دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قرابة الأربع سنوات وسورية تستنفر كل طاقتها السياسية والاقتصادية والعسكرية حتى الاجتماعية منها، لصد الحرب التي طالما كنا دائماً نتوقعها ان تقوم ما بين الدول العظمى بحكم قوتها اللامتناهية في عظمتها وأسلحتها المدمرة آلياً وبشرياً ومادياً.
أقرّ المطلعون على الملف السوري بأن العائلة السورية من جيش وأجهزة استخبارات تعاطت مع العواصف والاعاصير المحلية والإقليمية والدولية بخبرة واسعة، ومنهم من وقف حائراً متسائلاً أمام ما تعرضت وتتعرض له سورية من ضغوط وعقوبات تطال الحجر والإنسان ولم تسقط :
هل خرج الرئيس الأسد من الأزمة ضعيفاً مهمشاً تلاحقه العقوبات الدولية والاقتصادية، أم خرج منها محصناً قوياً ؟
من تابع سياساته من جراء الحرب التي تطوقه من كل الاتجاهات يلمس مدى ثقته بنفسه من خلال تغيير قواعد اللعبة التي بدأت رياحها تلوح في الأفق وإلاّ بماذا نفسر تصرف السعودية ومواجهتها لثلاث دول روسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية ؟
أين ردح أرودغان الذي كنا نسمعه ليلاً نهاراً ؟
أين هي من تدعي أنها المعارضة السورية التي تسمى الائتلاف السوري ؟
لماذا بدأت عدوى الاستقالات في الكيان الصهيوني مرة في الحكومة ومرة في الكنيست ؟
في عام 1973 قامت السعودية واخواتها الخليجيات بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل ردع اعتداء الكيان الصهيوني على سورية ومصر، لكن 2014 تقوم السعودية وأخواتها بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بهدف استمرار الحرب الصهيونية على العراق وسورية وبشكل خاص لإسقاط الرئيس بشار الأسد تحت غطاء انخفاض سعر النفط الخام بغية إيقاف ازدهار النفط الصخري الذي تنتجه أمريكا.
الضغط السعودي النفطي لم يقف عند حد أمريكا وإنما قام بضربة قوية إلى الاقتصاد الروسي والإيراني بهدف إضعاف الدعم المقدم إلى سورية.
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا اتفقوا مع روسيا على اسدال ستار الملف السوري بأسرع ما يمكن خوفاً من ارتداداته العسكرية على بلدانهم وما يواجهونه من أزمات اقتصادية خانقة لم يتوقعوها ...إضافة إلى ما قدمه بوتين لاردوغان من صفقات اقتصادية ونفطية (الغاز) لينتهي ردحه إلى غير رجعة.
حليفا سورية (روسيا وإيران) بعد التنسيق مع أمريكا يقومان بجولات مكوكية بهدف إيجاد حلِ سريعٍ لإنهاء الحرب الواقعة على سورية لذلك ما نسمعه ونشاهده من تصريحات مرة من الروس ومرة من الإيرانيين تقع ضمن وصفة سريعة لإخماد الحريق السوري، وهذا ما يجعلنا نقول إن الدور السوري يعود إلى الساحة الدولية والإقليمية ومن يقول غير ذلك فهو واهم.
إذاً الجنون السعودي والصهيوني وما تسمى المعارضة السورية (الائتلاف السوري) لم يأت من فراغ وإنما من المستجدات الدولية والإقليمية على الساحة السورية.
الحصار والمقاطعة والاتهامات التي وجهتموها للسوريين غير المعقولة لم تجدِ مع السوريين أجمعين... وبالتالي ليس من طبعي توجيه كلمات لاذعة لمن عبث بأمننا وأماننا إلا أنني أستطيع أن أوجه لهم كلمة (أغبياء) لأنهم إن كانوا يجهلون القوة السورية تلك مصيبة وإن كانوا يعلمون فتلك مصيبة اكبر. فلا يجوز لأي دولة كونها أكبر واقوى أو أغنى أن تتحكم بسورية لأنها (بقية العرب) كما قال يوماً ميشال عفلق مؤسس حزب البعث لجمال عبد الناصر أثناء انفصال الوحدة السورية المصرية في أواخر الخمسينيات.
لا أحد ينكر حنكة وذكاء القيادة السورية ولا أحد ينكر صمود الشعب السوري في وجه أشرس واعتى حرب تواجهها على مر التاريخ، لكن لولا شجاعة وتضحيات الجيش العربي السوري لما اقتربنا من النصر المؤكد والذي تتوجه معظم دول العالم بفتح أبواب جديدة مع سورية من فوق الطاولة ومن تحتها...
قالوا في بابا عمرو بان سورية سقطت لكن أين هي بابا عمرو اليوم ؟
قالوا في القصير بان سورية سقطت لكن أين هي القصير اليوم ؟
قالوا في يبرود ودير عطية والنبك بان سورية سقطت لكن اين هم اليوم ؟
قالوا في القلمون بان سورية سقطت لكن أين القلمون اليوم ؟
قالوا في الريف الشمالي في اللاذقية بان سورية سقطت لكن اين الريف اليوم؟
قالوا في حمص بان سورية سقطت لكن أين حمص اليوم ؟
ما قالوه وما يقولونه سينتهي قريباً جداً عند حلب ودير الزور وجوبر إنشاء الله ...
قالوا وقالوا الكثير لكن همة وعزيمة الجيش العربي السوري كانت ولا تزال سداً منيعاً في وجههم ووجه معلميهم، حتى وإن خرج علينا إعلامهم بخبر من هنا وخبر من هناك بانهم استطاعوا أن يحرزوا تقدماً وهمياً لفترة وجيزة فسوف يدحر هذا التقدم خلال أيام ويعود إلى اهله الشرعيين.
من سيسدل ستار الحرب على سورية عام 2014 هم ابطالنا المغاوير البواسل الذين طالما عاهدونا على النصر الأكيد ليبدأ عام 2015 عام فتح الأبواب التي كانت موصودة على مدى أربع سنوات.
عام 2014 حافل بانتصارات جيشنا العربي السوري لذلك نهاية عام 2014 حملت إلينا أوسمة ماسية تعلق على صدر كل جندي عربي سوري من اصغر رتبة إلى اعلى رتبة.
هنيئاً لسورية بجيشها العظيم أولاً وأخيراً.
المصدر :
الإعلامية مها جميل الباشا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة