لا شك أن ظهور صواريخ «M302» «السورية الصنع» في غزة أحدث صدمة في الكيان الصهيوني، فهي قادرة -وفق تقرير لصحيفة «هاآرتس»- على تهديد منطقة القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحتى حقول الغاز في البحر.

لا شك أن ظهور صواريخ «M302» «السورية الصنع» في غزة أحدث صدمة في الكيان الصهيوني، فهي قادرة -وفق تقرير لصحيفة «هاآرتس»- على تهديد منطقة القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحتى حقول الغاز في البحر.

لكن أهمية تلك الصواريخ ليست في كونها تمثل جزءاً من سلسلة صواريخ متطورة ودقيقة وبعيدة المدى فقط، بل إنها وضعت الكيان الصهيوني في دائرة الخطر الحقيقي «فإسرائيل لا تعرف حقاً إلى أين هي ذاهبة في هذه العملية وهنا تكمن المشكلة» كما قال أحد المحللين الصهاينة.

ولأنها غير مرتاحة على وضعها وعاجزة عن تحقيق أهدافها وغير قادرة على الاستمرار بمواجهة طويلة بدأت «إسرائيل» تبحث عن مخرج مناسب من المأزق الذي وقعت فيه، فتم تحريك وساطة قطرية من أجل البحث عن وقف إطلاق النار.

ولا شك أن لوجود الصواريخ السورية بغزة العديد من الدلالات المهمّة أهمها:

1- إخفاق الرهان على شق صف المقاومة، فسورية التي تواجه الإرهاب المدعوم «إسرائيلياً» للعام الرابع على التوالي تؤكد بالدليل القاطع استمرار تحالفها مع المقاومة الفلسطينية وتمسكها بنهج المقاومة كطريق وحيد لاسترجاع الحقوق بصرف النظر عن مواقف حركة /حماس/ ومغامراتها وأخطائها، فقياداتها السياسية القابعة تحت الجناح القطري بالمحصلة لا تختلف بشيء عن «معارضة الفنادق» لجهة الحل والربط، والفعل والقرار يبقى ملكاً لمن يقاتل على أرض الميدان.

2- إخفاق واشنطن بحفظ أمن «إسرائيل»، فمنظومة المقاومة ماضية في تعزيز وضعها وتطوير قدراتها الذاتية لقناعتها بأن حل الصراع العربي الصهيوني لن يتم إلا على قاعدة أن ما أُخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة، والمواجهة الكبرى مع الكيان الصهيوني الغاصب آتية لا محالة طال الزمان أو قصر.

3- قدرة سورية على إنتاج الصواريخ لم تتأثر باغتيال أهم العقول العسكرية التي عملت على تطوير هذه الصناعة، مع الملاحظة بأن «الهجمة عليها سببها أنها تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلى قوة صاروخية هائلة تحسب لها إسرائيل ألف حساب» كما أشار السيد حسن نصر اللـه في أحد خطاباته.

4- الصواريخ السورية كشفت للفلسطينيين الصديق من العدو، وللإشارة فإن الوقود الذي تستخدمه الطائرات الحربية «الإسرائيلية» لقصف الفلسطينيين الأبرياء يتم نقله عبر ميناءي مرسين ودورتيول التركيين وفق معلومات نشرتها صحيفة آيدينليك التركية مؤخراً ما يثبت عمق التحالف الأردوغاني «الإسرائيلي».

في الواقع، أن ظهور الصواريخ السورية بقوة في قلب فلسطين المحتلة في الوقت الذي تواصل فيه سورية معركتها على الإرهاب شكّل إعلاناً صريحاً بأن قواعد الاشتباك تغيرت فعلاً، وأن زمن العربدة «الإسرائيلية» قد ولّى، وما يحدث في غزة اليوم ربما يشكل فرصة تاريخية نادرة أمام العرب لإعادة تصويب مسار الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة، فإسقاط الإرهاب الوافد إلى سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان ومصر والمغرب العربي يستلزم خطوات عملية وجادة باتجاه تصحيح بوصلة الصراع.

وفي هذا السياق، ثمة ما يشير إلى أن الشعب الفلسطيني لن يُترك فريسة سهلة «لإسرائيل» إذا تطورت الأمور نحو حرب برية مفتوحة، وبعيداً عن منطق الإدانات الفارغ: «هناك دول وجهات ستتدخل لنصرة الشعب الفلسطيني ولن تتركه وحيداً إذا استمر العدوان» - قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل لقناة الميادين لافتاً إلى ما هو أهم: «حزب اللـه وسورية لن يقفا مكتوفي الأيدي في حال تطور الوضع».

  • فريق ماسة
  • 2014-07-15
  • 8032
  • من الأرشيف

رسائل تقلق «إسرائيل».....باسمة حامد

لا شك أن ظهور صواريخ «M302» «السورية الصنع» في غزة أحدث صدمة في الكيان الصهيوني، فهي قادرة -وفق تقرير لصحيفة «هاآرتس»- على تهديد منطقة القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحتى حقول الغاز في البحر. لا شك أن ظهور صواريخ «M302» «السورية الصنع» في غزة أحدث صدمة في الكيان الصهيوني، فهي قادرة -وفق تقرير لصحيفة «هاآرتس»- على تهديد منطقة القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحتى حقول الغاز في البحر. لكن أهمية تلك الصواريخ ليست في كونها تمثل جزءاً من سلسلة صواريخ متطورة ودقيقة وبعيدة المدى فقط، بل إنها وضعت الكيان الصهيوني في دائرة الخطر الحقيقي «فإسرائيل لا تعرف حقاً إلى أين هي ذاهبة في هذه العملية وهنا تكمن المشكلة» كما قال أحد المحللين الصهاينة. ولأنها غير مرتاحة على وضعها وعاجزة عن تحقيق أهدافها وغير قادرة على الاستمرار بمواجهة طويلة بدأت «إسرائيل» تبحث عن مخرج مناسب من المأزق الذي وقعت فيه، فتم تحريك وساطة قطرية من أجل البحث عن وقف إطلاق النار. ولا شك أن لوجود الصواريخ السورية بغزة العديد من الدلالات المهمّة أهمها: 1- إخفاق الرهان على شق صف المقاومة، فسورية التي تواجه الإرهاب المدعوم «إسرائيلياً» للعام الرابع على التوالي تؤكد بالدليل القاطع استمرار تحالفها مع المقاومة الفلسطينية وتمسكها بنهج المقاومة كطريق وحيد لاسترجاع الحقوق بصرف النظر عن مواقف حركة /حماس/ ومغامراتها وأخطائها، فقياداتها السياسية القابعة تحت الجناح القطري بالمحصلة لا تختلف بشيء عن «معارضة الفنادق» لجهة الحل والربط، والفعل والقرار يبقى ملكاً لمن يقاتل على أرض الميدان. 2- إخفاق واشنطن بحفظ أمن «إسرائيل»، فمنظومة المقاومة ماضية في تعزيز وضعها وتطوير قدراتها الذاتية لقناعتها بأن حل الصراع العربي الصهيوني لن يتم إلا على قاعدة أن ما أُخذ بالقوة لن يُسترد إلا بالقوة، والمواجهة الكبرى مع الكيان الصهيوني الغاصب آتية لا محالة طال الزمان أو قصر. 3- قدرة سورية على إنتاج الصواريخ لم تتأثر باغتيال أهم العقول العسكرية التي عملت على تطوير هذه الصناعة، مع الملاحظة بأن «الهجمة عليها سببها أنها تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلى قوة صاروخية هائلة تحسب لها إسرائيل ألف حساب» كما أشار السيد حسن نصر اللـه في أحد خطاباته. 4- الصواريخ السورية كشفت للفلسطينيين الصديق من العدو، وللإشارة فإن الوقود الذي تستخدمه الطائرات الحربية «الإسرائيلية» لقصف الفلسطينيين الأبرياء يتم نقله عبر ميناءي مرسين ودورتيول التركيين وفق معلومات نشرتها صحيفة آيدينليك التركية مؤخراً ما يثبت عمق التحالف الأردوغاني «الإسرائيلي». في الواقع، أن ظهور الصواريخ السورية بقوة في قلب فلسطين المحتلة في الوقت الذي تواصل فيه سورية معركتها على الإرهاب شكّل إعلاناً صريحاً بأن قواعد الاشتباك تغيرت فعلاً، وأن زمن العربدة «الإسرائيلية» قد ولّى، وما يحدث في غزة اليوم ربما يشكل فرصة تاريخية نادرة أمام العرب لإعادة تصويب مسار الأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة، فإسقاط الإرهاب الوافد إلى سورية والعراق واليمن وليبيا ولبنان ومصر والمغرب العربي يستلزم خطوات عملية وجادة باتجاه تصحيح بوصلة الصراع. وفي هذا السياق، ثمة ما يشير إلى أن الشعب الفلسطيني لن يُترك فريسة سهلة «لإسرائيل» إذا تطورت الأمور نحو حرب برية مفتوحة، وبعيداً عن منطق الإدانات الفارغ: «هناك دول وجهات ستتدخل لنصرة الشعب الفلسطيني ولن تتركه وحيداً إذا استمر العدوان» - قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل لقناة الميادين لافتاً إلى ما هو أهم: «حزب اللـه وسورية لن يقفا مكتوفي الأيدي في حال تطور الوضع».

المصدر : الوطن / باسمة حامد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة