يلاحظ المتتبع لسيرورة عمل مؤسساتنا الحكومية وجود الكثير من الأفكار والمبادرات والدراسات المهمّة، معظمها يوأد نتيجة أسباب منها الموضوعي ومنها لا وربما يأتي في مقدمة النوع الثاني غبن المتحكمين بقرار إبصارها النور من جهة، أو عرقلة رأس هرم المؤسّسة لها، خشية تفوق مرؤوسيه عليه من جهة ثانية، ولا يطبّق من هذه الأفكار –للأسف- سوى اليسير القليل منها.

لعلّ آخر الدراسات الاقتصادية التي أُنجزت ونعتقد أنها ترقى لمستوى الطموح في عملية التنمية وانعكاساتها على اقتصادنا الوطني، هي ما أنجزها مركز السياسات الزراعية في وزارة الزراعة، وحملت عنوان “الكوريدور الأخضر السوري.. النفاذ بحراً إلى الأسواق الشرقية”.

حتى لا يُساء الظن بنا، نبيّن أن الدراسة حديثة الإنجاز ولم يمضِ وقت حتى نجزم بوأدها أو تجاهلها، و لا نقصد بتسليط الضوء عليها تناول أي مسؤول، أو تقصير لأية جهة كانت، وإنما الهدف هو تحريض متخذ القرار للإسراع بتبني هذا المشروع الاقتصادي الحيوي وتجسيده على أرض الواقع، خاصة وأن هذه الدراسة تقدم مقترحاً عملياً لربط مرفأ اللاذقية بمرفأ “نوفوروسيسك” الروسي بواسطة كوريدور أخضر يعتمد نظام الـ (RORO) والمقصود به باختصار صعود الشاحنات المحمّلة بالسلع الزراعية إلى سطح السفينة دون تفريغ وتحميل، ثم نزولها من السفينة بالطريقة نفسها في المرفأ المقصود، ما يوفر في الوقت ويقلّل احتمال تلف السلع الزراعية المشحونة، كما أنه يحدّ من الفاقد الذي قد تتسبّب به عملية التفريغ والتحميل في المرفأ، فضلاً عن كونه أكثر كفاءة اقتصادياً من ناحية التكاليف، ويساهم بتوفير تكاليف التحميل والتفريغ، ويبقى سائقو الشاحنات مع شاحناتهم على ظهر السفينة ليعودوا ويقودونها مجدداً بعد النزول إلى المرفأ في البلد المستورد.

أغلب الظن أن العارفين بخفايا اقتصادنا لا يشككون مطلقاً بأهمية هذه المشروع، إذ يؤكد شيوخ كار التصدير أن هناك 400 ألف طن تفاح من الساحل السوري، منها 200 ألف طن فقط من منطقة مشتى الحلو، إضافة إلى 100 ألف طن من البندورة المحمية وجميعها جاهزة للنقل إلى روسيا.

للأمانة.. لاحظنا أن هذه الدراسة شهدت منذ الإعلان عنها اهتماماً كبيراً من قبل الجهات المعنية بالإنتاج الزراعي وتصديره، وتكاد الاجتماعات الأخيرة لفعالياتنا الاقتصادية العامة والخاصة، لا تخلو من الحديث بجدية عن هذا المشروع الذي نأمل تفعيله بأسرع وقت ممكن، وليكسر بالتالي قاعدة وأد الأفكار.

  • فريق ماسة
  • 2014-08-15
  • 14722
  • من الأرشيف

هل يكسر “الكوريدور” القاعدة؟...الشاحنات تصعد مع الحمولة إلى الباخرة من مرفأ اللاذقية وتنزل معها في ميناء روسي

يلاحظ المتتبع لسيرورة عمل مؤسساتنا الحكومية وجود الكثير من الأفكار والمبادرات والدراسات المهمّة، معظمها يوأد نتيجة أسباب منها الموضوعي ومنها لا وربما يأتي في مقدمة النوع الثاني غبن المتحكمين بقرار إبصارها النور من جهة، أو عرقلة رأس هرم المؤسّسة لها، خشية تفوق مرؤوسيه عليه من جهة ثانية، ولا يطبّق من هذه الأفكار –للأسف- سوى اليسير القليل منها. لعلّ آخر الدراسات الاقتصادية التي أُنجزت ونعتقد أنها ترقى لمستوى الطموح في عملية التنمية وانعكاساتها على اقتصادنا الوطني، هي ما أنجزها مركز السياسات الزراعية في وزارة الزراعة، وحملت عنوان “الكوريدور الأخضر السوري.. النفاذ بحراً إلى الأسواق الشرقية”. حتى لا يُساء الظن بنا، نبيّن أن الدراسة حديثة الإنجاز ولم يمضِ وقت حتى نجزم بوأدها أو تجاهلها، و لا نقصد بتسليط الضوء عليها تناول أي مسؤول، أو تقصير لأية جهة كانت، وإنما الهدف هو تحريض متخذ القرار للإسراع بتبني هذا المشروع الاقتصادي الحيوي وتجسيده على أرض الواقع، خاصة وأن هذه الدراسة تقدم مقترحاً عملياً لربط مرفأ اللاذقية بمرفأ “نوفوروسيسك” الروسي بواسطة كوريدور أخضر يعتمد نظام الـ (RORO) والمقصود به باختصار صعود الشاحنات المحمّلة بالسلع الزراعية إلى سطح السفينة دون تفريغ وتحميل، ثم نزولها من السفينة بالطريقة نفسها في المرفأ المقصود، ما يوفر في الوقت ويقلّل احتمال تلف السلع الزراعية المشحونة، كما أنه يحدّ من الفاقد الذي قد تتسبّب به عملية التفريغ والتحميل في المرفأ، فضلاً عن كونه أكثر كفاءة اقتصادياً من ناحية التكاليف، ويساهم بتوفير تكاليف التحميل والتفريغ، ويبقى سائقو الشاحنات مع شاحناتهم على ظهر السفينة ليعودوا ويقودونها مجدداً بعد النزول إلى المرفأ في البلد المستورد. أغلب الظن أن العارفين بخفايا اقتصادنا لا يشككون مطلقاً بأهمية هذه المشروع، إذ يؤكد شيوخ كار التصدير أن هناك 400 ألف طن تفاح من الساحل السوري، منها 200 ألف طن فقط من منطقة مشتى الحلو، إضافة إلى 100 ألف طن من البندورة المحمية وجميعها جاهزة للنقل إلى روسيا. للأمانة.. لاحظنا أن هذه الدراسة شهدت منذ الإعلان عنها اهتماماً كبيراً من قبل الجهات المعنية بالإنتاج الزراعي وتصديره، وتكاد الاجتماعات الأخيرة لفعالياتنا الاقتصادية العامة والخاصة، لا تخلو من الحديث بجدية عن هذا المشروع الذي نأمل تفعيله بأسرع وقت ممكن، وليكسر بالتالي قاعدة وأد الأفكار.

المصدر : جريدة البعث/ حسن النابلسي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة