لم تهدأ حدة الاشتباكات المندلعة منذ أيام في عددٍ من القرى المجاورة لبلدة سعسع. المنطقة التي لا تبعد أكثر من 40 كيلومتراً عن قلب العاصمة،

اختارها مسلحو «جبهة ثوار سوريا» مدعومين من عددٍ أقل من مقاتلي «النصرة» كمنطلقٍ لعمليات لاحقة من شأنها أن تهدّد الريف الجنوبي الأقرب لدمشق. ومع ارتفاع وتيرة الاشتباك ودخول قرى جديدة على خط المواجهات، بدأ مقاتلو «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» بالإعلان عن «تحرير» قريتي حسنو وتل الشحوم، و«بدء التجهيزات للوصول إلى منطقة الرحبة».

الصورة على الأرض تشي بغير ذلك حيث «لا تزال المعارك مستمرة والجيش يعتمد عدة أساليب وخطط مرنة للتكيف مع الظروف المتجددة للمعركة. أؤكد أن الجيش لم ينسحب من أي قرية انسحابا كاملا، كما أن المسلحين غير قادرين على الثبات ولو في جبهة واحدة»، يؤكد مصدر عسكري مطلع لـ«الأخبار».

في موازاة ذلك، يسعى الجيش إلى الحدّ من تدهور سير المصالحات في جنوب العاصمة. فبعد سلسلة الخروق التي أحدثتها المعارضة المسلحة في جدار المصالحات الوطنية في كل من بيت سحم وببيلا ويلدا، يعمل الجيش على إعادة ترميمها من خلال المفاوضات التي بات يوكل مهمتها إلى «شخصيات عسكرية تابعة للجيش السوري». ويؤكد مصدر عسكري أنّ هذه الطريقة تسمح بإضفاء «ثقة أكبر على المفاوضات، إذ إن الجيش عندما يتعهد شيئا فهو صاحب قرار على الأرض، كما من شأنها أن تغلق باب الفساد والأخذ والرد حين توكل مهمة التفاوض إلى قوى أخرى غير الجيش السوري، سواء مدنية أو عسكرية». في هذا السياق، استطاع الجيش ضبط سير المصالحة في حي عسالي، جنوب دمشق، بعدما حاول بعض مقاتلي المعارضة القيام بمحاولات اغتيال وتأليب سكان الحي بهدف نسف جهود التسوية، فيما استكملت وحدات الجيش عمليات التفاوض وتمكنت من إعادة الهدوء نسبياً إلى الحي.

ميدانياً، شهدت جبهات زبدين وعربين ومزارع عالية بالقرب من دوما، تجدداً في الاشتباكات الدائرة غربي طريق دمشق ــ حمص الدولي، حيث كانت المواجهات التي اندلعت بالقرب من فرع المخابرات الجوية ومبنى محافظة ريف دمشق، هي الأعنف من نوعها على جبهة عربين.

فيما كانت جبهة جوبر تقف على صفيح ساخن منذ ليل أول من أمس، حيث عادت الاشتباكات إلى محاور المسالخ والكراجات والمتحلق الجنوبي، مسفرة عن سقوط ما يزيد على عشرة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المعارضة.

وفي غربي العاصمة، اشتد قتال الجيش السوري والمعارضة المسلحة في الجهة الشمالية والشرقية من بلدة داريا، حيث عاد سلاح الجو إلى خط المواجهات في البلدة، بما يشي بشح مضادات الطيران التي كان المدينة تعد خزاناً لهذا السلاح الذي كان يصدَّر إلى فصائل المعارضة المسلحة في عددٍ من جبهات غرب دمشق، بحسب مصادر متابعة.

وعلى الجبهة الغربية للعاصمة أيضاً، زرع مجهولون أربع عبوات ناسفة في إحدى حاويات القمامة في مدينة قدسيا، ما أدى الى استشهاد أحد عمال النظافة في الحي وإصابة مدني آخر. وكانت مصادر محلية قد أكدت لـ«الأخبار» قيام وحدات الهندسة بتفكيك العبوات الثلاث الأخرى التي كانت معدة للانفجار بعد أربع دقائق من انفجار الأولى، غير أن خللاً ما حال دون ذلك.

وفي الجبهة الجنوبية لسوريا، واصل سلاح الجو استهدافه لتجمعات وتحركات المعارضة المسلحة في كلٍّ من بصرى الشام وإنخل وجمرين في محافظة درعا، فيما أدت إحدى غارات الطيران على مقار المسلحين في مدينة إنخل الى مقتل علاء ماجد الشمري، قائد «لواء أحباب الرسول» التابع لـ «الجيش الحر».

 

  • فريق ماسة
  • 2014-12-02
  • 10307
  • من الأرشيف

معارك قرب سعسع... والجيش يحمي المصالحة في عسالي

لم تهدأ حدة الاشتباكات المندلعة منذ أيام في عددٍ من القرى المجاورة لبلدة سعسع. المنطقة التي لا تبعد أكثر من 40 كيلومتراً عن قلب العاصمة، اختارها مسلحو «جبهة ثوار سوريا» مدعومين من عددٍ أقل من مقاتلي «النصرة» كمنطلقٍ لعمليات لاحقة من شأنها أن تهدّد الريف الجنوبي الأقرب لدمشق. ومع ارتفاع وتيرة الاشتباك ودخول قرى جديدة على خط المواجهات، بدأ مقاتلو «الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» بالإعلان عن «تحرير» قريتي حسنو وتل الشحوم، و«بدء التجهيزات للوصول إلى منطقة الرحبة». الصورة على الأرض تشي بغير ذلك حيث «لا تزال المعارك مستمرة والجيش يعتمد عدة أساليب وخطط مرنة للتكيف مع الظروف المتجددة للمعركة. أؤكد أن الجيش لم ينسحب من أي قرية انسحابا كاملا، كما أن المسلحين غير قادرين على الثبات ولو في جبهة واحدة»، يؤكد مصدر عسكري مطلع لـ«الأخبار». في موازاة ذلك، يسعى الجيش إلى الحدّ من تدهور سير المصالحات في جنوب العاصمة. فبعد سلسلة الخروق التي أحدثتها المعارضة المسلحة في جدار المصالحات الوطنية في كل من بيت سحم وببيلا ويلدا، يعمل الجيش على إعادة ترميمها من خلال المفاوضات التي بات يوكل مهمتها إلى «شخصيات عسكرية تابعة للجيش السوري». ويؤكد مصدر عسكري أنّ هذه الطريقة تسمح بإضفاء «ثقة أكبر على المفاوضات، إذ إن الجيش عندما يتعهد شيئا فهو صاحب قرار على الأرض، كما من شأنها أن تغلق باب الفساد والأخذ والرد حين توكل مهمة التفاوض إلى قوى أخرى غير الجيش السوري، سواء مدنية أو عسكرية». في هذا السياق، استطاع الجيش ضبط سير المصالحة في حي عسالي، جنوب دمشق، بعدما حاول بعض مقاتلي المعارضة القيام بمحاولات اغتيال وتأليب سكان الحي بهدف نسف جهود التسوية، فيما استكملت وحدات الجيش عمليات التفاوض وتمكنت من إعادة الهدوء نسبياً إلى الحي. ميدانياً، شهدت جبهات زبدين وعربين ومزارع عالية بالقرب من دوما، تجدداً في الاشتباكات الدائرة غربي طريق دمشق ــ حمص الدولي، حيث كانت المواجهات التي اندلعت بالقرب من فرع المخابرات الجوية ومبنى محافظة ريف دمشق، هي الأعنف من نوعها على جبهة عربين. فيما كانت جبهة جوبر تقف على صفيح ساخن منذ ليل أول من أمس، حيث عادت الاشتباكات إلى محاور المسالخ والكراجات والمتحلق الجنوبي، مسفرة عن سقوط ما يزيد على عشرة قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المعارضة. وفي غربي العاصمة، اشتد قتال الجيش السوري والمعارضة المسلحة في الجهة الشمالية والشرقية من بلدة داريا، حيث عاد سلاح الجو إلى خط المواجهات في البلدة، بما يشي بشح مضادات الطيران التي كان المدينة تعد خزاناً لهذا السلاح الذي كان يصدَّر إلى فصائل المعارضة المسلحة في عددٍ من جبهات غرب دمشق، بحسب مصادر متابعة. وعلى الجبهة الغربية للعاصمة أيضاً، زرع مجهولون أربع عبوات ناسفة في إحدى حاويات القمامة في مدينة قدسيا، ما أدى الى استشهاد أحد عمال النظافة في الحي وإصابة مدني آخر. وكانت مصادر محلية قد أكدت لـ«الأخبار» قيام وحدات الهندسة بتفكيك العبوات الثلاث الأخرى التي كانت معدة للانفجار بعد أربع دقائق من انفجار الأولى، غير أن خللاً ما حال دون ذلك. وفي الجبهة الجنوبية لسوريا، واصل سلاح الجو استهدافه لتجمعات وتحركات المعارضة المسلحة في كلٍّ من بصرى الشام وإنخل وجمرين في محافظة درعا، فيما أدت إحدى غارات الطيران على مقار المسلحين في مدينة إنخل الى مقتل علاء ماجد الشمري، قائد «لواء أحباب الرسول» التابع لـ «الجيش الحر».  

المصدر : الأخبار / أحمد حسان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة