في سابقة هي الأولى من نوعها، دخلت حركة «أحرار الشام» معترك العمليات الانتحارية علناً، بعدما كانت تدّعي عدم اعتمادها عليها في استراتيجيتها العسكرية، في الوقت الذي أعلنت فيه «الجبهة الإسلامية» إرسال سيارة مفخخة إلى مدينة طرطوس، التي لم تتعرض لأي تهديد أمني منذ بدء الأزمة السورية، بينما تتزايد المؤشرات على أن تفجير الرقة أمس الأول استهدف اجتماعاً لقيادات من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) كان من المتوقع أن يضم المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني.

وأعلنت الهيئة العسكرية في «الجبهة الإسلامية»، في تقريرها اليومي الاثنين الماضي، عن محاولة إدخال سيارة مفخخة إلى مدينة طرطوس عن طريق حمص للقيام بأول عملية «استشهادية» في المدينة.

ورغم أن التقرير ذكر أن المحاولة فشلت بسبب اكتشاف السيارة من قبل أحد الحواجز لوجود أجهزة تكشف الأسلحة والمتفجرات، ما اضطر السائق إلى تفجيرها قبل الوصول إلى الحاجز، إلا أن ذلك يعتبر تطوراً نوعياً في مدينة لم يسجل فيها أي حدث أمني منذ بداية الأزمة السورية.

وقد علمت «السفير» أن السيارة المقصودة هي نفسها التي انفجرت على حاجز مصفاة حمص عند تحويلة حمص ـ طرطوس بالتزامن مع التفجير الانتحاري الذي استهدف حي الزهراء في حمص الاثنين الماضي. ويشير هذا التطور إلى أن بعض الفصائل، ولا سيما «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، قد تحاول تهديد مدينة طرطوس وافتعال بعض الأحداث والتفجيرات فيها للتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران المقبل.

يشار إلى أن «حركة أحرار الشام» التي تهيمن على «الجبهة الإسلامية» كانت تعلن أنها لا تحرّم شرعاً تنفيذ العمليات الانتحارية، لكنها لم تدخلها في الاستراتيجية العسكرية المتبعة من قبلها، ولكن يبدو أن الحركة غيرت رأيها وقررت الاعتماد على العمليات الانتحارية. وفي هذا السياق كان لافتاً الإعلان أن أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما قبل أيام في حاجز الخزانات في ريف حماه ينتمي إلى «أحرار الشام».

ويأتي الإعلان عن إرسال سيارة مفخخة إلى طرطوس ليعزز احتمال التغيير الذي طرأ على قناعات الحركة، وتحولها إلى انتهاج أسلوب التفجيرات الانتحارية الذي يعتبر الأسلوب المفضل عند تنظيم «القاعدة».

وكان انفجار ضخم قد هزّ مدينة الرقة مساء أمس الاول، جراء تفجير سيارة كانت مركونة بالقرب من فندق «لازورد» في حي الثكنة، الذي تحوّل إلى مركز لإيواء عائلات «المقاتلين الأجانب» وأطفالهم، ما تسبب بإصابة 45 شخصا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ولم يسجل مقتل أي شخص بسببه.

وقد سرّبت مصادر إعلامية مقربة من «داعش» أن فندق «لازورد» كان يضم لحظة التفجير اجتماعاً لبعض قيادات «الدولة الإسلامية»، وأنه كان من المتوقع أن ينضم إلى الاجتماع المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني، مشيرةً إلى أن التفجير ـ بحسب قناعتها - كان يستهدف القيادات المجتمعة، وخصوصاً العدناني. وإذ أكدت المصادر أن العدناني بصحة جيدة، فإنها لم تذكر ما إذا كان موجوداً بالفعل في الفندق لحظة استهدافه أم لا.

في المقابل، لم تستبعد مصادر «جبهة النصرة»، المشتبه به الأول بتنفيذ التفجير، أن يكون من تدبير بعض القيادات الأمنية في «داعش»، خصوصاً بعد تزايد حالات الانشقاق عن «الدولة» من قبل «المقاتلين الأجانب» بحسب قولها.

وفي كل الأحوال، وأيّاً كان منفذ تفجير الرقة، فإنه مؤشر جديد على أن هناك من يعمل لتهيئة الأجواء في المنطقة الشرقية لمواجهة عسكرية عنيفة قد لا تبقي ولا تذر، لا سيما في ظل تشكيل «مجلس شورى مجاهدي الشرقية» (مشمش) وما أعقبه من تهديد «داعش» لأهالي الشحيل باقتحام المدينة ما لم يتخلوا عن النصرة.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-27
  • 11859
  • من الأرشيف

تفجير في الرقة يستهدف المتحدث باسم "داعش"..طرطوس مهدّدة بالعمليات الانتحارية

في سابقة هي الأولى من نوعها، دخلت حركة «أحرار الشام» معترك العمليات الانتحارية علناً، بعدما كانت تدّعي عدم اعتمادها عليها في استراتيجيتها العسكرية، في الوقت الذي أعلنت فيه «الجبهة الإسلامية» إرسال سيارة مفخخة إلى مدينة طرطوس، التي لم تتعرض لأي تهديد أمني منذ بدء الأزمة السورية، بينما تتزايد المؤشرات على أن تفجير الرقة أمس الأول استهدف اجتماعاً لقيادات من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) كان من المتوقع أن يضم المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني. وأعلنت الهيئة العسكرية في «الجبهة الإسلامية»، في تقريرها اليومي الاثنين الماضي، عن محاولة إدخال سيارة مفخخة إلى مدينة طرطوس عن طريق حمص للقيام بأول عملية «استشهادية» في المدينة. ورغم أن التقرير ذكر أن المحاولة فشلت بسبب اكتشاف السيارة من قبل أحد الحواجز لوجود أجهزة تكشف الأسلحة والمتفجرات، ما اضطر السائق إلى تفجيرها قبل الوصول إلى الحاجز، إلا أن ذلك يعتبر تطوراً نوعياً في مدينة لم يسجل فيها أي حدث أمني منذ بداية الأزمة السورية. وقد علمت «السفير» أن السيارة المقصودة هي نفسها التي انفجرت على حاجز مصفاة حمص عند تحويلة حمص ـ طرطوس بالتزامن مع التفجير الانتحاري الذي استهدف حي الزهراء في حمص الاثنين الماضي. ويشير هذا التطور إلى أن بعض الفصائل، ولا سيما «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، قد تحاول تهديد مدينة طرطوس وافتعال بعض الأحداث والتفجيرات فيها للتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران المقبل. يشار إلى أن «حركة أحرار الشام» التي تهيمن على «الجبهة الإسلامية» كانت تعلن أنها لا تحرّم شرعاً تنفيذ العمليات الانتحارية، لكنها لم تدخلها في الاستراتيجية العسكرية المتبعة من قبلها، ولكن يبدو أن الحركة غيرت رأيها وقررت الاعتماد على العمليات الانتحارية. وفي هذا السياق كان لافتاً الإعلان أن أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما قبل أيام في حاجز الخزانات في ريف حماه ينتمي إلى «أحرار الشام». ويأتي الإعلان عن إرسال سيارة مفخخة إلى طرطوس ليعزز احتمال التغيير الذي طرأ على قناعات الحركة، وتحولها إلى انتهاج أسلوب التفجيرات الانتحارية الذي يعتبر الأسلوب المفضل عند تنظيم «القاعدة». وكان انفجار ضخم قد هزّ مدينة الرقة مساء أمس الاول، جراء تفجير سيارة كانت مركونة بالقرب من فندق «لازورد» في حي الثكنة، الذي تحوّل إلى مركز لإيواء عائلات «المقاتلين الأجانب» وأطفالهم، ما تسبب بإصابة 45 شخصا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ولم يسجل مقتل أي شخص بسببه. وقد سرّبت مصادر إعلامية مقربة من «داعش» أن فندق «لازورد» كان يضم لحظة التفجير اجتماعاً لبعض قيادات «الدولة الإسلامية»، وأنه كان من المتوقع أن ينضم إلى الاجتماع المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني، مشيرةً إلى أن التفجير ـ بحسب قناعتها - كان يستهدف القيادات المجتمعة، وخصوصاً العدناني. وإذ أكدت المصادر أن العدناني بصحة جيدة، فإنها لم تذكر ما إذا كان موجوداً بالفعل في الفندق لحظة استهدافه أم لا. في المقابل، لم تستبعد مصادر «جبهة النصرة»، المشتبه به الأول بتنفيذ التفجير، أن يكون من تدبير بعض القيادات الأمنية في «داعش»، خصوصاً بعد تزايد حالات الانشقاق عن «الدولة» من قبل «المقاتلين الأجانب» بحسب قولها. وفي كل الأحوال، وأيّاً كان منفذ تفجير الرقة، فإنه مؤشر جديد على أن هناك من يعمل لتهيئة الأجواء في المنطقة الشرقية لمواجهة عسكرية عنيفة قد لا تبقي ولا تذر، لا سيما في ظل تشكيل «مجلس شورى مجاهدي الشرقية» (مشمش) وما أعقبه من تهديد «داعش» لأهالي الشحيل باقتحام المدينة ما لم يتخلوا عن النصرة.

المصدر : السفير/ عبد الله علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة