دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عبّرت قيادات في «جبهة النصرة» عن مخاوفها من نية تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» الدخول إلى محافظة درعا، وهو ما تردد صداه في غرف القيادة للعديد من الفصائل المسلحة، في ظل معلومات تشير إلى أن «غرفة عمليات الموك» وضعت خطاً أحمر لمنع «داعش» من اختراق المدينة، التي تتمتع، نتيجة موقعها المشرف على الحدود الأردنية من جهة و»حدود» اسرائيل من جهة ثانية، بحساسية خاصة لا يمكن التساهل مع من يفكر بالمساس بها.
وأشار القيادي في «النصرة» ميسرة الجبوري، المعروف بلقب أبو ماريا القحطاني، إلى أن زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني أمر شخصياً بحشد الناس في درعا لدفع «عادية الخوارج»، مشيراً بذلك إلى «الدولة الإسلامية».
ويؤكد موقف القحطاني هذا ما نشرته «السفير» في تقرير سابق عن وجود مخطط لدى «داعش» بالدخول إلى محافظة درعا، حيث أشارت إلى حشود لمقاتليه في منطقة بير القصب تستهدف على الأغلب اقتحام المدينة، التي ظلت عصية عليه طوال السنوات الماضية.
وانتقد القحطاني، في تغريدات على حسابه على «تويتر»، موقف بعض الفصائل المسلحة، من دون تسميتها، لعدم إصدارها بياناً مشتركاً حول الموضوع.
ولقيت مخاوف «جبهة النصرة» ترجمة فورية من قبل بعض الفصائل المنتشرة في منطقة القلمون الشرقي، والمعنية بطريق البادية لما يحققه لها من خط إمداد مهم، حيث أعلنت عن تشكيل «هيئة شرعية تمتد سلطتها على جميع أراضي القلمون الشرقي، ومجلس قيادة موحد، وغرفة عمليات عسكرية مشتركة».
وبرغم تأكيدها أن الهدف هو «إسقاط النظام السوري، ودفع أي فصائل في هذه المنطقة»، إلا أن مقدمة الميثاق، التي استشهدت بحديث نبوي يتحدث عن خروج قوم «أحداث الأسنان سفهاء الأحلام»، يؤكد أن الهدف الرئيسي هو مواجهة «الدولة الإسلامية»، المتهم من قبل الفصائل بأنها تمثل «خوارج العصر» حسب قولهم .
وقال مصدر مطلع، لـ»السفير»، إن الاتفاق على تشكيل الهيئة الشرعية في القلمون الشرقي، تم بتوجيهات مباشرة من «غرفة عمليات الموك»، المشكلة من أجهزة استخبارات بعض مايسمى «مجموعة الدول الصديقة لسوريا» وتترأسها الولايات المتحدة، والتي تعتبر مواجهة «داعش» ووقف تمدده، بالإضافة إلى تشكيل «جيش معتدل»، هدفاً محورياً لها، إن لم يكن الهدف الوحيد حالياً.
ويعزز من ذلك أن الاستخبارات الأردنية، وهي طرف أساسي في «غرفة الموك»، تخشى من التقاء حشود «داعش» في بير القصب مع بعض المتعاطفين معه أو المبايعين له بالسر في درعا، ما يعني احتمال تكرار سيناريو البوكمال في دير الزور التي سقطت بين يدي «داعش» بين ليلة وضحاها نتيجة مبايعة قادة «جبهة النصرة» لزعيم «داعش أبو بكر البغدادي، الأمر الذي يعني وصول التهديد إلى الحدود الأردنية، وهو ما لا طاقة لعمان بتحمله. وهو ما أشارت إليه «السفير» في نفس التقرير السابق، حيث ذكرت ان قدوم أبو ماريا القحطاني إلى درعا يعبر عن رهان بعض الجهات عليه للوقوف بوجه «داعش»، الأمر الذي أكدته تغريدات القحطاني الأخيرة، وخاصة إشادته بموقف «جيش الإسلام»، المدعوم من الاستخبارات السعودية كما بات معروفاً.
وتتألف «الهيئة الشرعية» من عدة فصائل، هي «كتائب الشهيد أحمد العبدو» و»أحرار الشام» و»جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن» و»جبهة النصرة» و»أسود الشرقية». علماً أن كتائب «أحمد العبدو» كانت أطلقت أواخر تشرين الثاني الماضي معركة «الويل للطغاة» من دون مشاركة أي فصيل إسلامي. وأشارت «السفير» حينها إلى عدم وضوح الغاية من وراء إصرار «غرفة عمليات الموك» على عدم مشاركة الفصائل الإسلامية في هذه المعركة، لكن ذلك لا يتناقض مع التحالف الجديد بين «كتائب أحمد العبدو» و»جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»جيش الإسلام» ضمن «الهيئة الشرعية» في القلمون الشرقي، بل يأتي مكملاً له، لأن الغاية الأساسية لنشاط «غرفة عمليات الموك» هو مواجهة «داعش»، بغض النظر عن التحفظات على بعض الحلفاء في هذه المرحلة أو تلك.
وأشارت تسريبات إعلامية على بعض الصفحات «الجهادية» إلى أن أهم الخلايا النائمة في درعا، التي يخشى أن تكون قد بايعت تنظيم «داعش»، هي «سرايا الجهاد» بقيادة أبو مصعب، ومجموعات من «لواء توحيد الجنوب» و»شهداء اليرموك». وأشارت هذه التسريبات إلى أن «لواء تحرير درعا» يتلقى تمويله ودعمه من «داعش».
إلى ذلك، ألقت الطوافات السورية منشورات في ريف درعا تحذر المسلحين من الآتي. وجاء في المنشور: «الرسالة الأخيرة. قرار القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى الوطن لا رجعة فيه ولا تهاون - الضربات القادمة اشد وأقسى وأكثر قوة. لدينا من القوة ما يكفي لسحق الإرهاب ومحوه عن وجه الأرض. ننصحكم بترك السلاح والعودة إلى حضن الوطن». وذُيِّل المنشورُ بتوقيع القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة.
المصدر :
السفير /عبد الله سليمان علي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة