لن تكون السلطات السورية، العسكرية والسياسية سعيدة بمشهد على الجغرافية السورية أكثر من مشهد اقتتال أعدائها اللدودين فيما بينهم، دمشق الرسمية تتابع الأنباء الواردة من جبهتي اقتتال، الأولى حيث ريف محافظة إدلب والثانية حيث محافظة الرقة. تُدرك قيادة الجيش السوري أهمية ما يجري هناك وفائدته عسكرياً وتدرك أيضاً أسبابه ولا تستغربها.

في ريف إدلب، تقصقص جبهة النصرة جناحي جمال معروف قائد ما يُعرف بـ "جبهة ثوار سورية" وتكسر أذرعه المسلحة وتنتزع منه مقر جبهته في قرية دير سنبل مسقط رأسه بجبل الزاوية وتطحن مقاتليه بلا رحمه فيما ينشق عشرات آخرون من هؤلاء المقاتلين ويلتحقون بالنصرة، وكانت مليشيات جمال معروف تضع نفسها في خانة الفصائل المعتدلة التي قد تكون العمود الفقري للمجموعات التي ستدربها واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضمن ما تردد عن تدريب خمسة آلاف مقاتل معتدل في إطار الخطة البرية المستقبلية لمواجهة داعش.

في الرقة تدور اشتباكات عنيفة بين جهاديين من تنظيم داعش، أوزباكستانيين وآخرين شيشانيين وجميعهم، الأوزبك سيطروا على أحد المباني القيادية التي كان الشيشانيون يتخذونها مقراً لهم، مصادر محلية في محافظة الرقة تقول لـ "القدس العربي" أن الخلافات على مناطق النفوذ والسيطرة الأمنية والشرعية بين أحياء الرقة هو السبب الأساسي لتلك الاشتباكات وأن التفوق العددي للاوزبك هو الذي أتاح لهم التفوق الميداني وأن العشرات من الطرفين سقطوا في الاشتباكات أكثرهم من الشيشان وأنه تردد عن مبعوث شرعي أرسله البغدادي للتحكيم وإعادة الأمور إلى نصابها لكن أجواء ثأرية مازالت تسيطر على الموقف هناك وتنذر بجولات اشتباكية أخرى.

الجيش السوري يبدو منتشياً لهذه المواجهات الطاحنة يصفق لنتائجها وتتقدم قواته متطلعة إلى بلدة خان شيخون بريف إدلب وعينها على مزيد من التوسع الميداني لفك الحصار عن معسكر وادي الضيف الاستراتيجي الذي يشكل قلعة متقدمة في عنق مناطق سيطرة جبهة النصرة.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-02
  • 8592
  • من الأرشيف

أبناء البغدادي يقتتلون في الرقة والجيش السوري يصفق ويتقدم

 لن تكون السلطات السورية، العسكرية والسياسية سعيدة بمشهد على الجغرافية السورية أكثر من مشهد اقتتال أعدائها اللدودين فيما بينهم، دمشق الرسمية تتابع الأنباء الواردة من جبهتي اقتتال، الأولى حيث ريف محافظة إدلب والثانية حيث محافظة الرقة. تُدرك قيادة الجيش السوري أهمية ما يجري هناك وفائدته عسكرياً وتدرك أيضاً أسبابه ولا تستغربها. في ريف إدلب، تقصقص جبهة النصرة جناحي جمال معروف قائد ما يُعرف بـ "جبهة ثوار سورية" وتكسر أذرعه المسلحة وتنتزع منه مقر جبهته في قرية دير سنبل مسقط رأسه بجبل الزاوية وتطحن مقاتليه بلا رحمه فيما ينشق عشرات آخرون من هؤلاء المقاتلين ويلتحقون بالنصرة، وكانت مليشيات جمال معروف تضع نفسها في خانة الفصائل المعتدلة التي قد تكون العمود الفقري للمجموعات التي ستدربها واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ضمن ما تردد عن تدريب خمسة آلاف مقاتل معتدل في إطار الخطة البرية المستقبلية لمواجهة داعش. في الرقة تدور اشتباكات عنيفة بين جهاديين من تنظيم داعش، أوزباكستانيين وآخرين شيشانيين وجميعهم، الأوزبك سيطروا على أحد المباني القيادية التي كان الشيشانيون يتخذونها مقراً لهم، مصادر محلية في محافظة الرقة تقول لـ "القدس العربي" أن الخلافات على مناطق النفوذ والسيطرة الأمنية والشرعية بين أحياء الرقة هو السبب الأساسي لتلك الاشتباكات وأن التفوق العددي للاوزبك هو الذي أتاح لهم التفوق الميداني وأن العشرات من الطرفين سقطوا في الاشتباكات أكثرهم من الشيشان وأنه تردد عن مبعوث شرعي أرسله البغدادي للتحكيم وإعادة الأمور إلى نصابها لكن أجواء ثأرية مازالت تسيطر على الموقف هناك وتنذر بجولات اشتباكية أخرى. الجيش السوري يبدو منتشياً لهذه المواجهات الطاحنة يصفق لنتائجها وتتقدم قواته متطلعة إلى بلدة خان شيخون بريف إدلب وعينها على مزيد من التوسع الميداني لفك الحصار عن معسكر وادي الضيف الاستراتيجي الذي يشكل قلعة متقدمة في عنق مناطق سيطرة جبهة النصرة.

المصدر : كامل صقر ـ القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة