أتت عملية المقاومة المسماة باسم شهداء القنيطرة في توقيت دقيق للغاية، حتى أنه من الواجب أن نطلق عليه اللحظة القاتلة، وماالتفجير الذي شهدته الحميدية بعد عملية المقاومة بأيام قليلة إلا ترسيخاً لأهمية هذه العملية ليس على جبهة المقاومة وحلف المقاومة فقط،

إنما حتى على الحرب التي تشهدها سورية والإرهابيين المتواجدين والمختبئين بداخلها، وهو ما أخذه البعض على وزير خارجيتنا المعلم عندما أشار في حديثه على الإخبارية السورية إلى أهمية القضاء على أعوان الكيان المتواجدين في الداخل. لقد كتبت وفصلت أقلام كثيرة عملية المقاومة تحليلاً وتنبؤاً واستراتيجيات مختلفة، وتناولها كل من جانب يرى فيه الخطورة أو الإنتصار، حتى أن كتاب الكيان الصهيوني وحلفائه وأقلامهم لم تستطع تجاهلها، لكنهم أضاؤوا على بعض النقاط في محاولة لإخفاء بريق هذه العملية ونتائجها. وأعتقد أن ما كتب عنها رغم أنه لا يحيط بكامل نتائجها الآنية والاستراتيجية، إلا أنه يكفي في هذا الحيز الإفتراضي من عمر العمليات التي تشهدها المنطقة عموماً، وسورية ولبنان على وجه الخصوص. فلو نظرنا إلى المواقف الدولية قبيل انعقاده الاجتماع التشاوري في موسكو ومواقف عملائهم تحت مسميات المعارضة، والتي رافقها بكل خطوة أو تصريح أو حراك عملية إرهابية صهيونية مباشرة أو غير مباشرة، في محاولة رفع معنويات أذنابهم المعترضة وتحريضهم على عدم الخوض في حوار لبناء الدولة السورية، على الرغم من اعتبار لقاء موسكو لقاءً تشاورياً, فإننا نجد تغير بعض المواقف من هذا الاجتماع بعد تنفيذ عملية المقاومة التي تمت بالتزامن مع إنعقاده رغم التشويش الصهيوني والغربي عليه من خلال اجتزاء التصريحات وفبركة المعاني والتضليل الإعلامي المتبع من قبل الغرب المتآمر على سورية، والتي كان أحدثها الاستهداف الإعلامي لحزب الله في لبنان ولإيران. تبعاً لما سبق فإني أتفق مع كل ما قيل عن عملية المقاومة من تغيير نوعية الاشتباك وسقوط البروتوكولات الكلاسيكية في المواجهات والحروب وغيرها، ولكني أرى فيها رسالة مفتوحة ضمن سلسلة من الرسائل التي أرسلها حلف المقاومة سابقاً بقيادة سورية، ولعل أبرزها فتح جبهة الجولان أمام المقاومة الشعبية في مقابل عدم قدرة الكيان على تحمل هذه الجبهة إضافة لجبهة جنوب لبنان معها, ورسالة أكثر وضوحاً للمجتمعين في موسكو تفيد بأن كلمة الفصل في الميدان هي لحلف المقاومة والجيش العربي السوري الذي يسانده,بل ورسالة أكثر خطورة من كل الرسائل على الإطلاق لما تحمله من أبعاد سياسية اقتصادية عسكرية، حيث المتعارف عليه اقتصادياً وسياسياً هو ارتفاع الأسعار مع كل حدث يخل بالهدوء والاستقرار بالمنطقة وخاصة أسعار النفط، وعند تحول الحدث إلى بوادر حرب تزداد درجة المخاطرة في معظم المؤشرات العالمية وتزداد التكلفة على رؤوس الأموال، حتى أن دافوس لهذا العام الذي سبقها بأيام قليلة قد خفض معدل النمو، إلا أن ما حدث هو عكس هذه الإجراءات، فعلى الرغم من أن العملية التي قدمتها المقاومة كانت تحمل أوجه الحرب سواء أكان ذلك من حيث التوقيت أو آلية التنفيذ والتسويق أو ألية التهيئة اللوجستية لها، إلا أن أسعار النفط لم ترتفع كما كانت عليه سابقاً في الأزمات الأخرى، أي أن المستثمرين لم يشعروا فعلياً بخطورة هذه الأحداث على إمداداتهم النفطية الأمر الذي يشير إلى آليات جديدة يعتمد الحلف الآخر المعادي القيام بها تُفقد هذه الواقعة خطورتها على عالم الأعمال الدولية، والتي كان أولها تفجير الحافلة التي تقل لبنانيين أمام سوق الحميدية بدمشق، وثانيها إطالة فترة الاستنزاف للموارد السورية والمترافقة مع بناء قوى ناعمة جيدة مهمتها تحويل سورية المستقبلية ومن خلفها لبنان والمقاومة إلى عراق 2002. وبنظرة أكثر موضوعية، فإن عملية المقاومة قد قرأ الجميع نقاطها العامة قبل حدوثها بإطلالة سماحة السيد حسن نصر الله على قناة الميادين وفي حوار الدكتور بشار الأسد مع الصحافة الأمريكية، لتؤكد إطلالة سماحة السيد مجدداً بعد العملية أن تكامل المحاور أصبح واقعاً تنفيذياً، قوامه صمود سورية وقوة جيشها، الأمر الذي نجم عنه نجاحاً نسبيياً للقاء التشاوري في موسكو وتوحيد رؤية العديد من التيارات السورية المسماة معارضة، ليبقى السؤال الأبرز في الخطوة التنفيذية الثانية للمقاومة في طريق النصر: من سيكتب البيان رقم 2 هل هي منطقة القنيطرة مجدداً أم المقاومة في منطقة لواء اسكندرون؟

  • فريق ماسة
  • 2015-02-02
  • 11095
  • من الأرشيف

بين موسكو والقنيطرة: من يكتب البيان رقم (2)

 أتت عملية المقاومة المسماة باسم شهداء القنيطرة في توقيت دقيق للغاية، حتى أنه من الواجب أن نطلق عليه اللحظة القاتلة، وماالتفجير الذي شهدته الحميدية بعد عملية المقاومة بأيام قليلة إلا ترسيخاً لأهمية هذه العملية ليس على جبهة المقاومة وحلف المقاومة فقط، إنما حتى على الحرب التي تشهدها سورية والإرهابيين المتواجدين والمختبئين بداخلها، وهو ما أخذه البعض على وزير خارجيتنا المعلم عندما أشار في حديثه على الإخبارية السورية إلى أهمية القضاء على أعوان الكيان المتواجدين في الداخل. لقد كتبت وفصلت أقلام كثيرة عملية المقاومة تحليلاً وتنبؤاً واستراتيجيات مختلفة، وتناولها كل من جانب يرى فيه الخطورة أو الإنتصار، حتى أن كتاب الكيان الصهيوني وحلفائه وأقلامهم لم تستطع تجاهلها، لكنهم أضاؤوا على بعض النقاط في محاولة لإخفاء بريق هذه العملية ونتائجها. وأعتقد أن ما كتب عنها رغم أنه لا يحيط بكامل نتائجها الآنية والاستراتيجية، إلا أنه يكفي في هذا الحيز الإفتراضي من عمر العمليات التي تشهدها المنطقة عموماً، وسورية ولبنان على وجه الخصوص. فلو نظرنا إلى المواقف الدولية قبيل انعقاده الاجتماع التشاوري في موسكو ومواقف عملائهم تحت مسميات المعارضة، والتي رافقها بكل خطوة أو تصريح أو حراك عملية إرهابية صهيونية مباشرة أو غير مباشرة، في محاولة رفع معنويات أذنابهم المعترضة وتحريضهم على عدم الخوض في حوار لبناء الدولة السورية، على الرغم من اعتبار لقاء موسكو لقاءً تشاورياً, فإننا نجد تغير بعض المواقف من هذا الاجتماع بعد تنفيذ عملية المقاومة التي تمت بالتزامن مع إنعقاده رغم التشويش الصهيوني والغربي عليه من خلال اجتزاء التصريحات وفبركة المعاني والتضليل الإعلامي المتبع من قبل الغرب المتآمر على سورية، والتي كان أحدثها الاستهداف الإعلامي لحزب الله في لبنان ولإيران. تبعاً لما سبق فإني أتفق مع كل ما قيل عن عملية المقاومة من تغيير نوعية الاشتباك وسقوط البروتوكولات الكلاسيكية في المواجهات والحروب وغيرها، ولكني أرى فيها رسالة مفتوحة ضمن سلسلة من الرسائل التي أرسلها حلف المقاومة سابقاً بقيادة سورية، ولعل أبرزها فتح جبهة الجولان أمام المقاومة الشعبية في مقابل عدم قدرة الكيان على تحمل هذه الجبهة إضافة لجبهة جنوب لبنان معها, ورسالة أكثر وضوحاً للمجتمعين في موسكو تفيد بأن كلمة الفصل في الميدان هي لحلف المقاومة والجيش العربي السوري الذي يسانده,بل ورسالة أكثر خطورة من كل الرسائل على الإطلاق لما تحمله من أبعاد سياسية اقتصادية عسكرية، حيث المتعارف عليه اقتصادياً وسياسياً هو ارتفاع الأسعار مع كل حدث يخل بالهدوء والاستقرار بالمنطقة وخاصة أسعار النفط، وعند تحول الحدث إلى بوادر حرب تزداد درجة المخاطرة في معظم المؤشرات العالمية وتزداد التكلفة على رؤوس الأموال، حتى أن دافوس لهذا العام الذي سبقها بأيام قليلة قد خفض معدل النمو، إلا أن ما حدث هو عكس هذه الإجراءات، فعلى الرغم من أن العملية التي قدمتها المقاومة كانت تحمل أوجه الحرب سواء أكان ذلك من حيث التوقيت أو آلية التنفيذ والتسويق أو ألية التهيئة اللوجستية لها، إلا أن أسعار النفط لم ترتفع كما كانت عليه سابقاً في الأزمات الأخرى، أي أن المستثمرين لم يشعروا فعلياً بخطورة هذه الأحداث على إمداداتهم النفطية الأمر الذي يشير إلى آليات جديدة يعتمد الحلف الآخر المعادي القيام بها تُفقد هذه الواقعة خطورتها على عالم الأعمال الدولية، والتي كان أولها تفجير الحافلة التي تقل لبنانيين أمام سوق الحميدية بدمشق، وثانيها إطالة فترة الاستنزاف للموارد السورية والمترافقة مع بناء قوى ناعمة جيدة مهمتها تحويل سورية المستقبلية ومن خلفها لبنان والمقاومة إلى عراق 2002. وبنظرة أكثر موضوعية، فإن عملية المقاومة قد قرأ الجميع نقاطها العامة قبل حدوثها بإطلالة سماحة السيد حسن نصر الله على قناة الميادين وفي حوار الدكتور بشار الأسد مع الصحافة الأمريكية، لتؤكد إطلالة سماحة السيد مجدداً بعد العملية أن تكامل المحاور أصبح واقعاً تنفيذياً، قوامه صمود سورية وقوة جيشها، الأمر الذي نجم عنه نجاحاً نسبيياً للقاء التشاوري في موسكو وتوحيد رؤية العديد من التيارات السورية المسماة معارضة، ليبقى السؤال الأبرز في الخطوة التنفيذية الثانية للمقاومة في طريق النصر: من سيكتب البيان رقم 2 هل هي منطقة القنيطرة مجدداً أم المقاومة في منطقة لواء اسكندرون؟

المصدر : الدكتور يحيى محمد ركاج


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة