نسي السوريون العاصفة زينة، ونسوا حماوة الاشتباكات المسلحة الجارية في بقاع واسعة من جغرافية بلدهم، وتراجع اهتمامهم بالكهرباء والمحروقات، واختفت تعليقاتهم على وزير الكهرباء عماد خميس الذي يلقبونه بـ «أمير الظلام»… توجهوا جميعهم للهجوم على صحيفة النهار اللبنانية متهمين إياها بـ «العنصرية»، تنتفض سوريّة السوريين إلى أعلى مستوياتها مع أية هجمة يتعرضون لها. يلتقون، موالين ومعارضين، على رد الهجوم.

تهكماً تكتب إحدى السوريات على صفحتها: «ليس لي نصيب بدخول شارع الحمرا في بيروت فأنا سمراء وشديدة السُمرة». تكتب هذه العبارة رداً على المقالة التي نشرتها صحيفة «النهار» تحت عنوان: «الحمرا ما عادت لبنانية… التوسع السوري غير هويتها».

في المقال، يرى الكاتب أن وجود السوريين في شارع الحمراء اللبناني كان سبباً في تغييب اللبنانيين، متسائلاً عما حلّ بليالي بيروت الجميلة وحفلاتها الساهرة، واصفاً السوريين بالـ «الغرباء» والعمال والمتسولين وأصحاب البشرة السمراء، والذين كانوا سبباً في تغييب صوت فيروز عن حانات شارع الحمراء على حد قوله.

على الفور أنشأ ناشطون سوريون صفحة على موقع «فيسبوك» الاجتماعي حملت اسم (أسمر يا اسمراني…مين دلك عالحمرا) وشكّلت الصفحة ما يشبه حملة ساخرة أطلقها مؤسسو الصفحة، مقتبسين الاسم من صفة «ذوو البشرة السمراء» التي أطلقها كاتب المقالة المناهضة للسوريين في مقالته في صحيفة «النهار»، وبعد ساعات من إنشائها، غصت الصفحة بتعليقات ساخرة تصب كلها في إطار الرد على مقالة «النهار» والرفض لما ورد فيها بأسلوب التهكم والسخرية، فكتب أحد المشاركين «عيرتني بالشيب وهو وقار… يا ليتها عيّرتني بالســـمار… الشاعر اللاجئ أبو سمرة السوري». وكتب آخر: أنا كمواطن سوري أسمراني لا يحق لي الذهاب إلى شارع الحمرا اللبناني. وجاء في شعار الصفحة ذاتها عبارة: أسمراني يا مندس… الحمرا للبيض وبس».

ورأى سوريون أن المقال الذي نشرته صحيفة «النهار» اللبنانية عن احتلال السوريين لشارع الحمرا في بيروت هو انعكاس لموقف تيارات لبنانية تضمر العنصرية والكراهية للسوريين، جاءت مقالة «النهار» لتعبّر عن دواخل تلك التيارات حيال السوريين ونزوحهم إلى لبنان.

  • فريق ماسة
  • 2015-01-07
  • 9543
  • من الأرشيف

هجوم سوري على صحيفة «النهار»... اتهموها بالعنصرية بعد مقال عن «احتلال» السوريين لشارع الحمرا

نسي السوريون العاصفة زينة، ونسوا حماوة الاشتباكات المسلحة الجارية في بقاع واسعة من جغرافية بلدهم، وتراجع اهتمامهم بالكهرباء والمحروقات، واختفت تعليقاتهم على وزير الكهرباء عماد خميس الذي يلقبونه بـ «أمير الظلام»… توجهوا جميعهم للهجوم على صحيفة النهار اللبنانية متهمين إياها بـ «العنصرية»، تنتفض سوريّة السوريين إلى أعلى مستوياتها مع أية هجمة يتعرضون لها. يلتقون، موالين ومعارضين، على رد الهجوم. تهكماً تكتب إحدى السوريات على صفحتها: «ليس لي نصيب بدخول شارع الحمرا في بيروت فأنا سمراء وشديدة السُمرة». تكتب هذه العبارة رداً على المقالة التي نشرتها صحيفة «النهار» تحت عنوان: «الحمرا ما عادت لبنانية… التوسع السوري غير هويتها». في المقال، يرى الكاتب أن وجود السوريين في شارع الحمراء اللبناني كان سبباً في تغييب اللبنانيين، متسائلاً عما حلّ بليالي بيروت الجميلة وحفلاتها الساهرة، واصفاً السوريين بالـ «الغرباء» والعمال والمتسولين وأصحاب البشرة السمراء، والذين كانوا سبباً في تغييب صوت فيروز عن حانات شارع الحمراء على حد قوله. على الفور أنشأ ناشطون سوريون صفحة على موقع «فيسبوك» الاجتماعي حملت اسم (أسمر يا اسمراني…مين دلك عالحمرا) وشكّلت الصفحة ما يشبه حملة ساخرة أطلقها مؤسسو الصفحة، مقتبسين الاسم من صفة «ذوو البشرة السمراء» التي أطلقها كاتب المقالة المناهضة للسوريين في مقالته في صحيفة «النهار»، وبعد ساعات من إنشائها، غصت الصفحة بتعليقات ساخرة تصب كلها في إطار الرد على مقالة «النهار» والرفض لما ورد فيها بأسلوب التهكم والسخرية، فكتب أحد المشاركين «عيرتني بالشيب وهو وقار… يا ليتها عيّرتني بالســـمار… الشاعر اللاجئ أبو سمرة السوري». وكتب آخر: أنا كمواطن سوري أسمراني لا يحق لي الذهاب إلى شارع الحمرا اللبناني. وجاء في شعار الصفحة ذاتها عبارة: أسمراني يا مندس… الحمرا للبيض وبس». ورأى سوريون أن المقال الذي نشرته صحيفة «النهار» اللبنانية عن احتلال السوريين لشارع الحمرا في بيروت هو انعكاس لموقف تيارات لبنانية تضمر العنصرية والكراهية للسوريين، جاءت مقالة «النهار» لتعبّر عن دواخل تلك التيارات حيال السوريين ونزوحهم إلى لبنان.

المصدر : القدس العربي/ كامل صقر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة