في لحظة مميزة من مسار الأزمة التي نجمت عن العدوان على سورية وعبرها ضد محور المقاومة، برزت أو راج تداول موقف أممي يدعو إلى «تجميد النزاع» فيها، واستمرت تركيا المتخبطة بالإخفاق متمسكة بدعوتها أو سعيها إلى إقامة منطقة عازلة تشمل حلب أو منطقة آمنة حسب تعبيرها المخادع.

وإلى هذين الاتجاهين تضاف «داعش» الصنيعة والأداة الأميركية التي ابتدعت للنيل من سورية والعدوان عليها ، في حقيقة لا يغيرها تظاهر هذا التنظيم الإرهابي بامتلاكه الموقع المستقل ذا المشروع الخاص الذي يعاكس أهداف صانعيه الحقيقين إلى حد مناصبتهم العداء كما يدعون ، فـ «داعش» طرف -أداة يلعب على المسرح السوري الدور المرسوم له من قبل صانعيه في اطار المرحلة الثالثة من مراحل العدوان وهي مرحلة حرب الاستنزاف ، دور يتنافر حينا مع قائد المشروع فيؤدبه ، ويتماهى أويتقاطع أحيانا أخرى مع قيادة العدوان على سورية واتباعه فيشجع . وفي هذا السياق تطمح داعش لامتلاك السيطرة على حلب وريفها أيضا لتشكل هي الأخرى تيارا قائما بذاته متمايزا بشكل أو بآخر عن المشروع التركي.‏

وفي مواجهة الجميع تستمر سورية بمكوناتها الوطنية الرسمية والشعبية، مدعومة من حلفائها الاستراتيجيين والدوليين، تستمر في سعيها لتطهير حلب من الإرهابيين واســتعادتها إلى كتــف الدولــة‏

دون أن تهمل أوتغلق الأبواب أمام أي مسعى جدي صادق من شأنه أن يحقن الدماء، ويحمي الممتلكات ويؤكد على السيادة الوطنية التامة.‏

في ظل هذا المشهد، نتوقف عند ازدحام المشاريع على باب حلب بحثا عن سبب التركيز على هذه المنطقة الآن والسعي لامتلاك السيطرة عليها أو أقله السعي الأجنبي لمنع الدولة السورية من استعادة السيطرة على الأجزاء التي أفسد الإرهاب أمنها خلال الأشهر الماضية.‏

إن الإجابة على هذا التساؤل لا تكون متصلة بالواقع ومبررة بالمنطق إن لم تكن منطلقة من الإنجازات الميدانية التي تحققت في الميدان السوري معطوفا على الميدان العراقي ومناطق في السلسلة الشرقية في لبنان، ثم على ضوء متغيرات دولية فرضت معادلات لا بل توازنات جديدة في العلاقات الدولية، وإسقاط ذلك على نتائج معركة حلب المرتقبة وانعكاسها على مسار الأزمة في سورية ومنها على ملفات أخرى في الإقليم. ونبدأ بالمشهد الميداني ، وسرعان ما يرتسم أمامنا صورة نجد فيها أن الحكومة السورية باتت تمتلك السيطرة على كل مراكز الثقل الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والديمغرافي في الدولة إضافة إلى المرافئ الجوية والبحرية كلها مع قنوات الاتصال بالخارج ، وأن حلب وحدها من كل مراكز الثقل الأساسية تلك هي الآن في بعض أجزائها خارج تلك السيطرة ، فاذا أنجزت الدولة تطهير حلب ينقلب المشهد الميداني في سورية إلى حد لا يبقى لمن يطرح التفاوض برعاية خارجية بحثا عن حل سلمي يفرض فيه ممثلو القوى الأجنبية شركاء في السلطة ، لا يبقى لهم أي ورقة قوة يتمسكون بها من اجل تحقيق شيء من أحلامهم . فإنجاز حلب يضع العربة السورية في طريق لا يبقى لاحد فرصة لقطعه أو عرقلة المسيرة الوطنية عليه، ما يعني استطرادا إطلاق الرصاصة الأخيرة على رأس المشروع العدواني الذي استهدف سورية.‏

هذه الصورة ترعب دعاة العدوان على سورية، لذا نجد التركي يرتعد من تحققها لأنها رسالة علنية واضحة تتهاوى كل أحلامه في سورية بعدها، لذلك يعمل جاهدا عبر تلفيقة المنطقة الآمنة لقطع الطريق على الجيش العربي السوري لمنعه من تحقيق هذا الإنجاز، وخاصة أن التركي يعلم عبر مراقباته بأن القوى التي تتحضر لتطهير حلب باتت قيد التشكيل النهائي، وأن تطويق حلب من قبلها يكاد يكتمل ولم يتبق للإرهابيين إلا منافذ قليلة في الشمال الغربي لحلب يعمل الجيش بخطى ثابتة على إغلاقها، لهذا يطرح اردوغان المنطقة العازلة التي لا يجرؤ على مجاراته أحد فيها لان موازين القوى الإقليمية والدولية لا تتيح ذلك.‏

أما على صعيد العلاقة بين المجموعات الإرهابية المسلحة ، فإنها ودون ادنى شك في تراجع لا بل في انهيار متواصل يمنع تلك المجموعات من تحقيق أي إنجاز حقيقي بوجه الجيش العربي السوري ويكفي أن نتوقف عند تناحر المثلث الإرهابي «داعش « و»النصرة» و»تنظيم الإرهاب الحر» (المسمى جيش حر) الذي طرد من محيط حلب فاضطرت تركيا إلى إجراء عملية نجدة سريعة لإرهابييه لتخرجهم من الميدان قبل أن يفتك بهم رغم كثرة العديد والعدة ، يكفي أن ننظر إلى هذا لنعلم الحال السيء الذي وصلت اليه هذه القوى الإرهابية ، ولنتأكد بان جماعات هذه حالها غير قادرة على الانتصار والثبات ، ما يعني أن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة ماضون في خطتهم، مطمئنون للنصر الأكيد في حلب كما انجزوا معاركهم في الأشهر الأخيرة في مورك والمليحة وعدرا . إنجازات تكامل معها ما تحقق على يد الجيش اللبناني ورجال المقاومة في السلسلة الشرقية في لبنان بعد الركلة القاسية التي تلقتها الجماعات الإرهابية في الشمال اللبناني وحرمتهم من حلم الاتصال بالخارج عبر مرفأ طرابلس.‏

وفي عنوان آخر يخشى الجمع المعتدي أن تتوصل مجموعة 5+1 إلى اتفاق نهائي مع ايران يفضي إلى إسقاط العقوبات عنها ما يؤدي إلى كسر الحصار وكسر القيود ويسمح لإيران بالتحرك بقوة وحرية اكبر في دعم سورية ، علماً بأن ما كان تحقيقه ممكنا بالنسبة لخصوم ايران ومحور المقاومة قبل حل الملف النووي سيصبح صعبا ومعقدا بعده، وما كان صعبا قبله سيصبح مستحيلا بعد الاتفاق ، ولهذا نجد المناورات الغربية تسير على خطين، خط يتوخى التسريع في وضع حلب خارج المواجهة بما يحمي الإرهابيين فيها ويبقيهم ورقة تفاوضية عندما تحين ساعة الإخراج التفاوضي للحل ، وآخر يريد ربط الحل النووي بملفات إقليمية منها سورية عبر ما يسمى الصفقة الشاملة فيطمئن عندها لعدم تأثير الخسارة في حلب .‏

لكل ذلك يتم التركيز الآن على حلب وما سينعكس عبرها على مسار الأزمة كلها ، ونجد معظم باحثي الفريق الآخر يرون أن الحل الأسرع يتمثل في « تجميد الصراع « بما يحفظ الإرهابيين في داخلها حتى لا تتكرر هزيمتهم في حمص مرة أخرى لأنه بعدها لن يكون لديهم فرصا للتعويض وخاصة أن من يظن بان وجود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الشرقية سيحد من خسائر تتسبب بها عملية تطهير حلب من الإرهابيين ، يرد عليه بان داعش باتت في الخط الانحداري المتسارع لمسارها ويكفي أن ننظر ما حل بها في عين العرب لنعلم أن النمر الورقي اكتشف أمره فسقط أو هو قيد السقوط ولن يتمكن من حلب قطعا ، أما المشروع التركي فهو ساقط على اصله كما بينا.‏

حلب كانت مهمة لسورية وهي اليوم في موقع مضاف من الأهمية ولأجل ذلك كثرت الأطروحات حولها، ولكن الدولة السورية تعلم مصالحها وتعرف كيف تحميها ، فحلب لن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين يأملون بتشكله عبر ما يسمى «تجميد النزاع» ، لان للتجميد قواعد سيادية لا يمكن لاحد أن يتخطاها تحت أي عنوان ، وحلب لن تكون جزءا من منطقة تركية عازلة لان هذه المنطقة لن تقوم أصلا فاستراتيجية الضفدعة التركية لا تخيف سورية ، واستطرادا وبالتأكيد حلب لن تستطيع داعش أن تضمها إلى وهم دولتها المزعومة وهي في خطها الانحداري ، فحلب على موعد مع القوى الشرعية التي تتحضر لتطهيرها وهذا ما يرعب مكونات العدوان على سورية.‏

  • فريق ماسة
  • 2014-11-23
  • 8980
  • من الأرشيف

حلب.. خلفية الاهتمام الدولي الاستثنائي بها وأسبابها

في لحظة مميزة من مسار الأزمة التي نجمت عن العدوان على سورية وعبرها ضد محور المقاومة، برزت أو راج تداول موقف أممي يدعو إلى «تجميد النزاع» فيها، واستمرت تركيا المتخبطة بالإخفاق متمسكة بدعوتها أو سعيها إلى إقامة منطقة عازلة تشمل حلب أو منطقة آمنة حسب تعبيرها المخادع. وإلى هذين الاتجاهين تضاف «داعش» الصنيعة والأداة الأميركية التي ابتدعت للنيل من سورية والعدوان عليها ، في حقيقة لا يغيرها تظاهر هذا التنظيم الإرهابي بامتلاكه الموقع المستقل ذا المشروع الخاص الذي يعاكس أهداف صانعيه الحقيقين إلى حد مناصبتهم العداء كما يدعون ، فـ «داعش» طرف -أداة يلعب على المسرح السوري الدور المرسوم له من قبل صانعيه في اطار المرحلة الثالثة من مراحل العدوان وهي مرحلة حرب الاستنزاف ، دور يتنافر حينا مع قائد المشروع فيؤدبه ، ويتماهى أويتقاطع أحيانا أخرى مع قيادة العدوان على سورية واتباعه فيشجع . وفي هذا السياق تطمح داعش لامتلاك السيطرة على حلب وريفها أيضا لتشكل هي الأخرى تيارا قائما بذاته متمايزا بشكل أو بآخر عن المشروع التركي.‏ وفي مواجهة الجميع تستمر سورية بمكوناتها الوطنية الرسمية والشعبية، مدعومة من حلفائها الاستراتيجيين والدوليين، تستمر في سعيها لتطهير حلب من الإرهابيين واســتعادتها إلى كتــف الدولــة‏ دون أن تهمل أوتغلق الأبواب أمام أي مسعى جدي صادق من شأنه أن يحقن الدماء، ويحمي الممتلكات ويؤكد على السيادة الوطنية التامة.‏ في ظل هذا المشهد، نتوقف عند ازدحام المشاريع على باب حلب بحثا عن سبب التركيز على هذه المنطقة الآن والسعي لامتلاك السيطرة عليها أو أقله السعي الأجنبي لمنع الدولة السورية من استعادة السيطرة على الأجزاء التي أفسد الإرهاب أمنها خلال الأشهر الماضية.‏ إن الإجابة على هذا التساؤل لا تكون متصلة بالواقع ومبررة بالمنطق إن لم تكن منطلقة من الإنجازات الميدانية التي تحققت في الميدان السوري معطوفا على الميدان العراقي ومناطق في السلسلة الشرقية في لبنان، ثم على ضوء متغيرات دولية فرضت معادلات لا بل توازنات جديدة في العلاقات الدولية، وإسقاط ذلك على نتائج معركة حلب المرتقبة وانعكاسها على مسار الأزمة في سورية ومنها على ملفات أخرى في الإقليم. ونبدأ بالمشهد الميداني ، وسرعان ما يرتسم أمامنا صورة نجد فيها أن الحكومة السورية باتت تمتلك السيطرة على كل مراكز الثقل الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والديمغرافي في الدولة إضافة إلى المرافئ الجوية والبحرية كلها مع قنوات الاتصال بالخارج ، وأن حلب وحدها من كل مراكز الثقل الأساسية تلك هي الآن في بعض أجزائها خارج تلك السيطرة ، فاذا أنجزت الدولة تطهير حلب ينقلب المشهد الميداني في سورية إلى حد لا يبقى لمن يطرح التفاوض برعاية خارجية بحثا عن حل سلمي يفرض فيه ممثلو القوى الأجنبية شركاء في السلطة ، لا يبقى لهم أي ورقة قوة يتمسكون بها من اجل تحقيق شيء من أحلامهم . فإنجاز حلب يضع العربة السورية في طريق لا يبقى لاحد فرصة لقطعه أو عرقلة المسيرة الوطنية عليه، ما يعني استطرادا إطلاق الرصاصة الأخيرة على رأس المشروع العدواني الذي استهدف سورية.‏ هذه الصورة ترعب دعاة العدوان على سورية، لذا نجد التركي يرتعد من تحققها لأنها رسالة علنية واضحة تتهاوى كل أحلامه في سورية بعدها، لذلك يعمل جاهدا عبر تلفيقة المنطقة الآمنة لقطع الطريق على الجيش العربي السوري لمنعه من تحقيق هذا الإنجاز، وخاصة أن التركي يعلم عبر مراقباته بأن القوى التي تتحضر لتطهير حلب باتت قيد التشكيل النهائي، وأن تطويق حلب من قبلها يكاد يكتمل ولم يتبق للإرهابيين إلا منافذ قليلة في الشمال الغربي لحلب يعمل الجيش بخطى ثابتة على إغلاقها، لهذا يطرح اردوغان المنطقة العازلة التي لا يجرؤ على مجاراته أحد فيها لان موازين القوى الإقليمية والدولية لا تتيح ذلك.‏ أما على صعيد العلاقة بين المجموعات الإرهابية المسلحة ، فإنها ودون ادنى شك في تراجع لا بل في انهيار متواصل يمنع تلك المجموعات من تحقيق أي إنجاز حقيقي بوجه الجيش العربي السوري ويكفي أن نتوقف عند تناحر المثلث الإرهابي «داعش « و»النصرة» و»تنظيم الإرهاب الحر» (المسمى جيش حر) الذي طرد من محيط حلب فاضطرت تركيا إلى إجراء عملية نجدة سريعة لإرهابييه لتخرجهم من الميدان قبل أن يفتك بهم رغم كثرة العديد والعدة ، يكفي أن ننظر إلى هذا لنعلم الحال السيء الذي وصلت اليه هذه القوى الإرهابية ، ولنتأكد بان جماعات هذه حالها غير قادرة على الانتصار والثبات ، ما يعني أن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة ماضون في خطتهم، مطمئنون للنصر الأكيد في حلب كما انجزوا معاركهم في الأشهر الأخيرة في مورك والمليحة وعدرا . إنجازات تكامل معها ما تحقق على يد الجيش اللبناني ورجال المقاومة في السلسلة الشرقية في لبنان بعد الركلة القاسية التي تلقتها الجماعات الإرهابية في الشمال اللبناني وحرمتهم من حلم الاتصال بالخارج عبر مرفأ طرابلس.‏ وفي عنوان آخر يخشى الجمع المعتدي أن تتوصل مجموعة 5+1 إلى اتفاق نهائي مع ايران يفضي إلى إسقاط العقوبات عنها ما يؤدي إلى كسر الحصار وكسر القيود ويسمح لإيران بالتحرك بقوة وحرية اكبر في دعم سورية ، علماً بأن ما كان تحقيقه ممكنا بالنسبة لخصوم ايران ومحور المقاومة قبل حل الملف النووي سيصبح صعبا ومعقدا بعده، وما كان صعبا قبله سيصبح مستحيلا بعد الاتفاق ، ولهذا نجد المناورات الغربية تسير على خطين، خط يتوخى التسريع في وضع حلب خارج المواجهة بما يحمي الإرهابيين فيها ويبقيهم ورقة تفاوضية عندما تحين ساعة الإخراج التفاوضي للحل ، وآخر يريد ربط الحل النووي بملفات إقليمية منها سورية عبر ما يسمى الصفقة الشاملة فيطمئن عندها لعدم تأثير الخسارة في حلب .‏ لكل ذلك يتم التركيز الآن على حلب وما سينعكس عبرها على مسار الأزمة كلها ، ونجد معظم باحثي الفريق الآخر يرون أن الحل الأسرع يتمثل في « تجميد الصراع « بما يحفظ الإرهابيين في داخلها حتى لا تتكرر هزيمتهم في حمص مرة أخرى لأنه بعدها لن يكون لديهم فرصا للتعويض وخاصة أن من يظن بان وجود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الشرقية سيحد من خسائر تتسبب بها عملية تطهير حلب من الإرهابيين ، يرد عليه بان داعش باتت في الخط الانحداري المتسارع لمسارها ويكفي أن ننظر ما حل بها في عين العرب لنعلم أن النمر الورقي اكتشف أمره فسقط أو هو قيد السقوط ولن يتمكن من حلب قطعا ، أما المشروع التركي فهو ساقط على اصله كما بينا.‏ حلب كانت مهمة لسورية وهي اليوم في موقع مضاف من الأهمية ولأجل ذلك كثرت الأطروحات حولها، ولكن الدولة السورية تعلم مصالحها وتعرف كيف تحميها ، فحلب لن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين يأملون بتشكله عبر ما يسمى «تجميد النزاع» ، لان للتجميد قواعد سيادية لا يمكن لاحد أن يتخطاها تحت أي عنوان ، وحلب لن تكون جزءا من منطقة تركية عازلة لان هذه المنطقة لن تقوم أصلا فاستراتيجية الضفدعة التركية لا تخيف سورية ، واستطرادا وبالتأكيد حلب لن تستطيع داعش أن تضمها إلى وهم دولتها المزعومة وهي في خطها الانحداري ، فحلب على موعد مع القوى الشرعية التي تتحضر لتطهيرها وهذا ما يرعب مكونات العدوان على سورية.‏

المصدر : الثورة / د. أمين حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة