أكدت طهران دعم «البيشمركة» بالسلاح والتنظيم، ما يؤشر إلى متغيرات على مستوى العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي ان تسليح القوات الكردية «لا يشكل أي خطر ويتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية».

 من جهة أخرى، أفادت وكالة «فرانس برس» أن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد االلهيان التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة. وقال اللهيان إن المحادثات كانت «جيدة جداً ومثمرة»، وأن زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الرياض «أمر حتمي»، لكنه لم يحدد تاريخاً لذلك.

 وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «نحن مع وحدة العراق واستقراره، ونرى أن تنظيم داعش يشكل خطراً كبيراً على المنطقة بأسرها، وهو خطر على الشيعة والسنة والأكراد، وحتى على الذين تعاونوا معه»، مشدداً على وقوف بلاده «إلى جانب الحكومة العراقية».

 وتابع إن «طهران قدمت وستقدم المساعدات والدعم العسكري إلى الإقليم وإلى العراق، كما تدعم أي توافق بين أربيل وبغداد، وعلى الأخيرتين الإسراع في حل خلافاتهما لمواجهة عدوهما المشترك وهو داعش»، نافيا في الوقت ذاته «وجود قوات إيرانية داخل الأراضي العراقية».

 أما بارزاني فقال: «طلبنا مساعدات من كل دول العالم، وكانت إيران أولى الدول التي استجابت نداءنا».

 في طهران، قال مصدر إيراني لـ« الحياة » ان طلب الأسلحة جاء مباشرة من بارزاني في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، بداية آب (اغسطس) الجاري، و»أبلغنا الأمر إلى رئيس الحكومة الإتحادية نوري المالكي الذي وافق علی الطلب».

 ولم يعط المصدر تفاصيل لنوعية الاسلحة المقدمة، الا ان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قال إن «المسؤولين في اقليم كردستان طلبوا المساعدة، بعد اقتراب داعش من مدن الاقليم، فاستجابت الجمهورية الإسلامية وساعدت في تنظيم قواتهم».

 وكان فضلي أكد الإثنين لمسؤولين في مدينة قم ان القضية العراقية «مهمة جداً، وقد وجدنا أنفسنا في لحظة حساسة عندما أصبحت المدن المقدسة مهددة، بعدما انهارت ست فرق عسكرية عراقية، وتصاعدت السجالات، متزامنة مع ضغوط مارستها أطراف أجنبية، ما دعا إيران وحزب الله اللبناني لدعم الحكومة».

 ونقل عن روحاني قوله، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، تعليقاً علی المعلومات التي تحدثت عن نية «داعش» الهجوم علی المدن المقدسة « إن كربلاء والنجف خط أحمر بالنسبة إلينا، وإذا هددهما داعش لن تمنعنا الحدود عن دعمهما».

 إلى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن السفير الإيراني لدى منظمة التعاون الإسلامي رضا حميد دهقاني قوله إن «لقاء جدة كان جيداً جداً ومثمراً وان شاء الله لصالح البلدين والأمة العربية والإسلامية».

 واضاف «اننا نبحث مع الاخوة في المملكة العربية السعودية في العلاقات الثنائية وفي التطورات والمستجدات والتحديات التي نواجهها في المنطقة، مثل التطرف، والهجوم الوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل».

 وعما إذا تم تحديد موعد لزيارة ظريف السعودية، قال دهقاني: «هذا مرتبط بالمستقبل، ان شاء الله، وهو امر حتمي».

 على صعيد العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، أكدت مصادر عراقية أن بعض القضايا العالقة، خصوصاً تمويل «البيشمركة»، ورواتب موظفي الإقليم، والتفاهم على إدارة إنتاج وتصدير النفط، ستكون مطروحة على طاولة التسويات النهائية، وان الجانب الايراني يدعم مثل هذه التسوية. وكان نواب سنة أكدوا لـ»الحياة» أمس تمسك المفاوضين عن تحالف القوى السنية، بشروطهم خصوصاً ما يتعلق منها بتسوية ملف اجتثاث البعثيين، وإصدار عفو عام.

 وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال اجتماع مع رؤساء مجالس المحافظات إن «مجلس النواب سيكون ملزماً تشريع القوانين وتوزيع الواردات والثروات الطبيعية على المحافظات وإقرار قانون مجلس الإتحاد والإسراع في إقرار الموازنة العامة».

  • فريق ماسة
  • 2014-08-26
  • 6500
  • من الأرشيف

إيران تسلّح الأكراد وتضغط لتسوية مع بغداد

أكدت طهران دعم «البيشمركة» بالسلاح والتنظيم، ما يؤشر إلى متغيرات على مستوى العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، خصوصاً بعدما أعلن رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي ان تسليح القوات الكردية «لا يشكل أي خطر ويتم بالتنسيق مع الحكومة المركزية».  من جهة أخرى، أفادت وكالة «فرانس برس» أن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد االلهيان التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في جدة. وقال اللهيان إن المحادثات كانت «جيدة جداً ومثمرة»، وأن زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف الرياض «أمر حتمي»، لكنه لم يحدد تاريخاً لذلك.  وقال ظريف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني «نحن مع وحدة العراق واستقراره، ونرى أن تنظيم داعش يشكل خطراً كبيراً على المنطقة بأسرها، وهو خطر على الشيعة والسنة والأكراد، وحتى على الذين تعاونوا معه»، مشدداً على وقوف بلاده «إلى جانب الحكومة العراقية».  وتابع إن «طهران قدمت وستقدم المساعدات والدعم العسكري إلى الإقليم وإلى العراق، كما تدعم أي توافق بين أربيل وبغداد، وعلى الأخيرتين الإسراع في حل خلافاتهما لمواجهة عدوهما المشترك وهو داعش»، نافيا في الوقت ذاته «وجود قوات إيرانية داخل الأراضي العراقية».  أما بارزاني فقال: «طلبنا مساعدات من كل دول العالم، وكانت إيران أولى الدول التي استجابت نداءنا».  في طهران، قال مصدر إيراني لـ« الحياة » ان طلب الأسلحة جاء مباشرة من بارزاني في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، بداية آب (اغسطس) الجاري، و»أبلغنا الأمر إلى رئيس الحكومة الإتحادية نوري المالكي الذي وافق علی الطلب».  ولم يعط المصدر تفاصيل لنوعية الاسلحة المقدمة، الا ان وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي قال إن «المسؤولين في اقليم كردستان طلبوا المساعدة، بعد اقتراب داعش من مدن الاقليم، فاستجابت الجمهورية الإسلامية وساعدت في تنظيم قواتهم».  وكان فضلي أكد الإثنين لمسؤولين في مدينة قم ان القضية العراقية «مهمة جداً، وقد وجدنا أنفسنا في لحظة حساسة عندما أصبحت المدن المقدسة مهددة، بعدما انهارت ست فرق عسكرية عراقية، وتصاعدت السجالات، متزامنة مع ضغوط مارستها أطراف أجنبية، ما دعا إيران وحزب الله اللبناني لدعم الحكومة».  ونقل عن روحاني قوله، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، تعليقاً علی المعلومات التي تحدثت عن نية «داعش» الهجوم علی المدن المقدسة « إن كربلاء والنجف خط أحمر بالنسبة إلينا، وإذا هددهما داعش لن تمنعنا الحدود عن دعمهما».  إلى ذلك، نقلت «فرانس برس» عن السفير الإيراني لدى منظمة التعاون الإسلامي رضا حميد دهقاني قوله إن «لقاء جدة كان جيداً جداً ومثمراً وان شاء الله لصالح البلدين والأمة العربية والإسلامية».  واضاف «اننا نبحث مع الاخوة في المملكة العربية السعودية في العلاقات الثنائية وفي التطورات والمستجدات والتحديات التي نواجهها في المنطقة، مثل التطرف، والهجوم الوحشي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل».  وعما إذا تم تحديد موعد لزيارة ظريف السعودية، قال دهقاني: «هذا مرتبط بالمستقبل، ان شاء الله، وهو امر حتمي».  على صعيد العلاقة بين بغداد واقليم كردستان، أكدت مصادر عراقية أن بعض القضايا العالقة، خصوصاً تمويل «البيشمركة»، ورواتب موظفي الإقليم، والتفاهم على إدارة إنتاج وتصدير النفط، ستكون مطروحة على طاولة التسويات النهائية، وان الجانب الايراني يدعم مثل هذه التسوية. وكان نواب سنة أكدوا لـ»الحياة» أمس تمسك المفاوضين عن تحالف القوى السنية، بشروطهم خصوصاً ما يتعلق منها بتسوية ملف اجتثاث البعثيين، وإصدار عفو عام.  وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، خلال اجتماع مع رؤساء مجالس المحافظات إن «مجلس النواب سيكون ملزماً تشريع القوانين وتوزيع الواردات والثروات الطبيعية على المحافظات وإقرار قانون مجلس الإتحاد والإسراع في إقرار الموازنة العامة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة