مرة أخرى تتحرك آلة داعش الدموية وهذه المرة من أرض المليون ونصف المليون شهيد ، من أرض لقنت فرنسا دروسا لا تنسى في العزة وفي الكرامة ورغم ذلك لم تستوعب الدروس.. الضحية مواطن فرنسي بريء اسمه “غورديل” ، والمجرمون إرهابيون مقنعون يمتلكون – بغرابة – أحدث التقنيات والمهارات القتالية والقدرة على التخطيط والتنفيذ ، والمستهدف هم المنخدعون من ” الدراما الداعشيّة ” التي صارت في وقت قصير تشكل الرعب والفزع في مختلف أنحاء العالم .

دور جديد يطرأ في الدراما الداعشيّة التي أتقنتها بمهارة الدهاليز الصهيوأمريكية بتواطئ مفضوح من مصدري ” الفكر التكفيري الأعمى ” ،ولاعبة هذا الدور هي فرنسا التي لا يهمها أن تضحي بجزء من شعبها مقابل امتيازات ومكتسبات كبرى كما أظهر لنا تاريخها الحافل بالخداع والتزييف وفبركة الذرائع على غرار ” حادثة المروحة ” لتبرير أطماعها .

فرنسا التي كانت تراقب عن كثب تحركات العناصر الإرهابية في شمال إفريقيا بتنسيق دقيق مع القواعد الأمريكية وتدخلت في مالي بخبث خدعت به العالم كانت تطمح لتأسيس وحش إرهابي مغاربي يسمى ب” دامس ” أو الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي إلا أنه لما رأت مكاسب الاتجاه الأمريكي الدبلوماسية من وراء جرائم داعش رأت ضرورة لتوحيد جهودها الاستخباراتية مع أمريكا وبريطانيا وحلفائهما وهكذا كان لا بد من طريقة ما لإضعاف رواية “القاعدة ” وتوسيع دائرة خطر داعش العالمي في مناطق نفوذ فرنسا فكان ميلاد عائلة داعش المغاربية ” جند الخلافة ” في ظروف تبعث على الحيرة والقلق ولم يكن اختيار بلد الجزائر لميلاد هذا التنظيم صدفة بل لوجود نوايا باتت واضحة للقضاء على الدولة

العميقة في الجزائر وإقحامها في زوبعة الفوضى و الخراب رغم سهولة قيام التنظيم في ليبيا ومالي وجنوب تونس .

فبعد غرس بذرة البغدادي في المغرب الإسلامي كان لا بد من عملية نوعية لإقناع الرأي العام بزحف داعش وخطره المستقبلي على أوروبا وشعوب إفريقيا ولتبرير حركات اللاعب الجديد والرقم الصعب في التحالف الدولي وتبييض أقواله ونواياه وكذا لإسكات المعارضة الداخلية الفرنسية المناهضة لحرب فرنسا في سوريا والعراق ولكسب التأييد الخارجي دبلوماسيا .

فكانت هذه الحلقة الدموية من مسلسل الإجرام الذي بدأ في الشرق بذبح الرهينيتن الأمريكي والبريطاني وانتهى بالمغرب الإسلامي بذبح الرهينة الفرنسي ولسنا نعرف ماذا ستتضمن الحلقة المقبلة من مسلسل الرعب هذا .

وبالمختصر الدقيق ، فإن نظام فرنسا هو الرابح من عملية قتل “غورديل” سياسيا ودبلوماسيا داخليا وخارجيا وهذا لكونها أقنعت الرأي العام الداخلي والدولي بخطر داعش وبأحقية فرنسا في تعقب أوكاره التي اصطنعوها لسحق وتخريب العالم الإسلامي ، هولاند لم يتقن دوره في البكاء كما ينبغي لكن أتقنه عندما حشد المزيد من الدعم لأمريكا والحلف الجديد وهاهو يستعد لوضع قدم له في الجزائر من خلال مجانين “جند الخلافة “.

الشعب الفرنسي قد خسر مواطن عزيز عليه ، لكن فرنسا كسبت فرصا عديدة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مكتسباتها في كذبة محاربة الإرهاب وأكبر ما تحقق من انتصار لهؤلاء إلى حد الساعة – في اعتقادهم – تشويه صورة الجهاد الإسلامي الذي لطالما كان السر في رفع الظلم وصناعة العدل عبر مر العصور .

* كاتب وإعلامي جزائري

  • فريق ماسة
  • 2014-09-27
  • 12062
  • من الأرشيف

جند الخلافة.. مراوغة فرنسية!

 مرة أخرى تتحرك آلة داعش الدموية وهذه المرة من أرض المليون ونصف المليون شهيد ، من أرض لقنت فرنسا دروسا لا تنسى في العزة وفي الكرامة ورغم ذلك لم تستوعب الدروس.. الضحية مواطن فرنسي بريء اسمه “غورديل” ، والمجرمون إرهابيون مقنعون يمتلكون – بغرابة – أحدث التقنيات والمهارات القتالية والقدرة على التخطيط والتنفيذ ، والمستهدف هم المنخدعون من ” الدراما الداعشيّة ” التي صارت في وقت قصير تشكل الرعب والفزع في مختلف أنحاء العالم . دور جديد يطرأ في الدراما الداعشيّة التي أتقنتها بمهارة الدهاليز الصهيوأمريكية بتواطئ مفضوح من مصدري ” الفكر التكفيري الأعمى ” ،ولاعبة هذا الدور هي فرنسا التي لا يهمها أن تضحي بجزء من شعبها مقابل امتيازات ومكتسبات كبرى كما أظهر لنا تاريخها الحافل بالخداع والتزييف وفبركة الذرائع على غرار ” حادثة المروحة ” لتبرير أطماعها . فرنسا التي كانت تراقب عن كثب تحركات العناصر الإرهابية في شمال إفريقيا بتنسيق دقيق مع القواعد الأمريكية وتدخلت في مالي بخبث خدعت به العالم كانت تطمح لتأسيس وحش إرهابي مغاربي يسمى ب” دامس ” أو الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي إلا أنه لما رأت مكاسب الاتجاه الأمريكي الدبلوماسية من وراء جرائم داعش رأت ضرورة لتوحيد جهودها الاستخباراتية مع أمريكا وبريطانيا وحلفائهما وهكذا كان لا بد من طريقة ما لإضعاف رواية “القاعدة ” وتوسيع دائرة خطر داعش العالمي في مناطق نفوذ فرنسا فكان ميلاد عائلة داعش المغاربية ” جند الخلافة ” في ظروف تبعث على الحيرة والقلق ولم يكن اختيار بلد الجزائر لميلاد هذا التنظيم صدفة بل لوجود نوايا باتت واضحة للقضاء على الدولة العميقة في الجزائر وإقحامها في زوبعة الفوضى و الخراب رغم سهولة قيام التنظيم في ليبيا ومالي وجنوب تونس . فبعد غرس بذرة البغدادي في المغرب الإسلامي كان لا بد من عملية نوعية لإقناع الرأي العام بزحف داعش وخطره المستقبلي على أوروبا وشعوب إفريقيا ولتبرير حركات اللاعب الجديد والرقم الصعب في التحالف الدولي وتبييض أقواله ونواياه وكذا لإسكات المعارضة الداخلية الفرنسية المناهضة لحرب فرنسا في سوريا والعراق ولكسب التأييد الخارجي دبلوماسيا . فكانت هذه الحلقة الدموية من مسلسل الإجرام الذي بدأ في الشرق بذبح الرهينيتن الأمريكي والبريطاني وانتهى بالمغرب الإسلامي بذبح الرهينة الفرنسي ولسنا نعرف ماذا ستتضمن الحلقة المقبلة من مسلسل الرعب هذا . وبالمختصر الدقيق ، فإن نظام فرنسا هو الرابح من عملية قتل “غورديل” سياسيا ودبلوماسيا داخليا وخارجيا وهذا لكونها أقنعت الرأي العام الداخلي والدولي بخطر داعش وبأحقية فرنسا في تعقب أوكاره التي اصطنعوها لسحق وتخريب العالم الإسلامي ، هولاند لم يتقن دوره في البكاء كما ينبغي لكن أتقنه عندما حشد المزيد من الدعم لأمريكا والحلف الجديد وهاهو يستعد لوضع قدم له في الجزائر من خلال مجانين “جند الخلافة “. الشعب الفرنسي قد خسر مواطن عزيز عليه ، لكن فرنسا كسبت فرصا عديدة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مكتسباتها في كذبة محاربة الإرهاب وأكبر ما تحقق من انتصار لهؤلاء إلى حد الساعة – في اعتقادهم – تشويه صورة الجهاد الإسلامي الذي لطالما كان السر في رفع الظلم وصناعة العدل عبر مر العصور . * كاتب وإعلامي جزائري

المصدر : الحدث نيوز/ محمد الصادق بن يحي *


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة