خرجت نيجيريا بشكل رسمي، ووفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية، من قائمة البلدان التي يتفشى فيها وباء الإيبولا. فكيف تمكن هذا البلد من احتواء الوباء والسيطرة عليه؟

أعلنت نيجيريا رسميا الاثنين أنها خالية من مرض إيبولا وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية من جانبها. ويأتي هذا بعد مرور 42 يوما على تسجيل آخر إصابة في هذا البلد.

وصرح ممثل المنظمة في نيجيريا روي غاما فاز، في مؤتمر صحافي في أبوجا، "لقد أوقف (انتشار) الوباء في نيجيريا، وهذا نجاح هائل يظهر للعالم كله أنه بالإمكان وقف تقدم إيبولا".

ويرجع نجاح نيجيريا في احتواء هذا الوباء، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إلى مجموعة من العوامل. وسجل في هذا البلد 20 إصابة، أدت ثمان منها إلى الوفاة.

وكانت أول حالة تم تسجيلها في نيجيريا لموظف من ليبيريا نزل في مطار لاغوس في وضع صحي متدهور جدا، ونقل على إثر ذلك إلى مصحة خاصة حيث أصيب بالعدوى 11 شخصا من العاملين، توفي أربعة منهم إضافة إلى الشخص المصاب.

سرعة التحرك

تحركت السلطات النيجرية بسرعة لمراقبة أفراد عائلات الضحايا والمصابين كمرحلة أولى، ثم أعلنت، كمرحلة ثانية، عن مخطط بتنسيق مع وكالة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود" ومختلف الخبراء الدوليين. ووضعت على رأس أولويات المخطط: "مراقبة سلسلة العدوى". وقامت بذلك بمراقبة حوالي 900 شخص.

ووضعت في لاغوس 18 فريقا من المتطوعين والعاملين في القطاع الصحي لتعقب الأشخاص الذين كانت لهم صلة مع المصابين، وقامت هذه الفرق في الوقت نفسه بتعقيم الأماكن التي مر بها هؤلاء.

حملة إعلامية كبرى

اعتمدت وزارة الصحة النيجيرية حملة إعلامية كبرى، انخرط فيها الجميع عبر قنوات تلفزيون، إنترنت، رسائل على المحمول، تعبئة على فيس بوك وتويتر. وانتقلت المعلومة بسرعة نظرا لطبيعة المجتمع النيجيري الذي له ارتباط وثيق بالشبكة العنكبوتية.

قطاع صحي متقدم

ساهم مستوى القطاع الصحي في هذا البلد، حتى وإن لم يكن في وضع مثالي، في إنقاذ أرواح المصابين بالإيبولا بنسبة بلغت 60 بالمئة، حسب الخبراء، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه معدل 30 بالمئة في سيراليون وليبيريا.

الفاعلون الاقتصاديون

لا يخفي المراقبون أن نيجيريا كقوة اقتصادية في أفريقيا أجبر فيها الفاعلون الاقتصاديون المحليون على الانخراط في هذه الحملة كل من جانبه، لأن الأمر يرتبط بشكل حيوي بمستقبل الأعمال في بلدهم.

ويشير شيبوزو أوكونطا، مسؤول برنامج إيبولا في منظمة "أطباء بلا حدود"، إلى أنه لا يمكن إعادة التجربة النيجيرية في القضاء على الوباء بشكل نهائي في ليبيريا وسيراليون، مؤكدا على ضرورة اعتماد التلقيح في البلدين لأجل ذلك.

وحذرت رئيسة ليبيريا آلن جونسون سيرليف الأحد من أن جيلا كاملا من الأفارقة يمكن أن "يذهب ضحية الكارثة الاقتصادية" الناجمة عن الأزمة، وأعلن الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية عن إجراءات إضافية.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بتعزيز الجهود "لاستئصال" الوباء في الدول الأفريقية التي سجلت أعلى الإصابات. ووعد بمساعدات تتجاوز 500 مليون يورو وبضمانات لإجلاء عاملي القطاع الإنساني الذين يلتقطون العدوى.

طبيبة نرويجية تشفى من الوباء

في أوروبا، أعلن الفرع النرويجي لمنظمة "أطباء بلا حدود" الاثنين أن طبيبة نرويجية تعمل لصالحه تعافت بعد تعرضها للإصابة بعدوى إيبولا أثناء مهمة في سيراليون.

وأكد المتحدث باسم المنظمة، جوناس هاغنسن، لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن سعداء جدا لمعرفة أن زميلتنا تعافت"، بعد الإعلان عن مغادرتها الوشيكة من وحدة حجر خاصة في مستشفى أوسلو الجامعي.

في المقابل، توفي موظف في الأمم المتحدة بفيروس إيبولا في سيراليون ليصبح ثالث موظف أممي يموت بهذا الفيروس، حسب ما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين.

  • فريق ماسة
  • 2014-10-20
  • 11664
  • من الأرشيف

كيف تمكنت نيجيريا من "هزم" وباء الإيبولا

خرجت نيجيريا بشكل رسمي، ووفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية، من قائمة البلدان التي يتفشى فيها وباء الإيبولا. فكيف تمكن هذا البلد من احتواء الوباء والسيطرة عليه؟ أعلنت نيجيريا رسميا الاثنين أنها خالية من مرض إيبولا وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية من جانبها. ويأتي هذا بعد مرور 42 يوما على تسجيل آخر إصابة في هذا البلد. وصرح ممثل المنظمة في نيجيريا روي غاما فاز، في مؤتمر صحافي في أبوجا، "لقد أوقف (انتشار) الوباء في نيجيريا، وهذا نجاح هائل يظهر للعالم كله أنه بالإمكان وقف تقدم إيبولا". ويرجع نجاح نيجيريا في احتواء هذا الوباء، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إلى مجموعة من العوامل. وسجل في هذا البلد 20 إصابة، أدت ثمان منها إلى الوفاة. وكانت أول حالة تم تسجيلها في نيجيريا لموظف من ليبيريا نزل في مطار لاغوس في وضع صحي متدهور جدا، ونقل على إثر ذلك إلى مصحة خاصة حيث أصيب بالعدوى 11 شخصا من العاملين، توفي أربعة منهم إضافة إلى الشخص المصاب. سرعة التحرك تحركت السلطات النيجرية بسرعة لمراقبة أفراد عائلات الضحايا والمصابين كمرحلة أولى، ثم أعلنت، كمرحلة ثانية، عن مخطط بتنسيق مع وكالة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود" ومختلف الخبراء الدوليين. ووضعت على رأس أولويات المخطط: "مراقبة سلسلة العدوى". وقامت بذلك بمراقبة حوالي 900 شخص. ووضعت في لاغوس 18 فريقا من المتطوعين والعاملين في القطاع الصحي لتعقب الأشخاص الذين كانت لهم صلة مع المصابين، وقامت هذه الفرق في الوقت نفسه بتعقيم الأماكن التي مر بها هؤلاء. حملة إعلامية كبرى اعتمدت وزارة الصحة النيجيرية حملة إعلامية كبرى، انخرط فيها الجميع عبر قنوات تلفزيون، إنترنت، رسائل على المحمول، تعبئة على فيس بوك وتويتر. وانتقلت المعلومة بسرعة نظرا لطبيعة المجتمع النيجيري الذي له ارتباط وثيق بالشبكة العنكبوتية. قطاع صحي متقدم ساهم مستوى القطاع الصحي في هذا البلد، حتى وإن لم يكن في وضع مثالي، في إنقاذ أرواح المصابين بالإيبولا بنسبة بلغت 60 بالمئة، حسب الخبراء، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه معدل 30 بالمئة في سيراليون وليبيريا. الفاعلون الاقتصاديون لا يخفي المراقبون أن نيجيريا كقوة اقتصادية في أفريقيا أجبر فيها الفاعلون الاقتصاديون المحليون على الانخراط في هذه الحملة كل من جانبه، لأن الأمر يرتبط بشكل حيوي بمستقبل الأعمال في بلدهم. ويشير شيبوزو أوكونطا، مسؤول برنامج إيبولا في منظمة "أطباء بلا حدود"، إلى أنه لا يمكن إعادة التجربة النيجيرية في القضاء على الوباء بشكل نهائي في ليبيريا وسيراليون، مؤكدا على ضرورة اعتماد التلقيح في البلدين لأجل ذلك. وحذرت رئيسة ليبيريا آلن جونسون سيرليف الأحد من أن جيلا كاملا من الأفارقة يمكن أن "يذهب ضحية الكارثة الاقتصادية" الناجمة عن الأزمة، وأعلن الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية عن إجراءات إضافية. وتعهد الاتحاد الأوروبي بتعزيز الجهود "لاستئصال" الوباء في الدول الأفريقية التي سجلت أعلى الإصابات. ووعد بمساعدات تتجاوز 500 مليون يورو وبضمانات لإجلاء عاملي القطاع الإنساني الذين يلتقطون العدوى. طبيبة نرويجية تشفى من الوباء في أوروبا، أعلن الفرع النرويجي لمنظمة "أطباء بلا حدود" الاثنين أن طبيبة نرويجية تعمل لصالحه تعافت بعد تعرضها للإصابة بعدوى إيبولا أثناء مهمة في سيراليون. وأكد المتحدث باسم المنظمة، جوناس هاغنسن، لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن سعداء جدا لمعرفة أن زميلتنا تعافت"، بعد الإعلان عن مغادرتها الوشيكة من وحدة حجر خاصة في مستشفى أوسلو الجامعي. في المقابل، توفي موظف في الأمم المتحدة بفيروس إيبولا في سيراليون ليصبح ثالث موظف أممي يموت بهذا الفيروس، حسب ما أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة