أثار الشخص الذي ظهر في مشهد إعدام الصحفي الأميركي “جيمس فولي”، والذي قام بقطع رأسه بعد حديثه بالانكليزية بلهجة بريطانية، تساؤلات في الأوساط المختلفة في المجتمع البريطاني حول ظروف انضمام الشبان البريطانيين إلى صفوف التنظيم المتشدد، والتدابير الحكومية الواجب اتخاذها للحيلولة دون ذلك.

وقال “مانغوس رانستورب”، رئيس مجموعة العمل حول المقاتلين الأجانب في شبكة التوعية الأوروبية حول التطرف، متحدثا لمراسل “الأناضول”، عن العوامل المحفزة للشباب البريطاني للمشاركة في أعمال العنف في الشرق الأسط: “المسلمون يرون أنفسهم ملزمين بمساعدة إخوانهم في سوريا، تحت وطأة الأزمة الإنسانية هناك، وهذه وجهة نظر عاطفية تضع الشبان تحت ضغط أخلاقي، إلى جانب العوامل الأيدلوجية”.

وأضاف “رانستورب”: “يعتقد أن أكثر من (600) بريطاني ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، إلى جانب أكثر من (300) بلجيكي، وأكثر من (100) دنماركي”، مشيرا أن “الإجراءات الصارمة وحدها لا تكفي لردع هؤلاء، وينبغي بلورة استراتيجية شاملة في هذا الإطار، يجري التركيز فيها بشكل أكبر على دمج المتطرفين في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي لهم”.

وشدد “رانستورب”، على ضرورة أن تكون الحكومات الغربية حذرة عند اتخاذ قرارات تتعلق باحتمال التدخل العسكري الغربي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودراسة المخاطر التي قد تنجم عن ذلك، مشيرا إلى احتمال تركيز التنظيم على نقل نشاطاته إلى الغرب في حال التدخل الغربي”.

ويرى الخبير في مكافحة الإرهاب، والعنف السياسي من جامعة باث البريطانية، “رضوان صابر”، “أن الأسباب التي قد تدفع الشباب البريطاني إلى الانضمام لصفوف التنظيم، تتنوع من حب المغامرة إلى البطولة، ومن حب المديح إلى تحقيق أسباب شخصية مختلفة”، مضيفا: “البعض يرى أن التقدم الذي يحرزه التنظيم يجعله لاعبا مهما في العلاقات الدولية، وهناك من يرغب أن يكون جزءا من حركة قد تكتب التاريخ المعاصر”.

ووفق المعلومات الواردة من الشرطة البريطانية، فقد جرى توقيف (29) مواطنا في الفترة بين نيسان/أبريل – حزيران/يونيو الماضي بتهم تتراوح بين تمويل الإرهاب، والتخطيط لعمليات إرهابية، والانضمام لمعسكرات تدريب إرهابية.

وذكر تقرير صدر في نيسان/أبريل الماضي عن مركز مكافحة التطرف الدولي التابع لجامعة كينغز في لندن، أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يبلغ وسطيا حوالي (11) ألف مقاتل منهم (2800) مقاتلا قدموا من دول غربية.

وكان مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني قد رفض في نيسان/أبريل الماضي مقترحا بإسقاط الجنسية عن المتورطين بعمليات إرهابية في الشرق الأوسط، معتبرا ذلك “مقاربة ينتهجها الحكام المستبدين، والطغاة”.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-26
  • 9485
  • من الأرشيف

خبراء: حب المغامرة والبطولة من أسباب التحاق الشباب البريطاني بـ”داعش”

أثار الشخص الذي ظهر في مشهد إعدام الصحفي الأميركي “جيمس فولي”، والذي قام بقطع رأسه بعد حديثه بالانكليزية بلهجة بريطانية، تساؤلات في الأوساط المختلفة في المجتمع البريطاني حول ظروف انضمام الشبان البريطانيين إلى صفوف التنظيم المتشدد، والتدابير الحكومية الواجب اتخاذها للحيلولة دون ذلك. وقال “مانغوس رانستورب”، رئيس مجموعة العمل حول المقاتلين الأجانب في شبكة التوعية الأوروبية حول التطرف، متحدثا لمراسل “الأناضول”، عن العوامل المحفزة للشباب البريطاني للمشاركة في أعمال العنف في الشرق الأسط: “المسلمون يرون أنفسهم ملزمين بمساعدة إخوانهم في سوريا، تحت وطأة الأزمة الإنسانية هناك، وهذه وجهة نظر عاطفية تضع الشبان تحت ضغط أخلاقي، إلى جانب العوامل الأيدلوجية”. وأضاف “رانستورب”: “يعتقد أن أكثر من (600) بريطاني ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، إلى جانب أكثر من (300) بلجيكي، وأكثر من (100) دنماركي”، مشيرا أن “الإجراءات الصارمة وحدها لا تكفي لردع هؤلاء، وينبغي بلورة استراتيجية شاملة في هذا الإطار، يجري التركيز فيها بشكل أكبر على دمج المتطرفين في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي لهم”. وشدد “رانستورب”، على ضرورة أن تكون الحكومات الغربية حذرة عند اتخاذ قرارات تتعلق باحتمال التدخل العسكري الغربي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ودراسة المخاطر التي قد تنجم عن ذلك، مشيرا إلى احتمال تركيز التنظيم على نقل نشاطاته إلى الغرب في حال التدخل الغربي”. ويرى الخبير في مكافحة الإرهاب، والعنف السياسي من جامعة باث البريطانية، “رضوان صابر”، “أن الأسباب التي قد تدفع الشباب البريطاني إلى الانضمام لصفوف التنظيم، تتنوع من حب المغامرة إلى البطولة، ومن حب المديح إلى تحقيق أسباب شخصية مختلفة”، مضيفا: “البعض يرى أن التقدم الذي يحرزه التنظيم يجعله لاعبا مهما في العلاقات الدولية، وهناك من يرغب أن يكون جزءا من حركة قد تكتب التاريخ المعاصر”. ووفق المعلومات الواردة من الشرطة البريطانية، فقد جرى توقيف (29) مواطنا في الفترة بين نيسان/أبريل – حزيران/يونيو الماضي بتهم تتراوح بين تمويل الإرهاب، والتخطيط لعمليات إرهابية، والانضمام لمعسكرات تدريب إرهابية. وذكر تقرير صدر في نيسان/أبريل الماضي عن مركز مكافحة التطرف الدولي التابع لجامعة كينغز في لندن، أن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يبلغ وسطيا حوالي (11) ألف مقاتل منهم (2800) مقاتلا قدموا من دول غربية. وكان مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني قد رفض في نيسان/أبريل الماضي مقترحا بإسقاط الجنسية عن المتورطين بعمليات إرهابية في الشرق الأوسط، معتبرا ذلك “مقاربة ينتهجها الحكام المستبدين، والطغاة”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة