اكد خبير انتشار الاسلحة النووية الامريكي روبرت اينهورن، الذي كان مستشارا في التسلح الدولي في وزارة الخارجية الامريكية بين عامي 2009 و2013، وهو الآن في هذا الشأن في معهد «بروكينغز الامريكي ان الكونغرس الامريكي يعارض اي اتفاق بين امريكا والدول الغربية، من جهة، وايران من جهة اخرى، إلا إذا توقفت ايران كليا عن التخصيب النووي، وهذا الامر عرقل التوصل الى اتفاق بين الجانبين ومُددت الفترة حتى اواسط تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام خلافا لما كانت الادارة الامريكية بقيادة الرئيس باراك اوباما ترغب به بان تقر الاتفاقية هذا الشهر.

واضاف قائلا في ندوة جرت امس الإول في معهد (تشاتهام هاوس) في لندن بعنوان: «ايران، هل تمت الصفقة؟» (تشارك معه فيها علي فايز، المحلل في الشؤون الايرانية في مجموعة الازمات الدولية) ان الرئيس الايراني حسن روحاني بدوره راهن بشكل كبير على نجاح هذه المفاوضات مع الدول الغربية واعدا شعبه بان العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والمؤدية الى أزمة اقتصادية في البلد ستنخفض، وتزول تدريجيا مع نجاح هذه الاتفاقية.

والقضية في النهاية، حسب اينهورن، سياسية، فإذا نجحت الصفقة سيعزز دور المجموعات المعتدلة في النظام الايراني وسيتحقق انفتاحا ايرانيا مع العالم عموما ومع الدول المجاورة، اما اذا اخفقت فسيتصاعد دور المتشددين في ايران.

واذا تصاعد دور المعتدلين في ايران فان هذا التطور سيؤدي الى امكان تحسين الاوضاع في العراق وسوريا وافغانستان واماكن اخرى حيث تملك ايران دورا فاعلا، وقد يكون بامكانها التعاون والعمل في هذا السبيل مع الدول الغربية. ورأى اينهورن ان نسبة نجاح مثل هذه الاتفاقية هي حوالي 50 في المئة إذ ما زالت هناك عقبات في نسبة التخصيب التي تطلبها ايران وتلك التي توافق عليها الدول الغربية.

اما علي فايز فقال انه ليس متشائما لكون الاتفاق قد أجل ولم يتم في 20 تموز/يوليو الجاري كما كان يتوقع، وذلك لانه من الافضل برايه التوصل الى اتفاق واضح وصلب بدلا من الاستعجال وإبرام اتفاق فيه بعض الامور غير الواضحة، كما اعتبر انه يجب تحضير الرأي العام في الجانبين بأن هذا الاتفاق يجب ان يُطبق بطريقة الخطوة التي تلي الخطوة وليس في دفعة واحدة. فبالامكان الاتفاق على اعتماد نسب تخصيب تصاعدية تناسب الجانبين وتطبق في فترات متلاحقة.

وعارض تصعيد العقوبات الاقتصادية الغربية على ايران قائلا انه بدلاً من ان يحقق هذا الامر رضوخاً ايرانياً، فانه سيجعل من الصعب على الرئيس روحاني تسويق الاتفاق لدى شعبه وسيجعله في وضع ضعيف امام خصومه المعارضين للاتفاق.

واعترف اينهورن ان مواقف اسرائيل التي لها وقعها في الكونغرس الامريكي، والتي تعارض اي اتفاق نووي غربي (امريكي) مع ايران لا تتوقف فيه طهران عن التخصيب كليان جعلت الامر صعباً على اوباما وفريقه مع ان روحاني نجح في الامتثال لما طلبته الجهة الغربية في المفاوضات لفترة محددة حيث جمّد التخصيب، واقفل مفاعل آراك لانتاج البلوتونيوم الذي يمكن استعماله لانتاج السلاح النووي في مقابل تنازلات غربية محدودة. غير ان ايران، حسب اينهورن بامكانها الخروج من اي اتفاقية توقعها، والعودة الى التخصيب الساعي الى انتاج السلاح النووي كما فعلت (برأيه) حتى عام 2003. وهذا امر قال فايز ان ايران ترفض الاعتراف به وتنفي كليا انها سعت في اي فترة الى انتاج السلاح النووي، بل هدفت لانتاج الطاقة النووية السلمية في شتى الفترات.

كما قال اينهورن ان تكاليف تخصيب الكميات التي تطلبها ايران في المفاوضات كبيرة جداً، وهي ليست بحاجة اليها في انتاج الطاقة النووية السلمية، وهذا ما تخشاه بعض الجهات الغربية. كما ان مراقبتها للعمليات الانتاجية لهذه الطاقة في ايران ليست شاملة، وما زالت ايران بامكانها العمل السري في هذا المجال، وعلى اي حال، فقد أفرجت الدول الغربية، حسب اينهورن، عن 2.8 مليار دولار من الاموال الايرانية المجمدة في الغرب ووعدت بالافراج عن المزيد إذا كانت النيات صافية في الاشهر المقبلة وحتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام.

وتمنى فايز المزيد من الحوافز الاقتصادية الايجابية من الدول الغربية تجاه ايران كلما تعاونت في المجال النووي، فيما قال اينهورن ان المطلوب الحوافز الايجابية والسلبية في الوقت عينه، اذ ان ايران يجب ان تدرك بان اي خرق لتعهداتها قد يواجه بردود فعل قوية من الجانب الغربي.

  • فريق ماسة
  • 2014-07-23
  • 10929
  • من الأرشيف

روبرت اينهورن: «الكونغرس الأمريكي واسرائيل يعطلان الاتفاقية النووية الغربية مع إيران ويعرقلان آمال أوباما وروحاني في نجاحها»

اكد خبير انتشار الاسلحة النووية الامريكي روبرت اينهورن، الذي كان مستشارا في التسلح الدولي في وزارة الخارجية الامريكية بين عامي 2009 و2013، وهو الآن في هذا الشأن في معهد «بروكينغز الامريكي ان الكونغرس الامريكي يعارض اي اتفاق بين امريكا والدول الغربية، من جهة، وايران من جهة اخرى، إلا إذا توقفت ايران كليا عن التخصيب النووي، وهذا الامر عرقل التوصل الى اتفاق بين الجانبين ومُددت الفترة حتى اواسط تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام خلافا لما كانت الادارة الامريكية بقيادة الرئيس باراك اوباما ترغب به بان تقر الاتفاقية هذا الشهر. واضاف قائلا في ندوة جرت امس الإول في معهد (تشاتهام هاوس) في لندن بعنوان: «ايران، هل تمت الصفقة؟» (تشارك معه فيها علي فايز، المحلل في الشؤون الايرانية في مجموعة الازمات الدولية) ان الرئيس الايراني حسن روحاني بدوره راهن بشكل كبير على نجاح هذه المفاوضات مع الدول الغربية واعدا شعبه بان العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران والمؤدية الى أزمة اقتصادية في البلد ستنخفض، وتزول تدريجيا مع نجاح هذه الاتفاقية. والقضية في النهاية، حسب اينهورن، سياسية، فإذا نجحت الصفقة سيعزز دور المجموعات المعتدلة في النظام الايراني وسيتحقق انفتاحا ايرانيا مع العالم عموما ومع الدول المجاورة، اما اذا اخفقت فسيتصاعد دور المتشددين في ايران. واذا تصاعد دور المعتدلين في ايران فان هذا التطور سيؤدي الى امكان تحسين الاوضاع في العراق وسوريا وافغانستان واماكن اخرى حيث تملك ايران دورا فاعلا، وقد يكون بامكانها التعاون والعمل في هذا السبيل مع الدول الغربية. ورأى اينهورن ان نسبة نجاح مثل هذه الاتفاقية هي حوالي 50 في المئة إذ ما زالت هناك عقبات في نسبة التخصيب التي تطلبها ايران وتلك التي توافق عليها الدول الغربية. اما علي فايز فقال انه ليس متشائما لكون الاتفاق قد أجل ولم يتم في 20 تموز/يوليو الجاري كما كان يتوقع، وذلك لانه من الافضل برايه التوصل الى اتفاق واضح وصلب بدلا من الاستعجال وإبرام اتفاق فيه بعض الامور غير الواضحة، كما اعتبر انه يجب تحضير الرأي العام في الجانبين بأن هذا الاتفاق يجب ان يُطبق بطريقة الخطوة التي تلي الخطوة وليس في دفعة واحدة. فبالامكان الاتفاق على اعتماد نسب تخصيب تصاعدية تناسب الجانبين وتطبق في فترات متلاحقة. وعارض تصعيد العقوبات الاقتصادية الغربية على ايران قائلا انه بدلاً من ان يحقق هذا الامر رضوخاً ايرانياً، فانه سيجعل من الصعب على الرئيس روحاني تسويق الاتفاق لدى شعبه وسيجعله في وضع ضعيف امام خصومه المعارضين للاتفاق. واعترف اينهورن ان مواقف اسرائيل التي لها وقعها في الكونغرس الامريكي، والتي تعارض اي اتفاق نووي غربي (امريكي) مع ايران لا تتوقف فيه طهران عن التخصيب كليان جعلت الامر صعباً على اوباما وفريقه مع ان روحاني نجح في الامتثال لما طلبته الجهة الغربية في المفاوضات لفترة محددة حيث جمّد التخصيب، واقفل مفاعل آراك لانتاج البلوتونيوم الذي يمكن استعماله لانتاج السلاح النووي في مقابل تنازلات غربية محدودة. غير ان ايران، حسب اينهورن بامكانها الخروج من اي اتفاقية توقعها، والعودة الى التخصيب الساعي الى انتاج السلاح النووي كما فعلت (برأيه) حتى عام 2003. وهذا امر قال فايز ان ايران ترفض الاعتراف به وتنفي كليا انها سعت في اي فترة الى انتاج السلاح النووي، بل هدفت لانتاج الطاقة النووية السلمية في شتى الفترات. كما قال اينهورن ان تكاليف تخصيب الكميات التي تطلبها ايران في المفاوضات كبيرة جداً، وهي ليست بحاجة اليها في انتاج الطاقة النووية السلمية، وهذا ما تخشاه بعض الجهات الغربية. كما ان مراقبتها للعمليات الانتاجية لهذه الطاقة في ايران ليست شاملة، وما زالت ايران بامكانها العمل السري في هذا المجال، وعلى اي حال، فقد أفرجت الدول الغربية، حسب اينهورن، عن 2.8 مليار دولار من الاموال الايرانية المجمدة في الغرب ووعدت بالافراج عن المزيد إذا كانت النيات صافية في الاشهر المقبلة وحتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام. وتمنى فايز المزيد من الحوافز الاقتصادية الايجابية من الدول الغربية تجاه ايران كلما تعاونت في المجال النووي، فيما قال اينهورن ان المطلوب الحوافز الايجابية والسلبية في الوقت عينه، اذ ان ايران يجب ان تدرك بان اي خرق لتعهداتها قد يواجه بردود فعل قوية من الجانب الغربي.

المصدر : القدس العربي/ سمير ناصيف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة