لاأدري الى أي مدى يمكن أن نقسو على ملك الأردن .. ولاأدري لم يسبقنا الاعتذار كلما تطاولنا على جلالته وهيبة جلالته .. لأن الحقيقة هي أننا نكذب على الناس عندما نقول بأننا نحدثهم عن ملك وجلالة .. فيما نحن نحدثهم في الحقيقة عن ملك بلا مملكة ومملكة بلا ملك .. فهو لايملك ولايحكم وليس له في العير ولا في النفير .. وكان الله في عونه على أغرب مهنة في العالم ورثها له أبوه الذي كتب مذكراته في كتاب سماه (مهنتي كملك) وأراد بها التواضع لكن الحقيقة هي أنها كانت اقرارا واعترافا من الملك الأب أنه لايملك ولايحكم بل يعمل موظفا بمهنة ملك عند الانكليز ..

مشكلتي مع ملك الأردن الحالي أنه كلما دار قلمي حول اسمه بهدوء وتأمله من أسفل الى أعلى ومن أعلى الى أسفل لم يجد فرقا .. فأعلاه كأسفله .. وأسفله كأعلاه .. وكلما اقترب من الأوسمة الكثيرة المعلقة عليه حسبه في حفلة تنكرية .. ووجد أن قامة الملك القصيرة وبزته المثقلة بالنياشين وبطولاته لاتليق برحلة أدبية من قلم يباهي بأنه يتنزه على طرق مرصوفة بسير الملوك والأباطرة .. ولايتردد بجندلة الملوك والقياصرة .. وصرت أحس بالقلم مترددا في منازلة ملك بلا عرش .. وعرش بلا ملك .. وأعيد على نفسي السؤال مرارا لأتأكد ان كنت بالفعل أعني أنني سأكتب عن ملك أو عن مملوك .. فالقلم يقول لي بعينه الحاذقة الماكرة التي ترى كعين النسر بأنه لايرى ملكا .. فهذا الرجل ينتمي الى عصر الملوك المماليك .. وصعاليك المماليك .. وكل المملكة التي يديرها هي مكان لتجميع الشظايا ..شظايا الجغرافيا .. وشظايا الشعوب .. وشظايا التاريخ .. وشظايا الملوك .. وهي أول نموذج تجريبي لما نسميه اليوم بالعولمة .. فالعولمة هي مفهوم اقتصادي لعملية توزيع الانتاج للسلع .. حيث أن اية سلعة أو منتج تتم صناعة أجزائه في بقاع مختلفة من العالم ليتم تجميعها في منتج اشتركت في تصنيعه مجموعة من الشركات العالمية .. والأردن منتج جغرافي مقتطع من جغرافية سورية .. وملئ سكانا من اللاجئين الفلسطينيين (فهو في الحقيقة أرض بلا شعب .. لشعب له أرض) .. وجيء له بملك من عائلة حجازية .. وتزوج ملكه الحجازي من امرأة يهودية اسمها أنطوانيت غاردنر (سميت منى للضحك على اللحى) رفضت أن تعلن اسلامها وبقيت على يهوديتها رغم أنف الملك ومملكته وهاشميته المزعومة .. وأنجبت ولي عهد للأردنيين هو عبد الله الثاني .. ونصبته ملكا رغم أنف المملكة .. وهذا الملك نفسه هو أيضا منتج مثير للاستغراب .. فنصفه حجازي ونصفه يهودي وزوجته فلسطينية وثقافته انكليزية .. ومهنته ملك هاشمي .. وهذا الملك الهاشمي لم يعش في الاردن سوى أربع سنوات من طفولته عندما غادر عام 1966 .. خرج بعدها ولم يعد .. لم يعد الا عام 1999 ليتولى مهنة ابيه بعد غياب 33 سنة .. مهنته كملك هاشمي .. من سلالة النبي ..

 

 

 

وقد تأملت في سيرته الذاتية فتعجبت من الملهاة المأساة .. فالملك ليس في سيرته الذاتية كلمة واحدة أو مدينة أو مدرسة عربية فطفولته كانت في مدرسة ادموند في ساري البريطانية ومدرستي ايغلبروك واكاديمية دير فيلد الأميريكية ..

على كل حال لايجب أن نقسو على هذا الملك المملوك كثيرا والذي يصارع للبقاء في شرق لايتحمل الملوك الصعاليك بعد اليوم .. فالمماليك يمكن أن يصيروا ملوكا .. أما أن يصبح الملوك مماليك للصعاليك فهذا هو زمن نقول فيه عندما نحكي الحكايات (كان ياماكان في سافل العصر والأوان)..

لاندري بالضبط من الذي اتخذ قرار ابعاد السفير السوري في عمان أهي لندن أم تل أبيب .. لأن القرار بالتأكيد ليس قرار الملك ولا الملكة ولا المملكة الهاشمية .. فالكل يعرف أن الملك في الاردن ديكور وواجهة وان القرار ليس له يد فيه من حيث القدرة على اتخاذ خطوة كهذه دون استشارة واستثارة .. ومن يعرف الامور في الاردن يعرف ان القصر الملكي مثل كل قصور العرب الملكية .. فهو مبنى مثل مبنى يسكنه ملك وملكة وحراس وحجاب ووظيفته هي تلقي تعليماته من فوق .. وفوق القصور العربية عادة هي السفارة البريطانية أو الأمريمكية .. ولاحقا الاسرائيلية .. وأكثر مايفعله الملك والملكة ..هو أنهما يتكاثران .. لأنجاب الأمراء والأميرات وولاة العهد .. كما كانت مهنة الملك حسين بن طلال في كتابه (مهنتي كملك) والتي علق عليها صديق انكليزي بأن مهنته كملك عربي لاتتعدى التناسل ..وترجمها مظفر النواب في وصفه للملك حسين بأنه ملك السيفيليس بقوله:

هاتوا ملك السيفيليس هذا ملك يستأنس بالخازوق ...... ولايشرب الا بجماجم أطفال البقعة

السفراء الذين أعطوا التعليمات للمملكة يعرفون أن هذا القرار لم يعد يؤثر في سير الحرب في سورية .. ومن يريد مفاجأة الخصم في الحرب لايقدم على لفت أنظاره الى الجهة التي سيتحرك بها ولااستفزازه في النقطة التي سيتحرك منها .. ولكنه يقرأ على أنه اختبار للنوايا واستطلاع لقوة الخصم واستعداده .. فالمعارك في الجنوب لم يعد يتعلق مصيرها بوجود سفير ولا وزير .. بل بزيارات الوفود العسكرية الروسية الى دمشق عقب انتهاء مناورات في الجنوب .. وهي وفود أتت غالبا لتنظر في متطلبات المرحلة الحالية من الناحية العسكرية كي يبقى "الاسد متأهبا" .. خاصة أن ماتسرب عن زيارة ديمتري روغوزين ولقاءه بالأسد ورسائله التي حملها والموقعة باسم "فلاديمير بوتين" كانت مخصصة لمرحلة مابعد انهاء تدريبات عسكرية أميريكة في الأردن .. وهي انباء غير سارة وتصيب الغرب بالتوتر الشديد .. الغرب لايعرف بالضبط ان كان الوفد الروسي جاء لاعطاء الاشارة لمعركة حاسمة .. شمالا او جنوبا .. وربما انتقل التوتر الشديد الى مملوك الأردن الذي يتربع على عرش في مملكة بلا ملك .. وصارت مملكة تبحث عن ملك ..

والأهم أن البعض يخشى أن موسكو ربما أبلغت الأسد لأول مرة أنها لن تمانع في أن تتجاوز قذائفه وصواريخه الحدود .. قليلا .. لمن تجاوز حدوده "كثيرا" .. ويقول البعض بأن بوتين قد يعاقب الغرب على سلوكه الأرعن في جنوب روسيا (أوكرانيا) في هز زاوية غربية هادئة جدا اذا ماغامر في عملية عبر حدود الأردن .. حيث المملكة المركبة والمجمعة من خليط وهجين من التناقضات ..وهذه خطوة ربما كما يرى البعض ستكون سبيلا لاغلاق الملف السوري من الجنوب (كما تم اقفاله من جهة لبنان تقريبا) .. باخراجه لأول مرة خارج الحدود دون المواجهة مع الناتو في تركيا .. فيما سيتم اقفال الشمال من دون الخروج خارج الحدود بل من داخل الحدود ..المراقبون الغربيون يعتقدون في تصريحاتهم أن السكوت السوري قد يكون هو الذي ساد دوما على الجبهة الحنوبية لكن حسم معارك هامة جدا في الأشهر الماضية جعل مزاج السوريين غير ميال للسكوت على استفزازات الجنوب وسيكون من الخطأ الجسيم ألا تدرس احتمالات ردودهم بعناية بالغة بعد الرسائل الروسية ..

وأما ان كان القرار الاردني لينضم الى جملة قرارات للتأثير على الانتخابات السورية الرئاسية .. فان الملك الصعلوك ينضم الى لعبة ساذحة يدرك القاصي والداني أنها لن تغير من الواقع شيئا .. لأن من سيشكك بالانتخابات الرئاسية صار من المؤكد أن مايحاول فعله أو اخفاء الاخفاق الكارثي لهذه الحملة العالمية على الأسد التي وعدت العالم باسقاطه عسكريا ثم بالانتخابات ولم يحدث شيء من هذا .. ولكن الحملة العالمية مضطرة لاستعمال لعبة تعطيل الانتخابات للقول بأن السوريين لم يقترعوا .. وهي تشبه عملية التفريق بالاكراه فهي باطلة .. فهي ستمنع المغتربين واللاجئين من التصويت .. وستحاول نشر أعمال عنف في مناطق تحميها الدولة كي تهدد سير الانتخابات .. ولكن الحقيقة هي أن الخشية من الانتخابات تطرح سؤالا مشروعا جدا .. فلو كان الغرب مطمئنا الى أن الانتخابات سيسودها التزوير فانه سيتركها كدليل على عدم جدية الدولة في الانتخابات .. ولكنه صار على يقين ان أكثر عملية شفافية وانتخاب بنزاهة ستتم الآن .. وكما قال ديبلوماسي فرنسي لداود أوغلو: "ربما لم يكن الأسد شرعيا كما هو الآن .. ولم يعد هناك شك ان فوزه كاسح بالانتخابات " .. ولذلك يثار الغبار من حول الانتخابات .. ولو كان الغرب على يقين من ضعف شعبية الأسد فانه كان لاشك سيسمح بالانتخابات ليحاصر الدولة السورية ..

 

الملك الصعلوك لايبدو خبيرا بالحياة وحياة العروش .. ولايدري أن مملكته هشة أكثر مما يعتقد .. وأكثر  وهنا من بيت العنكبوت الذي على الغرب منه .. وان كان عرشه استقر لعائلته طويلا فليس الفضل بذلك كله للانكليز طبعا .. ولا الاسرائيليين .. بل بسبب قرار سوري أيضا طوال عقود لاعتبارات سورية وقومية بتجنب قلقلة الحدود التي قد تنتشر منها حروب أهلية مثل لبنان والأردن والعراق ..  ولكن ان كان لابد من ايقاظ الأسد عبر كل حدوده .. فعلى نفسها جنت براقش .. وارجو ممن يتحدث الانكليزية أن يحدث الملك عن براقش لأن براقشه زاد نباحها كثيرا .. وقولوا له ان شعر مظفر النواب بأبيه لايموت .. وكما ورث عرشه فانه سيرث الشعر الذي قيل فيه وسنقول :

هاتوا ابن ملك السيفيليس ..هذا ملك يستأنس بالخازوق .. ولايشرب الا بجماجم أطفال من (درعا)

  • فريق ماسة
  • 2014-05-26
  • 10793
  • من الأرشيف

مملكة بلا ملك ..وملك بلا مملكة .. ابن ملك السيفيليس ...بقلم نارام سرجون

لاأدري الى أي مدى يمكن أن نقسو على ملك الأردن .. ولاأدري لم يسبقنا الاعتذار كلما تطاولنا على جلالته وهيبة جلالته .. لأن الحقيقة هي أننا نكذب على الناس عندما نقول بأننا نحدثهم عن ملك وجلالة .. فيما نحن نحدثهم في الحقيقة عن ملك بلا مملكة ومملكة بلا ملك .. فهو لايملك ولايحكم وليس له في العير ولا في النفير .. وكان الله في عونه على أغرب مهنة في العالم ورثها له أبوه الذي كتب مذكراته في كتاب سماه (مهنتي كملك) وأراد بها التواضع لكن الحقيقة هي أنها كانت اقرارا واعترافا من الملك الأب أنه لايملك ولايحكم بل يعمل موظفا بمهنة ملك عند الانكليز .. مشكلتي مع ملك الأردن الحالي أنه كلما دار قلمي حول اسمه بهدوء وتأمله من أسفل الى أعلى ومن أعلى الى أسفل لم يجد فرقا .. فأعلاه كأسفله .. وأسفله كأعلاه .. وكلما اقترب من الأوسمة الكثيرة المعلقة عليه حسبه في حفلة تنكرية .. ووجد أن قامة الملك القصيرة وبزته المثقلة بالنياشين وبطولاته لاتليق برحلة أدبية من قلم يباهي بأنه يتنزه على طرق مرصوفة بسير الملوك والأباطرة .. ولايتردد بجندلة الملوك والقياصرة .. وصرت أحس بالقلم مترددا في منازلة ملك بلا عرش .. وعرش بلا ملك .. وأعيد على نفسي السؤال مرارا لأتأكد ان كنت بالفعل أعني أنني سأكتب عن ملك أو عن مملوك .. فالقلم يقول لي بعينه الحاذقة الماكرة التي ترى كعين النسر بأنه لايرى ملكا .. فهذا الرجل ينتمي الى عصر الملوك المماليك .. وصعاليك المماليك .. وكل المملكة التي يديرها هي مكان لتجميع الشظايا ..شظايا الجغرافيا .. وشظايا الشعوب .. وشظايا التاريخ .. وشظايا الملوك .. وهي أول نموذج تجريبي لما نسميه اليوم بالعولمة .. فالعولمة هي مفهوم اقتصادي لعملية توزيع الانتاج للسلع .. حيث أن اية سلعة أو منتج تتم صناعة أجزائه في بقاع مختلفة من العالم ليتم تجميعها في منتج اشتركت في تصنيعه مجموعة من الشركات العالمية .. والأردن منتج جغرافي مقتطع من جغرافية سورية .. وملئ سكانا من اللاجئين الفلسطينيين (فهو في الحقيقة أرض بلا شعب .. لشعب له أرض) .. وجيء له بملك من عائلة حجازية .. وتزوج ملكه الحجازي من امرأة يهودية اسمها أنطوانيت غاردنر (سميت منى للضحك على اللحى) رفضت أن تعلن اسلامها وبقيت على يهوديتها رغم أنف الملك ومملكته وهاشميته المزعومة .. وأنجبت ولي عهد للأردنيين هو عبد الله الثاني .. ونصبته ملكا رغم أنف المملكة .. وهذا الملك نفسه هو أيضا منتج مثير للاستغراب .. فنصفه حجازي ونصفه يهودي وزوجته فلسطينية وثقافته انكليزية .. ومهنته ملك هاشمي .. وهذا الملك الهاشمي لم يعش في الاردن سوى أربع سنوات من طفولته عندما غادر عام 1966 .. خرج بعدها ولم يعد .. لم يعد الا عام 1999 ليتولى مهنة ابيه بعد غياب 33 سنة .. مهنته كملك هاشمي .. من سلالة النبي ..       وقد تأملت في سيرته الذاتية فتعجبت من الملهاة المأساة .. فالملك ليس في سيرته الذاتية كلمة واحدة أو مدينة أو مدرسة عربية فطفولته كانت في مدرسة ادموند في ساري البريطانية ومدرستي ايغلبروك واكاديمية دير فيلد الأميريكية .. على كل حال لايجب أن نقسو على هذا الملك المملوك كثيرا والذي يصارع للبقاء في شرق لايتحمل الملوك الصعاليك بعد اليوم .. فالمماليك يمكن أن يصيروا ملوكا .. أما أن يصبح الملوك مماليك للصعاليك فهذا هو زمن نقول فيه عندما نحكي الحكايات (كان ياماكان في سافل العصر والأوان).. لاندري بالضبط من الذي اتخذ قرار ابعاد السفير السوري في عمان أهي لندن أم تل أبيب .. لأن القرار بالتأكيد ليس قرار الملك ولا الملكة ولا المملكة الهاشمية .. فالكل يعرف أن الملك في الاردن ديكور وواجهة وان القرار ليس له يد فيه من حيث القدرة على اتخاذ خطوة كهذه دون استشارة واستثارة .. ومن يعرف الامور في الاردن يعرف ان القصر الملكي مثل كل قصور العرب الملكية .. فهو مبنى مثل مبنى يسكنه ملك وملكة وحراس وحجاب ووظيفته هي تلقي تعليماته من فوق .. وفوق القصور العربية عادة هي السفارة البريطانية أو الأمريمكية .. ولاحقا الاسرائيلية .. وأكثر مايفعله الملك والملكة ..هو أنهما يتكاثران .. لأنجاب الأمراء والأميرات وولاة العهد .. كما كانت مهنة الملك حسين بن طلال في كتابه (مهنتي كملك) والتي علق عليها صديق انكليزي بأن مهنته كملك عربي لاتتعدى التناسل ..وترجمها مظفر النواب في وصفه للملك حسين بأنه ملك السيفيليس بقوله: هاتوا ملك السيفيليس هذا ملك يستأنس بالخازوق ...... ولايشرب الا بجماجم أطفال البقعة السفراء الذين أعطوا التعليمات للمملكة يعرفون أن هذا القرار لم يعد يؤثر في سير الحرب في سورية .. ومن يريد مفاجأة الخصم في الحرب لايقدم على لفت أنظاره الى الجهة التي سيتحرك بها ولااستفزازه في النقطة التي سيتحرك منها .. ولكنه يقرأ على أنه اختبار للنوايا واستطلاع لقوة الخصم واستعداده .. فالمعارك في الجنوب لم يعد يتعلق مصيرها بوجود سفير ولا وزير .. بل بزيارات الوفود العسكرية الروسية الى دمشق عقب انتهاء مناورات في الجنوب .. وهي وفود أتت غالبا لتنظر في متطلبات المرحلة الحالية من الناحية العسكرية كي يبقى "الاسد متأهبا" .. خاصة أن ماتسرب عن زيارة ديمتري روغوزين ولقاءه بالأسد ورسائله التي حملها والموقعة باسم "فلاديمير بوتين" كانت مخصصة لمرحلة مابعد انهاء تدريبات عسكرية أميريكة في الأردن .. وهي انباء غير سارة وتصيب الغرب بالتوتر الشديد .. الغرب لايعرف بالضبط ان كان الوفد الروسي جاء لاعطاء الاشارة لمعركة حاسمة .. شمالا او جنوبا .. وربما انتقل التوتر الشديد الى مملوك الأردن الذي يتربع على عرش في مملكة بلا ملك .. وصارت مملكة تبحث عن ملك .. والأهم أن البعض يخشى أن موسكو ربما أبلغت الأسد لأول مرة أنها لن تمانع في أن تتجاوز قذائفه وصواريخه الحدود .. قليلا .. لمن تجاوز حدوده "كثيرا" .. ويقول البعض بأن بوتين قد يعاقب الغرب على سلوكه الأرعن في جنوب روسيا (أوكرانيا) في هز زاوية غربية هادئة جدا اذا ماغامر في عملية عبر حدود الأردن .. حيث المملكة المركبة والمجمعة من خليط وهجين من التناقضات ..وهذه خطوة ربما كما يرى البعض ستكون سبيلا لاغلاق الملف السوري من الجنوب (كما تم اقفاله من جهة لبنان تقريبا) .. باخراجه لأول مرة خارج الحدود دون المواجهة مع الناتو في تركيا .. فيما سيتم اقفال الشمال من دون الخروج خارج الحدود بل من داخل الحدود ..المراقبون الغربيون يعتقدون في تصريحاتهم أن السكوت السوري قد يكون هو الذي ساد دوما على الجبهة الحنوبية لكن حسم معارك هامة جدا في الأشهر الماضية جعل مزاج السوريين غير ميال للسكوت على استفزازات الجنوب وسيكون من الخطأ الجسيم ألا تدرس احتمالات ردودهم بعناية بالغة بعد الرسائل الروسية .. وأما ان كان القرار الاردني لينضم الى جملة قرارات للتأثير على الانتخابات السورية الرئاسية .. فان الملك الصعلوك ينضم الى لعبة ساذحة يدرك القاصي والداني أنها لن تغير من الواقع شيئا .. لأن من سيشكك بالانتخابات الرئاسية صار من المؤكد أن مايحاول فعله أو اخفاء الاخفاق الكارثي لهذه الحملة العالمية على الأسد التي وعدت العالم باسقاطه عسكريا ثم بالانتخابات ولم يحدث شيء من هذا .. ولكن الحملة العالمية مضطرة لاستعمال لعبة تعطيل الانتخابات للقول بأن السوريين لم يقترعوا .. وهي تشبه عملية التفريق بالاكراه فهي باطلة .. فهي ستمنع المغتربين واللاجئين من التصويت .. وستحاول نشر أعمال عنف في مناطق تحميها الدولة كي تهدد سير الانتخابات .. ولكن الحقيقة هي أن الخشية من الانتخابات تطرح سؤالا مشروعا جدا .. فلو كان الغرب مطمئنا الى أن الانتخابات سيسودها التزوير فانه سيتركها كدليل على عدم جدية الدولة في الانتخابات .. ولكنه صار على يقين ان أكثر عملية شفافية وانتخاب بنزاهة ستتم الآن .. وكما قال ديبلوماسي فرنسي لداود أوغلو: "ربما لم يكن الأسد شرعيا كما هو الآن .. ولم يعد هناك شك ان فوزه كاسح بالانتخابات " .. ولذلك يثار الغبار من حول الانتخابات .. ولو كان الغرب على يقين من ضعف شعبية الأسد فانه كان لاشك سيسمح بالانتخابات ليحاصر الدولة السورية ..   الملك الصعلوك لايبدو خبيرا بالحياة وحياة العروش .. ولايدري أن مملكته هشة أكثر مما يعتقد .. وأكثر  وهنا من بيت العنكبوت الذي على الغرب منه .. وان كان عرشه استقر لعائلته طويلا فليس الفضل بذلك كله للانكليز طبعا .. ولا الاسرائيليين .. بل بسبب قرار سوري أيضا طوال عقود لاعتبارات سورية وقومية بتجنب قلقلة الحدود التي قد تنتشر منها حروب أهلية مثل لبنان والأردن والعراق ..  ولكن ان كان لابد من ايقاظ الأسد عبر كل حدوده .. فعلى نفسها جنت براقش .. وارجو ممن يتحدث الانكليزية أن يحدث الملك عن براقش لأن براقشه زاد نباحها كثيرا .. وقولوا له ان شعر مظفر النواب بأبيه لايموت .. وكما ورث عرشه فانه سيرث الشعر الذي قيل فيه وسنقول : هاتوا ابن ملك السيفيليس ..هذا ملك يستأنس بالخازوق .. ولايشرب الا بجماجم أطفال من (درعا)

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة