دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تعتبر معركة الجبهة الجنوبية في سوريا على نطاق واسع مهمة لطرفي النزاع، فبحسمه إياها يكون الجيش السوري قد أغلق باب الآمال تماماً بوجه المجموعات المسلحة للتقدم باتجاه دمشق، وفي حال ربحت المجموعات المسلحة ومن خلفها هذه المعركة تكون قد أحدثت خرقاً في التوازن الذي بدأ يميل لصالح الجيش السوري منذ عام تقريباً مع سيطرته على مدينة القصير في ريف حمص.
وحمل قرار السلطات الأردنية “المفاجئ” بطرد السفير السوري في عمّان بهجت سليمان في هذا التوقيت بالذات، أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أنه يتزامن مع تسخين جبهة درعا الجنوبية وريفها، وبعد أيام من تصريح لافت لرئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الروسية، كشف فيه عن مخطط تحضر له “دول إقليمية” للقيام بعملية عسكرية ضد “الحكومة السورية”، وسط معلومات صدرت عن محللين عسكريين غربيين أشاروا فيها إلى أن الجبهة الجنوبية في سوريا على موعد مع مواجهات عسكرية كبرى وبعد دخول اسرائيل استخباراتيا ولوجستيا على خط المعركة.
وكشفت معلومات صحفية عن رصد الجيش السوري مدعوما بقوات حليفة قبيل الهجوم على نوى في ريف درعا عناصر مسلحة تبيّن لاحقا أنهم ينتمون إلى كتيبة “باشان الإسرائيلية” وهم من يحرّكون سير العمليات للمجموعات المسلحة في الجبهة الجنوبية.
وقد جاء الحديث الأميركي عن تسليح المعارضة المعتدلة على حسب وصفها يصب في تسليح وتدريب عدد من المجموعات المنتشرة في درعا والقنيطرة، علماً أن التقدم العسكري للمجموعات المسلحة في تلك المنطقة خلال فترات سابقة كان بقيادة “جبهة النصرة” وحلفائها. حيث تتلقى هذه المجموعات تدريبها في منطقة حوران الحدودية، اضافة الى مجموعات خاصة تتدرب في معسكرات تدريب اميركية بالاردن.
الهدف الأميركي والاسرائيلي من تسخين جبهة درعا ما هو إلا الحلم عسكريا بالوصول إلى دمشق ضمن المحاولات المتكررة للمجموعات المسلحة لدخولها.
تبعد مدينة نوى ثمانين كيلومتراً عن العاصمة وتشكل مع إنخل وجاسم مثلثاً لأبرز نقاط سيطرة المجموعات المسلحة في ريف درعا ربطا بتلال نوى الموصولة بالجولان.
وأشارت مصادر أمنية إلى عمليات تهريب كبيرة للأسلحة للجماعات المسلحة في درعا، عبر أنفاق تم حفرها قرب سد الوحدة على الحدود الأردنية – السورية، في حين دعا الكاتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليكس فيشمان، القادة العسكريين “الإسرائيليين” إلى شحن المزيد من الأسلحة النوعية للمسلحين في الجنوب السوري مترافقاً مع كلام أتى على لسان معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة؛ رون بن يشاي، أشار فيه إلى أن القوات النظامية باتت تسيطر على الممر الضيق المؤدي إلى القنيطرة، وعلى المدينة نفسها، وعلى ممر آخر يمتد من العاصمة دمشق إلى القرى الدرزية في منطقة حاضر”.
وإذ لفت إلى “الإشارات المقلقة” التي تتأتّى من سير معارك درعا وريفها، شدد “بن يشاي” على ما سماه “الضرورة الاستراتيجية” في زيادة دعم “المتمردين” في الجنوب السوري، حتى ولو اقتضى الأمر تدخلاً “إسرائيلياً” علنياً لمواجهة الجيش السوري وحلفائه.
وكشف موقع “دبكا” العربي أن الجيش الأردني نشر الفرقة العسكرية الثانية على طول الحدود مع سوريا “في وضع قتالي”، لافتاً إلى مخاوف أردنية – “إسرائيلية” بدأت تتعاظم في الفترة الأخيرة، بسبب الخطط المدروسة التي يسير وفقها الجيش السوري في تلك الجبهة، تبعاً لتنسيق لوجستي واستخباري عالي المستوى مع خبراء عسكريين روس وإيرانيين، و”أدمغة” من “حزب الله”، حسب إشارته. إلا أن أخطر ما يجري في درعا، والذي يقلق “تل أبيب”، هو أن تبادر قيادة الأركان السورية باتجاه نقل الحرب إلى الحدود مع الأردن و”إسرائيل”، وفق ما جاء في الموقع العبري.
وهكذا، تبقى كل الاحتمالات التصعيدية مفتوحة على مصراعيها في الجنوب السوري تحديداً، في ظل توجُّس بدأ يخيّم على دوائر القرار في واشنطن حيال “الفوز القادم” للرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات السورية المقبلة، مرفَقاً بتقرير أصدره مؤخراً “معهد الدراسات الحربية” التابع لكلية الحرب الأميركية، كشف فيه أن الجيش السوري سينجح قريباً باستعادة مدينة حلب بالكامل من “المعارضة المسلحة”، التي ستتلقى جراء ذلك ضربة قاصمة إضافية، وفق تعبيره، ليصل التقرير إلى التشكيك بإمكانية استمرارها في المشهد السوري.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة