دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بينما كانت حكومة رجب طيّب أردوغان تنجز صفقة العمر مع داعش بالتوقيع الذي أنجزه مع ممثلي تنظيم داعش مدير الاستخبارات التركية حاكان فيدان،
الذي يشكل الرجل الثاني في تركيا بعد أردوغان على رغم تولي داود أوغلو رئاسة الحكومة، في الدوحة صار اللقاء ولأجله كانت زيارة أردوغان وفيدان، حيث حضر ممثلو أبو بكر البغدادي، والصفقة منح الاستخبارات التركية سلطة التفاوض على كل رهائن داعش وإطلاق الأتراك المحتجزين لديها، والمقابل نفطي، يبدأ بعشرين ألف برميل يومياً بسعر ثلاثين دولاراً للبرميل، يتحرك مع كل صفقة تنجز على يد تركيا، ومن بينها طبعاً مصير العسكريين اللبنانيين الذين باتوا من تاريخه رهائن الأتراك لا داعش، وأما النصف المرتهن بيد جبهة النصرة فقد صار بيد الدوحة التي فوضت تركيا ومدير استخباراتها التفاوض بالجملة على الملف، وسواه من الملفات المشابهة للرهائن.
وبينما الأتراك يقيّمون الصفقة وقيمتها وناتجها، كانت التطورات اليمنية تضعهم في خلفية المشهد، فالسعودية ترتعش، وواشنطن تعيد الحسابات، وإيران تحتفل بحليف لم تخض معركة لأجله ولا خاض معركته لأجلها، بل تساندا وها هما يحتفلان معاً بالإنجاز، حكومة وحكم يمنيان جديدان، للحوثيين حق الفيتو على كل شيء من الوزراء إلى التعيينات الإدارية والمناقلات العسكرية والسياسات الاقتصادية.
يمن جديد، خليج جديد، منطقة مختلفة، عالم لا يمكنه التجاهل، فهذا هو اليمن الذي نشروا له صورة نمطية بين القات والقاعدة، يقدم نموذجاً يشبه تاريخه، حيث فشل الاستعمار البريطاني من تخطي مرفأ عدن، وقبله الاحتلال العثماني من الدخول على رغم يافطة الخلافة، وحيث الإسلام يصعب تصنيفه على المذاهب المتعارف عليها بتقاليدها التصادمية، والوهابية حركة هامشية، وحيث جمال عبد الناصر حي في الوجدان، وحيث الأهم حركة سياسية اجتماعية ناضجة تقدم النموذج لكلّ الخليج.
اليمن على بوابة باب المندب، والمحيطين الهادي والهندي، وصولاً إلى قناة السويس، هو اليمن المتوغل في السعودية سكاناً واقتصاداً وجغرافياً، وهو اليمن القوة السكانية والجغرافية في الخليج.
مع ما جرى في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء العاصمة، وانهيار نظام الحكم الذي ركّبه السعوديون، بتسوية سقطت أمس، ولد اليمن الجديد.
واشنطن والرياض في نيويورك تتجهان نحو مفاوضة طهران، بلغة غير التي أعدّتها وزارات ودراسات واستخبارات لهذا التفاوض، فقد تغيّر كلّ شيء من اليمن.
الخليج يدخل عهد الحركات الشعبية رغماً عن الممالك والإمارات، وتقترب ساعة التغيير، بينما لبنان يراوح في الضياع، بلا قرار، يتلقى عسكرييه المذبوحين عاجزاً عن تصعيد عسكري، يستدعي تعاوناً علنياً وعملياً مع سورية لا يزال ممنوعاً بقرار سعودي، بينما ينتظر اللبنانيون ابتزاز المسلحين والقرار بمصير العسكريين صار قطرياً تركياً.
على خلفية هذا التطور، بدأ النقاش بين أهالي العسكريين المخطوفين، بالتحرك للضغط على تركيا وقطر، تمهيداً لتصعيد، بغير الاتجاه الذي كان عنوانه الضغط للمقايضة التي وصفها النائب وليد جنبلاط بالمصلحة العليا!
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن المفاوضات في شأن العسكريين المخطوفين دخلت نفقاً دقيقاً بعد تصفية «جبهة النصرة» الإرهابية الجندي محمد حمية أول من أمس، ما اضطر رئيس الحكومة إلى شبه إعلان عن توقيف المفاوضات، إذ أكد بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة أول من أمس أنه «لن نفاوض أحداً ما دام قتل العسكريين قائماً، إنما سنواجه بوحدتنا وبجيشنا». وأضافت المصادر أن «الإرهابيين على رغم ما قاموا به من عمل وحشي بتصفية حمية عمدوا إلى ممارسة الابتزاز في وجه الحكومة من خلال مطالبتهم بعدم التعرض للإرهابيين الذين يتحركون في المناطق اللبنانية، ومطالبتهم أيضاً بإطلاق خمسة عشر موقوفاً متطرفاً في سجن رومية مقابل تسليم جثة حمية. ولاحظت أنه حتى ولو حضر الوسيط القطري فلا توقعات بحصول تطورات ايجابية، مؤكدة أن إعادة إطلاق المفاوضات تكون بإعلان واضح من الإرهابيين بعدم تصفية أي جندي مخطوف.
وفيما أكد الجيش استمرار إجراءاته الأمنية في عرسال وجرودها، مشيراً إلى أنه قصف ليل السبت الأحد، مواقع الإرهابيين في الجرود موقعاً في صفوفهم قتلى وجرحى، لفتت مصادر أمنية إلى أن الوضع في منطقة عرسال بات أشبه بقنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، مشيرة إلى أن ممارسات المسلحين تدفع الأمور نحو كل الاحتمالات العسكرية والميدانية. وأكدت أن الجيش على جاهزية تامة للقيام بكل ما يلزم في حال ذهبت الأمور نحو الخيارات العسكرية.
وفيما أعلن أهالي العسكريين المخطوفين عن رفع اعتصامهم في ساحة رياض الصلح وتحويل تحركهم إلى خطوات تصعيدية في الشارع واتجاه المسؤولين، أكد وزير العمل سجعان قزي لـ»البناء» أن الحملة على الحكومة ورئيسها منذ أحداث عرسال هي حملة سياسية موجهة، سائلاً: ماذا يمكن أن تقوم به الحكومة؟ هل تقوم بعملية عسكرية؟ هل تطلق الإرهابيين؟
وإذ أشار قزي إلى أن تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» خطفا العسكريين، أكد قزي أن أهالي العسكريين هم أيضاً مخطوفون من قبل السياسيين الذين سيسوا هذه القضية، لافتاً إلى أن المفاوضات يبدو أنها معقدة.
بدوره، تطرق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط خلال جولته على شبعا وراشيا، إلى قضية الجنود المخطوفين مجدداً دعوته إلى الإسراع بإجراء «محاكمة عادلة للمسجونين في رومية، البريء بريء والمجرم مجرم». وأضاف أمام الوفود التي التقاها: «أحببت أن أقول هذا الكلام، وأعلم أنه صدمة لكم، لكن لا أستطيع أن أسكت عن جريمة بحق اللاجئين السوريين، وعن جريمة بحق المسلمين». وسأل: أتريدون أن نعرض مصالح الموحدين في الخليج وفي كل مكان إلى الخطر؟». ودعا إلى «احتضان اللاجئين السوريين حيث هم، وإذا كان هناك من شبهة فالدولة هي التي تتعاطى».
وليل أول من أمس تعرضت نقطة حماية لحزب الله في بلدة الخريبة البقاعية لتفجير انتحاري أدى إلى مقتل الانتحاري وجرح ثلاثة آخرين.
المصدر :
البناء
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة