دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في خروج عن الموقف الأوروبي التقليدي حيال الأزمة في سورية، دعا وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاؤراليك أمس، بشكل مبطن، إلى التعاون مع الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري.
وتحافظ براغ على علاقات دبلوماسية كاملة مع دمشق ولها سفيرة تعمل في العاصمة السورية بشكل اعتيادي كما تضم سفارتها دبلوماسياً مسؤولاً عن رعاية المصالح الأميركية، عقب تعليق واشنطن نشاط سفارتها بدمشق في شباط 2012، بسبب مخاوف من «هجمات إرهابية».
زاؤراليك أكد في حديث لموقع «أكتوالني» التشيكي من العاصمة التشيكية براغ، وفقاً لوكالة الأنباء «سانا»، «استحالة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية من دون القيادة السورية»، لافتاً إلى «أهمية دور الجيش العربي السوري في التأثير على سير الأحداث والتطورات الجارية في سورية»، وذلك فيما يبدو دعوةً مبطنةً للتعاون مع هذا الجيش من أجل مواجهة تنظيم داعش.
وخلال سنوات الأزمة الماضية، صدرت عن الاتحاد الأوروبي عدة دعوات لتنحي الرئيس الأسد.
وفي آب من العام 2012، أكدت السفيرة التشيكية لدى دمشق ايفا فيليبي أن سورية تشهد حرباً إعلامية واسعة، نافيةً أن يكون ما يجري فيها حرباً أهلية ووصفته بـ«القتال بين الحكومة ومسلحين»، وأكدت في حينه أن الكفة في سورية لا تزال إلى جانب الرئيس الأسد، ورأت أن «أوروبا تسرعت قبل عام بالحديث عن رحيل الرئيس».
وأشار زاؤراليك إلى أن تجارب «التدخلات العسكرية الخارجية ولا سيما في العراق وأفغانستان لا تجعل أحداً على استعداد الآن للتدخل في سورية»، كاشفاً عن تطرقه قبل أيام إلى هذه المسألة خلال لقائه مع نائب وزير الخارجية الأميركي توم مارينوفسكي، الذي أبلغه بوضوح «بأنه يستبعد الزج بأي قوات برية أميركية في العراق وسورية» لمواجهة تنظيم داعش.
وفيما يبدو أنه دفاع عن الرأي القائل بضرورة التعاون مع الجيش العربي السوري لمواجهة داعش، أعاد رئيس الدبلوماسية التشيكية إيراد انتقاداته وتحذيراته من المخططات الأميركية والغربية حول دعم مسلحي «المعارضة المعتدلة»، وذلك «لاستحالة التفريق بينها وبين المجموعات المتطرفة في سورية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الضربات الجوية للتحالف الدولي العربي، الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب تنظيم داعش «لن تحل الوضع».
ورأى زاؤراليك أن الدول الأوروبية لم تتصور أن تنظيم «داعش» سيتمكن من الوصول إلى حقول النفط والأسلحة الحديثة وبيع الآثار في دبي والاتجار بالنساء والفتيات بهذا الشكل.
وأوائل الشهر الجاري، أكد وزير الخارجية التشيكي وجوب عدم استبعاد التواصل وحتى التعاون مع سورية وإيران بشأن محاربة داعش، لافتاً إلى أنه طرح إمكانية قيام مثل هذا التعاون خلال المؤتمر الذي عقدته الدول المشاركة في التحالف الدولي العربي في العاصمة البلجيكية بروكسل الشهر الماضي.
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد «شجعوا» في بيانهم الختامي عقب اجتماعهم الأسبوع الماضي في بروكسل، «كلاً من مجموعات المعارضة الداخلية والخارجية على التوحد خلف إستراتيجية مشتركة من أجل تقديم بديل للشعب السوري».
وعبر وزيرا خارجية الدنمارك مارتن ليدغارد ولوكسمبورغ جون أسلبورن، صراحةً عن رغبتهما في تشكيل هيئة جديدة للمعارضة تحل محل الائتلاف السوري المعارض.
أما بخصوص علاقة الاتحاد الأوروبي مع دمشق، فقد أظهر الاجتماع الوزاري وجود «ثلاثة اتجاهات إزاء الموقف من الرئيس بشار الأسد.. وعلاقة ذلك بمحاربة (داعش)»، وذلك حسبما نقل تقرير صحفي مؤخراً عن مسؤول أوروبي.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة «الحياة» اللندنية، فقد اقترحت دول إسكندنافية التعاطي مع (الرئيس) الأسد كـ«أمر واقع» في ضوء التحدي الذي شكله «داعش» ما اقتضى ضرورة تعاطي الدول الأوروبية مع الأزمة السورية «طريقة مختلفة عن السنوات السابقة تنطلق من الواقع من دون منح شرعية للنظام»، على حين كان موقف كتلة ثانية تضم قبرص والنمسا وتشيكيا ودولاً أخرى يقوم على اعتبار «النظام شريكاً في الحرب على «داعش» والنظر إلى جذور الأزمة والمسؤول الفعلي عن صناعة التطرف»، الأمر الذي يعني عملياً الاعتراف بشرعية النظام في سورية.
وفي المقابل، تقول كتلة ثالثة تضم بريطانيا وفرنسا وإلى حد ما ألمانيا: إن «(الرئيس) الأسد ليس جزءاً من مستقبل سورية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة