ليس عندنا وقت لنعلم الثوار اللغة .. وليس عندنا وقت لندقق في كل تصريحاتهم الموسمية وغير الموسمية .. وليس عندنا وقت لننظف كل الأثير ونعقمه من ترددات أصواتهم التي تلوث الأسماع كالضوضاء ..

وليس عندنا وقت لنزيل صورهم من العيون التي تلوثت أبصارها من مناظرهم .. صورهم التي لوثت أحداق الزمن وهي ترمقهم بتقزز وهم يقتلون الضحايا والسبايا ويمارسون الرذيلة والخيانة .. فنحن منشغلون بهدم عصر كامل من الثورات الهمجية بكل مافيه وبناء عصر جديد .. لأن هذا العصر الثوري ليس فيه مايجب انقاذه وانعاشه أو ابقاؤه للذكرى .. ولايمكن الاستفادة من أية قطعة فيه .. فلا قيم الثورة قيم .. ولامبادئها مبادئ .. ولاأخلاقها أخلاق .. وحتى قرآنها ليس قرآنا .. ولغتها عفنة ليست تشبه أية لغة ..

فاللغة في أي عصر تحمل مفردات من ذلك الزمن الذي أتت منه .. وتحمل ثقافته ورائحته وغباره .. وكما تبقى آثار العمران لتدل على مستوى الحضارة فان بقايا ورفاة الكلام وجثامين المفردات المحنطة بالشعر والحكاية والتي تنام كالمومياء في توابيت الاسطورة تدل على مستوى الثقافة الذي ساد والعبقرية الانسانية التي سكبت فيها .. وان كان هناك من معيار على جودة عصر وعبقرية حضارة فانها تنعكس في لغتها ولغة خطبائها ومثقفيها .. ولذلك ارتفعت حضارة الاغريق وردد العالم اشعار دوميستانوس وسوفوكليس وهوميروس .. ورددت ردهات الزمن خطابات زمن شيشرون الروماني .. وضربت للنابعة الذبياني خيمة لم تنهدم ولم تخلعها الرياح .. وملأ المتنبي الدنيا وشغل الناس حتى اذا جاء عصر الثورة والثوار الاسلاميين من الاخوان وخلفاء بني عثمان انهدمت اللغة وانهارت الثقافة وتشقق الوعي وقطعت رؤوس الكلام كما رؤوس البشر ..

ميشيل كيلو: إن سقطت حلب تعالوا اقطعوا رأسي!

وسيأتي منقبون في آثار اللغة يوما الى زمننا ممن يدرسون علم اللغة المقارن .. وعلم نفس اللغة التي تفسر العوامل النفسية والعصبية والبيئية التي تنتج لغة ما .. وسينبشون من تحت ركام الكلام المتهدم وقواميس هذه الأيام مفردات ستجعلهم يصنفون هذا الزمن بأنه أردأ زمن .. عكسته أردأ آثار لغوية تركها الاسلاميون الثورجيون .. ففي هذا العصر الثوري الذي تولى فيه "الاسلاميون" الذين يتباهون أنهم يستعملون لغة (القرآن) .. سينفض آثاريو اللغة الغبار عن شيء اسمه الشعب يريد الناتو .. والشعب يريد جهاد النكاح .. ونكاح المحارم .. وارضاع الكبير .. وشرب بول البعير .. ومضاجعة الوداع .. ودمه في رقبتي .. ورؤوس مقطوعة ومغلقة على الأسوار .. سوق السبايا .. أكل القلوب النيئة .. داعش .. نصرة ..مجازر الأطفال .. احراق الأحياء ..

ولكن سيتوقف الآثاريون اللغويون من المختصين بعلم نفس اللغة تحديدا .. سيتوقفون كثيرا عند عبارة "اقطعوا رأسي ان لم تسقط حلب" لمن يسمى ميشيل كيلو .. لأن مدلولات العبارة في علم نفس اللغة وعلم اللغة المقارن مهمة جدا .. فهي تدل على حلول وسائل تعبير ثقافية تعكس البيئة التي نشطت وسادت والمفردات التي سيطرت على اللغة والمجتمع وطريقة التفكير .. فلكل عصر طريقته في التعبير عن أفكاره ولكنها مشتقة مما يعيشه ويراه ويسمعه .. ففي عصر سيف الدولة الحمداني عندما أراد المتنبي التعبير عن شيء شبيه بما يقوله ميشيل كيلو فانه سيقول:

كلما رحبت بنا الروض قلنــــا حلب قصدنـــــا وأنتِ السبيل

فيكِِ مرعى جيادنا والمطايـــــا وإليها وجيفــــــنا والذمــــيل

والمسمون بالأمير كثيـــــــــــر والأمير الذي بها المـــــأمول

الا انه في زمن البغدادي والجولاني والشقفة والقرضاوي وبرهان غليون والجاسوس عزمي بشارة والمهرج فيصل القاسم حيث الرؤوس المتطايرة والأجساد المقطعة وحيث آلهة الكذب في معابد اللغة تعبر عن انفعالات الثورة .. وحيث معارض الجثث المصلوبة في الطرقات مثل دور عارضات الأزياء .. وحيث اسواق النخاسة والسبايا والاماء مثل أسواق البهائم .. لن يبني القواميس واللغات الا أمثال ميشيل كيلو ..وبرهان غليون .. والشاعر المخضرم زهران علوش ..

يمين ميشيل أن رأسه سيسقط ان سقطت حلب .. لايشبه الا يمين مختار ضيعة تشرين في مشهد شهير أداه الراحل نهاد قلعي الذي حلف يمينا "بالطلاق" لايرد ولايقبل النقاش أن مجموع 7 + 7 هو 88 .. وهو اصرار وتحد للعلم لايختلف كثيرا عن حسابات ميشيل كيلو الذي قال في سياق تأكيده ويقينيته مما يقول والرسائل التي بلغت له بأنه ان سقطت حلب فاقطعوا رأسي .. بنفس دقة وثقة مختار ضيعة تشرين وان اختلفت وسائل التعبير واتفقت الخلفية الفكرية ..

طبعا مختار المعارضة ميشيل كيلو أراد ان يقول لمستمعيه: عليّ الطلاق بالثلاثة لن تسقط حلب .. الا أنه ولاعتبارات دينية تخصه لايستطيع اطلاق هذا اليمين الخاص بالمسلمين لأن هذا يعني أنه كذاب علنا .. ولكن السبب الاهم هو أن ثقافة اليوم ولغة اليوم هي لغة المعارضة التي تعتبر أن قطع الرؤوس هي الموضة الدارجة في الرهانات وهي الدرجة المثالية لليمين الصادق .. حتى اليمين بالله لم يعد مقنعا ولابد من دفع الرؤوس الى ساحات الرهان والعراك السياسي .. ولايصدق الانسان الا اذا حلف بقطع الرأس وبتر الأعضاء ..

وبما أن لغة العصر الثوري هذه الأيام هي لغة ذوي اللحى والاخوان المسلمين الذين يرسمون حدود الثقافة اشكروا الله أن ميشيل كيلو لم يقل: أقسم بحورياتي السبعين اللواتي ينتظرنني في الجنة أن حلب لن تسقط .. أو: خذوا مني حورياتي السبعين ان سقطت حلب .. أو: مثلا أقسم بأنني سأتوقف عن نكاح المجاهدات ان سقطت حلب .. أو: مثلا خذوا كل نسائي وساعات نكاحي ان سقطت حلب .. أو: اقسم بكل السبايا وملك الأيمان أن حلب لن تسقط وأقسم انني سأتنازل لكم عن كل سباياي وايزيدياتي ان سقطت حلب .. والحقيقة لافرق بين يمينه برأسه ويمينه بالسبايا والحوريات ..وساعات النكاح .. بل أن جمهور الثورة سيميل لتصديقه أكثر ان لم يحلف برأسه (التي لاتساوي هذه الأيام التي تجمع فيها الرؤوس كالتذكارات رأس الملفوف) وحلف بنسائه وكشف لهم عن ثرواته وممتلكاته الجنسية العزيزة على قلوب الثوار .. فكلها أيمان مغلظة في عهد النصرة والجيش الحر وداعش وحريم رجب طيب أردوغان وأم المؤمنين امينة اردوغان ..

وهذا اليمين العظيم كرره عمير بيريتس عندما وعد العالم عام 2006 أن حسن نصر الله لن ينس اسم عمير بيريتس يعني حسب لغة المخاتير الثوريين أراد بيريتس أن يقول: عليّ الطلاق لن ينساني حسن نصر الله .. أو: اقطعوا رأسي ان لم اهزم حزب الله .. وهي تشبه كثيرا عبارة باراك اوباما بأن أيام الأسد معدودة .. وبثقة المخاتير كان اوباما يقول للعالم: عليّ الطلاق بالثلاثة سيسقط الأسد .. واقطعوا رأسي ان لم يسقط ..

والملاحظ أن المعارضة لم تحتف كثيرا بتعهد ميشيل كيلو بأنه يراهن برأسه ان سقطت حلب بيد الجيش السوري .. وتناقلت الموضوع بحذر وكأنه لم يصدر الا في سياق العنتريات الاعلامية ..لأن مثل هذه العنتريات الآن صارت نذير شؤم على المعارضة والمسلحين .. ففي السابق أعلنت المعارضة خطوطا حمراء كثيرة في السابق وحذرت من سقوط مدن كثيرة وتوعدت بملاحم بطولية .. وجميع مدنها العصية والمحصنة بالأنفاق وصواريه التاو والانتحاريين سقطت دون استثناء بعد أن اقام لها المعارضون زفة وأفراح النصر والصمود .. بل ان الناتو ومجلس الأمن وكل ساسة اوروبة وكل جوقة 14 آذار كانت تلقي بيانات التحذير والتطمين قبل كل معركة تبدأ فيها سلاسل الدبابات السورية تدور نحوها ..

وكنت بالفعل أتساءل عن مدى جدية هؤلاء وهناك معطيات ميدانية لدى الغرب بأن من المحال ايقاف الجيش السوري عند تلك المدينة أو تلك .. وكنت أسمع تصريحات لبعض القياديين في الائتلاف وكأن أحدهم الفيلد مارشال مونتغمري صاحب نصر العلمين .. أو أنه ايزنهاور الذي يقول بيقين أن تلك المدينة السورية أو تلك هي حدود واشنطن .. وهو جهل واضح فاضح بقواعد اللعبة العسكرية ودليل أن من كان يقولها كان يتلقى تطمينات ممن لايعرفون اللعبة السياسية .. وأعتذر عن سرد تلك التفاصيل المملة والأسماء الطنانة لمعارك لم يبق منها في الذاكرة الا كلمة (الانسحاب التكتيكي) .. بابا عمرو ويبرود والقصير والقلمون ومورك وحمص القديمة وكسب والساحل والمليحة ..الخ ..

أننا لاأبالغ ان قلنا بأن الاكثرية الساحقة من المنتمين للمعارضات السياسية العربية دون استثناء وخاصة السورية منها لايعرفون عن كواليس السياسة الا مما يقرؤون في الصحف ويسمعون في الاخبار وتقارير الجزيرة والعربية وبعض السهرات ولقاءات المقاهي .. ولذلك نجد الضحالة السياسية والوعي البدائي في استقراء الأحداث والمستقبل .. ونجد أن أسهل شيء في السياسة الدولية هو استدراج المعارض العربي الى الفخاخ الدولية الخطيرة والتصريحات اللامسؤولة .. فيبتلع أي طعم وأي وجبة معلومات ومنكهات .. ويقع في "الحب" من أول نظرة .. ويصدق كل من يعطيه المواعيد وينتظر تحت المطر والشمس .. ففجأة يحب الحرية وأنسامها القادمة من الصحراء ويعشق الاقتصاد الحر لأنه ابن الحرية ويستعذب الاحتلال وعار التبعية .. ويهذي بصندوق الانتخاب .. سبب هذه الظاهرة أن المجتمعات الشرقية لم تنضج معارضة ذات خبرة ونضج سياسي .. ولم يكن أحد منهم يوما بصانع سياسة .. وهي حقيقة يدركها كل من يستعملهم .. ولذلك فان مكاتب القرار السياسي التي تتفاعل في المنطقة لاتتشاور معهم بأي قرار كبير بل تبلغهم وجهات نظرها ونصائحها ولاتسند لهم سوى دور الكومبارس والكشافة وفرق الاستطلاع وجس النبض .. فتورط هذه المعارضات نفسها في مواقف وتصريحات تبين للناس ان المعارضة في واد والواقع في واد آخر وانها غير مطلعة على مايجري في الكواليس أو أنه يتم اقصاؤها عمدا عن الكواليس دون أن تدرك انها مهمشة ..

والسبب في هذا الجسم المعارض الكبير المترهل والمليء بالبثور والشحوم الزائدة أن كثيرين من المعارضين ليسوا سياسيين لأنهم لم يكونوا معارضين سابقا ولم يمروا بتجربة صناعة قرارات مصيرية ولم يشهد احد لهم مواقف متمردة أو فروسية ما لأنهم تذرعوا بحجة الخوف من قمع الأنظمة .. ولكنهم انتهازيون وتجار لغة .. ففجأة وبمجرد يقينهم من تغير الرياح تغيروا .. والتبديل المفاجئ ليس سببه انقشاع الغمام والوهم ونهوض الشجاعة في قلوبهم الضعيفة بل تكتيك سياسي متهور يعكس قلة مهارة في الاستقراء وقلة حيلة ومكر ودهاء سياسي فوق أزمة ثقة مع الذات والمحيط .. والدليل على ذلك هو ضعف مثير للخجل في الأداء السياسي والتحليل السياسي وهزال في العمق المعرفي والثقافي لدى المعارضات العربية التي ورطت بلدانها احتلال أجنبي ومجازر لاتحصى وتفكيك النسيج الاجتماعي لمجتمعات كان نسيجها متماسكا منذ ألف سنة .. وتدخل هذه الطفيليات السياسية على السياسة لم يكن فقط سببا في السابق في ديمومة الديكتاتوريات والعجز عن انجاز نهضة ووعي بل انها عجزت عن أن تقرأ أبجديات السياسة الدولية واستقراء اللامكتوب .. وكلها أوصلت شعوبها الى كوارث .. المعارضة العراقية والليبية والسورية .. ولاتزال المعارضة المصرية تنتظر من يدمر لها الدولة المصرية وتعمل دون كلل من أجل هذا الثأر ..

اليوم في خضم معركة عين العرب يتبرع البعض بوضع الخطوط الحمراء حول حلب ويسورونها برؤوسهم .. وأحد الذين يقرؤون منشورات الصحف ولايعرف الكواليس هو ميشيل كيلو الذي قيل له أن هناك اقتراحا بتجميد القتال يطرخ على السوريين .. وكل المعارضات العربية كانت لها مقاربات ساذجة جدا وغير عقلانية لأزماتها وقراءة للمستقبل في فنجان ..مما اضطرها دوما في ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ لطلب المساعدة من العدو الأزلي لشعوبها وثقافتها ودينها والمراهنة على حل قادم من الفضاء ..

وبالطبع يتلاقى تصريح ميشيل مع ماقيل بأنه اقتراح لدي ميستورا عن تهدئه الجبهات ويعني فيها حلب بالذات .. ثم جاءت تصريحات هولاند بعد لقائه مع أردوغان بأن معركة حلب هي الأهم وليست عين العرب ..

هذه التصريحات والعنتريات سببها أحد احتمالين .. الاول أن الجميع صار مدركا أن وضع المسلحين في حلب ليس على مايرام وهم ينضغطون تحت الحصار المطلق تدريجيا .. وهناك خطر حقيقي من ان تكون القوات السورية بصدد مفاجأة ثقيلة في حلب في هضم انشعال أردوغان بفتوحات داعش .. ولذلك تم ارسال اشارات تحذير وتخويف بأن هذه المعركة لايسمح للجيش السوري بكسبها (مثل بابا عمرو ويبرود..) .. وستتوالى التصريحات باطراد يتناسب مع اقتراب الجيش السوري من مناقشة اللمسات الأخيرة لمعركة حلب ..

والاحتمال الثاني أن هناك من يفترض أن الجيش السوري سيؤجل معركة حلب لينهي معركة المنطقة الجنوبية نهائيا في الغوطة .. وانهاء ظاهرة زهران علوش وزعرانه .. وقد يقبل الجيش بطرح فكرة تجميد القتال في حلب مقابل تسليمه الغوطة دون قتال .. ولذلك اطمأن هولاند واردوغان الى ان معركة حلب لن تكون قبل الربيع فقاما باعطاء هذه الدفعة من التصريحات .. التي تلقفها ميشيل .. وحلف برأسه لشدة يقينه ..

وكما قلت فاننا لن نضيع الوقت في اثبات بلاهة التصريح وأن احلام أردوغان وهولاند ليس لها رصيد في دمشق .. ولن نرد على يمين ميشيل بأي يمين من تلك السوية .. ولايمين لدينا سوى يمين (شرف .. وطن .. اخلاص) .. ولن نضيع وقتنا بالقول أن الجيش السوري لايكترث بهذه الطروح ولا بكل الاتفاقات الاقليمية .. وهذا قرار محور كامل من موسكو الى طهران ودمشق ولبنان (ولانعني لبنان النائي بنفسه) .. وليس هناك من داع لتذكير أحد بالتزام الدولة السورية بواجباتها وتعهداتها تجاه 185 ألف كم 2 هي مساحة سورية الحالية شبرا شبرا .. ولو في وجهها وقفت دهاة الانس والجان .. وبحسب قاموس ميشيل يستوجب القول:

ولو في وجهها قطعت .. رؤوس الانس والجان .. من هولاند الى اردوغان ..

--------------------------------------------------

الصورة المرفقة ليست لرأس ميشيل كيلو طبعا بل هي صورة تداولها العالم لثورجي في مدينة سورية يعلم ابنه الرضيع العبث بالرؤوس البشرية والدوس عليها وهو في غاية الرضا والسرور والحبور والفخر .. ولذلك قلت اننا أمام مهمة هدم شامل لهذا الجيل من الثورجيين وسلالاتهم .. وثقافتهم وفكرهم ولغتهم .. مهمة اجتثاث لعصر كامل وثقافة شاملة .. احملوا معاولكم وأقلامكم وبنادقكم .. ومن ليست معه بندقية أو قلم أو معول أو فأس .. فبالأظافر والأيدي العارية .. يجب اقتلاع هذه الثقافة .. وهذه الصور وأصحابها .. انها مهمة شاقة ولكنها ليست مستحيلة .. وكما قال الخطيب الروماني الشهير شيشرون:

ان الضربات المتواصلة بأصغر فأس .. كفيلة بتحطيم أكبر أشجار الوجود ..

لاتتوقفوا عن الضربات المتواصلة .. حتى نصل الى حلب ومابعد بعد حلب .. رغما عن رأس ميشيل .. مختار المعارضة ..

ومن وراء ميشيل .. من اصغر رأس الى أكبر رأس ..

 

  • فريق ماسة
  • 2014-11-02
  • 11040
  • من الأرشيف

شيشرون ورأس المختار ميشيل كيلو ..هدم عصر الثورات الرثة ...بقلم نارام سرجون

ليس عندنا وقت لنعلم الثوار اللغة .. وليس عندنا وقت لندقق في كل تصريحاتهم الموسمية وغير الموسمية .. وليس عندنا وقت لننظف كل الأثير ونعقمه من ترددات أصواتهم التي تلوث الأسماع كالضوضاء .. وليس عندنا وقت لنزيل صورهم من العيون التي تلوثت أبصارها من مناظرهم .. صورهم التي لوثت أحداق الزمن وهي ترمقهم بتقزز وهم يقتلون الضحايا والسبايا ويمارسون الرذيلة والخيانة .. فنحن منشغلون بهدم عصر كامل من الثورات الهمجية بكل مافيه وبناء عصر جديد .. لأن هذا العصر الثوري ليس فيه مايجب انقاذه وانعاشه أو ابقاؤه للذكرى .. ولايمكن الاستفادة من أية قطعة فيه .. فلا قيم الثورة قيم .. ولامبادئها مبادئ .. ولاأخلاقها أخلاق .. وحتى قرآنها ليس قرآنا .. ولغتها عفنة ليست تشبه أية لغة .. فاللغة في أي عصر تحمل مفردات من ذلك الزمن الذي أتت منه .. وتحمل ثقافته ورائحته وغباره .. وكما تبقى آثار العمران لتدل على مستوى الحضارة فان بقايا ورفاة الكلام وجثامين المفردات المحنطة بالشعر والحكاية والتي تنام كالمومياء في توابيت الاسطورة تدل على مستوى الثقافة الذي ساد والعبقرية الانسانية التي سكبت فيها .. وان كان هناك من معيار على جودة عصر وعبقرية حضارة فانها تنعكس في لغتها ولغة خطبائها ومثقفيها .. ولذلك ارتفعت حضارة الاغريق وردد العالم اشعار دوميستانوس وسوفوكليس وهوميروس .. ورددت ردهات الزمن خطابات زمن شيشرون الروماني .. وضربت للنابعة الذبياني خيمة لم تنهدم ولم تخلعها الرياح .. وملأ المتنبي الدنيا وشغل الناس حتى اذا جاء عصر الثورة والثوار الاسلاميين من الاخوان وخلفاء بني عثمان انهدمت اللغة وانهارت الثقافة وتشقق الوعي وقطعت رؤوس الكلام كما رؤوس البشر .. ميشيل كيلو: إن سقطت حلب تعالوا اقطعوا رأسي! وسيأتي منقبون في آثار اللغة يوما الى زمننا ممن يدرسون علم اللغة المقارن .. وعلم نفس اللغة التي تفسر العوامل النفسية والعصبية والبيئية التي تنتج لغة ما .. وسينبشون من تحت ركام الكلام المتهدم وقواميس هذه الأيام مفردات ستجعلهم يصنفون هذا الزمن بأنه أردأ زمن .. عكسته أردأ آثار لغوية تركها الاسلاميون الثورجيون .. ففي هذا العصر الثوري الذي تولى فيه "الاسلاميون" الذين يتباهون أنهم يستعملون لغة (القرآن) .. سينفض آثاريو اللغة الغبار عن شيء اسمه الشعب يريد الناتو .. والشعب يريد جهاد النكاح .. ونكاح المحارم .. وارضاع الكبير .. وشرب بول البعير .. ومضاجعة الوداع .. ودمه في رقبتي .. ورؤوس مقطوعة ومغلقة على الأسوار .. سوق السبايا .. أكل القلوب النيئة .. داعش .. نصرة ..مجازر الأطفال .. احراق الأحياء .. ولكن سيتوقف الآثاريون اللغويون من المختصين بعلم نفس اللغة تحديدا .. سيتوقفون كثيرا عند عبارة "اقطعوا رأسي ان لم تسقط حلب" لمن يسمى ميشيل كيلو .. لأن مدلولات العبارة في علم نفس اللغة وعلم اللغة المقارن مهمة جدا .. فهي تدل على حلول وسائل تعبير ثقافية تعكس البيئة التي نشطت وسادت والمفردات التي سيطرت على اللغة والمجتمع وطريقة التفكير .. فلكل عصر طريقته في التعبير عن أفكاره ولكنها مشتقة مما يعيشه ويراه ويسمعه .. ففي عصر سيف الدولة الحمداني عندما أراد المتنبي التعبير عن شيء شبيه بما يقوله ميشيل كيلو فانه سيقول: كلما رحبت بنا الروض قلنــــا حلب قصدنـــــا وأنتِ السبيل فيكِِ مرعى جيادنا والمطايـــــا وإليها وجيفــــــنا والذمــــيل والمسمون بالأمير كثيـــــــــــر والأمير الذي بها المـــــأمول الا انه في زمن البغدادي والجولاني والشقفة والقرضاوي وبرهان غليون والجاسوس عزمي بشارة والمهرج فيصل القاسم حيث الرؤوس المتطايرة والأجساد المقطعة وحيث آلهة الكذب في معابد اللغة تعبر عن انفعالات الثورة .. وحيث معارض الجثث المصلوبة في الطرقات مثل دور عارضات الأزياء .. وحيث اسواق النخاسة والسبايا والاماء مثل أسواق البهائم .. لن يبني القواميس واللغات الا أمثال ميشيل كيلو ..وبرهان غليون .. والشاعر المخضرم زهران علوش .. يمين ميشيل أن رأسه سيسقط ان سقطت حلب .. لايشبه الا يمين مختار ضيعة تشرين في مشهد شهير أداه الراحل نهاد قلعي الذي حلف يمينا "بالطلاق" لايرد ولايقبل النقاش أن مجموع 7 + 7 هو 88 .. وهو اصرار وتحد للعلم لايختلف كثيرا عن حسابات ميشيل كيلو الذي قال في سياق تأكيده ويقينيته مما يقول والرسائل التي بلغت له بأنه ان سقطت حلب فاقطعوا رأسي .. بنفس دقة وثقة مختار ضيعة تشرين وان اختلفت وسائل التعبير واتفقت الخلفية الفكرية .. طبعا مختار المعارضة ميشيل كيلو أراد ان يقول لمستمعيه: عليّ الطلاق بالثلاثة لن تسقط حلب .. الا أنه ولاعتبارات دينية تخصه لايستطيع اطلاق هذا اليمين الخاص بالمسلمين لأن هذا يعني أنه كذاب علنا .. ولكن السبب الاهم هو أن ثقافة اليوم ولغة اليوم هي لغة المعارضة التي تعتبر أن قطع الرؤوس هي الموضة الدارجة في الرهانات وهي الدرجة المثالية لليمين الصادق .. حتى اليمين بالله لم يعد مقنعا ولابد من دفع الرؤوس الى ساحات الرهان والعراك السياسي .. ولايصدق الانسان الا اذا حلف بقطع الرأس وبتر الأعضاء .. وبما أن لغة العصر الثوري هذه الأيام هي لغة ذوي اللحى والاخوان المسلمين الذين يرسمون حدود الثقافة اشكروا الله أن ميشيل كيلو لم يقل: أقسم بحورياتي السبعين اللواتي ينتظرنني في الجنة أن حلب لن تسقط .. أو: خذوا مني حورياتي السبعين ان سقطت حلب .. أو: مثلا أقسم بأنني سأتوقف عن نكاح المجاهدات ان سقطت حلب .. أو: مثلا خذوا كل نسائي وساعات نكاحي ان سقطت حلب .. أو: اقسم بكل السبايا وملك الأيمان أن حلب لن تسقط وأقسم انني سأتنازل لكم عن كل سباياي وايزيدياتي ان سقطت حلب .. والحقيقة لافرق بين يمينه برأسه ويمينه بالسبايا والحوريات ..وساعات النكاح .. بل أن جمهور الثورة سيميل لتصديقه أكثر ان لم يحلف برأسه (التي لاتساوي هذه الأيام التي تجمع فيها الرؤوس كالتذكارات رأس الملفوف) وحلف بنسائه وكشف لهم عن ثرواته وممتلكاته الجنسية العزيزة على قلوب الثوار .. فكلها أيمان مغلظة في عهد النصرة والجيش الحر وداعش وحريم رجب طيب أردوغان وأم المؤمنين امينة اردوغان .. وهذا اليمين العظيم كرره عمير بيريتس عندما وعد العالم عام 2006 أن حسن نصر الله لن ينس اسم عمير بيريتس يعني حسب لغة المخاتير الثوريين أراد بيريتس أن يقول: عليّ الطلاق لن ينساني حسن نصر الله .. أو: اقطعوا رأسي ان لم اهزم حزب الله .. وهي تشبه كثيرا عبارة باراك اوباما بأن أيام الأسد معدودة .. وبثقة المخاتير كان اوباما يقول للعالم: عليّ الطلاق بالثلاثة سيسقط الأسد .. واقطعوا رأسي ان لم يسقط .. والملاحظ أن المعارضة لم تحتف كثيرا بتعهد ميشيل كيلو بأنه يراهن برأسه ان سقطت حلب بيد الجيش السوري .. وتناقلت الموضوع بحذر وكأنه لم يصدر الا في سياق العنتريات الاعلامية ..لأن مثل هذه العنتريات الآن صارت نذير شؤم على المعارضة والمسلحين .. ففي السابق أعلنت المعارضة خطوطا حمراء كثيرة في السابق وحذرت من سقوط مدن كثيرة وتوعدت بملاحم بطولية .. وجميع مدنها العصية والمحصنة بالأنفاق وصواريه التاو والانتحاريين سقطت دون استثناء بعد أن اقام لها المعارضون زفة وأفراح النصر والصمود .. بل ان الناتو ومجلس الأمن وكل ساسة اوروبة وكل جوقة 14 آذار كانت تلقي بيانات التحذير والتطمين قبل كل معركة تبدأ فيها سلاسل الدبابات السورية تدور نحوها .. وكنت بالفعل أتساءل عن مدى جدية هؤلاء وهناك معطيات ميدانية لدى الغرب بأن من المحال ايقاف الجيش السوري عند تلك المدينة أو تلك .. وكنت أسمع تصريحات لبعض القياديين في الائتلاف وكأن أحدهم الفيلد مارشال مونتغمري صاحب نصر العلمين .. أو أنه ايزنهاور الذي يقول بيقين أن تلك المدينة السورية أو تلك هي حدود واشنطن .. وهو جهل واضح فاضح بقواعد اللعبة العسكرية ودليل أن من كان يقولها كان يتلقى تطمينات ممن لايعرفون اللعبة السياسية .. وأعتذر عن سرد تلك التفاصيل المملة والأسماء الطنانة لمعارك لم يبق منها في الذاكرة الا كلمة (الانسحاب التكتيكي) .. بابا عمرو ويبرود والقصير والقلمون ومورك وحمص القديمة وكسب والساحل والمليحة ..الخ .. أننا لاأبالغ ان قلنا بأن الاكثرية الساحقة من المنتمين للمعارضات السياسية العربية دون استثناء وخاصة السورية منها لايعرفون عن كواليس السياسة الا مما يقرؤون في الصحف ويسمعون في الاخبار وتقارير الجزيرة والعربية وبعض السهرات ولقاءات المقاهي .. ولذلك نجد الضحالة السياسية والوعي البدائي في استقراء الأحداث والمستقبل .. ونجد أن أسهل شيء في السياسة الدولية هو استدراج المعارض العربي الى الفخاخ الدولية الخطيرة والتصريحات اللامسؤولة .. فيبتلع أي طعم وأي وجبة معلومات ومنكهات .. ويقع في "الحب" من أول نظرة .. ويصدق كل من يعطيه المواعيد وينتظر تحت المطر والشمس .. ففجأة يحب الحرية وأنسامها القادمة من الصحراء ويعشق الاقتصاد الحر لأنه ابن الحرية ويستعذب الاحتلال وعار التبعية .. ويهذي بصندوق الانتخاب .. سبب هذه الظاهرة أن المجتمعات الشرقية لم تنضج معارضة ذات خبرة ونضج سياسي .. ولم يكن أحد منهم يوما بصانع سياسة .. وهي حقيقة يدركها كل من يستعملهم .. ولذلك فان مكاتب القرار السياسي التي تتفاعل في المنطقة لاتتشاور معهم بأي قرار كبير بل تبلغهم وجهات نظرها ونصائحها ولاتسند لهم سوى دور الكومبارس والكشافة وفرق الاستطلاع وجس النبض .. فتورط هذه المعارضات نفسها في مواقف وتصريحات تبين للناس ان المعارضة في واد والواقع في واد آخر وانها غير مطلعة على مايجري في الكواليس أو أنه يتم اقصاؤها عمدا عن الكواليس دون أن تدرك انها مهمشة .. والسبب في هذا الجسم المعارض الكبير المترهل والمليء بالبثور والشحوم الزائدة أن كثيرين من المعارضين ليسوا سياسيين لأنهم لم يكونوا معارضين سابقا ولم يمروا بتجربة صناعة قرارات مصيرية ولم يشهد احد لهم مواقف متمردة أو فروسية ما لأنهم تذرعوا بحجة الخوف من قمع الأنظمة .. ولكنهم انتهازيون وتجار لغة .. ففجأة وبمجرد يقينهم من تغير الرياح تغيروا .. والتبديل المفاجئ ليس سببه انقشاع الغمام والوهم ونهوض الشجاعة في قلوبهم الضعيفة بل تكتيك سياسي متهور يعكس قلة مهارة في الاستقراء وقلة حيلة ومكر ودهاء سياسي فوق أزمة ثقة مع الذات والمحيط .. والدليل على ذلك هو ضعف مثير للخجل في الأداء السياسي والتحليل السياسي وهزال في العمق المعرفي والثقافي لدى المعارضات العربية التي ورطت بلدانها احتلال أجنبي ومجازر لاتحصى وتفكيك النسيج الاجتماعي لمجتمعات كان نسيجها متماسكا منذ ألف سنة .. وتدخل هذه الطفيليات السياسية على السياسة لم يكن فقط سببا في السابق في ديمومة الديكتاتوريات والعجز عن انجاز نهضة ووعي بل انها عجزت عن أن تقرأ أبجديات السياسة الدولية واستقراء اللامكتوب .. وكلها أوصلت شعوبها الى كوارث .. المعارضة العراقية والليبية والسورية .. ولاتزال المعارضة المصرية تنتظر من يدمر لها الدولة المصرية وتعمل دون كلل من أجل هذا الثأر .. اليوم في خضم معركة عين العرب يتبرع البعض بوضع الخطوط الحمراء حول حلب ويسورونها برؤوسهم .. وأحد الذين يقرؤون منشورات الصحف ولايعرف الكواليس هو ميشيل كيلو الذي قيل له أن هناك اقتراحا بتجميد القتال يطرخ على السوريين .. وكل المعارضات العربية كانت لها مقاربات ساذجة جدا وغير عقلانية لأزماتها وقراءة للمستقبل في فنجان ..مما اضطرها دوما في ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ لطلب المساعدة من العدو الأزلي لشعوبها وثقافتها ودينها والمراهنة على حل قادم من الفضاء .. وبالطبع يتلاقى تصريح ميشيل مع ماقيل بأنه اقتراح لدي ميستورا عن تهدئه الجبهات ويعني فيها حلب بالذات .. ثم جاءت تصريحات هولاند بعد لقائه مع أردوغان بأن معركة حلب هي الأهم وليست عين العرب .. هذه التصريحات والعنتريات سببها أحد احتمالين .. الاول أن الجميع صار مدركا أن وضع المسلحين في حلب ليس على مايرام وهم ينضغطون تحت الحصار المطلق تدريجيا .. وهناك خطر حقيقي من ان تكون القوات السورية بصدد مفاجأة ثقيلة في حلب في هضم انشعال أردوغان بفتوحات داعش .. ولذلك تم ارسال اشارات تحذير وتخويف بأن هذه المعركة لايسمح للجيش السوري بكسبها (مثل بابا عمرو ويبرود..) .. وستتوالى التصريحات باطراد يتناسب مع اقتراب الجيش السوري من مناقشة اللمسات الأخيرة لمعركة حلب .. والاحتمال الثاني أن هناك من يفترض أن الجيش السوري سيؤجل معركة حلب لينهي معركة المنطقة الجنوبية نهائيا في الغوطة .. وانهاء ظاهرة زهران علوش وزعرانه .. وقد يقبل الجيش بطرح فكرة تجميد القتال في حلب مقابل تسليمه الغوطة دون قتال .. ولذلك اطمأن هولاند واردوغان الى ان معركة حلب لن تكون قبل الربيع فقاما باعطاء هذه الدفعة من التصريحات .. التي تلقفها ميشيل .. وحلف برأسه لشدة يقينه .. وكما قلت فاننا لن نضيع الوقت في اثبات بلاهة التصريح وأن احلام أردوغان وهولاند ليس لها رصيد في دمشق .. ولن نرد على يمين ميشيل بأي يمين من تلك السوية .. ولايمين لدينا سوى يمين (شرف .. وطن .. اخلاص) .. ولن نضيع وقتنا بالقول أن الجيش السوري لايكترث بهذه الطروح ولا بكل الاتفاقات الاقليمية .. وهذا قرار محور كامل من موسكو الى طهران ودمشق ولبنان (ولانعني لبنان النائي بنفسه) .. وليس هناك من داع لتذكير أحد بالتزام الدولة السورية بواجباتها وتعهداتها تجاه 185 ألف كم 2 هي مساحة سورية الحالية شبرا شبرا .. ولو في وجهها وقفت دهاة الانس والجان .. وبحسب قاموس ميشيل يستوجب القول: ولو في وجهها قطعت .. رؤوس الانس والجان .. من هولاند الى اردوغان .. -------------------------------------------------- الصورة المرفقة ليست لرأس ميشيل كيلو طبعا بل هي صورة تداولها العالم لثورجي في مدينة سورية يعلم ابنه الرضيع العبث بالرؤوس البشرية والدوس عليها وهو في غاية الرضا والسرور والحبور والفخر .. ولذلك قلت اننا أمام مهمة هدم شامل لهذا الجيل من الثورجيين وسلالاتهم .. وثقافتهم وفكرهم ولغتهم .. مهمة اجتثاث لعصر كامل وثقافة شاملة .. احملوا معاولكم وأقلامكم وبنادقكم .. ومن ليست معه بندقية أو قلم أو معول أو فأس .. فبالأظافر والأيدي العارية .. يجب اقتلاع هذه الثقافة .. وهذه الصور وأصحابها .. انها مهمة شاقة ولكنها ليست مستحيلة .. وكما قال الخطيب الروماني الشهير شيشرون: ان الضربات المتواصلة بأصغر فأس .. كفيلة بتحطيم أكبر أشجار الوجود .. لاتتوقفوا عن الضربات المتواصلة .. حتى نصل الى حلب ومابعد بعد حلب .. رغما عن رأس ميشيل .. مختار المعارضة .. ومن وراء ميشيل .. من اصغر رأس الى أكبر رأس ..  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة