يبدو أن تنظيم مايسمى  «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، وبعد النكسات التي يتعرض لها على الاراضي العراقية، يميل الى اعادة تركيز جهوده على الجبهة السورية، حيث شن عناصره هجوماً جديداً على مطار دير الزور العسكري، استطاع الجيش السوري افشاله عبر منعه التنظيم التكفيري من السيطرة على جبل يطل عليه.

 ويركز «داعش» منذ حوالى الاسبوعين هجماته على مطار دير الزور، أحد اهم المواقع العسكرية المهمة للقوات السورية في المحافظة، والذي قد يؤدي سقوطه الى وصل الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم التكفيري، بمدينة البوكمال الحدودية مع سوريا، حيث ان مدينة دير الزور، التي لا يزال نصفها بيد الجيش السوري ـــ بما في ذلك المطار العسكري ـــ واقعة في نقطة وسطى بين المناطق التي يسيطر عليها «داعش ». كذلك، فإن الهجوم المتواصل، من قبل التنظيم الارهابي، على المطار العسكري يأتي بعد النكسة التي تعرض لها «داعش» في مدينة رأس العرب  (كوباني)، التي لم يستطع التنظيم المتشدد السيطرة عليها، نتيجة للمقاومة العنيفة التي يبديها الاكراد للشهر الثالث على التوالي، فضلاً عن خسارته لعدد كبير من المناطق المهمة في العراق.

وبعد حوالي عشرة أيام من الهدوء النسبي، أعقبت عدة محاولات فاشلة قام بها «داعش» سابقاً، شهد محيط مطار دير الزور أمس تصعيداً عنيفاً، عبر محاولة جديدة قام بها «داعش» لإحداث اختراق يمكنه من تهديد المطار، من خلال الهجوم على جبل ثردة المطل على المطار.

وجاء هجوم «داعش» بعد نجاح الجيش السوري في السيطرة على نقاط عدّة في محيط المطار، أهمها مركز البحوث العلمية في بلدة المريعية وتجمع خليف في قرية حويجة صكر، الأمر الذي أتاح له توسيع حزام الأمان حول المطار.

وقال مصدر ميداني لـ «السفير» إن «داعش» كان يحاول السيطرة على جبل ثردة الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى المطار، ليس لكونه أعلى نقطة تشرف عليه وحسب، بل لأنه يعتبر مركزاً لوحدات المدفعية والدبابات التي تؤمن إسناداً نارياً مهماً لحامية المطار، وتقوم بتغطيتها في حال تعرضها لأي هجوم.

وأكد المصدر أن الهجوم لم يستطع تحقيق أهدافه. وبرغم شراسة الاشتباكات فإن وحدات الجيش السوري تمكنت من وقف تقدم «داعش»، الذي تمكن في بداية الهجوم من السيطرة على بعض النقاط في الجبل قبل أن يضطر إلى الانسحاب من بعضها بسبب كثافة القصف الناري عليه، وسط استمرار الاشتباكات في النقاط الأخرى. وعرف من بين قتلى «الدولة الإسلامية» جراء الهجوم السعوديان بدر الشمري وأحمد خلف الشمري الملقب بأبي يحيى الشمالي.

من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري »، في بيان، أن «حوالى 1200 مقاتل، ينتمون بغالبيتهم الساحقة إلى الدولة الإسلامية، قتلوا في غارات التحالف الدولي في سوريا منذ بدايتها» في 23 أيلول الماضي.

وأعدم «داعش» أمس ستة مواطنين من بلدة صبيخان في ريف دير الزور الشرقي بعد اتهامهم بإطلاق النار على سيارة «حسبة» تابعة له، كانت حاولت قبل أيام التعرض لفتاة لم تكن ملتزمة بشروط التنظيم في طريقة ارتداء النقاب.

وعلى الجبهة الجنوبية، امتدت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» إلى قرى الشجرة وسحم الجولان ونافعة بالإضافة إلى جملة، وهي معقل اللواء ومسقط رأس قائده أبو علي البريدي.

وقال مصدر ميداني «لم يحدث أي اقتتال في السابق، لأن الفصائل محلية وذات ارتباط مناطقي وعشائري قائم على مفهوم الفزعة في ما بينهم». ويفسر «حقيقة ما يجري من خلال نقطتين، الأولى محاولة الفصائل الابتعاد عن أي معارك جانبية وخاصة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، والثانية هي العلاقة الإيجابية مع الأردن، الناقمة على البريدي إثر انسحابه من غرفة عمليات الموك على خلفية رفض طلبه السيطرة على كافة المعابر الحدودية في الريف الغربي، يضاف إلى ذلك معلومات عن تحالفه مع داعش، وهو ما يفسر حرب النصرة عليه، بينما تسعى باقي الفصائل إلى الحد من الاقتتال، وفي الوقت ذاته إبعاد النصرة عن منطقة حيوية لا يروق لغرف العمليات في الجنوب أن ترفرف رايات النصرة قربها».

ويتوقع المصدر أن «يتكرر مشهد الشمال، بحيث يستغل الجيش السوري حالة الحرب الداخلية في حوران ويعمد إلى استعادة مواقع في المنطقة، لعل أبرزها الشيخ مسكين ونوى وجباتا الخشب، بالإضافة إلى تعزيز طريق دمشق - درعا وتأمين مدينتي البعث وخان أرنبة في القنيطرة اللتين شهدتا هجمات متكررة في الفترة الأخيرة».

  • فريق ماسة
  • 2014-12-23
  • 7855
  • من الأرشيف

مقتل قياديين سعوديين..«داعش» يفشل مجدداً في الاقتراب من مطار دير الزور

يبدو أن تنظيم مايسمى  «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، وبعد النكسات التي يتعرض لها على الاراضي العراقية، يميل الى اعادة تركيز جهوده على الجبهة السورية، حيث شن عناصره هجوماً جديداً على مطار دير الزور العسكري، استطاع الجيش السوري افشاله عبر منعه التنظيم التكفيري من السيطرة على جبل يطل عليه.  ويركز «داعش» منذ حوالى الاسبوعين هجماته على مطار دير الزور، أحد اهم المواقع العسكرية المهمة للقوات السورية في المحافظة، والذي قد يؤدي سقوطه الى وصل الرقة، المعقل الرئيسي للتنظيم التكفيري، بمدينة البوكمال الحدودية مع سوريا، حيث ان مدينة دير الزور، التي لا يزال نصفها بيد الجيش السوري ـــ بما في ذلك المطار العسكري ـــ واقعة في نقطة وسطى بين المناطق التي يسيطر عليها «داعش ». كذلك، فإن الهجوم المتواصل، من قبل التنظيم الارهابي، على المطار العسكري يأتي بعد النكسة التي تعرض لها «داعش» في مدينة رأس العرب  (كوباني)، التي لم يستطع التنظيم المتشدد السيطرة عليها، نتيجة للمقاومة العنيفة التي يبديها الاكراد للشهر الثالث على التوالي، فضلاً عن خسارته لعدد كبير من المناطق المهمة في العراق. وبعد حوالي عشرة أيام من الهدوء النسبي، أعقبت عدة محاولات فاشلة قام بها «داعش» سابقاً، شهد محيط مطار دير الزور أمس تصعيداً عنيفاً، عبر محاولة جديدة قام بها «داعش» لإحداث اختراق يمكنه من تهديد المطار، من خلال الهجوم على جبل ثردة المطل على المطار. وجاء هجوم «داعش» بعد نجاح الجيش السوري في السيطرة على نقاط عدّة في محيط المطار، أهمها مركز البحوث العلمية في بلدة المريعية وتجمع خليف في قرية حويجة صكر، الأمر الذي أتاح له توسيع حزام الأمان حول المطار. وقال مصدر ميداني لـ «السفير» إن «داعش» كان يحاول السيطرة على جبل ثردة الذي يتمتع بموقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى المطار، ليس لكونه أعلى نقطة تشرف عليه وحسب، بل لأنه يعتبر مركزاً لوحدات المدفعية والدبابات التي تؤمن إسناداً نارياً مهماً لحامية المطار، وتقوم بتغطيتها في حال تعرضها لأي هجوم. وأكد المصدر أن الهجوم لم يستطع تحقيق أهدافه. وبرغم شراسة الاشتباكات فإن وحدات الجيش السوري تمكنت من وقف تقدم «داعش»، الذي تمكن في بداية الهجوم من السيطرة على بعض النقاط في الجبل قبل أن يضطر إلى الانسحاب من بعضها بسبب كثافة القصف الناري عليه، وسط استمرار الاشتباكات في النقاط الأخرى. وعرف من بين قتلى «الدولة الإسلامية» جراء الهجوم السعوديان بدر الشمري وأحمد خلف الشمري الملقب بأبي يحيى الشمالي. من جهة ثانية، ذكر «المرصد السوري »، في بيان، أن «حوالى 1200 مقاتل، ينتمون بغالبيتهم الساحقة إلى الدولة الإسلامية، قتلوا في غارات التحالف الدولي في سوريا منذ بدايتها» في 23 أيلول الماضي. وأعدم «داعش» أمس ستة مواطنين من بلدة صبيخان في ريف دير الزور الشرقي بعد اتهامهم بإطلاق النار على سيارة «حسبة» تابعة له، كانت حاولت قبل أيام التعرض لفتاة لم تكن ملتزمة بشروط التنظيم في طريقة ارتداء النقاب. وعلى الجبهة الجنوبية، امتدت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و «لواء شهداء اليرموك» إلى قرى الشجرة وسحم الجولان ونافعة بالإضافة إلى جملة، وهي معقل اللواء ومسقط رأس قائده أبو علي البريدي. وقال مصدر ميداني «لم يحدث أي اقتتال في السابق، لأن الفصائل محلية وذات ارتباط مناطقي وعشائري قائم على مفهوم الفزعة في ما بينهم». ويفسر «حقيقة ما يجري من خلال نقطتين، الأولى محاولة الفصائل الابتعاد عن أي معارك جانبية وخاصة في هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، والثانية هي العلاقة الإيجابية مع الأردن، الناقمة على البريدي إثر انسحابه من غرفة عمليات الموك على خلفية رفض طلبه السيطرة على كافة المعابر الحدودية في الريف الغربي، يضاف إلى ذلك معلومات عن تحالفه مع داعش، وهو ما يفسر حرب النصرة عليه، بينما تسعى باقي الفصائل إلى الحد من الاقتتال، وفي الوقت ذاته إبعاد النصرة عن منطقة حيوية لا يروق لغرف العمليات في الجنوب أن ترفرف رايات النصرة قربها». ويتوقع المصدر أن «يتكرر مشهد الشمال، بحيث يستغل الجيش السوري حالة الحرب الداخلية في حوران ويعمد إلى استعادة مواقع في المنطقة، لعل أبرزها الشيخ مسكين ونوى وجباتا الخشب، بالإضافة إلى تعزيز طريق دمشق - درعا وتأمين مدينتي البعث وخان أرنبة في القنيطرة اللتين شهدتا هجمات متكررة في الفترة الأخيرة».

المصدر : الماسة السورية/ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة