليوم، بعد ان اوقفت بثها السلطات البحرينية ليل أول أمس بعد ساعات على انطلاقتها. والغريب وغير القابل للتصديق أن المصدر الإعلامي البحريني نفى أن تكون وزارة إعلام مملكته أو سلطاتها هي التي طلبت وقف بثّ القناة، وزعم أن القناة توقف بثها لأسباب فنية خاصة بها، مشيرا إلى أن القناة أعلنت ذلك.

وكانت جريدة «أخبار الخليج» البحرينية القريبة من رئيس الوزراء قد أعلنت في عددها أمس أن السلطات البحرينية قررت وقف القناة «لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية… ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها»، على حد وصف الصحيفة.

وهاجم رئيس تحرير «أخبار الخليج» انور عبد الرحمن في افتتاحيته أمس قناة «العرب» بشدة بسبب مقابلتها القصيرة، وفي اولى نشراتها الاخبارية، لنائب أمين عام جمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة خليل المرزوق. وقالت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان «نقول للقائمين على إدارة وتحرير قناة «العرب» إن هذا التصرف (مقابلة المعارض البحريني) يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى». وبتهديد واضح يعبر عن غضب رسمي بحريني شديد على الزميل جمال خاشقجي أضاف انور عبد الرحمن «إن اللجوء إلى أسلوب العنتريات في التغطية الإخبارية التي تحاولون إبرازها لإثبات أنكم محطة مستقلة لن يجدي نفعا». وكان مدير عام قناة «العرب» الفضائية جمال خاشقجي قد أكد مرارا أن «العرب» ستكون على مسافة واحدة من الجميع. وقال «لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب إي طرف».

 

  • فريق ماسة
  • 2015-02-02
  • 12005
  • من الأرشيف

يا فرحة ما تمت… المنامة توقف بثّ قناة «العرب»… فهل يدفع مديرها جمال خاشقجي الثمن؟

 يا فرحة ما تمت… هذا هو القول الذي تردد في أوساط عدد من الإعلاميين العرب الذين استاؤوا من قرار وقف السلطات البحرينية بثّ قناة «العرب» الفضائية، التي كانوا يودون لها ان تكون مشروعا إعلاميا عربيا تنويريا في عالم القنوات الفضائية العربية، الذي تسيطر عليه قناتا «الجزيرة» القطرية و«العربية» السعودية. من ناحيتهم أبدى متشددون إسلاميون فرحهم بوقف بثّ قناة «العرب» عبر تعليقات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» وغيره، حيث من المعروف أن هؤلاء يكنون كراهية لأي مشروع إعلامي «تنويري» للأمير الوليد بن طلال. وكتب أحدهم «يا فرحة، ما تمت، لليبراليين العلمانيين الذين أوقف بث قناتهم الجديدة». ورغم توقع عودة بثّ قناة «العرب» المملوكة للأمير الوليد بن طلال إلا أن الخوف أن تكون عودتها ضمن تسويات تقضي بالحد من حريتها، أو بمعاقبة جمال خاشقجي مديرها العام بـ»إعفائه» من منصبه على الطريقة السعودية. وسبق لخاشقجي، الذي يعتبر واحدا من أهم الإعلاميين السعوديين الموضوعيين بتناوله للشأن السعودي، أن أقيل مرتين من رئاسته لتحرير صحيفة «الوطن» السعودية، ومنع مرارا من الكتابة بسبب شكاوى المتشددين الإسلاميين في المملكة، رغم أنه إسلامي الفكر والتوجه. وسبق لصحافيين أن نصحوا خاشقجي بعدم اتخاذ البحرين مقرا للقناة، ولكن مالكها الأمير الوليد فضل أن يكون مقرها في البحرين بسبب «حبه» للمملكة، ولكي يساهم في التأكيد على استقرار البحرين، وأيضا للمساهمة في إعطاء البحرين الوهج الإعلامي السابق الذي فقدته، ليس لأن دبي اصبحت البديل، بل بسبب المضايقات التي كانت وزارة الإعلام البحرينية في عهود سابقة تسببها لمندوبي وكالات أنباء عالمية مثل «وكالة الصحافة الفرنسية» و»رويترز» التي افتتحت في البحرين مكاتب إقليمية ولكنها هجرتها إلى دبي. وعلمت «القدس العربي» أن قرار وقف بثّ قناة «العرب»، الذي جاء بعد غضب مسؤولين في مملكة البحرين على مقابلة بثتها القناة لأحد قادة المعارضة البحرينية، تم بعد اتصالات جرت مع الرياض. وذكر مصدر إعلامي مستقل في البحرين أن قرار وقف بثّ القناة جاء بسبب غضب رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان من المقابلة. وأكد مصدر إعلامي بحريني تحدث في اتصال هاتفي لـ»القدس العربي» السماح رسميا للقناة بإعادة البث اليوم، بعد ان اوقفت بثها السلطات البحرينية ليل أول أمس بعد ساعات على انطلاقتها. والغريب وغير القابل للتصديق أن المصدر الإعلامي البحريني نفى أن تكون وزارة إعلام مملكته أو سلطاتها هي التي طلبت وقف بثّ القناة، وزعم أن القناة توقف بثها لأسباب فنية خاصة بها، مشيرا إلى أن القناة أعلنت ذلك. وكانت جريدة «أخبار الخليج» البحرينية القريبة من رئيس الوزراء قد أعلنت في عددها أمس أن السلطات البحرينية قررت وقف القناة «لأسباب تتعلق بعدم التزام القائمين على المحطة بالأعراف السائدة في الدول الخليجية… ومن بينها حيادية المواقف الإعلامية وعدم المساس بكل ما يؤثر سلبا على روح الوحدة الخليجية وتوجهاتها»، على حد وصف الصحيفة. وهاجم رئيس تحرير «أخبار الخليج» انور عبد الرحمن في افتتاحيته أمس قناة «العرب» بشدة بسبب مقابلتها القصيرة، وفي اولى نشراتها الاخبارية، لنائب أمين عام جمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة خليل المرزوق. وقالت الصحيفة المقربة من رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان «نقول للقائمين على إدارة وتحرير قناة «العرب» إن هذا التصرف (مقابلة المعارض البحريني) يضع علامات استفهام حول حقيقة توجهات إدارة التحرير في هذه القناة منذ الوهلة الأولى». وبتهديد واضح يعبر عن غضب رسمي بحريني شديد على الزميل جمال خاشقجي أضاف انور عبد الرحمن «إن اللجوء إلى أسلوب العنتريات في التغطية الإخبارية التي تحاولون إبرازها لإثبات أنكم محطة مستقلة لن يجدي نفعا». وكان مدير عام قناة «العرب» الفضائية جمال خاشقجي قد أكد مرارا أن «العرب» ستكون على مسافة واحدة من الجميع. وقال «لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب إي طرف».  

المصدر : ـ «القدس العربي»/ سليمان نمر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة