نشر فينيان كانينغهام تحليلاً قبل يومين في مجلة (أنتي وور) الإلكترونية سخر فيه من الرئيس الأميركي أوباما ومن الكلمة التي ألقاها أمام قادة عسكريين يمثلون 21 دولة تعهدت بمحاربة إرهاب داعش فقد لاحظ الكاتب الأميركي أن أوباما لم يستطع دعوة ممثل عسكري أو سياسي عن المعارضة السورية التي يريد تسليح (جناحها المعتدل) للمشاركة في هذه الخطة..

 

ويكشف كانينغهام أن جميع الدول في العالم وخصوصاً الولايات المتحدة تعرف أن عدداً من الدول العربية المشاركة في هذا الاجتماع هي التي تعرف كل قادة هذه المجموعات الداعشية وأمثالها من أسماء المنظمات الإرهابية الأخرى لأنها كما قال واعترف جون بايدن نائب الرئيس الأميركي بأن تركيا والسعودية ودولاً خليجية أخرى كانت تقدم المال والسلاح لكل من يرغب بشن الحرب الإرهابية على سورية وأن هذه الأعمال هي التي جعلت 90% من المجموعات المسلحة السورية من الإسلاميين السلفيين المتشددين فهل يعقل أن أوباما لا يستطيع مع حلفائه العرب إيقاف كل هذا الدعم أم إنه لا يهتم إلا باستنزاف أموال هذه الدول باتجاهين: شراء أسلحة أميركية من جهة ودفع ثمن ونفقات كل طلقة أميركية على مجموعات داعش، ومع ذلك لم تنفع كل هذه الخطط ضد سورية رغم أن واشنطن وحلفاءها أسسوا مجموعات مسلحة بعضها ينسق مع إسرائيل وأخرى مع الأردن ومع السعودية ومع قطر وجميعها تحت القيادة الأميركية فالهزيمة التي تكبدتها واشنطن ولندن وباريس في سورية بعد كل ما وظفته وسخرته من مجموعات تكاد تصبح من أكبر هزائمها في المنطقة بعد أربع سنوات من المجابهات البطولية للجيش والشعب السوري، وكلما ازداد انخراط شعوب أخرى في المنطقة ضد هذه المجموعات مثلما يجري الآن في العراق ولبنان وهما الجوار السوري ازدادت مخاوف الولايات المتحدة من انتقال حملة الحرب الحقيقية ضد هذه المجموعات إلى دول عربية أخرى مجاورة وخصوصاً بعد الإنجازات التي تحققت للجمهور اليمني في هذا الميدان ضد منظمة القاعدة ومجموعاتها في الأسابيع الماضية.

 

ولا يخفى عن الكثيرين أن الهدف الذي يضعه المخطط الأميركي الإسرائيلي ضد كل دول هذه المنطقة بكل مكوناتها هو إعادة تقسيمها إلى أجزاء أصغر من تقسيم سايكس بيكو ودون أن تستثنى أي دولة من الدول التي نشأت في ذلك الوقت أو بموجب التقسيم البريطاني الفرنسي عام 1920.

ولذلك يرى محللون في أوروبا أن تركيا نفسها يمكن أن تتحول إلى دول كثيرة على غرار ما حصل في يوغسلافيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وظهور سبع دول من يوغسلافيا التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.

ولذلك يحذر سياسيون أتراك من هذه الخطة التي تسعها الآن إلى تسخير تركيا لتقسيم العراق وسورية في المرحلة الأولى ثم إعادة تقسيم تركيا في المرحلة الثانية لأن تركيا نفسها نشأت بكيانها السياسي الراهن بموجب سايكس بيكو على غرار بقية الكيانات العربية.

ولم يحدث في تاريخ الدول الاستعمارية الكبرى البريطانية والفرنسية والأميركية أن أنشأت حليفاً من الدول التي استعمرتها يمتد على مساحة كبيرة من الأرض ويضم عدداً كبيراً من المواطنين.

فحتى دولة الهند قسمتها بريطانيا إلى باكستان عام 1948 ثم عادت بريطانيا وقسمتها إلى دولتين إحداها بنغلاديش وما تزال باكستان تتعرض لمخطط تقسيمي بعد أن أصبح عدد سكانها الآن 180 مليوناً وبنغلاديش 166 مليوناً.

فالمخطط الأميركي الإسرائيلي يريد فرض تقسيم على كل دولة يزيد عدد سكانها على 15 مليوناً فما بالك بتركيا التي يبلغ عدد سكانها 73 مليوناً وإيران التي أصبح عدد سكانها 76 مليوناً ومن الواضح أن انتصار سورية والعراق ولبنان وإيران على المخطط التقسيمي لدول المنطقة سيفرض تغييراً كبيراً على مستقبل دول المنطقة ويصون استقلال وسيادة دول عربية كثيرة تسخر للأسف الشديد مصادرها وتحالفاتها ضد سورية والعراق ولبنان وإيران.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-10-20
  • 11332
  • من الأرشيف

الانتصار على المخطط التقسيمي سيفرض تغييراً كبيراً في المنطقة

  نشر فينيان كانينغهام تحليلاً قبل يومين في مجلة (أنتي وور) الإلكترونية سخر فيه من الرئيس الأميركي أوباما ومن الكلمة التي ألقاها أمام قادة عسكريين يمثلون 21 دولة تعهدت بمحاربة إرهاب داعش فقد لاحظ الكاتب الأميركي أن أوباما لم يستطع دعوة ممثل عسكري أو سياسي عن المعارضة السورية التي يريد تسليح (جناحها المعتدل) للمشاركة في هذه الخطة..   ويكشف كانينغهام أن جميع الدول في العالم وخصوصاً الولايات المتحدة تعرف أن عدداً من الدول العربية المشاركة في هذا الاجتماع هي التي تعرف كل قادة هذه المجموعات الداعشية وأمثالها من أسماء المنظمات الإرهابية الأخرى لأنها كما قال واعترف جون بايدن نائب الرئيس الأميركي بأن تركيا والسعودية ودولاً خليجية أخرى كانت تقدم المال والسلاح لكل من يرغب بشن الحرب الإرهابية على سورية وأن هذه الأعمال هي التي جعلت 90% من المجموعات المسلحة السورية من الإسلاميين السلفيين المتشددين فهل يعقل أن أوباما لا يستطيع مع حلفائه العرب إيقاف كل هذا الدعم أم إنه لا يهتم إلا باستنزاف أموال هذه الدول باتجاهين: شراء أسلحة أميركية من جهة ودفع ثمن ونفقات كل طلقة أميركية على مجموعات داعش، ومع ذلك لم تنفع كل هذه الخطط ضد سورية رغم أن واشنطن وحلفاءها أسسوا مجموعات مسلحة بعضها ينسق مع إسرائيل وأخرى مع الأردن ومع السعودية ومع قطر وجميعها تحت القيادة الأميركية فالهزيمة التي تكبدتها واشنطن ولندن وباريس في سورية بعد كل ما وظفته وسخرته من مجموعات تكاد تصبح من أكبر هزائمها في المنطقة بعد أربع سنوات من المجابهات البطولية للجيش والشعب السوري، وكلما ازداد انخراط شعوب أخرى في المنطقة ضد هذه المجموعات مثلما يجري الآن في العراق ولبنان وهما الجوار السوري ازدادت مخاوف الولايات المتحدة من انتقال حملة الحرب الحقيقية ضد هذه المجموعات إلى دول عربية أخرى مجاورة وخصوصاً بعد الإنجازات التي تحققت للجمهور اليمني في هذا الميدان ضد منظمة القاعدة ومجموعاتها في الأسابيع الماضية.   ولا يخفى عن الكثيرين أن الهدف الذي يضعه المخطط الأميركي الإسرائيلي ضد كل دول هذه المنطقة بكل مكوناتها هو إعادة تقسيمها إلى أجزاء أصغر من تقسيم سايكس بيكو ودون أن تستثنى أي دولة من الدول التي نشأت في ذلك الوقت أو بموجب التقسيم البريطاني الفرنسي عام 1920. ولذلك يرى محللون في أوروبا أن تركيا نفسها يمكن أن تتحول إلى دول كثيرة على غرار ما حصل في يوغسلافيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وظهور سبع دول من يوغسلافيا التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. ولذلك يحذر سياسيون أتراك من هذه الخطة التي تسعها الآن إلى تسخير تركيا لتقسيم العراق وسورية في المرحلة الأولى ثم إعادة تقسيم تركيا في المرحلة الثانية لأن تركيا نفسها نشأت بكيانها السياسي الراهن بموجب سايكس بيكو على غرار بقية الكيانات العربية. ولم يحدث في تاريخ الدول الاستعمارية الكبرى البريطانية والفرنسية والأميركية أن أنشأت حليفاً من الدول التي استعمرتها يمتد على مساحة كبيرة من الأرض ويضم عدداً كبيراً من المواطنين. فحتى دولة الهند قسمتها بريطانيا إلى باكستان عام 1948 ثم عادت بريطانيا وقسمتها إلى دولتين إحداها بنغلاديش وما تزال باكستان تتعرض لمخطط تقسيمي بعد أن أصبح عدد سكانها الآن 180 مليوناً وبنغلاديش 166 مليوناً. فالمخطط الأميركي الإسرائيلي يريد فرض تقسيم على كل دولة يزيد عدد سكانها على 15 مليوناً فما بالك بتركيا التي يبلغ عدد سكانها 73 مليوناً وإيران التي أصبح عدد سكانها 76 مليوناً ومن الواضح أن انتصار سورية والعراق ولبنان وإيران على المخطط التقسيمي لدول المنطقة سيفرض تغييراً كبيراً على مستقبل دول المنطقة ويصون استقلال وسيادة دول عربية كثيرة تسخر للأسف الشديد مصادرها وتحالفاتها ضد سورية والعراق ولبنان وإيران.  

المصدر : الوطن / تحسين الحلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة