داعش يتقدم في الأنبار ويهدد بغداد، ويزحف للسيطرة على عين العرب في سوريا، فيما يوحي عدم الاتفاق على أهداف محددة بين أعضاء التحالف الدولي ضد داعش بفشله عما قريب في القضاء على داعش، أو حتى في الحد من تمدده.

ليل الخامس عشر من أيلول/سبتمبر سقطت أولى صواريخ الطائرات الأميركية على موقع لداعش قرب بغداد، معلنةً بذلك بداية نشوء تحالف "دولي" لضرب التنظيم في سوريا والعراق.40 دولة مشاركة في الحلف الدولي - العربي، بحسب التصريحات الأميركية، نشرت أسماء 25 منها فقط، في حين أظهر اجتماع جدة (11 أيلول/سبتمبر) الذي قاده وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الخلافات الحادة بين أعضاء هذا الحلف الإقليميين، حيث لم يتمكن الوزير الأميركي من استقطاب كل الأطراف التي شاركت في الاجتماع، وكانت تركيا ومصر ولبنان أبرز الدول التي أبدت تحفظاً أو امتنعت عن التوقيع على البيان الختامي.رغم ذلك، لم تنتظر واشنطن اكتمال عقد تحالفها، بل بدأت غاراتها الجوية "بمن حضر" من الدول الحليفة، وعملت في الوقت ذاته على استكمال بناء التحالف، مستبعدة منه دولاً أساسية ومعنية مباشرة أهمها سوريا وإيران وروسيا.في الوقت الذي طفت على السطح خلافات دول الإقليم الحليفة لواشنطن حول المشاركة، أتت تباعاً تصريحات الدول الغربية حول طبيعة مشاركتها "الخجولة" في الحلف الذي تقوده واشنطن، فأعلنت استراليا أنها مخولة بتقديم دعم إنساني وعسكري بمعدات وأسلحة دون جنود، وكذا حذت حذوها ألمانيا، حيث أعلنت مشاركتها بـ 30 صاروخاً مضاداً للدبابات، و16 ألف بندقية، و 8 آلاف مسدس.كندا أعلنت استعدادها إرسال 100 جندي إلى العراق يقدمون استشارات استراتيجية للقوات هناك، ولكن بريطانيا لم تعلن عن مشاركتها في الحلف إلا بعد موافقة برلمانها على توجيه ضربات جوية في العراق فقط.الدنمارك أعلنت عن تقديمها 3,8 ملايين دولار كمساعدات إنسانية، وتعهدت البانيا وبولندا وأستونيا بإرسال تجهيزات عسكرية ومساعدات إنسانية، لم تحدد طبيعتها وكميتها.أما إيطاليا فقالت إنها ستساهم بأسلحة ثقيلة وكذلك أسلحة خفيفة كانت صادرتها قبل عشرين عاماً من سفينة كانت متجهة إلى يوغوسلافيا السابقة.طبيعة مشاركة حلفاء واشنطن الغربيين "الخجولة" تؤكد عدم حماسهم للقضاء على داعش، حيث يعتبر محللون أن هذه الدول مرغمة على المشاركة، كون العنوان العريض للحلف هو محاربة الإرهاب، وكونها باتت تعيش هاجس عودة مواطنيها ممن التحقوا بداعش إلى بلادهم.يقول المحلل الأمني السابق في وزارة الدفاع الأميركية مايكل معلوف للميادين نت "الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا والدنمارك وبلجيكا وأستراليا إنما انضمت إلى التحالف الذي تقوده أميركا لقلق لديها من عودة نحو 4000 مقاتل أجنبي يقاتلون مع داعش إلى بلادهم للجهاد فيها"، ويضيف "يعتقد الغربيون أن الصور ومقاطع الفيديو لقطع الرؤوس التي يوزعها داعش تجعل التنظيم أكثر راديكالية داخل حدود سيطرته، أضف إلى ذلك أنهم قرروا أن لا يقوموا بضربات إلا بعد تفويضهم من قبل مجلس الأمن الدولي".

 

حلفاء واشنطن العرب انضموا إليها بهدف اسقاط النظام السوري

 

 

أما الدول العربية المشاركة في الحلف، السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن، برأي معلوف، فهي تقصر مشاركتها على ضرب أهداف منتقاة في سوريا، لأنها تريد في النهاية إضعاف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد واستبدال حكمه بنظام جهادي سنّي".المملكة العربية السعودية التي وصفتها بعض الصحف الغربية بمصدّرة الجهاديين، كان لها "فضل السبق" في المشاركة في الحلف، ويبدو أن المملكة الساعية إلى نفي تهمة دعم الإرهاب عنها، لا تعنيها كثيراً مجازر التنظيم ووحشيته، ذلك أنها لم تقم بأي إجراء داخلي لمنع المقاتلين أو الحد من تمويلهم أو تحويل الخطاب الديني للكثير من المشايخ، الذين شكلت خطبهم محرضاً لكثير من الشباب المسلم للالتحاق بداعش.كما تشير التقديرات إلى أن الغارات التي شنها الطيران السعودي تركزت في سوريا، ما يدلل بحسب الخبراء إلى أهمية سوريا بالنسية للسعودية، وكونها شاركت في الحلف من باب هدفها القديم بإسقاط النظام السوري ودعم المعارضة السورية المحسوبة عليها.لا ننسى في هذا المقام تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بادين في جامعة هارفرد، واتهامه لحلفاء بلاده، السعودية والإمارات وتركيا، الذين قدموا الدعم لمقاتلي القاعدة في سوريا، وهو ما يؤشر إلى مدى الخلاف بين واشنطن وحلفائها، في هدف كل منهم من محاربة داعش، فالولايات المتحدة، بحسب تقارير الصحافة الغربية، أخّرت هدف إسقاط النظام السوري على حساب محاربة داعش، وترى أن لا وجود لمعارضة سورية معتدلة يمكنها الاعتماد عليها، لا في محاربة داعش ولا في إسقاط النظام السوري، بينما بقي هدف إسقاط النظام في مقدمة أولويات الحلفاء، وعلى رأسهم تركيا، التي لم تشارك في الحلف، وتفاوض واشنطن حتى اليوم على مشاركتها مقابل ضمانها مجموعة مكاسب تتمثل بوضع الأكراد السوريين واللاجئين وإسقاط النظام، وفرض منطقة عازلة تنفذها دول الحلف، وتكون مجالاً حيوياً تركياً في الأراضي السورية، دون أن ننسى تجارة النفط بين تركيا وداعش والتي امتلأت بأخبارها الصحف العالمية.يختم معلوف حديثه للميادين نت بالقول: "على سبيل المثال، في ما يقوم حلف الولايات المتحدة والدول العربية بضرب مواقع منتقاة في كوباني (المنطقة الكردية في سوريا)، فإنه لا يقدّم أسلحة أو دعماً لوجستياً للأكراد هناك وهم على وشك أن ترتكب مجزرة بحقهم...من الممكن لهدف الحاق الهزيمة بـ "داعش" أن يقوَّض بسبب اختلاف أهداف الدول المنضوية في التحالف الرخو الذي تقوده أميركا، ولا غرابة في استمرار داعش بغزو مناطق جديدة وترويع سكانها وتجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب".

  • فريق ماسة
  • 2014-10-13
  • 10933
  • من الأرشيف

التحالف ضد داعش محكوم بالفشل.. وهذه هي الأسباب

داعش يتقدم في الأنبار ويهدد بغداد، ويزحف للسيطرة على عين العرب في سوريا، فيما يوحي عدم الاتفاق على أهداف محددة بين أعضاء التحالف الدولي ضد داعش بفشله عما قريب في القضاء على داعش، أو حتى في الحد من تمدده. ليل الخامس عشر من أيلول/سبتمبر سقطت أولى صواريخ الطائرات الأميركية على موقع لداعش قرب بغداد، معلنةً بذلك بداية نشوء تحالف "دولي" لضرب التنظيم في سوريا والعراق.40 دولة مشاركة في الحلف الدولي - العربي، بحسب التصريحات الأميركية، نشرت أسماء 25 منها فقط، في حين أظهر اجتماع جدة (11 أيلول/سبتمبر) الذي قاده وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الخلافات الحادة بين أعضاء هذا الحلف الإقليميين، حيث لم يتمكن الوزير الأميركي من استقطاب كل الأطراف التي شاركت في الاجتماع، وكانت تركيا ومصر ولبنان أبرز الدول التي أبدت تحفظاً أو امتنعت عن التوقيع على البيان الختامي.رغم ذلك، لم تنتظر واشنطن اكتمال عقد تحالفها، بل بدأت غاراتها الجوية "بمن حضر" من الدول الحليفة، وعملت في الوقت ذاته على استكمال بناء التحالف، مستبعدة منه دولاً أساسية ومعنية مباشرة أهمها سوريا وإيران وروسيا.في الوقت الذي طفت على السطح خلافات دول الإقليم الحليفة لواشنطن حول المشاركة، أتت تباعاً تصريحات الدول الغربية حول طبيعة مشاركتها "الخجولة" في الحلف الذي تقوده واشنطن، فأعلنت استراليا أنها مخولة بتقديم دعم إنساني وعسكري بمعدات وأسلحة دون جنود، وكذا حذت حذوها ألمانيا، حيث أعلنت مشاركتها بـ 30 صاروخاً مضاداً للدبابات، و16 ألف بندقية، و 8 آلاف مسدس.كندا أعلنت استعدادها إرسال 100 جندي إلى العراق يقدمون استشارات استراتيجية للقوات هناك، ولكن بريطانيا لم تعلن عن مشاركتها في الحلف إلا بعد موافقة برلمانها على توجيه ضربات جوية في العراق فقط.الدنمارك أعلنت عن تقديمها 3,8 ملايين دولار كمساعدات إنسانية، وتعهدت البانيا وبولندا وأستونيا بإرسال تجهيزات عسكرية ومساعدات إنسانية، لم تحدد طبيعتها وكميتها.أما إيطاليا فقالت إنها ستساهم بأسلحة ثقيلة وكذلك أسلحة خفيفة كانت صادرتها قبل عشرين عاماً من سفينة كانت متجهة إلى يوغوسلافيا السابقة.طبيعة مشاركة حلفاء واشنطن الغربيين "الخجولة" تؤكد عدم حماسهم للقضاء على داعش، حيث يعتبر محللون أن هذه الدول مرغمة على المشاركة، كون العنوان العريض للحلف هو محاربة الإرهاب، وكونها باتت تعيش هاجس عودة مواطنيها ممن التحقوا بداعش إلى بلادهم.يقول المحلل الأمني السابق في وزارة الدفاع الأميركية مايكل معلوف للميادين نت "الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا والدنمارك وبلجيكا وأستراليا إنما انضمت إلى التحالف الذي تقوده أميركا لقلق لديها من عودة نحو 4000 مقاتل أجنبي يقاتلون مع داعش إلى بلادهم للجهاد فيها"، ويضيف "يعتقد الغربيون أن الصور ومقاطع الفيديو لقطع الرؤوس التي يوزعها داعش تجعل التنظيم أكثر راديكالية داخل حدود سيطرته، أضف إلى ذلك أنهم قرروا أن لا يقوموا بضربات إلا بعد تفويضهم من قبل مجلس الأمن الدولي".   حلفاء واشنطن العرب انضموا إليها بهدف اسقاط النظام السوري     أما الدول العربية المشاركة في الحلف، السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن، برأي معلوف، فهي تقصر مشاركتها على ضرب أهداف منتقاة في سوريا، لأنها تريد في النهاية إضعاف حكومة الرئيس السوري بشار الأسد واستبدال حكمه بنظام جهادي سنّي".المملكة العربية السعودية التي وصفتها بعض الصحف الغربية بمصدّرة الجهاديين، كان لها "فضل السبق" في المشاركة في الحلف، ويبدو أن المملكة الساعية إلى نفي تهمة دعم الإرهاب عنها، لا تعنيها كثيراً مجازر التنظيم ووحشيته، ذلك أنها لم تقم بأي إجراء داخلي لمنع المقاتلين أو الحد من تمويلهم أو تحويل الخطاب الديني للكثير من المشايخ، الذين شكلت خطبهم محرضاً لكثير من الشباب المسلم للالتحاق بداعش.كما تشير التقديرات إلى أن الغارات التي شنها الطيران السعودي تركزت في سوريا، ما يدلل بحسب الخبراء إلى أهمية سوريا بالنسية للسعودية، وكونها شاركت في الحلف من باب هدفها القديم بإسقاط النظام السوري ودعم المعارضة السورية المحسوبة عليها.لا ننسى في هذا المقام تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بادين في جامعة هارفرد، واتهامه لحلفاء بلاده، السعودية والإمارات وتركيا، الذين قدموا الدعم لمقاتلي القاعدة في سوريا، وهو ما يؤشر إلى مدى الخلاف بين واشنطن وحلفائها، في هدف كل منهم من محاربة داعش، فالولايات المتحدة، بحسب تقارير الصحافة الغربية، أخّرت هدف إسقاط النظام السوري على حساب محاربة داعش، وترى أن لا وجود لمعارضة سورية معتدلة يمكنها الاعتماد عليها، لا في محاربة داعش ولا في إسقاط النظام السوري، بينما بقي هدف إسقاط النظام في مقدمة أولويات الحلفاء، وعلى رأسهم تركيا، التي لم تشارك في الحلف، وتفاوض واشنطن حتى اليوم على مشاركتها مقابل ضمانها مجموعة مكاسب تتمثل بوضع الأكراد السوريين واللاجئين وإسقاط النظام، وفرض منطقة عازلة تنفذها دول الحلف، وتكون مجالاً حيوياً تركياً في الأراضي السورية، دون أن ننسى تجارة النفط بين تركيا وداعش والتي امتلأت بأخبارها الصحف العالمية.يختم معلوف حديثه للميادين نت بالقول: "على سبيل المثال، في ما يقوم حلف الولايات المتحدة والدول العربية بضرب مواقع منتقاة في كوباني (المنطقة الكردية في سوريا)، فإنه لا يقدّم أسلحة أو دعماً لوجستياً للأكراد هناك وهم على وشك أن ترتكب مجزرة بحقهم...من الممكن لهدف الحاق الهزيمة بـ "داعش" أن يقوَّض بسبب اختلاف أهداف الدول المنضوية في التحالف الرخو الذي تقوده أميركا، ولا غرابة في استمرار داعش بغزو مناطق جديدة وترويع سكانها وتجنيد المزيد من المقاتلين الأجانب".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة