ينفي مسؤولون سوريون أن يكون مطار «الشهيد عمر اياس»، المعروف شعبياً بالـ«تي 4»، استهدف أمس الأول، لكن من دون أن يقللوا من مخاطر التمدد الحاصل لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في شرق حمص، على بعد كيلومترات من المطار الأهم في سوريا، الأمر الذي ربما استدعى إعادة ترتيب الأولويات العسكرية في المنطقة الوسطى.

ويتوسط مطار الـ«تي 4» العسكري مدينتي تدمر وحمص، ويبعد عن حقل الشاعر النفطي حوالي 30 كيلومتراً، وتقع بالقرب منه كتيبة دفاع جوي، كما هي العادة بالقرب من المطارات المهمة.

وأمس الأول تمكن مقاتلون من «داعش» من الاقتراب من محيطه للمرة الأولى عبر استهدافه بسيارة يقودها انتحاري، وذلك في منطقة حنورة على بعد 14 كيلومتراً من حرم المطار، إلا أن ربط الاقتراب من المطار، بمعركة الشاعر قلل من أهمية الهجوم، الذي شكل أول تهديد جدي من مسافة قريبة لأحد أهم مطارات سوريا الحربية. واشتدّت المعارك أمس بين الجيش السوري ووحداته المختلفة من جهة و«داعش» من جهة أخرى في محيط حقل الشاعر للغاز والنفط وفي داخله.

وسجّل مقاتلو التنظيم تقدماً نوعياً أمس ببلوغهم قمة «سيرياتل» المرتفعة التي تشرف على المناطق المحيطة، كما سيطروا على آبار وحقول غاز ونفط رئيسة، بينها حقل المهر، فيما تمكّن عناصر الجيش من تثبيت تمركزهم بعد التراجع إلى نقاط تبعد 18 كيلومتراً عن حرم المطار، وتحديداً في منطقة جحار، وذلك بشكل لا زال يسمح للطيران الحربي بالإقلاع والهبوط من دون مخاطر كبيرة.

وتردّدت أمس معلومات عن وصول ضابط ميداني واسع الصلاحيات، هو العقيد سهيل الحسن، الملقب بالنمر، على رأس مجموعة لم يعرَف عددها من المقاتلين من منطقة حماه إلى منطقة حمص، للإطلاع على وضع المطار، ما يشير إلى حساسية الوضع المحيط بهذا المطار، باعتباره أولوية.

ووفقاً لما علمته «السفير» فقد عمدت لجنة أمنية إلى تعزيز تحصينات المطار، أمام الهجمات البرية، وذلك استعداداً لمحاولة استرجاع المناطق التي فقدها الجيش في الأيام الأخيرة، وفق تطلعات ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً.

وتقلع من مطار الـ«تي 4» أهم طائرات سلاح الجو السوري، وبينها «ميغ 29» و«سوخوي 22 و24». وتؤدي تلك الطائرات مهمات قتالية في أنحاء سوريا كافة، وصولاً إلى الحدود العراقية، وتشكل عمود أساس التغطية الجوية لعمليات الجيش السوري الميدانية.

وقلل مسؤولون، أمس الأول، من الهجوم المرتد لقوات «داعش» على حقل الشاعر للغاز «باعتباره حركة إعلامية»، إلا أن تقدم التنظيم، واقترابه من محيط المطار رفع تقديرات المخاطر، خشية من أن يتعدى تقدمه محاولة السيطرة على حقول الغاز المنتشرة في المنطقة وتوسيع خريطة «الدولة»، إلى محاولة إرباك التغطية الجوية السورية للجيش، ولا سيما في ضوء الحديث التركي عن منطقة حظر طيران في الشمال الشرقي.

وسبق للمطار أن استهدف بقذائف صاروخية وقذائف هاون كانت تطلق من مناطق متفرقة في البادية السورية، لكن من دون أن تشكل خطراً كبيراً على أدائه. كما سبق لتنظيمات مسلحة أن حاولت مهاجمة المطار بأرتال من المقاتلين القادمين من ريف محافظة دير الزور، إلا أن المعلومات الاستخباراتية كانت تمنح دوماً حامية المطار القدرة على المبادرة، وهو ما جعل تطور الأسابيع الأخيرة يرفع الانتباه لخطورة وضعه درجة إضافية.

17 مطاراً عسكرياً

هناك 17 مطاراً عسكرياً في سوريا، يستخدم بعضها أيضاً كمطار مدني، هي: أبي الظهور وتفتناز في إدلب، و«الشهيد عمر أياس» المعروف شعبياً بالـ«تي 4» في حمص، والضبعة في ريف حمص، والناصرية والضمير والمزة ورهيل ومرج السلطان في ريف دمشق، والثعلة وخلخلة في السويداء، وحماه، ومنغ وكويرس والجراح والجيرة في حلب، وتدمر، والطبقة في الرقة.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-31
  • 12598
  • من الأرشيف

معركة شرق حمص تحدد مصير سماء سورية

ينفي مسؤولون سوريون أن يكون مطار «الشهيد عمر اياس»، المعروف شعبياً بالـ«تي 4»، استهدف أمس الأول، لكن من دون أن يقللوا من مخاطر التمدد الحاصل لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في شرق حمص، على بعد كيلومترات من المطار الأهم في سوريا، الأمر الذي ربما استدعى إعادة ترتيب الأولويات العسكرية في المنطقة الوسطى. ويتوسط مطار الـ«تي 4» العسكري مدينتي تدمر وحمص، ويبعد عن حقل الشاعر النفطي حوالي 30 كيلومتراً، وتقع بالقرب منه كتيبة دفاع جوي، كما هي العادة بالقرب من المطارات المهمة. وأمس الأول تمكن مقاتلون من «داعش» من الاقتراب من محيطه للمرة الأولى عبر استهدافه بسيارة يقودها انتحاري، وذلك في منطقة حنورة على بعد 14 كيلومتراً من حرم المطار، إلا أن ربط الاقتراب من المطار، بمعركة الشاعر قلل من أهمية الهجوم، الذي شكل أول تهديد جدي من مسافة قريبة لأحد أهم مطارات سوريا الحربية. واشتدّت المعارك أمس بين الجيش السوري ووحداته المختلفة من جهة و«داعش» من جهة أخرى في محيط حقل الشاعر للغاز والنفط وفي داخله. وسجّل مقاتلو التنظيم تقدماً نوعياً أمس ببلوغهم قمة «سيرياتل» المرتفعة التي تشرف على المناطق المحيطة، كما سيطروا على آبار وحقول غاز ونفط رئيسة، بينها حقل المهر، فيما تمكّن عناصر الجيش من تثبيت تمركزهم بعد التراجع إلى نقاط تبعد 18 كيلومتراً عن حرم المطار، وتحديداً في منطقة جحار، وذلك بشكل لا زال يسمح للطيران الحربي بالإقلاع والهبوط من دون مخاطر كبيرة. وتردّدت أمس معلومات عن وصول ضابط ميداني واسع الصلاحيات، هو العقيد سهيل الحسن، الملقب بالنمر، على رأس مجموعة لم يعرَف عددها من المقاتلين من منطقة حماه إلى منطقة حمص، للإطلاع على وضع المطار، ما يشير إلى حساسية الوضع المحيط بهذا المطار، باعتباره أولوية. ووفقاً لما علمته «السفير» فقد عمدت لجنة أمنية إلى تعزيز تحصينات المطار، أمام الهجمات البرية، وذلك استعداداً لمحاولة استرجاع المناطق التي فقدها الجيش في الأيام الأخيرة، وفق تطلعات ألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. وتقلع من مطار الـ«تي 4» أهم طائرات سلاح الجو السوري، وبينها «ميغ 29» و«سوخوي 22 و24». وتؤدي تلك الطائرات مهمات قتالية في أنحاء سوريا كافة، وصولاً إلى الحدود العراقية، وتشكل عمود أساس التغطية الجوية لعمليات الجيش السوري الميدانية. وقلل مسؤولون، أمس الأول، من الهجوم المرتد لقوات «داعش» على حقل الشاعر للغاز «باعتباره حركة إعلامية»، إلا أن تقدم التنظيم، واقترابه من محيط المطار رفع تقديرات المخاطر، خشية من أن يتعدى تقدمه محاولة السيطرة على حقول الغاز المنتشرة في المنطقة وتوسيع خريطة «الدولة»، إلى محاولة إرباك التغطية الجوية السورية للجيش، ولا سيما في ضوء الحديث التركي عن منطقة حظر طيران في الشمال الشرقي. وسبق للمطار أن استهدف بقذائف صاروخية وقذائف هاون كانت تطلق من مناطق متفرقة في البادية السورية، لكن من دون أن تشكل خطراً كبيراً على أدائه. كما سبق لتنظيمات مسلحة أن حاولت مهاجمة المطار بأرتال من المقاتلين القادمين من ريف محافظة دير الزور، إلا أن المعلومات الاستخباراتية كانت تمنح دوماً حامية المطار القدرة على المبادرة، وهو ما جعل تطور الأسابيع الأخيرة يرفع الانتباه لخطورة وضعه درجة إضافية. 17 مطاراً عسكرياً هناك 17 مطاراً عسكرياً في سوريا، يستخدم بعضها أيضاً كمطار مدني، هي: أبي الظهور وتفتناز في إدلب، و«الشهيد عمر أياس» المعروف شعبياً بالـ«تي 4» في حمص، والضبعة في ريف حمص، والناصرية والضمير والمزة ورهيل ومرج السلطان في ريف دمشق، والثعلة وخلخلة في السويداء، وحماه، ومنغ وكويرس والجراح والجيرة في حلب، وتدمر، والطبقة في الرقة.

المصدر : السفير/ زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة