يعيش العالم حمى إعلامية صاخبة محورها تختصره عبارة بسيطة: «الأولوية لمكافحة الإرهاب»

وخلف باراك اوباما يتراصف حشد دولي وإقليمي من رؤساء وقادة دول في رقصة تردد العبارات ذاتها على طريقة الكورس في حفلة تنكرية سمجة يلبسون فيها أقنعة مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق.

أولا كورس اوباما يضم جميع من دعموا عصابات التكفير لتدمير سوريا بالمال وبالسلاح وبالهمروجات السياسية التي تباكت طويلا وبفجور مثير على اوجاع الشعب العربي السوري وآلامه.

لا بد من إنعاش الذاكرة القريبة قليلا فالحشد الدولي والإقليمي المتلعثم يخشى الاعتراف بحقيقة سقوط روايته الكاذبة التي غطى بها العدوان الاستعماري على سوريا وهو يرتعد رعبا من تزايد اليقين بأن معظم ما بث ونشر عن سوريا من مقالات وتحقيقات وتقارير منذ حوالى أربع سنوات كان رواية وهمية عن ثورة لم تحصل وتورية للحقيقة الصارخة وهي ان الدولة الوطنية السورية كانت تواجه منذ البداية عصابات إرهابية تكفيرية استخدمتها الإمبراطورية الأميركية وعملاؤها في المنطقة واتباعها وسماسرة الحروب والدماء في اوروبا ومؤيدوها في المنطقة.

فشلت الحملة الاستعمارية في تدمير تلك الدولة والنيل من وعي شعبها ومن قوة جيشها ومن صمود رئيسها  القائد المقاوم بشار الأسد... إنها الحقيقة التي تقلق باراك اوباما المهزوم امام هذا الرئيس... اوباما الذي فشل بكل ما حشده ووظفه من تحالفات وادوات وشراكات عملاقة في مخططه لإقامة نظام عميل ودمية في سوريا يستسلم لإسرائيل ويفك سورية عن محور المقاومة ويجعلها مستعمرة أميركية.

ثانيا تتأكد امام العالم كله رواية الرئيس بشار الأسد عن حقيقة الأحداث الجارية في بلاده منذ عام 2011 وهي لم تتبدل من حيث الجوهر والمضمون فالرئيس الأسد هو الذي كشف وجود عصابات التكفير والإرهاب القاعدية والأخوانية خلف الاشتباكات التي افتعلت ضد قوات الشرطة السورية التي منع على عناصرها حمل السلاح في بداية الأحداث فقتل المئات من أفرادها العزل وفضحت دماؤهم زعم السلمية المفبركة.

من خطابه الأول عام 2011 فتح الأسد أبواب الحوار والشراكة مع المعارضة الوطنية وسار في طريق الإصلاح الدستوري والسياسي واعترف جهارا بوجود حالات من التهميش الاجتماعي والاقتصادي في سورية شكلت أرضا خصبة للتوظيف الأجنبي في التآمر على سورية ولتحريك التمرد الأخواني المسلح الذي هيمنت عليه الفصائل القاعدية بكل وضوح.

أبدى الأسد احتراما واضحا لمشروعية المطالبة بمزيد من التعدد السياسي والإعلامي وبإصلاحات واسعة في هياكل الدولة نفذ معظمها بالفعل رغم شراسة العدوان وصعوبة الظروف وهمجية الضغوط الاقتصادية والسياسية وأكد علنا أن الدعم الخارجي لعصابات الإرهاب ووجود مؤامرة على سورية لا يجب ان يكون مستغربا فسوريا العربية المقاومة مستهدفة دائما وعبر تاريخها الحديث بالمؤامرات الاستعمارية ودعا السوريين إلى التضامن لسد الثغرات الداخلية التي تنفذ منها المؤامرات الخارجية بدلا من الاختزال والتبسيط عبر الاكتفاء بالكلام عن التآمر الاستعماري التركي الخليجي الواضح.

ثالثا صمد الأسد وصمدت بقيادته سوريا بفضل الوعي الشعبي المتزايد لحقيقة الأحداث وبعدما نجح القائد الأسد في حماية الوحدة الوطنية للشعب العربي السوري التي استهدفها الحلف الاستعماري لأنه يستند إلى دولة وطنية قوية وراسخة تمتلك جيشا زاد من تماسكه وقوته ومن خبراته وقدراته ورسخ عقيدته القتالية القومية وأولا وأساسا لأن الرئيس الأسد بنى خطة الدفاع الاستراتيجي عن سوريا على الهوية المقاومة التحررية وعلى العروبة التي هي ميزة سوريا الثقافية والسياسية الراسخة وحاضنة التنوع السوري الغني خلافا لما توهم بعض الأغبياء.

عندما ربط الأسد جداول الحوار في جنيف بأولوية مكافحة الإرهاب تعرض لحملات مسعورة وعندما حذر حكومات العدوان من أن الإرهاب التكفيري الذي جلبته إلى سورية ومولته وسلحته سيرتد عليها سادت خرافات كثيرة وعلا نباح كلاب المستعمرين ومرتزقة النفط في الإعلام العربي...

اليوم نشاهد الطابور نفسه، طابور العدوان على سورية والتحريض ضد القائد الأسد وطابور الدجالين من مروجي الخرافات والأكاذيب ضد سوريا، جميعهم يصيحون حكاما وتابعين ومرتزقة وبكل وقاحة: الأولوية لمكافحة الإرهاب...

قائمة المرتزقة والدجالين العرب طويلة لكن السؤال هل يذكر أحد عضو الكنيست السابق عزمي بشارة وأستاذ السوربون برهان غليون وسواهما من موظفي الترويج الأميركي الخليجي وتلامذة آدم إيرلي ومستخدميه؟ وهل يسأل أحد في العالم عمن لديه جراة الاعتراف للرئيس بشار الأسد بأنه صاحب الحق وحليف الحقيقة الذي واجه أبشع فجور استعماري في التاريخ والزعيم الشعبي والقائد التحرري الذي سطر أسطورة صمود بطولية وغير مسبوقة؟

 

  • فريق ماسة
  • 2014-09-20
  • 13270
  • من الأرشيف

من يعترف للأسد؟!

يعيش العالم حمى إعلامية صاخبة محورها تختصره عبارة بسيطة: «الأولوية لمكافحة الإرهاب» وخلف باراك اوباما يتراصف حشد دولي وإقليمي من رؤساء وقادة دول في رقصة تردد العبارات ذاتها على طريقة الكورس في حفلة تنكرية سمجة يلبسون فيها أقنعة مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق. أولا كورس اوباما يضم جميع من دعموا عصابات التكفير لتدمير سوريا بالمال وبالسلاح وبالهمروجات السياسية التي تباكت طويلا وبفجور مثير على اوجاع الشعب العربي السوري وآلامه. لا بد من إنعاش الذاكرة القريبة قليلا فالحشد الدولي والإقليمي المتلعثم يخشى الاعتراف بحقيقة سقوط روايته الكاذبة التي غطى بها العدوان الاستعماري على سوريا وهو يرتعد رعبا من تزايد اليقين بأن معظم ما بث ونشر عن سوريا من مقالات وتحقيقات وتقارير منذ حوالى أربع سنوات كان رواية وهمية عن ثورة لم تحصل وتورية للحقيقة الصارخة وهي ان الدولة الوطنية السورية كانت تواجه منذ البداية عصابات إرهابية تكفيرية استخدمتها الإمبراطورية الأميركية وعملاؤها في المنطقة واتباعها وسماسرة الحروب والدماء في اوروبا ومؤيدوها في المنطقة. فشلت الحملة الاستعمارية في تدمير تلك الدولة والنيل من وعي شعبها ومن قوة جيشها ومن صمود رئيسها  القائد المقاوم بشار الأسد... إنها الحقيقة التي تقلق باراك اوباما المهزوم امام هذا الرئيس... اوباما الذي فشل بكل ما حشده ووظفه من تحالفات وادوات وشراكات عملاقة في مخططه لإقامة نظام عميل ودمية في سوريا يستسلم لإسرائيل ويفك سورية عن محور المقاومة ويجعلها مستعمرة أميركية. ثانيا تتأكد امام العالم كله رواية الرئيس بشار الأسد عن حقيقة الأحداث الجارية في بلاده منذ عام 2011 وهي لم تتبدل من حيث الجوهر والمضمون فالرئيس الأسد هو الذي كشف وجود عصابات التكفير والإرهاب القاعدية والأخوانية خلف الاشتباكات التي افتعلت ضد قوات الشرطة السورية التي منع على عناصرها حمل السلاح في بداية الأحداث فقتل المئات من أفرادها العزل وفضحت دماؤهم زعم السلمية المفبركة. من خطابه الأول عام 2011 فتح الأسد أبواب الحوار والشراكة مع المعارضة الوطنية وسار في طريق الإصلاح الدستوري والسياسي واعترف جهارا بوجود حالات من التهميش الاجتماعي والاقتصادي في سورية شكلت أرضا خصبة للتوظيف الأجنبي في التآمر على سورية ولتحريك التمرد الأخواني المسلح الذي هيمنت عليه الفصائل القاعدية بكل وضوح. أبدى الأسد احتراما واضحا لمشروعية المطالبة بمزيد من التعدد السياسي والإعلامي وبإصلاحات واسعة في هياكل الدولة نفذ معظمها بالفعل رغم شراسة العدوان وصعوبة الظروف وهمجية الضغوط الاقتصادية والسياسية وأكد علنا أن الدعم الخارجي لعصابات الإرهاب ووجود مؤامرة على سورية لا يجب ان يكون مستغربا فسوريا العربية المقاومة مستهدفة دائما وعبر تاريخها الحديث بالمؤامرات الاستعمارية ودعا السوريين إلى التضامن لسد الثغرات الداخلية التي تنفذ منها المؤامرات الخارجية بدلا من الاختزال والتبسيط عبر الاكتفاء بالكلام عن التآمر الاستعماري التركي الخليجي الواضح. ثالثا صمد الأسد وصمدت بقيادته سوريا بفضل الوعي الشعبي المتزايد لحقيقة الأحداث وبعدما نجح القائد الأسد في حماية الوحدة الوطنية للشعب العربي السوري التي استهدفها الحلف الاستعماري لأنه يستند إلى دولة وطنية قوية وراسخة تمتلك جيشا زاد من تماسكه وقوته ومن خبراته وقدراته ورسخ عقيدته القتالية القومية وأولا وأساسا لأن الرئيس الأسد بنى خطة الدفاع الاستراتيجي عن سوريا على الهوية المقاومة التحررية وعلى العروبة التي هي ميزة سوريا الثقافية والسياسية الراسخة وحاضنة التنوع السوري الغني خلافا لما توهم بعض الأغبياء. عندما ربط الأسد جداول الحوار في جنيف بأولوية مكافحة الإرهاب تعرض لحملات مسعورة وعندما حذر حكومات العدوان من أن الإرهاب التكفيري الذي جلبته إلى سورية ومولته وسلحته سيرتد عليها سادت خرافات كثيرة وعلا نباح كلاب المستعمرين ومرتزقة النفط في الإعلام العربي... اليوم نشاهد الطابور نفسه، طابور العدوان على سورية والتحريض ضد القائد الأسد وطابور الدجالين من مروجي الخرافات والأكاذيب ضد سوريا، جميعهم يصيحون حكاما وتابعين ومرتزقة وبكل وقاحة: الأولوية لمكافحة الإرهاب... قائمة المرتزقة والدجالين العرب طويلة لكن السؤال هل يذكر أحد عضو الكنيست السابق عزمي بشارة وأستاذ السوربون برهان غليون وسواهما من موظفي الترويج الأميركي الخليجي وتلامذة آدم إيرلي ومستخدميه؟ وهل يسأل أحد في العالم عمن لديه جراة الاعتراف للرئيس بشار الأسد بأنه صاحب الحق وحليف الحقيقة الذي واجه أبشع فجور استعماري في التاريخ والزعيم الشعبي والقائد التحرري الذي سطر أسطورة صمود بطولية وغير مسبوقة؟  

المصدر : الديار / غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة