يتحير في امره القارئ ويُعجب من مضامينه العارف. فائق القدرة في مجال الكذب. مبدع في الاختلاق والتلفيق. بوقٌ هو الأوّل على سائر الأبواق. هو "الاعلام السعودي".

ليس ما سبق كلاماً في اطار الذمٌّ، ولا عبارات قدح في سوق الكتابات والمقالات التحريضية، بل هو وضع لـ"النقاط على الحروف" في مرحلة يمتطي فيها "الدجّالون" فرس الصحافة العربية.

ما نحن فيه ليس "توحّشاً سياسياً" فحسب، بل "توحّش اعلامي" أيضاً. يدرك الكثيرون حجم الافتراءات التي سيقت وتساق بحق المقاومة في لبنان وكل من يدعمها أو يساندها. افتراءات ليست من العدو فحسب، بل مِمّن يفترض أن يكونوا "ذوي القربى" في الخندق العربي "الواحد" على الأقل. لكن الجديد هو عمق الحضيض الذي وصل اليه الاعلام السعودي في انزلاقه المهني، حتى وصل الأمر بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الى استغلال خبر "توقيف الأمن العام اللبناني لإحدى الفنانات في مطار بيروت الدولي بسبب مذكرة انتربول بحقها" لشن هجوم على حزب الله واتهامه بالوقوف خلف الأمر.

الصحيفة أوردت مقالاً لمدير عام قناة "العربيّة" عبد الرحمن الراشد تحت عنوان "جمهورية الموز ومنع أصالة". أفاض الراشد فيه من عمق ثقافته وتحليلاته حتى استنتج أن ملاحقة الفنانة في بيروت جاءت "نيابة عن نظام الأسد وخدمة لإيران"، لينطلق من هذا "المُعطى" الملفّق ليسلسل مجموعة من الأكاذيب بحق المقاومة، أكاذيب اعتاد اعلام "مملكة الرمال" "الضحك" على شعبه بها.

وفيما يدرك الجاهل قبل العارف أن حزب الله هو أبعد ما يكون عن التدخل في هكذا ملفات أقل من جانبية بالنسبة اليه، قد يكون لزاماً على الراشد المقرب من العائلة المالكة في السعودية أن يلتفت لمصائب بلاده الهاربة من فخ "داعش" الذي نصبته لسوريا وحلفائها فانقلب عليها. وربّما من الأجدى له أن يبحث في مسببات الجهل الذي يغرق في وحوله الكثير من الشباب السعودي، حتى تحوّل هذا الشباب الى وقود للجماعات التكفيرية الارهابية.

وقبل أن يتبجّح الاعلامي السعودي الذي يعتبر "وجه السحّارة" لدى اعلام آل سعود وأعمدة من أعمدة الصحافة، فليلقِ نظرة على ممكلة القهر التي يعيش فيها، حيث لا تزال المرأة تحلم بحق قيادة السيّارة، وليتعمّق قليلاً ليبحث في المسببات التي جعلت من السعودية دولة تنطلق منها جماعات التكفير والذبح وقاطعي الرؤوس.

وبالعودة الى سطحية الاعلام السعودي، فقد كان لدى محبّي الفكاهة موعد مع موقع "الجزيرة أونلاين" الذي تناول خبر توقيف الفنانة تحت عنوان "حزب الله يعتقل أصالة في مطار بيروت"!. عنوان أعاد تذكيرنا بما سبق أن نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" ذات يوم من ان حزب الله خطف امرأة سعودية وسُمعت أصوات تعذيب في ممرات تحت الأرض في مطار بيروت، ليتبيّن لاحقاً أن ما زعمته كان لتبرر أمام زوجها سبب غيابها عن السمع ليومين متتاليين في بيروت. نعم. لقد هزلت يا اعلام "آل سعود".. ندعو لكم بقليل من الرّقي
  • فريق ماسة
  • 2014-09-27
  • 13126
  • من الأرشيف

شرّ الاعلام السعودي ما يضحك

يتحير في امره القارئ ويُعجب من مضامينه العارف. فائق القدرة في مجال الكذب. مبدع في الاختلاق والتلفيق. بوقٌ هو الأوّل على سائر الأبواق. هو "الاعلام السعودي". ليس ما سبق كلاماً في اطار الذمٌّ، ولا عبارات قدح في سوق الكتابات والمقالات التحريضية، بل هو وضع لـ"النقاط على الحروف" في مرحلة يمتطي فيها "الدجّالون" فرس الصحافة العربية. ما نحن فيه ليس "توحّشاً سياسياً" فحسب، بل "توحّش اعلامي" أيضاً. يدرك الكثيرون حجم الافتراءات التي سيقت وتساق بحق المقاومة في لبنان وكل من يدعمها أو يساندها. افتراءات ليست من العدو فحسب، بل مِمّن يفترض أن يكونوا "ذوي القربى" في الخندق العربي "الواحد" على الأقل. لكن الجديد هو عمق الحضيض الذي وصل اليه الاعلام السعودي في انزلاقه المهني، حتى وصل الأمر بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الى استغلال خبر "توقيف الأمن العام اللبناني لإحدى الفنانات في مطار بيروت الدولي بسبب مذكرة انتربول بحقها" لشن هجوم على حزب الله واتهامه بالوقوف خلف الأمر. الصحيفة أوردت مقالاً لمدير عام قناة "العربيّة" عبد الرحمن الراشد تحت عنوان "جمهورية الموز ومنع أصالة". أفاض الراشد فيه من عمق ثقافته وتحليلاته حتى استنتج أن ملاحقة الفنانة في بيروت جاءت "نيابة عن نظام الأسد وخدمة لإيران"، لينطلق من هذا "المُعطى" الملفّق ليسلسل مجموعة من الأكاذيب بحق المقاومة، أكاذيب اعتاد اعلام "مملكة الرمال" "الضحك" على شعبه بها. وفيما يدرك الجاهل قبل العارف أن حزب الله هو أبعد ما يكون عن التدخل في هكذا ملفات أقل من جانبية بالنسبة اليه، قد يكون لزاماً على الراشد المقرب من العائلة المالكة في السعودية أن يلتفت لمصائب بلاده الهاربة من فخ "داعش" الذي نصبته لسوريا وحلفائها فانقلب عليها. وربّما من الأجدى له أن يبحث في مسببات الجهل الذي يغرق في وحوله الكثير من الشباب السعودي، حتى تحوّل هذا الشباب الى وقود للجماعات التكفيرية الارهابية. وقبل أن يتبجّح الاعلامي السعودي الذي يعتبر "وجه السحّارة" لدى اعلام آل سعود وأعمدة من أعمدة الصحافة، فليلقِ نظرة على ممكلة القهر التي يعيش فيها، حيث لا تزال المرأة تحلم بحق قيادة السيّارة، وليتعمّق قليلاً ليبحث في المسببات التي جعلت من السعودية دولة تنطلق منها جماعات التكفير والذبح وقاطعي الرؤوس. وبالعودة الى سطحية الاعلام السعودي، فقد كان لدى محبّي الفكاهة موعد مع موقع "الجزيرة أونلاين" الذي تناول خبر توقيف الفنانة تحت عنوان "حزب الله يعتقل أصالة في مطار بيروت"!. عنوان أعاد تذكيرنا بما سبق أن نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" ذات يوم من ان حزب الله خطف امرأة سعودية وسُمعت أصوات تعذيب في ممرات تحت الأرض في مطار بيروت، ليتبيّن لاحقاً أن ما زعمته كان لتبرر أمام زوجها سبب غيابها عن السمع ليومين متتاليين في بيروت. نعم. لقد هزلت يا اعلام "آل سعود".. ندعو لكم بقليل من الرّقي

المصدر : العهد / .ميساء مقدم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة