ورد في المفاهيم التوراتية والتلمودية أن "المخلص حينما يهبط من السماء يكون حاملاً سيفه البتار، ويعمل على قطع الرؤوس".

 

في هذه اللحظات، وقبلها، وأكيد بعدها، هل هناك بعد من حاجة للبرهان على مدى التعاون والتكامل بين "الدولة العبرية" وبنيامين نتنياهو و"جبهة النصرة"، التي تلقّى نحو ألفي عنصر منها العلاج في مستشفيات الكيان الغاصب؟

 

هل هناك بعد من يحتاج إلى أدلة على مدى التعاون والتكامل بين "داعش" و"المخلّص" التلمودي؟ وهل بعد من يقنعنا أن فلول "جيش سورية الحر"، وإن كان صاراً "أثراً بعد عين"، ليس في اعتبار وحسابات "المخلّص" نتنياهو، وإن كان هناك من بقاء لإسمه في الضوء، فهو للاستخدام كغطاء لـ"المعارضة" السورية، التي تسميها أميركا وأتباعها "معتدلة"؟

 

ثمة حقيقة بعد العدوان الجديد؛ أنه يتعدى حدود القنيطرة إلى مدى أوسع، لقد أخذنا علماً أن الكيان الصهيوني يلعب عربياً، ولم يعد ينقص تل أبيب إلا أن تكون في "جامعة نبيل العربي" رسمياً، بعد أن قطع التنسيق والتكامل والاتصالات العلنية والسرية بين الأعراب والعدو أوسع مدى، بدأ من "العلاقات الحميمية" بين الموسادية تسيبي لفني وعدد من الأعراب - زعماء ومسؤولين - ولم ينته بغزل رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل؛ شقيق وزير الخارجية.. ولا تنسوا أن الملك العليل سبق له أن "اخترع" حوار الأديان، واستضاف فيه العجوز الصهيوني الثعلب شيمون بيريز، دون أن ننسى مبادرته السلمية، التي سبقتها مبادرة شقيقه الملك الراحل فهد عام 1981؛ في أعقاب توقيع "كامب دايفيد"، والتي أقرّها العرب في قمة فاس عام 1982، بعد الاجتياح الصهيوني للبنان.

 

الخطوط والطرق ببساطة مفتوحة بين كثير من الأعراب - "قادة" و"مسؤولين" - والعدو "الإسرائيلي".

 

ليس عبثياً التوقيت العبري لعدوانه الجديد على القنيطرة، فهذه المنطقة السورية المحاذية للاحتلال، لها رميزة خاصة في ذهن وعقل كل من "شرب حليب العداء لإسرائيل" منذ عام 1973، ولهذا فإن وجود المقاومين اللبنانيين البواسل هناك له رمزيه أيضاً، وله قانونه دوافعه.

 

هم كانوا وبالتأكيد سيستمرون هناك ليضبطوا لعبة خطيرة يجري إعدادها وتحضيرها منذ نهاية السنة الأولى للعدوان على سورية، وبالتالي فإن الهدف واضح، وهو لضرب وإجهاض ومنع الدور "الإسرائيلي" والتكفيري الإرهابي من التمدد إلى شبعا والعرقوب، وهنا ربما كثير من اللبنانيين، أغبياء؛ لا يفقهون التاريخ والجغرافيا وتحكُّمهما بالماضي والحاضر والمستقبل، (بالمناسبة عبرت واحدة من هؤلاء الأغبياء، وهي مصابة بإعاقة، عن غضبها لتلك المشاركة الواسعة في تشييع شهداء القنيطرة).. ولهؤلاء الأغبياء نقول: إن العدو لا ينظر إلى لبنان بمعزل عن سورية، كما لا ينظر إلى سورية بمعزل عن لبنان، يكفي أنهم يقولون: "الجبهة الشمالية"، التي تبقى الوحيدة التي تجعل فرائض العدو "الإسرائيلي" ترتعد، بعد أن أصبحت الحدود الجنوبية مرتاحة بفضل اتفاقية الكامب عام 1979، والحدود الشرقية أي مع الأردن والفلسطينيين مطمئنة، بفضل اتفاقيتي وادي عربه وأوسلو.

 

تل أبيب المرتبكة سياسياً على المستوى الداخلي، والمرتجفة على حدودها الشمالية، وزادها ارتجافاً إطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة، متأكدة من أن سورية وإيران وحزب الله اليوم باتوا أكثر اطمئناناً وراحة في مدياتهم الحيوية والجيوسياسية، لهذا دخلت في مغامرتها، لعلها تؤدي إلى تطورات أمنية تعيق تجذر المقاومة وتمددها عند حدودها من جهة، وتعرقل الاتفاق الإيراني - الأميركي من جهة ثانية، وتحبط التوجه الدولي المتصاعد لمواجهة الإرهاب، والذي عليه يجب أن يعتمد أكثر فأكثر على الجيش السوري وإيران وحزب الله والعراق في محاصرته وضربه.

 

كيف سيكون الرد على الإجرام الصهيوني، نكتفي بما قاله المعلق الأمني في جريدة "معاريف" الإسبوعية الصهيونية؛ بوسي ميلمان: "الإسرائيليون يعترفون بالخطأ، لأن رد حزب الله سيكون في أكثر من مكان".

 

وأمل ميلمان: "نرجو ألا يندم من اتخذ هذا القرار كما ندم من اتخذ قرار تصفية عباس الموسوي، لأنه جلب حسن نصرالله لهذا المنصب، ذاك العدو العنيد، الأكثر شراسة من الموسوي".

 

وهنا يؤكد خبراء استراتيجيون أن رد حزب الله كان قاسياً، فقد نفّذ عمليات عدة بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية، لكنه لم يعلن عن ذلك، منتظراً أن يعلن العدو عن أي عملية، لكنه لم يتجرأ على ذلك، لأن معنويات ضباطه وجنوده ستنهار أكثر وتصبح في الحضيض، لأنه كان هناك عدة عمليات نوعية باحترافيتها الرفيعة.. والحبل على الجرار.

 

باختصار، الرد هذه المرة من قبل المقاومة لن يكون انفعالياً.. تابعوا المشهد بدقة، إنه الصراع الاستراتيجي الذي يؤكد حتمية زوال "إسرائيل"، الم يقل فلاديمير بوتين قبل نحو 3 سنوات، إن قواعد النظام العالمي الجديد يتشكل من سورية؟

  • فريق ماسة
  • 2015-01-21
  • 12048
  • من الأرشيف

استراتيجيا" ...المشهد سيتغير في القنيطرة

ورد في المفاهيم التوراتية والتلمودية أن "المخلص حينما يهبط من السماء يكون حاملاً سيفه البتار، ويعمل على قطع الرؤوس".   في هذه اللحظات، وقبلها، وأكيد بعدها، هل هناك بعد من حاجة للبرهان على مدى التعاون والتكامل بين "الدولة العبرية" وبنيامين نتنياهو و"جبهة النصرة"، التي تلقّى نحو ألفي عنصر منها العلاج في مستشفيات الكيان الغاصب؟   هل هناك بعد من يحتاج إلى أدلة على مدى التعاون والتكامل بين "داعش" و"المخلّص" التلمودي؟ وهل بعد من يقنعنا أن فلول "جيش سورية الحر"، وإن كان صاراً "أثراً بعد عين"، ليس في اعتبار وحسابات "المخلّص" نتنياهو، وإن كان هناك من بقاء لإسمه في الضوء، فهو للاستخدام كغطاء لـ"المعارضة" السورية، التي تسميها أميركا وأتباعها "معتدلة"؟   ثمة حقيقة بعد العدوان الجديد؛ أنه يتعدى حدود القنيطرة إلى مدى أوسع، لقد أخذنا علماً أن الكيان الصهيوني يلعب عربياً، ولم يعد ينقص تل أبيب إلا أن تكون في "جامعة نبيل العربي" رسمياً، بعد أن قطع التنسيق والتكامل والاتصالات العلنية والسرية بين الأعراب والعدو أوسع مدى، بدأ من "العلاقات الحميمية" بين الموسادية تسيبي لفني وعدد من الأعراب - زعماء ومسؤولين - ولم ينته بغزل رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق تركي الفيصل؛ شقيق وزير الخارجية.. ولا تنسوا أن الملك العليل سبق له أن "اخترع" حوار الأديان، واستضاف فيه العجوز الصهيوني الثعلب شيمون بيريز، دون أن ننسى مبادرته السلمية، التي سبقتها مبادرة شقيقه الملك الراحل فهد عام 1981؛ في أعقاب توقيع "كامب دايفيد"، والتي أقرّها العرب في قمة فاس عام 1982، بعد الاجتياح الصهيوني للبنان.   الخطوط والطرق ببساطة مفتوحة بين كثير من الأعراب - "قادة" و"مسؤولين" - والعدو "الإسرائيلي".   ليس عبثياً التوقيت العبري لعدوانه الجديد على القنيطرة، فهذه المنطقة السورية المحاذية للاحتلال، لها رميزة خاصة في ذهن وعقل كل من "شرب حليب العداء لإسرائيل" منذ عام 1973، ولهذا فإن وجود المقاومين اللبنانيين البواسل هناك له رمزيه أيضاً، وله قانونه دوافعه.   هم كانوا وبالتأكيد سيستمرون هناك ليضبطوا لعبة خطيرة يجري إعدادها وتحضيرها منذ نهاية السنة الأولى للعدوان على سورية، وبالتالي فإن الهدف واضح، وهو لضرب وإجهاض ومنع الدور "الإسرائيلي" والتكفيري الإرهابي من التمدد إلى شبعا والعرقوب، وهنا ربما كثير من اللبنانيين، أغبياء؛ لا يفقهون التاريخ والجغرافيا وتحكُّمهما بالماضي والحاضر والمستقبل، (بالمناسبة عبرت واحدة من هؤلاء الأغبياء، وهي مصابة بإعاقة، عن غضبها لتلك المشاركة الواسعة في تشييع شهداء القنيطرة).. ولهؤلاء الأغبياء نقول: إن العدو لا ينظر إلى لبنان بمعزل عن سورية، كما لا ينظر إلى سورية بمعزل عن لبنان، يكفي أنهم يقولون: "الجبهة الشمالية"، التي تبقى الوحيدة التي تجعل فرائض العدو "الإسرائيلي" ترتعد، بعد أن أصبحت الحدود الجنوبية مرتاحة بفضل اتفاقية الكامب عام 1979، والحدود الشرقية أي مع الأردن والفلسطينيين مطمئنة، بفضل اتفاقيتي وادي عربه وأوسلو.   تل أبيب المرتبكة سياسياً على المستوى الداخلي، والمرتجفة على حدودها الشمالية، وزادها ارتجافاً إطلالة السيد حسن نصرالله الأخيرة، متأكدة من أن سورية وإيران وحزب الله اليوم باتوا أكثر اطمئناناً وراحة في مدياتهم الحيوية والجيوسياسية، لهذا دخلت في مغامرتها، لعلها تؤدي إلى تطورات أمنية تعيق تجذر المقاومة وتمددها عند حدودها من جهة، وتعرقل الاتفاق الإيراني - الأميركي من جهة ثانية، وتحبط التوجه الدولي المتصاعد لمواجهة الإرهاب، والذي عليه يجب أن يعتمد أكثر فأكثر على الجيش السوري وإيران وحزب الله والعراق في محاصرته وضربه.   كيف سيكون الرد على الإجرام الصهيوني، نكتفي بما قاله المعلق الأمني في جريدة "معاريف" الإسبوعية الصهيونية؛ بوسي ميلمان: "الإسرائيليون يعترفون بالخطأ، لأن رد حزب الله سيكون في أكثر من مكان".   وأمل ميلمان: "نرجو ألا يندم من اتخذ هذا القرار كما ندم من اتخذ قرار تصفية عباس الموسوي، لأنه جلب حسن نصرالله لهذا المنصب، ذاك العدو العنيد، الأكثر شراسة من الموسوي".   وهنا يؤكد خبراء استراتيجيون أن رد حزب الله كان قاسياً، فقد نفّذ عمليات عدة بعد اغتيال الشهيد عماد مغنية، لكنه لم يعلن عن ذلك، منتظراً أن يعلن العدو عن أي عملية، لكنه لم يتجرأ على ذلك، لأن معنويات ضباطه وجنوده ستنهار أكثر وتصبح في الحضيض، لأنه كان هناك عدة عمليات نوعية باحترافيتها الرفيعة.. والحبل على الجرار.   باختصار، الرد هذه المرة من قبل المقاومة لن يكون انفعالياً.. تابعوا المشهد بدقة، إنه الصراع الاستراتيجي الذي يؤكد حتمية زوال "إسرائيل"، الم يقل فلاديمير بوتين قبل نحو 3 سنوات، إن قواعد النظام العالمي الجديد يتشكل من سورية؟

المصدر : الثبات / أحمد زين الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة