تسعى فرنسا لترطيب الأجواء مع إيران بعدما وصلت سياسة التشدد الفرنسية إلى حائط مسدود جراء التفاهمات الإيرانية الأميركية في العراق، واستمرار التفاهم بين طهران وواشنطن على عدم الدخول في صدام حول الملف النووي الإيراني، مع تسرب معلومات تقول بإمكانية إيجاد حل على مراحل ما يسهل إيجاد مهلة تمديد جديدة مطلع الربيع المقبل في حال عدم التوصل لاتفاق نهائي بين إيران ودول الخمسة زائد واحد.

 في هذا السياق تريد فرنسا إجراء إعادة نظر لسياستها المتشددة اتجاه طهران، خصوصاً في موضوع البرنامج النووي الذي تعتبر فرنسا فيه رأس الحربة الغربية في إظهار التشدد الكبير، من السعي الإيراني لامتلاك التقنية النووية. وفي سعيها لهذا التحول تنشر الإدارة الفرنسية أخباراً في باريس عن وجود شخصية في المحيط المقرب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تدفع بقوة لتحسين العلاقة مع إيران عبر التخفيف من التشدد الفرنسي في المفاوضات النووية.

 التسريبات التي يقوم بها قصر الإليزية تشير إلى المستشار الدبلوماسي الجديد لرئيس الجمهورية الفرنسية ويدعى جاك أوديبير كشخص يدفع باتجاه تحسين العلاقة مع إيران، وقد خدم أوديبير في الخارجية الفرنسية مديراً للعلاقات السياسية في «كي دو رسيه» قبل أن ينتقل إلى قصر الإيليزيه بداية الصيف الحالي، وقد عين مكان جان بول أورتيز الذي كان صاحب نهج متصلب اتجاه طهران ويحسب على تيار المحافظين الجدد الفرنسيين.

 وتشير المعلومات إلى أن الظهور السريع والقوي لداعش سرّع في التفكير الفرنسي هذا، الذي ظهرت أولى مؤشراته في اعتذار غير معلن قدمته فرنسا لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إقليم كردستان العراق بعيد سقوط الموصل تحت سيطرة داعش، ما أثار غضب العبادي الذي طلب من فرنسا أن تحصل على موافقة مسبقة من بغداد على كل عملية تسليح تقوم بها للبيشمركة الكردية. وهذا ما حصلت عليه بغداد من باريس وتشير المعلومات إلى أن السفير الفرنسي في العراق أرسل برقية دبلوماسية لقصر الإيليزيه يبلغه فيها أن الإشكال الذي حصل مع حيدر العبادي أصبح من الماضي.

 في نفس السياق تشير المعلومات من أوساط الاتحاد الأوروبي أن إيطاليا سوف تكون البلد الأوروبي الأول الذي يعيد فتح سفارته في دمشق، وبحسب مصادر عليمة، أبلغت روما نظراءها ألأوروبيين أنها تفكر جدياً بإعادة فتح سفارتها في دمشق خلال فترة زمنية قريبة. ولا يبدو هذا القرار مستغرباً نظراً للسياسة الايطالية غير الصدامية مع دمشق على عكس السياسة الفرنسية، وهذا الأمر نفسه انعكس على تعيين دبلوماسي إيطالي هو وزير الخارجية الإيطالي السابق ستيفان دي ميستورا في منصب المبعوث الدولي إلى سورية.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-26
  • 10484
  • من الأرشيف

سعي فرنسي لتلطيف الأجواء مع طهران وإيطاليا تريد فتح سفارتها في دمشق ...بقلم نضال حمادة

تسعى فرنسا لترطيب الأجواء مع إيران بعدما وصلت سياسة التشدد الفرنسية إلى حائط مسدود جراء التفاهمات الإيرانية الأميركية في العراق، واستمرار التفاهم بين طهران وواشنطن على عدم الدخول في صدام حول الملف النووي الإيراني، مع تسرب معلومات تقول بإمكانية إيجاد حل على مراحل ما يسهل إيجاد مهلة تمديد جديدة مطلع الربيع المقبل في حال عدم التوصل لاتفاق نهائي بين إيران ودول الخمسة زائد واحد.  في هذا السياق تريد فرنسا إجراء إعادة نظر لسياستها المتشددة اتجاه طهران، خصوصاً في موضوع البرنامج النووي الذي تعتبر فرنسا فيه رأس الحربة الغربية في إظهار التشدد الكبير، من السعي الإيراني لامتلاك التقنية النووية. وفي سعيها لهذا التحول تنشر الإدارة الفرنسية أخباراً في باريس عن وجود شخصية في المحيط المقرب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تدفع بقوة لتحسين العلاقة مع إيران عبر التخفيف من التشدد الفرنسي في المفاوضات النووية.  التسريبات التي يقوم بها قصر الإليزية تشير إلى المستشار الدبلوماسي الجديد لرئيس الجمهورية الفرنسية ويدعى جاك أوديبير كشخص يدفع باتجاه تحسين العلاقة مع إيران، وقد خدم أوديبير في الخارجية الفرنسية مديراً للعلاقات السياسية في «كي دو رسيه» قبل أن ينتقل إلى قصر الإيليزيه بداية الصيف الحالي، وقد عين مكان جان بول أورتيز الذي كان صاحب نهج متصلب اتجاه طهران ويحسب على تيار المحافظين الجدد الفرنسيين.  وتشير المعلومات إلى أن الظهور السريع والقوي لداعش سرّع في التفكير الفرنسي هذا، الذي ظهرت أولى مؤشراته في اعتذار غير معلن قدمته فرنسا لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى إقليم كردستان العراق بعيد سقوط الموصل تحت سيطرة داعش، ما أثار غضب العبادي الذي طلب من فرنسا أن تحصل على موافقة مسبقة من بغداد على كل عملية تسليح تقوم بها للبيشمركة الكردية. وهذا ما حصلت عليه بغداد من باريس وتشير المعلومات إلى أن السفير الفرنسي في العراق أرسل برقية دبلوماسية لقصر الإيليزيه يبلغه فيها أن الإشكال الذي حصل مع حيدر العبادي أصبح من الماضي.  في نفس السياق تشير المعلومات من أوساط الاتحاد الأوروبي أن إيطاليا سوف تكون البلد الأوروبي الأول الذي يعيد فتح سفارته في دمشق، وبحسب مصادر عليمة، أبلغت روما نظراءها ألأوروبيين أنها تفكر جدياً بإعادة فتح سفارتها في دمشق خلال فترة زمنية قريبة. ولا يبدو هذا القرار مستغرباً نظراً للسياسة الايطالية غير الصدامية مع دمشق على عكس السياسة الفرنسية، وهذا الأمر نفسه انعكس على تعيين دبلوماسي إيطالي هو وزير الخارجية الإيطالي السابق ستيفان دي ميستورا في منصب المبعوث الدولي إلى سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة