استمرت حالة التوتر والاضطراب أمس في مدينة دوما بالغوطة الشرقية التي انتشرت الديدان في رؤوس أطفالها بسبب انعدام النظافة، في حين صعد «معتدلو» واشنطن في مدينة حلب لنسف مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي تهدف لتجميد القتال فيها.

وفي التفاصيل، لم تعد دوما معقلاً آمناً لمتزعم «جيش الإسلام» زهران علوش فبعد ثلاثة أعوام من تحصن المسلحين ضمن المدينة وتحويلها إلى سجن كبير بدأ الحراك الشعبي منذ أيام يتصاعد ضد ممارسات المسلحين ضمن هذه المدينة التي تجلت في عدة أوجه صبغت حياة المدنيين بالأسى.

فمع الاقتتال الذي تصاعدت حدته بين الفصائل المسلحة بدأ الارتفاع الجنوني للأسعار واحتكار المسلحين للمواد الغذائية اندفع المدنيون للتظاهر مطالبين بإزالة الظلم عنهم، الأمر الذي واجهه علوش بحملة ملاحقات واعتقالات شملت شباناً نشطاء فيما بات يعرف بحملة «مظاهرات الجوع» حيث تم اعتقال نحو 35 شاباً من منازلهم في دوما واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وبالتوازي مع هذا الأمر بث ناشطون معارضون فيديو صادماً لطفلة لم تتجاوز سبعة أعوام من عمرها في أحد المشافي الميدانية في دوما فيما تقوم ممرضة بإزالة يرقات (ديدان) من رأسها بعد حلاقة شعرها بالكامل، وقالت مصادر طبية: إن «هذه اليرقات نمت في رأس الطفلة نتيجة انعدام النظافة وعدم تعقيم الجروح».

وبالترافق مع التوتر الأمني داخل المدينة استطاع الجيش انتزاع خطوط الدفاع الأولى عن دوما فيما يعني تراجع سلطة علوش ونفوذه في أهم معاقله بالغوطة الشرقية.

وفي سياق متصل نفذ سلاح الجو عدة غارات استهدفت مواقع المسلحين في بلدة زبدين وعلى محور جوبر زملكا، كما شدد الجيش حملته العسكرية على جبهة زبدين بالتزامن مع ارتفاع حدة القتال في الجزء الشرقي من المدينة.

جنوباً، أوقع الجيش أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في بلدة الشيخ مسكين وقرية الفقيع وبلدة عتمان والدلي وإبطع بريف درعا، كما قضى الجيش على العديد من الإرهابيين في كفرلاتا ومحيط أبو الضهور وكفرشلايا بريف إدلب.

شمالاً في حلب، علمت «الوطن» من مصادر معارضة في «الجبهة الإسلامية» أن فصائل المعارضة المسلحة التي تصنفها واشنطن على أنها «معتدلة» مثل «حركة حزم» و«جبهة ثوار سورية» التي دخلت على خط الصراع في المدينة وجهت رسائل تحذير صريحة إلى «المجالس الثورية» الـ14 التي انضوت تحت ما يسمى «مجلس ثوار حلب» تحذرها من القبول بمبادرة دي مستورا تحت طائلة «المحاسبة».

وأوضحت المصادر أن تركيا والسعودية زودتا تلك الفصائل بأسلحة حديثة لفتح جبهات خطوط التماس كتلك التي استخدمها «جيش المهاجرين والأنصار» الجمعة الفائتة، مؤكدة أن حالة من الاحتقان تسود مسلحي الأحياء التي تسيطر عليها «المجالس الثورية» المحلية ضد الفصائل المسلحة «الوازنة» التي تخدم أجندة داعميها الإقليميين «غير الراغبين بوضع حد لمعاناة السكان والمسلحين الخائفين من الحصار الذي قد يضربه الجيش في أي لحظة على أحيائهم».

في الأثناء أعدم تنظيم داعش الإرهابي أمس أعداداً من المواطنين السوريين في عدة مدن خصوصاً في الرقة ودير الزور بتهمة «العمالة» ودعم «المرتدين»، وسط تواصل الصمت الغربي والعربي إزاء تلك المجازر.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-17
  • 10454
  • من الأرشيف

الجيش يشدد على زبدين..«معتدلو» واشنطن يصعدون بحلب لنسف مبادرة ميستورا

استمرت حالة التوتر والاضطراب أمس في مدينة دوما بالغوطة الشرقية التي انتشرت الديدان في رؤوس أطفالها بسبب انعدام النظافة، في حين صعد «معتدلو» واشنطن في مدينة حلب لنسف مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي تهدف لتجميد القتال فيها. وفي التفاصيل، لم تعد دوما معقلاً آمناً لمتزعم «جيش الإسلام» زهران علوش فبعد ثلاثة أعوام من تحصن المسلحين ضمن المدينة وتحويلها إلى سجن كبير بدأ الحراك الشعبي منذ أيام يتصاعد ضد ممارسات المسلحين ضمن هذه المدينة التي تجلت في عدة أوجه صبغت حياة المدنيين بالأسى. فمع الاقتتال الذي تصاعدت حدته بين الفصائل المسلحة بدأ الارتفاع الجنوني للأسعار واحتكار المسلحين للمواد الغذائية اندفع المدنيون للتظاهر مطالبين بإزالة الظلم عنهم، الأمر الذي واجهه علوش بحملة ملاحقات واعتقالات شملت شباناً نشطاء فيما بات يعرف بحملة «مظاهرات الجوع» حيث تم اعتقال نحو 35 شاباً من منازلهم في دوما واقتيادهم إلى جهة مجهولة. وبالتوازي مع هذا الأمر بث ناشطون معارضون فيديو صادماً لطفلة لم تتجاوز سبعة أعوام من عمرها في أحد المشافي الميدانية في دوما فيما تقوم ممرضة بإزالة يرقات (ديدان) من رأسها بعد حلاقة شعرها بالكامل، وقالت مصادر طبية: إن «هذه اليرقات نمت في رأس الطفلة نتيجة انعدام النظافة وعدم تعقيم الجروح». وبالترافق مع التوتر الأمني داخل المدينة استطاع الجيش انتزاع خطوط الدفاع الأولى عن دوما فيما يعني تراجع سلطة علوش ونفوذه في أهم معاقله بالغوطة الشرقية. وفي سياق متصل نفذ سلاح الجو عدة غارات استهدفت مواقع المسلحين في بلدة زبدين وعلى محور جوبر زملكا، كما شدد الجيش حملته العسكرية على جبهة زبدين بالتزامن مع ارتفاع حدة القتال في الجزء الشرقي من المدينة. جنوباً، أوقع الجيش أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين في بلدة الشيخ مسكين وقرية الفقيع وبلدة عتمان والدلي وإبطع بريف درعا، كما قضى الجيش على العديد من الإرهابيين في كفرلاتا ومحيط أبو الضهور وكفرشلايا بريف إدلب. شمالاً في حلب، علمت «الوطن» من مصادر معارضة في «الجبهة الإسلامية» أن فصائل المعارضة المسلحة التي تصنفها واشنطن على أنها «معتدلة» مثل «حركة حزم» و«جبهة ثوار سورية» التي دخلت على خط الصراع في المدينة وجهت رسائل تحذير صريحة إلى «المجالس الثورية» الـ14 التي انضوت تحت ما يسمى «مجلس ثوار حلب» تحذرها من القبول بمبادرة دي مستورا تحت طائلة «المحاسبة». وأوضحت المصادر أن تركيا والسعودية زودتا تلك الفصائل بأسلحة حديثة لفتح جبهات خطوط التماس كتلك التي استخدمها «جيش المهاجرين والأنصار» الجمعة الفائتة، مؤكدة أن حالة من الاحتقان تسود مسلحي الأحياء التي تسيطر عليها «المجالس الثورية» المحلية ضد الفصائل المسلحة «الوازنة» التي تخدم أجندة داعميها الإقليميين «غير الراغبين بوضع حد لمعاناة السكان والمسلحين الخائفين من الحصار الذي قد يضربه الجيش في أي لحظة على أحيائهم». في الأثناء أعدم تنظيم داعش الإرهابي أمس أعداداً من المواطنين السوريين في عدة مدن خصوصاً في الرقة ودير الزور بتهمة «العمالة» ودعم «المرتدين»، وسط تواصل الصمت الغربي والعربي إزاء تلك المجازر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة