من حقكم أن تسألوا عن الرد السوري على الغارات الصهيونية التي إستهدفت منشآت حول مطار دمشق الدولي ومنطقة الديماس، لكن يجب أن تتذكروا كم من منصات صواريخ الدفاع الجوي ومحطات الرادارات وغرف المراقبة البصرية ومحطات الرصد الإلكتروني ... التي تم تدميرها منذ أربع سنوات تقريباً حول دمشق ، وفي مختلف الأراضي السورية . كما يجب أن نتذكر لماذا تم قتل نخبة من طيارينا قبل عامين تقريبا ، هؤلاء الذين تمّ تأهيلهم لقيادة النموذج الأكثر تطوراً من طائرات الميغ 29 . ولماذا تمت مهاجمة مركز البحوث في جمرايا لعدة مرات من قبل ثوار واشنطن وتل أبيب ، ولماذ إغتيل "ابو المشروع الصاروخي" السوري وكامل أفراد أسرته ، ولماذا يهاجم إنتحاري فرع التنصت في سعسع ، ولماذا توقف نجاح ثورتهم المجرمة على السيطرة على تل الحارة ومعدات الرصد هناك ... . معكم الحق بالسؤال عن الرد السوري ، ولكن إسمحوا لي بطرح السؤال بطريقة مغايرة، لماذا تغير الطائرات الصهيونية الآن على هذه الأهداف ؟: 1- قبل أيام تمّ تعيين العميد جابر محرز قائداً للعمليات في درعا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت مجريات الميدان لصالح الجيش العربي السوري، وصار مشروع المنطقة العازلة أو "الجدار الطيب" كما يحلو للمسؤلين الصهاينة تسميته، في مهب الريح. تحمل هذه الغارات تهديداً للعميد جابر محرز وللجيش العربي السوري من مغبة إسقاط هذا المشروع من جهة، ومن جهة ثانية، تحمل رسالة تأييد ومؤازرة لجماعاتهم المهزومة والمتراجعة على هذه الجبهات. 2- جميعكم يعرف بأن جزءاً أساسيّاً من أدوات الحرب على سورية، الحرب النفسية والهزائم الإفتراضية. لنتذكر مثلاً، أن الغارات على مركز البحوث في جمرايا جاءت بعد الإنتصار الكبير للجيش العربي السوري في القصير. تبعث هذه الغارات برسائل متنوعة إلى المواطن السوري، مثل، هذه الأزمة لن تنتهي، ونحن حاضرون لتسعيرها وقت نشاء. جيشكم عاجز عن الرد، أتعلمون لماذا؟ لأنه ضعيف... إنهم يسعون لإقتلاع ثقتكم بجيشكم وأنفسكم وبأن الغد سيكون أفضل وأجمل... ليدب اليأس والقنوط في نفوسكم، وتصبحون جاهزين للإستسلام لإرادتهم التي لا ترد!. 3- منذ أشهر طويلة، والجيش العربي السوري يحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ويطهر منطقة بعد أخرى، وأدواتهم الإرهابية من هزيمة إلى هزيمة، رأينا هذه الحقيقة في ريف دمشق وريف حماه والحسكه وحلب... ومؤخراً الهزائم الكبرى التي منيت بها داعش والنصرة في عين العرب ودير الزور ونبل والزهراء... فكان من الحيوي وقف هذه الإنتصارات أولاً، وثانياً، صرف الأنظار عن هذه الإنجازات والإنتصارات بأي ثمن، ولو بغارة صهيونية قد تشعل حرباً. 4- حظيت زيارة السيد وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو، وإستقبال الرئيس الروسي فلادمير بوتين له، ورفضه إستقبال وزير الخارجية السعودي، وتمديد زيارة الوفد السوري ليوم إضافي، والتأييد الروسي الكاسح لسورية وعلى كافة المستويات... بإهتمام إعلامي دولي كبير. تفائل السوريون بنتائج هذه الزيارة على صعيدين أساسيين، الأول، أن هناك مبادرة روسية "متوازنة" ستفضي إلى حلّ سياسي قريب، والثاني، أن هناك دعم سياسي وعسكري روسي قادر على لجم أي عدوان خارجي على سورية، وأحد رسائل هذه الغارة، أن الحلّ السياسي المنتظر يجب أن يراعي "مصالح ومخاوف" الكيان الصهيوني وحلفائه، وأن لا "درع" يقي سورية من ذراعنا الطويلة ، سلاح الجو. 5- تعرفون بأنه تمّ تعيين وزيراً أمريكياً جديداً للحرب، أشتون كارتر، ومن عادة كيان العدو أن يجرب هؤلاء الوزراء "بالنار" أي بالقيام بمغامرة عسكرية ما، ليتعرف على مدى تأيدهم الفعلي والواقعي لمخططات الكيان الصهيوني، وما هي الحدود المسموح بالعمل فيها. 6- قبل ساعات نشرت صحف عبرية تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تظهر حجم كبيراً جداً من التنسيق بين كيان العدو والجماعات الإرهابية في سورية، وهي تؤكد بهذه الغارات عمق الإرتباط الذي فضلت التقارير عدم الحديث عنه، كما تقول بكل صراحة لواشنطن ولهذه الجماعات ومن يدعمها في العواصم الإقليمية والدولية، بأن ما ينقص هذه الجماعات الغطاء الجوي، وها أنا أبادر لتقديمه. 7- جميعنا يعرف الوضع الصعب لنتنياهو، وإنفراط عقد حكومته وتحالفاته النيابية والإنتخابية إلى الحدّ الذي أجبره على خوض إنتخابات مبكرة، وإستناداً إلى رهانه على التشدد في الطابع اليميني الذي يصبغ هذا الكيان في الأزمات، فهو يقدم نفسه له كقائد متطرف قادر على الضرب كما يريد وأينما يريد. ختاماً، ولأصحاب "الرؤوس الحامية"، إذا ما نظرنا لهذه الغارات من هذه الزاوية، سنجد بأن الردّ المثالي هو الإلتفاف الحقيقي والعميق حول جيشنا والثقة به، والتركيز على هزيمة المشروع الأساسي لهذه المرحلة التاريخية، إسقاط سورية من الداخل عبر الأدوات الإرهابية. هذا يستدعي منا الإيمان بالإنتصار، والإنخراط في إنجازه والتوقف عن مراقبة من يصنعونه، وأن لا نجعل من إلسنتنا وكلماتنا سياطاً نجلد بها ظهر هذا الجيش العظيم، ونبخسه حقه عن حرب يخوضها منذ أربع سنوات ضد شياطين الأرض قاطبة؛ حيث ننسى في النهار إنتصارات أنجزها جيشنا بالليل، ونعمى في الليل عن إنتصارات أحرزها في النهار، ولنعلم أن نتائج الغارة لم تظهر بالكامل حتى اللحظة!!!!!!.

  • فريق ماسة
  • 2014-12-07
  • 10057
  • من الأرشيف

من رسائل وأسرار الغارة الصهيونية التي استهدفت منشآت حول مطار دمشق ومنطقة "الديماس"

من حقكم أن تسألوا عن الرد السوري على الغارات الصهيونية التي إستهدفت منشآت حول مطار دمشق الدولي ومنطقة الديماس، لكن يجب أن تتذكروا كم من منصات صواريخ الدفاع الجوي ومحطات الرادارات وغرف المراقبة البصرية ومحطات الرصد الإلكتروني ... التي تم تدميرها منذ أربع سنوات تقريباً حول دمشق ، وفي مختلف الأراضي السورية . كما يجب أن نتذكر لماذا تم قتل نخبة من طيارينا قبل عامين تقريبا ، هؤلاء الذين تمّ تأهيلهم لقيادة النموذج الأكثر تطوراً من طائرات الميغ 29 . ولماذا تمت مهاجمة مركز البحوث في جمرايا لعدة مرات من قبل ثوار واشنطن وتل أبيب ، ولماذ إغتيل "ابو المشروع الصاروخي" السوري وكامل أفراد أسرته ، ولماذا يهاجم إنتحاري فرع التنصت في سعسع ، ولماذا توقف نجاح ثورتهم المجرمة على السيطرة على تل الحارة ومعدات الرصد هناك ... . معكم الحق بالسؤال عن الرد السوري ، ولكن إسمحوا لي بطرح السؤال بطريقة مغايرة، لماذا تغير الطائرات الصهيونية الآن على هذه الأهداف ؟: 1- قبل أيام تمّ تعيين العميد جابر محرز قائداً للعمليات في درعا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت مجريات الميدان لصالح الجيش العربي السوري، وصار مشروع المنطقة العازلة أو "الجدار الطيب" كما يحلو للمسؤلين الصهاينة تسميته، في مهب الريح. تحمل هذه الغارات تهديداً للعميد جابر محرز وللجيش العربي السوري من مغبة إسقاط هذا المشروع من جهة، ومن جهة ثانية، تحمل رسالة تأييد ومؤازرة لجماعاتهم المهزومة والمتراجعة على هذه الجبهات. 2- جميعكم يعرف بأن جزءاً أساسيّاً من أدوات الحرب على سورية، الحرب النفسية والهزائم الإفتراضية. لنتذكر مثلاً، أن الغارات على مركز البحوث في جمرايا جاءت بعد الإنتصار الكبير للجيش العربي السوري في القصير. تبعث هذه الغارات برسائل متنوعة إلى المواطن السوري، مثل، هذه الأزمة لن تنتهي، ونحن حاضرون لتسعيرها وقت نشاء. جيشكم عاجز عن الرد، أتعلمون لماذا؟ لأنه ضعيف... إنهم يسعون لإقتلاع ثقتكم بجيشكم وأنفسكم وبأن الغد سيكون أفضل وأجمل... ليدب اليأس والقنوط في نفوسكم، وتصبحون جاهزين للإستسلام لإرادتهم التي لا ترد!. 3- منذ أشهر طويلة، والجيش العربي السوري يحقق الإنجاز تلو الإنجاز، ويطهر منطقة بعد أخرى، وأدواتهم الإرهابية من هزيمة إلى هزيمة، رأينا هذه الحقيقة في ريف دمشق وريف حماه والحسكه وحلب... ومؤخراً الهزائم الكبرى التي منيت بها داعش والنصرة في عين العرب ودير الزور ونبل والزهراء... فكان من الحيوي وقف هذه الإنتصارات أولاً، وثانياً، صرف الأنظار عن هذه الإنجازات والإنتصارات بأي ثمن، ولو بغارة صهيونية قد تشعل حرباً. 4- حظيت زيارة السيد وزير الخارجية وليد المعلم إلى موسكو، وإستقبال الرئيس الروسي فلادمير بوتين له، ورفضه إستقبال وزير الخارجية السعودي، وتمديد زيارة الوفد السوري ليوم إضافي، والتأييد الروسي الكاسح لسورية وعلى كافة المستويات... بإهتمام إعلامي دولي كبير. تفائل السوريون بنتائج هذه الزيارة على صعيدين أساسيين، الأول، أن هناك مبادرة روسية "متوازنة" ستفضي إلى حلّ سياسي قريب، والثاني، أن هناك دعم سياسي وعسكري روسي قادر على لجم أي عدوان خارجي على سورية، وأحد رسائل هذه الغارة، أن الحلّ السياسي المنتظر يجب أن يراعي "مصالح ومخاوف" الكيان الصهيوني وحلفائه، وأن لا "درع" يقي سورية من ذراعنا الطويلة ، سلاح الجو. 5- تعرفون بأنه تمّ تعيين وزيراً أمريكياً جديداً للحرب، أشتون كارتر، ومن عادة كيان العدو أن يجرب هؤلاء الوزراء "بالنار" أي بالقيام بمغامرة عسكرية ما، ليتعرف على مدى تأيدهم الفعلي والواقعي لمخططات الكيان الصهيوني، وما هي الحدود المسموح بالعمل فيها. 6- قبل ساعات نشرت صحف عبرية تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تظهر حجم كبيراً جداً من التنسيق بين كيان العدو والجماعات الإرهابية في سورية، وهي تؤكد بهذه الغارات عمق الإرتباط الذي فضلت التقارير عدم الحديث عنه، كما تقول بكل صراحة لواشنطن ولهذه الجماعات ومن يدعمها في العواصم الإقليمية والدولية، بأن ما ينقص هذه الجماعات الغطاء الجوي، وها أنا أبادر لتقديمه. 7- جميعنا يعرف الوضع الصعب لنتنياهو، وإنفراط عقد حكومته وتحالفاته النيابية والإنتخابية إلى الحدّ الذي أجبره على خوض إنتخابات مبكرة، وإستناداً إلى رهانه على التشدد في الطابع اليميني الذي يصبغ هذا الكيان في الأزمات، فهو يقدم نفسه له كقائد متطرف قادر على الضرب كما يريد وأينما يريد. ختاماً، ولأصحاب "الرؤوس الحامية"، إذا ما نظرنا لهذه الغارات من هذه الزاوية، سنجد بأن الردّ المثالي هو الإلتفاف الحقيقي والعميق حول جيشنا والثقة به، والتركيز على هزيمة المشروع الأساسي لهذه المرحلة التاريخية، إسقاط سورية من الداخل عبر الأدوات الإرهابية. هذا يستدعي منا الإيمان بالإنتصار، والإنخراط في إنجازه والتوقف عن مراقبة من يصنعونه، وأن لا نجعل من إلسنتنا وكلماتنا سياطاً نجلد بها ظهر هذا الجيش العظيم، ونبخسه حقه عن حرب يخوضها منذ أربع سنوات ضد شياطين الأرض قاطبة؛ حيث ننسى في النهار إنتصارات أنجزها جيشنا بالليل، ونعمى في الليل عن إنتصارات أحرزها في النهار، ولنعلم أن نتائج الغارة لم تظهر بالكامل حتى اللحظة!!!!!!.

المصدر : سمير الفزاع


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة