دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتحمل المعارضة مسؤولية أخطاء عديدة
إثارة الحديث عن مستقبل «الائتلاف الوطني» المعارض، تقود معارضاً سورياً، من كتلة ممثلة فيه، إلى تقديم مراجعة صريحة للمشهد السياسي. يفضل الحديث من دون ذكر اسمه، لكنه يقول إنها «شهادة للتاريخ».
تنشر صحيفة «السفير» اللبنانية أبرز ما قاله:
بالنسبة إلى موضوع تشكيل هيئة جديدة للمعارضة، الأمر مطروح منذ زمن. في حالة «المجلس الوطني السوري»، مورست ضغوط كبيرة عليه ليأخذ مواقف معينة. قرر المجتمع الدولي أن المجلس يجب أن يموت لتتأسس هيئة جديدة، بحجة أنها ستشمل عدداً اكبر من القوى المعارضة.
أكثر من ثلث أعضاء «الائتلاف» الآن لا يمثلون شيئاً على الأرض. هؤلاء دخلوه بسبب المحسوبيات والترضيات، وبدفع من بعض الدول الداعمة.
الحديث يتركز منذ سنة عن أن هذا «الائتلاف» سيموت، خصوصا للتخلص ممن لا يمثلون شيئاً. ليس معروفاً حتى الآن على أي أساس ستتشكل المؤسسة الجديدة، أو «الائتلاف» الجديد، لكن الموضوع للأسف خرج من يد السوريين، منذ أكثر من سنتين، لذلك ليس هم من يقررون شكل «الائتلاف» الجديد.
ما يقرر هو الحالة الراهنة: امتداد «داعش» وتفوق القوى المتطرفة على القوى التي تتبنى القرار السياسي للمعارضة. «داعش»، أيا يكن من صنعه، مشكلة كبيرة. الأميركيون لا يريدون إرسال جنود إلى الأرض. كل هذه التحديات تجعل الإدارة الأميركية، والغرب عموماً، غير مستعد أبداً لأن يسقط الدولة السورية كمؤسسات. (الرئيس السوري) بشار الأسد الآن في الموقف الذي حلم به، أميركا حققت الكسر الذي تريده، إضعاف محور إيران وسوريا و «حزب الله»، ولم تعد سوريا تشكل خطراً على إسرائيل.
نتيجة كل ذلك يريد المجتمع الدولي ضبط الوضع السوري، والعمل مع مجموعة معارضة جديدة تحت سقف منخفض. سقف مطالب المعارضة نزل كثيرا عن سقف «جنيف واحد». المطلوب معارضة تخضع للمطالب الدولية وتلاقي النظام، على قاعدة محاربة الإرهاب. المعارضة والنظام وصلا إلى نتيجة أن المجتمع الدولي لن يترك أحدا ينتصر بينهما.
تتحمل المعارضة مسؤولية أخطاء عديدة. لم تستثمر قدرات قوى سورية مؤهلة منتشرة في العالم، وحصرت القرار بيد مجموعة صغيرة. هناك أخطاء في التحليل والفهم السياسي. قلنا لهم منذ البداية إن موضوع روسيا ليس تافهاً، هؤلاء قوة عالمية وما يدفعهم ليس حب النظام. إقصاء إيران عن «جنيف 2» كان غباء شديداً، وجرى بناء على أسباب إيديولوجية وطائفية بعيدة عن الوعي السياسي. قلنا لهم هؤلاء أسياد النظام ويجب إشراكهم. ثم هناك خطأ وضع الرئيس الأسد بحد ذاته كهدف.
لكن كل هذا لا ينفي حقيقة الدور الدنيء للمجتمع الدولي في إسقاط وإفشال المعارضة. قلنا لهم إما إدعموا عسكرياً بشكل شامل أو لا تقدموا أي دعم. لم يفوا بوعودهم الدائمة لمساندة القوى المعتدلة، بينما الخليج يساند القوى المتطرفة. كان يصل للفصائل المعتدلة 500 ألف دولار فيما تتلقى «جبهة النصرة» 50 مليون دولار. من أضعف المعارضة العلمانية؟ من ترك لـ»الإخوان المسلمين» أن يستلموا كل المؤسسات المدنية في الساحة؟ فهم يعرفون هؤلاء بالاسم ولهم تاريخ في أميركا وأوروبا. هذه حقائق أغلق المجتمع الدولي عينيه عليها. بين أخطاء المعارضة ولعبة المجتمع الدولي، ما حصل هو جريمة بحق بنية الدولة. قلنا للأوروبيين في الغرف المغلقة لقد حققتم أهدافكم: أضعفتم الدولة، والمحور الإيراني، وأبعدتم التهديد عن إسرائيل، فلماذا لا تتحركون وتفرضون خطة سلام؟ لا يجيبون ولا يتحركون.
فشل المعارضة هو حقيقة، لكن المجتمع الدولي شريك في الفشل، ولعب دورا أساسيا فيه.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة