دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
«زملة المهر بخير»، عبارة يذكرها أحد الضباط الواصلين إلى مشارف حقل شاعر، مع تعزيزات الجيش السوري التي تسابق الزمن لاستعادة الحقل.
ويتابع قوله واصفاً موقع التلة الاستراتيجي والحاكم للمنطقة كلها: «حقل المهر لا يزال بأيدينا، وقد عززنا قواتنا لتأمين تلة السيرياتل (زملة المهر)، غرب شاعر، بشكل كامل، غير أننا لم نتمكن بعد من استعادة تلة السيرياتل الشرقية المجاورة للحقل». السيناريو المكرر لسقوط الحقل الاستراتيجي يرويه الضابط الميداني بملل، إذ فقدت القوات السيطرة على حقل شاعر بالكامل، ومحيطه الشرقي مسافة 3 كلم، إضافة إلى الطريق منه باتجاه مفرق عقيربات.
ويضيف: «الطريق نحو شاعر من شرقي الفرقلس باتجاه مفرق حقل جحار للغاز، هو عبارة عن معارك متواصلة بيننا وبين المسلحين، ما يوحي بشراسة أكبر من الهجوم السابق». من قريتي التدمرية وجباب حمد، الواقعتين شمال الطريق إلى تدمر، الذي سلكته تعزيزات الجيش، فجر أمس، خرجت سيارات الدفع الرباعي المحمّلة بالمسلحين، وتم إنزالهم ضمن وادٍ قريب، لصعوبة استهدافهم بسلاح الجو، بحسب مصدر ميداني. ويتابع المصدر قوله: «سيطر المسلحون على الطريق العام باتجاه تدمر، وبدأوا الرمي باتجاه الأوتوستراد بالقذائف والدوشكا، حتى إنهم ارتكبوا مجزرة بعائلة كاملة من البدو الذين يقطنون المنطقة، وبين الضحايا أطفال». كمائن وعبوات ناسفة على طول الطريق، حسب المصدر، ما يجعل «الخطوة الأولى تأمين الطريق، إضافة إلى المزيد من تعزيز القوات في حقل المهر وتلة زملة المهر الاستراتيجية التي ستكون مركز انطلاق عمليات الساعات القادمة». وذلك لتعويض الانسحابات التي جعلت الطريق من حقل شاعر إلى عقيربات، مروراً بقرية قارات الطحين، مراكز وجود مسلّح، حسب تعبير المصدر. يعي الضباط الميدانيون أن الوقت لا يسعفهم لاستعادة الحقل سريعاً، لكن يخوضون التحدي خشية تطورات ميدانية، تتمثل في تدخل طائرات التحالف التي ترصد أهداف تجمّع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يعني بالنسبة إلى العسكريين السوريين، إذا حدث، إحالة الحقل الاستراتيجي رماداً.
و أكد محافظ حمص طلال البرازي في اتصال هاتفي أجرته معه «الوطن» من دمشق أن «الاشتباك مستمر والمنطقة لا تزال منطقة عمليات عسكرية والوضع جيد»، مضيفاً: «خلال 72 ساعة سيتم الحسم في المنطقة وتطهيرها من الإرهابيين».
وأشار البرازي إلى أنه خلال الاشتباكات تم القضاء على 20 إرهابياً من داعش في حين استشهد 7 عناصر من الجيش العربي السوري.
بدوره ذكر مصدر عسكري لمراسل «الوطن» في حمص أنه «بعد معارك طاحنة بجبل الشاعر نفذت قوات الجيش والدفاع الشعبية انسحاباً تكتيكياً إلى جبل زملة المهر وحقل حيان لإعادة تجميع القوات للبدء بعمل عسكري واسع يتم خلاله استعادة السيطرة على كل المحاور التي تمكن إرهابيو داعش من السيطرة عليها».
ويأتي الانسحاب العسكري من حقل شاعر بالتزامن مع تردّي الأوضاع الأمنية في مدينة حمص، إذ استهدفت سيارة مفخخة جديدة، حي الزهراء، شرقي المدينة، ما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة العشرات. السيارة استهدفت أحد محاور الحي القريبة من تجمّع للمدارس داخل الحي. القذائف والصواريخ المتواصلة بشكل يومي على المدينة أحالت حياة سكانها جحيماً. مصدر الصواريخ، بحسب مصادر في المدينة، هو الريف الشمالي المتمرد، وذلك رداً على تحضيرات الجيش لشنّ عملية عسكرية على مسلحي حي الوعر، غربي المدينة. الجيش نفّذ استهدافاً لمراكز تجمع المسلحين داخل الحي الحمصي، باستخدام سلاحي الجو والمدفعية. في حين قصفت المدفعية السورية في ريف حماه الشرقي تحركات لمسلحي «الدولة الإسلامية» في بلدة عقيربات، أقصى الريف الشرقي.
وفي حرستا، شمال العاصمة السورية، تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين عند دوار الثانوية، وفي محيط مبنى المخابرات الجوية، في حين تشهد جبهتا جوبر وعين ترما اشتباكات متقطعة.
المصدر :
الوطن,الأخبار/مرح ماشي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة