دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
قد يبدو عنوان المقال "سوريالياً"، لكن العديد من المؤشرات تدعم صحته، وبرغم "نجاة" الجزائر من تداعيات "الربيع العربي" (الى حد الآن)، وما نتج عنه من ارهاصات ادخلت المنطقة العربية في آتون من النزاعات.
لقد كان موقف الجزائر واضحاً من الارهاب الذي عانت منه في تسعينات القرن الماضي بشكل كبير؛ وعارضت، مع العراق، قرار طرد سوريا من جامعة الدول العربية لتيقنها من ان البديل عن النظام الحالي سيكون تلك الجماعات المسلحة حتماً، بما تحمله من افكار تكفيرية.
ومن المؤشرات التي تعزز فرضية استهدافها، بيان أصدره حزب "مناهضة الصهيونية الفرنسي" ( نشره موقع معهد الدراسات العربية، دون تاريخ) كشف فيه النقاب عن "المخطط الصهيوني الذي يستهدف الجزائر في المستقبل القريب على طريقة السيناريو السوري، وذلك من خلال تحريك الأوضاع فيها بتشجيع مطلب حماية الأقليات بهدف تقسيم البلاد"، ويضيف البيان أن الولايات المتحدة الأمريكية "لم تُخفِ منذ مدة أن الجزائر تهدد السلم الدبلوماسي الأمر الذي جعلها تُقدم على وضع تجهيزات عسكرية وفرق من المارينز في جنوب إسبانيا على أهبة الإستعداد للتدخل. كما أنها لم تتوانَ عن مناقشة قانون مكافحة الإرهاب بالكونغرس للسماح للقوات الأمريكية بالتدخل في شمال إفريقيا من دون رخصة مسبقة." وعن "مهندس الثورات العربية"، يقول البيان انه "قد سبق للصهيوني بيرنار هنري ليفي أن صرح بأن الهدف القادم في المخطط الصهيوني لتقسيم البلدان العربية سيكون الجزائر"، انتهى البيان.
لقد تساءل الكثيرون عن اسباب ترشح الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقه لولاية رئاسية جديدة مع ان وضعه الصحي غير مستقر، وهو ما ظهر جلياً عند الاقتراع. قد يكون الجواب موجوداً عند الكاتبة ثريا عاصي حيث قالت بأن "تمديد مدة ولاية الرئيس بوتفليقة، رغم أنه مريض وعاجز على الأرجح، عن ممارسة مهامه يدل بالقطع على أزمة أو بالأحرى على عطل في نظام الحكم" (مقال بعنوان: "سقطت العروبة وتسمّم بومدين في الجزائر"، جريدة الديار اللبنانية، 20/11/2014)، علماً ان للرئيس بوتفليقه دور كبير وتاريخ مشرف أبان الثورة الجزائرية.
قد تبدو الجزائر متيقضة لهذا الامر خصوصاً اذا ما نظرنا الى موضوع تخصيصها لأكبر ميزانية تسلح لها منذ الاستقلال، حيث ذكرت بعض المعلومات بأنها قد رفعت "من ميزانيتها للدفاع 2015 بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، لتبلغ 13,1 مليار دولار (11,8 مليار دولار في 2014) ما يجعل منها الأكبر في ميزانية الدولة بعيداً عن ميزانية التربية التي حددت بـ9,2 مليار دولار، والأضخم منذ الاستقلال في 1962. وأصبحت الجزائر بذلك، ومع عدد أفراد القوات المسلحة التابعين لوزارة الدفاع نحو 130 ألف رجل، من أهم القوات العسكرية في أفريقيا، و31 عالمياً في لائحة الجيوش حسب الترتيب العالمي 2014 لـ (غلوبال فايرباور)." (مليكة كركود، مقال بعنوان "لماذا خصصت الجزائر أكبر ميزانية لها منذ الاستقلال للتسلح؟"، فرانس 24، 18/09/2014)
بناء على ما سبق، كان لا بد من الاشارة الى عدد من الأمور:
1. قراءة جيوبوليتيكية
لدى الجزائر علاقات متوترة مع جيرانها، وإذا ما اخذنا الدول المحيطة بها، سنرى انها داخل "فك كماشة" من التوترات والخلافات.
لا يخفى على احد النزاع الجزائري-المغربي حول قضية الصحراء الغربية والدعم الذي تقدمه الجزائر لحركة البوليسارو للانفصال عن الدولة الام، بحسب الرباط، وهو الامر الذي يثير حفيظة المغرب بإستمرار ويشنِّج العلاقات الثنائية. اضافة الى ذلك، ان الحدود مقفلة منذ اكثر من عقدين مما يجعلها هدفاً للمهربين والارهابيين من الدخول دون مراقبة، حيث قامت الجزائر بعدد ما الاجراءات تهدف الى "إعادة النظر وتحيين خطط مكافحة الإجرام المنظم العابر للحدود إلى جانب الاطلاع على ظروف عصرنة وحدات حرس الحدود التي ستتعزز بإمكانيات بشرية إضافية ومعدات جديدة" (فرانس 24، 6/11/2014).
في الجنوب الغربي، توجد الحدود الموريتانية. هي حدود باردة نسبة للصراعات ولا تخيف الجزائر كثيراً. الا ان وصول الناتو، عبر اسبانيا، الى نواكشوط ورغبته في دعم التعاون العسكري والامني في اقليم الساحل والصحراء الافريقية سيكون مقلقاً نوعاً ما (روسيا اليوم، 26/11/2014).
اما في الحدود الجنوبية لجهة مالي، فهناك قلقين كبيرين، الاول من الارهاب المتمثل في تنظيم "بوكو حرام" والذي قد يتمتد عبر الصحراء ويدخل الى قلب الجزائر؛ والثاني، التواجد الفرنسي (احد دول الناتو) في هذه الدولة والذي قد يستخدم "ناتوياً" في ايه خطة مستقبلية تستهدف الجزائر.
اما النيجر، فالتمركز الفرنسي فيها واضح جداً من خلال القاعدنين العسكريتين (واحدة في نيامي 2013، والثانية في منطقة ماداما 2014) حيث اعتبر رئيس القوات العسكرية الفرنسية في إفريقيا الجنرال جون بيار بالاسي أن هذه القاعدة "سوف تؤمن التحكم في الخط الرابط بين تيساليت في مالي وفيا لارجو في تشاد مرورا بمرتفعات شمال النيجر على مقربة من ليبيا" (زين العابدين بن حيدة، مقال بعنوان "على الحدود الليبية، قاعدة عسكرية فرنسية في النيجر: تجفيف منابع الإرهاب في الصحراء؟!"، جريدة المغرب التونسية، 11/10/2014)، وهذا يعني بأن الصحراء الجنوبية الجزائرية ستكون تحت المراقبة الفعلية. وبموجب هذه التدابير الجديدة سيعمل "حوالي ثلاثة آلاف جندي فرنسي انطلاقا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وهي دول تمتد عبر حزام الساحل القاحل المترامي الأطراف بهدف دحر المتشددين في أنحاء المنطقة ويقدم ألف جندي آخر الدعم في مجال الإمداد والتموين في الغابون والسنغال." (وكالة المرابع للاعلام والاتصال، 2/10/2014)
في الشرق، هناك ازمة حقيقة لجهة ليبيا. فبعد سقوط نظام العقيد معمر اقذافي بعد تورة 17 فبراير 2011، يعاني البلد من ازمة حقيقية "افضل اسوأ" حلولها الآنية تقسيمه الى قسمين شرقي وغربي. يمثل ذلك خطراً حقيقياً على الجزائر نظراً لوجدو العديد من المنظمات الارهابية فيه، ومبايعة البعض لزعيم تنظيم "داعش" ابو بكر البغدادي، ومحاولة انشاء امارة في المغرب العربي (وهي تطاول العديد من الدول العربية هناك بالاضافة الى الجزائر). في معرض ذلك، يقول الكاتب محمد بن احمد (مقال بعنوان "واشنطن تطلب من الجزائر تسهيلات لضرب جهاديي ليبيا"، جريدة "الخبر" الجزائرية، 27/11/2014) ان الولايات المتحدة الأمريكية طلبت "من الدول المجاورة لليبيا، منها الجزائر، تسهيلات عسكرية تتضمن فتح المجال الجوي وتسهيلات أخرى لإجلاء مصابين وجرحى، أثناء عمليات قصف جوي يتم التخطيط لتنفيذها حالياً ضد الجماعات السلفية الجهادية التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية داعش."
انا بالنسبة لتونس، فهناك ترقب جزائري كبير لجهة التحول الديمقراطي الجديد الموجود فيها، حيث تتطلع نحو الانتخابات الرئاسية التي ستجري، مع تمننٍ ضمني بفوز الباجي قائد السبسي كونه يشكل استمرارية لنهج الحبيب بروقيبة العلماني وهو ما يريح الجزائر بشكل كبير، بالرغم من تدارك الاخوان المسلمين في تونس، الممثلين في حزب النهضة، الوقوع في الاخطاء التي اركبها تنظيم الاخوان المسلمين في العديد من الدول ابان حكمهم.
الى ذلك ايضاً، تعتبر الجزائر من احدى اقرب الدول الى اوروبا موقعاً وثقافة وديمغرافياً (عدد الجزائريين الضخم في فرنسا تحديداً)
2. مقومات القوى الذاتية
تعتبر الجزائر الدولة الثالثة بعد روسيا والنروج في تغذية اوروبا بالغاز، وهذا ما شجع الرئيس الاميركي باراك اوباما بضرورة الاعتماد على الغاز الجزائري بدلاً من الروسي بعد الازمة في اوكرانيا (ساره نوي، أوباما يزكي الغاز الجزائري كبديل عن الروسي، موقع الفجر الالكتروني، 5/4/2014)
ان مخزون الطاقة الجزائري ضخم جداً، اذا يقول وزير الطاقة "إن حصيلة التنقيب عن النفط والغاز العام الماضي (2013) كانت مرضية للغاية، حيث تم اكتشاف 32 بئراً جديدة للنفط والغاز، وهو ما يفوق حصيلة عام 2012 بثلاث مرات، وأشار إلى أن هذه الاكتشافات الجديدة سترفع إنتاج بلاده من النفط بنسبة 50% في العشرية المقبلة. وتنتج الجزائر حاليا 1.2 مليون برميل من النفط يوميا، كما اشارت دراسة اميركية بأن الجزائر ستحتل، في غضون خمس سنوات (2013-2017)، المرتبة الثالثة من بين البلدان الاكثر استثماراً للنفط في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط بعد السعودية والامارات." (علوان نعيم امين الدين، "هل تكون الجزائر نقطة صدام “طاقوي” اميركي-روسي؟!"، موقع خبر اونلاين، 14/4/2014)
بالاضافة الى الطاقة، تتقدم التكنولوجيا الجزائرية، وخصوصاً العسكرية منها، اذ قامت بإنتاج طائرة بدون طيار اسرع من الصوت، اضافة الى التطور النوعي للاسلحة والذي يتمثل في التعاون مع العديد من الدول وتحديداً روسيا وهو ما سيأتي الحديث عنه لاحقاً.
3. استهداف المصالح الروسية
كانت الجزائر أولى الدول العربية التي "توقع شراكة إستراتيجية مع روسيا في عام 2001 خلال زيارة الرئيس بوتفليقة إلى موسكو، كما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة رسمية إلى الجزائر في مارس 2006 وهي الأولى لرئيس دولة روسي إلى البلاد، وتم خلالها الاتفاق على تسوية الديون الجزائرية مقابل اقتناء معدات عسكرية روسية، إلى جانب توسيع التعاون ليشمل قطاع الاستثمار ككل." (الاخبارية اونلاين، 11/2/2014)
وبالرغم من التنافس الطاقوي بين موسكو والجزائر على توريد الغاز الى اوروبا، الا ان ما يجمع الدولتين هو اكبر بكثير، اذا يصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي، بأن الجزائر تعتبر "إحدى أكبر 3 دول إفريقية في مجال التعاون التجاري مع روسيا، فقد اقترب حجم التبادل التجاري بين البلدين من 3 مليار دولار، هذا مستوى جيد، ولكنه ليس نهائيا، نحن نرى مع شركائنا في الجزائر أن طرق التعاون الإقتصادي في المستقبل ستتطور باتجاه تنويع الإتصالات البنيوية، فالشركات الروسية الكبيرة مثل "روس نفط" و"غازبروم" و"ستروي ترانس غاز" تساهم في المشاريع الكبيرة التي تقام في هذا البلد، ونحن على استعداد لزيادة الوجود الروسي في السوق الجزائرية، لتنويع المشاريع وعدم الإقتصار على استخراج المواد الخام، بل العمل في مشاريع الطاقة وإعمار البنية التحتية." ويضيف الوزير الروسي "روسيا والجزائر حليفان جيدان، لا تقارب بينهما المصالح الإقتصادية المشتركة وحسب، وإنما وجهات النظر المتشابهة بالنسبة لشؤون السياسة الدولية." (صوت روسيا، 25/6/2013)
ومن الجدير الاشارة اليه بأن شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية فازت "في مناقصة لبناء أنبوب لنقل الغاز ضمن مشروع "ميدغاز" الدولي، الذي سيتم بموجبه نقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا وبلدان أوروبية أخرى، وقد نافست الشركة الروسية في هذا العقد شركات من إسبانيا والجزائر والإمارات العربية المتحدة." (فيكتور دانيلوف، الجزائر وجهة الاستثمارات النفطية الروسية، موقع العربي الجديد، 16/5/2014)
بالاضافة الى ذلك، يوجد تعاون روسي-جزائري في مجال الطاقة النووية، حيث وقعت حكومتا الدولتين، في وقت سابق من خريف عام 2014، اتفاقية التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وتراعي هذه الاتفاقية "إمكانية إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء في الجزائر." وقال سيرغي كيريينكو، المدير العام لشركة "روساتوم" بأن وفداً من الخبراء سيتوجه "إلى الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني/نوفمبر). وحسب كيريينكو فإن الجزائر تخطط لتطوير قطاع الطاقة النووية، وتولي إمكانية إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء اهتماما خاصاً." (صوت روسيا، 30/10/2014)
وللجانب العسكري مساحة كبيرة ايضاً، حيث "تعتزم شركة روسية متخصصة في تصنيع أنظمة متطورة للدفاع الجوي، إنشاء مركز خدمة صيانة بالجزائر، تحسبا لتزويد الجيش الجزائري بأحدث أنظمتها المعروف بنظام "اس.400". ولقد صرح مسؤول بشركة "الماز- انتي" الروسية، وكالة إيتار تاس، أن الشركة تخطط لإقامة مراكز للخدمة بالجزائر، الهند، الصين، فيتنام وهي دول تحوز على جيل "اس.300" للدفاع الجوي التي أنتجتها روسيا." (موقع بوابة افريقيا الاخبارية، 17/8/2014)
بالاضافة الى ذلك، أعلن سيرجي روساكوف، الرئيس التنفيذي لشركة "تيخماش" الروسي، عن إمكانية إقامة مصنع مشترك للذخائر الحربية في الأراضي الجزائرية. وقال روساكوف، على هامش معرض الدولي للتسلح Oboronexpo -2014، "نحن نجري مفاوضات مع الجزائر لفترة طويلة أعتقد أن كل شيء على ما يرام وقمنا بتطوير مشاريع التعاون"، وأضاف أن البلدين يبحثان إنشاء مشروع مشترك، بتسليم الذخائر والمنتجات المدنية، وأنواع أخرى من التعاون. (صحيفة الشروق الجزائرية، 16/8/2014)
ولأنظمة الفضاء ايضاً حصتها من التعاون اذ ينسق الجانبان بخصوص "اتفاقية حكومية مشتركة جديدة حول منظومة "غلوناس" الروسية للملاحة الفضائية." (روسيا اليوم، 14/5/2014)
4. وقف التمدد الصيني
تعود العلاقة الخاصة بين الجزائر والصين الى زمن الثورة، حيث ساعدت بكين الجزائريين في ثورتهم ضد المستعمر الفرنسي حينها، وبدأت التعاملات التجارية بين الدولتين حيث "اقدمت الحكومة على تدعيم الاستثمارات الصينية الاقتصادية بالجزائر خاصة في مجال صناعة السيارات والاجهزة الالكترونية كالكمبيوتر والهواتف المحمولة." (حداد بلال، التوجه الجزائري شرقاً نحو الصين، جريدة القدس، 18/9/2013)
وفي حدث مهم، كشف التلفزيون الرسمي الصيني "سي.سي.تي.في" (9/6/2014) عن توقيع كلا البلدين على "مخطط يمتد لخمس سنوات للتعاون الإستراتيجي الشامل بينهما يندرج ضمن تطبيق اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي أعلنها البلدان في 25 مايو الماضي، هي الأولى من نوعها التي تبرمها الصين مع بلد عربي"، وتقع ابرز اهدافه في "إعطاء دفع أكبر للعلاقات الاقتصادية الجزائرية- الصينية، سيما الاستثمارات المباشرة للصين في كافة القطاعات الأولوية للمخطط الخماسي المقبل للجزائر 2015-2019 كفيل بالمساهمة في زيادة وتوسيع وتنويع المبادلات في شتى المجالات وفي أشكال مبتكرة تكون في مستوى قدرات وطموحات البلدين". ويشار إلى أن نحو 30 ألف صيني يعملون حالياً في الجزائر في عدة مجالات بالخصوص مجال البناء والتجارة، وهي أكبر عمالة أجنبية من حيث العدد.
على صعيد آخر، فازت احدى الشركات الصينية مشروع توسيع المطار الجزائري بكلفة مليار يورو كي يستطيع استقبال عشرة ملايين مسافر سنوياً بدلاً من ستة ملايين، ويشمل مشروع تحديث المطار "بناء محطة ركاب جديدة وربط المطار بالسكة الحديد وربطه أيضا بمترو العاصمة. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المحطة الجديدة في 2018." (موقع ايرام نيوز، 31/10/2014)
اضافة الى ذلك، تتطلع الصين الى بناء العديد من المناطق الاقتصادية الحرة في الجزائر ضمن سياستها الاقتصادية التي تتبناها حالياً.
5. عوامل تسرِّع "العملية"
بعد ما ورد سابقاً، يمكن ان نرى وجود عوامل "تستثير" الغرب لضرب الجزائر (من الداخل او الخارج)، وابرزها:
- قوة الجزائر الذاتية وخصوصاً الاقتصادية والعسكرية، حيث تعتبر من اقوى الدول العربية غير الحليفة للغرب، ناهيك عن تماسكها الداخلي ابان "الربيع العربي"؛
- امكانية استغلال الاثنيات الموجودة ام القوى التكفيرية من قبل بعض اجهزة المخابرات الاجنبية من اجل تحريك "الوضع الراكد"، واخذ الموضوع كذريعة للتدخل العسكري؛
- اعتبارها "حصان طروادة" لـلمصالح الشرقية (الصينية والروسية) على المتوسط، وخصوصاً مع وجود "تكابش" دولي جدي بين دول شنغهاي والغرب؛
- التنافس الاميركي – الفرنسي على الجزائر، برغم وجود نوع من "التنسيق" ضمن الناتو، حيث حيث تهتم الاولى بتأمين مصالحها، بينما تهتم الثانية بإستعادة امجادها التاريخية. فباريس عادت الى بعض اماكن نفوذها التاريخي مثل مالي والنيجر والسنغال بحجة الارهاب وتأمين مصالحها، وهو ما قد ينطبق على الوضع الجزائري ايضاً؛
- وقوع قسم من الاقليم البري الجزائري (الجهة الجنوبية تحديداً) على "خط الفصل الأفقي لافريقيا" (شمالاً وجنوباً) من خلال الصحراء الكبرى، اذ يرى العديد من الباحثين بأن واقعة فصل السودان تقع ضمن هذه المنظومة.
في الختام، بعد اعداد مخطط تدمير سوريا وتنفيذه، وقبل توجيه ضربة مستقبلية متوقعة لايران (مخطط تدعمه "اسرائيل"، والغرب، وبعض الدول العربية، وبالرغم من المباحثات حول ملف النووي)، تقف الجزائر اليوم في الوسط، بين الدول العربية التي تمانع الهيمنة الغربية وجرى ويجري ضربها، وبين الدول المتحالفة مع الغرب التي نجحت (حتى الآن) من الازمات الداخلية.
المصدر :
عربي اون لاين / علوان نعيم أمين الدين
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة