دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رأى الكاتب الفلسطيني السوري المعارض، سلامة كيلة، أن تركيا كانت واهمة حول سماح أمريكا لها بلعب دورها المأمول في سورية، وأن أطرافاً المعارضة السورية كانت واهمة بأن التدخل التركي سيقود إلى إسقاط النظام، مضيفاً أن تركيا خسرت مصالحها في سورية، والتي كانت قد حصدتها من السلطة الحالية. كما أشار، بأسلوب مبطن، إلى محاباة تركيا لتنظيم «الإخوان المسلمين»، مما يثير التساؤلات عن مدلولات هذا الهجوم من صحيفة قطرية، سيما وأن إمارة قطر معروفة بدعمها لـ«الإخوان» وتحالفها مع تركيا خلال فترة «الربيع العربي»
ورأى كيلة، في صحيفة «العربي الجديد» القطرية التي يديرها النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، عزمي بشار، أن تركيا استجابت للضغط السعودي لإدخال «الجهاديين» إلى سورية، بعد أن كانت رافضة له، لأنها تريد إسقاط النظام، وفرض بديلها الذي تمثّل حينها في المجلس الوطني. وأخذت تسهّل مرور وإقامة كل المجموعات الأصولية القادمة من أنحاء العالم لـ «الجهاد» في سورية. وأكثر من ذلك، أخذت تنسّق معها من منظور «التخريب» على التوافق الأميركي الروسي. ولقد ظنت أنها باتت تتحكم فيها. مضيفاً أنه «يبدو أن الرؤية التركية كانت تعتقد أن أميركا سوف تتدخل لصالحها، وتقطع الطريق على تركيا التي ستخسر مكتسباتها. طبعاً، إضافة إلى بروز النهم الروسي. لهذا، كان أردوغان يقول إن سورية “له”، وليس لأيٍّ من الدول الأخرى. لهذا، بعد بيان جنيف1، أخذ “يلعب بداعش”، لاستجرار قرار دولي، يخوّل التدخل العسكري ضدها»
وأشار كيلة إلى مطالبات تركيا الحثيثة بمناطق الحظر الجوي، شمال سورية، معتبراً ذلك وهماً تركياً ينطلق من أن لعبته بداعش قد نجحت، ولم يبقَ سوى اعتراف أميركي بضرورة تدخل تركيا بعد الموافقة على شروطها.
وأضاف كيلة: «أشرت مراراً إلى أن أميركا لا تحارب داعش، بل تخوض الحرب بداعش، أي تستخدمها ضد القوى الأخرى، لكي تتدخل وتفرض شروطها هي. وسنلمس بأن داعش توسعت، في ظل الغطاء الجوي الأميركي، في ساحة يسهل فيها صيد كل حركة، وهذا ما فعلته أميركا في جيش العراق قبل الاحتلال وخلال الغزو»
ولفت كيلة إلى فرض تركيا لرجالاتها في المعارضة، لافتاً إلى أن هذا «يظهر واضحاً في السيطرة الإخوانية على “الحكومة المؤقتة”، كما على الائتلاف» مضيفاً أن تركيا واهمة، وأن أمريكا لن توافق على الشروط التركية، وهي أصلاً لا تريد لتركيا أن تسيطر في سورية.
ويقول كيلة: «الدولة التركية تتوهم بالحاجة الأميركية إليها، وأميركا تسير في مسار آخر. لهذا، لن تقبل فرض حظر جوي أو مناطق آمنة، أو أي تدخل تركي في “الحرب ضد داعش”. وبالتالي، لن تقبل سياسة تقود إلى إسقاط النظام عبر الدور التركي. وكما أشرنا، أميركا تريد التفاهم مع إيران تحديداً. لهذا، لن “تبيع” سورية لتركيا، فهذه من حصة روسيا/إيران. يعني ذلك كله أن المراهنة على تغيير معادلة الصراع، عبر الدور التركي في سياق العمل على إسقاط النظام، هي وهم كذلك»
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة