من البحث عن الدراما والترفيه إلى البحث عن الخبر، والحقيقة لم تعد تخفى على أحد، سباق الفضائيات على أشده، والخبر سيصل ولكن حسب ما يريد مروجوه، إنما هناك ناقل  للحقيقة ولا بد للمروجين أن يحاولوا التعتيم عليه بشتى الوسائل.

الإعلام السوري تنقل بعدة مراحل وباعتراف القائمين عليه من ضفة باتجاه أخرى، وكانت رحلته مليئة بالصعوبات والتحديات، مراحل من وسائل ترفيهية بحتة في اوقات معينة في العام إلى وسائل تعنى بما يناسب المرحلة وإن كان إلى حد معين.

موقع المنار الالكتروني التقى السيد رامز ترجمان المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ليتحدث عن المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام السوري موضحا كيفية التعامل مع ازمة توقيف البث الفضائي للوسائل السوري ضمن الحرب الحالية على سورية، كما التقينا إعلاميين سوريين كانوا من أبرز المتضررين خلال هذه الفترة.

بدأ السيد ترجمان كلامه بالحديث عن الحرب التي تتعرض لها بلاده بوصفها عدوان كوني، مركزا على الشق المتعلق باختصاصه وهو الجبهة الإعلامية، حيث ذكر أن هناك محطات تلفزيونية قامت بعدوان أطلق عليه "تسونامي إعلامي وسط سمفونية إرهابية ضد سورية"، ذاكرا بالاسم محطات منها "الجزيرة والعربية و (بي بي سي) وفرانس"، منوهاً "أن لها قيادة أمريكية صهيونية تعمل تحت إمرتها"، مؤكداً أن "الهدف من وراء هذه العملية هو ضرب وحدة الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات اثنية وطائفية تتناحر فيما بينها على أساس مذهبي بحت لفتح المجال أمام تأسيس الدولة اليهودية".

وتمهيدا لكلام ترجمان حول قطع بث الإعلام السوري عن الاقمار الصناعية، وصف أن "الإعلام السوري كان يعاني من أزمة فقدان الثقة بينه وبين المواطن، حيث كان المواطن السوري يقترب من شاشته الوطنية بحثا عن الدراما فقط في الموسم الرمضاني، والسبب برايه ابتعاد الإعلام الوطني عن قضايا وهموم لمواطن، ولكن خلال الأزمة بدأ الإعلام يتنبه لأخطائه وبدأ يصحح المسار ويعيد ثقة مواطنه، فأصبح متابعا".

يتابع مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري "يقظة الإعلام السوري أزعجت الجهات المعادية وأصبح هناك صوت آخر موجود في الفضاء، فكان لا بد من إسكات هذا الصوت والرأي الآخر، حيث تم معاقبة الهيئة العامة بالاسم واتخذ قرار بإنزال القنوات السورية عرب سات والنيل سات وهوت بيرد" كما وصف تلك الجهات بأنها "متشدقة بالحرية الإعلامية وتمارس الإرهاب الإعلامي".

شكّل إنزال القنوات السورية صدمة كبيرة للسوريين، ولكن سرعان ما وجد البديل وكان القمر الروسي المتمتع بحرية في القرار، ولكن صعوبة الأمر على المواطن السوري أخذ مشغل محطات أخرى وهو "نورسات" قمر أوروبي، قريب من إحداثيات الأقمار القديمة التي كان يستخدمها الإعلام السوري، فوجد البديل.

كما نوه الترجمان أن هناك بدائل احتياطية يتم العمل على تأمينها في حال تم إعادة عملية إنزال البث للإعلام خاصة أن السيد ترجمان كشف عن عن ان هناك محاولات جديدة لإعادة الكرة مرة اخرى ومحاربة الفضائيات السورية، من خلال وثائق يملكها تثبت ما يقوله ترجمان حسب تعبيره بأن "قضية رفعت على المشغل نور سات لإيقاف البث الفضائي السوري".

كما بين أنه تم تجهيز محطات البث الأرضي التي تبث على القناة الاولى السورية وعلى قناة الدنيا التي حتى الآن لم تتمكن من إعادة بثها الفضائي، كما تم استحداث واطلاق عدد من الإذاعات المحلية تعنى بشؤون المواطن.

كما صرح  ترجمان بأن الإعلام السوري أمام تحديات بناء الانسان والتقرب من همومه، كما تحدث عن إنهاء الخطوط الحمراء المتعلقة في العمل الإعلامي وتطويره.

من ناحية متصلة التقى موقع المنار كلاً من الإعلاميين السوريين الزملاء نزار الفرّا وهناء الصالح، ليتحدثا عن المواجهة الإعلامية التي انتهت بإغلاق البث الفضائي لقناة الدنيا فكان رأي الزميلة هناء بأن " لم يكن مفاجئ قرار قطع البث لأن قناة الدنيا كثيرا ما أحدثت فرق بعملية إيصال الحقائق أو حتى بالتعاطي مع الإعلام السوري" لتؤكد الصالح " أنه ببداية الحملة على سورية كان هناك بند موضوع من شأنه قطع البث للقنوات السورية بالتالي خلق معركة وهمية لتضليل الرأي العام أو حتى للتأثير داخليا على الشارع السوري والداخل العربي وبالتالي الإعلان عن سقوط دمشق"، كما أضافت  تحدثت عن موضوع كشف الزيف والتضليل الإعلامي الذي نفذته قناة الدنيا الي مارسته بعض القنوات، بأنه كان سبب رئيس لمحاربتها والعمل على قطع بثها" لكن بالنسبة لهم كانت البدائل مؤمنة بعد عناء طويل لمتابعة نقل الرسالة التي يعملون عليها كقناة ضمن المواجهة".

الإعلامي نزار الفرا نوه إلى انه تم طرح سؤال "لماذا قطع الإعلام السوري عن البث" ليقول انه من خلال الجواب على هذا السؤال لدى المتابعين تبين لهم أنه له تأثير وأنه يقدر أن يكشف الحقائق، ومجرد نقل الحقيقة كان سببا وجيها ليقوم الطرف المعادي لسورية بقطع البث الفضائي وإبعاد الصوت الآخر، وهذا كله ببرأيه  كفيل بأن يكشف للمتابعين ويؤكد ما طرحته الدولة السورية عن نظرية المؤامرة، بالمقابل يتابع الفرا بأن المواجهة التي حدثت كفيلة بان تخلق العزيمة لدى كوادر الإعلام السوري ليقوموا بمجهود أكبر لمتابعة الرسالة الإعلامية.

كما تحدث عن الجيش العربي السوري والشهداء وحجب القنوات الأخرى لإنجازات الجيش وعدم حديثهم عن شهداء الجيش منذ الايام الأولى للأحداث المندلعة في سورية.

الاستهداف الذي تعرض له الإعلاميون السورين بكل الأشكال، كان كفيلا من خلق العزيمة التحدي لدى كل الإعلاميين السوريين.

رغم ما حدث من قطع للبث الفضائي السوري، إلا أن المشاهد السوري بقي يبحث هو الآخر عن البديل لمحطات تبث إعلامه الوطني، وكان التحدي كبيرا أمام الكوادر الإعلامية السورية لمتابعة العمل ومساعدة المواطن في إيجاد طرقا تصل إليه المعلومة عبر شاشات سورية تُجابه العديد من الشاشات الموجه والعاملة على تضليل الحقائق وتغييرها.

  • فريق ماسة
  • 2014-05-26
  • 11301
  • من الأرشيف

الأزمة السورية والمجابهة الفضائية

من البحث عن الدراما والترفيه إلى البحث عن الخبر، والحقيقة لم تعد تخفى على أحد، سباق الفضائيات على أشده، والخبر سيصل ولكن حسب ما يريد مروجوه، إنما هناك ناقل  للحقيقة ولا بد للمروجين أن يحاولوا التعتيم عليه بشتى الوسائل. الإعلام السوري تنقل بعدة مراحل وباعتراف القائمين عليه من ضفة باتجاه أخرى، وكانت رحلته مليئة بالصعوبات والتحديات، مراحل من وسائل ترفيهية بحتة في اوقات معينة في العام إلى وسائل تعنى بما يناسب المرحلة وإن كان إلى حد معين. موقع المنار الالكتروني التقى السيد رامز ترجمان المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ليتحدث عن المراحل التي مرت بها وسائل الإعلام السوري موضحا كيفية التعامل مع ازمة توقيف البث الفضائي للوسائل السوري ضمن الحرب الحالية على سورية، كما التقينا إعلاميين سوريين كانوا من أبرز المتضررين خلال هذه الفترة. بدأ السيد ترجمان كلامه بالحديث عن الحرب التي تتعرض لها بلاده بوصفها عدوان كوني، مركزا على الشق المتعلق باختصاصه وهو الجبهة الإعلامية، حيث ذكر أن هناك محطات تلفزيونية قامت بعدوان أطلق عليه "تسونامي إعلامي وسط سمفونية إرهابية ضد سورية"، ذاكرا بالاسم محطات منها "الجزيرة والعربية و (بي بي سي) وفرانس"، منوهاً "أن لها قيادة أمريكية صهيونية تعمل تحت إمرتها"، مؤكداً أن "الهدف من وراء هذه العملية هو ضرب وحدة الدولة السورية وتقسيمها إلى دويلات اثنية وطائفية تتناحر فيما بينها على أساس مذهبي بحت لفتح المجال أمام تأسيس الدولة اليهودية". وتمهيدا لكلام ترجمان حول قطع بث الإعلام السوري عن الاقمار الصناعية، وصف أن "الإعلام السوري كان يعاني من أزمة فقدان الثقة بينه وبين المواطن، حيث كان المواطن السوري يقترب من شاشته الوطنية بحثا عن الدراما فقط في الموسم الرمضاني، والسبب برايه ابتعاد الإعلام الوطني عن قضايا وهموم لمواطن، ولكن خلال الأزمة بدأ الإعلام يتنبه لأخطائه وبدأ يصحح المسار ويعيد ثقة مواطنه، فأصبح متابعا". يتابع مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري "يقظة الإعلام السوري أزعجت الجهات المعادية وأصبح هناك صوت آخر موجود في الفضاء، فكان لا بد من إسكات هذا الصوت والرأي الآخر، حيث تم معاقبة الهيئة العامة بالاسم واتخذ قرار بإنزال القنوات السورية عرب سات والنيل سات وهوت بيرد" كما وصف تلك الجهات بأنها "متشدقة بالحرية الإعلامية وتمارس الإرهاب الإعلامي". شكّل إنزال القنوات السورية صدمة كبيرة للسوريين، ولكن سرعان ما وجد البديل وكان القمر الروسي المتمتع بحرية في القرار، ولكن صعوبة الأمر على المواطن السوري أخذ مشغل محطات أخرى وهو "نورسات" قمر أوروبي، قريب من إحداثيات الأقمار القديمة التي كان يستخدمها الإعلام السوري، فوجد البديل. كما نوه الترجمان أن هناك بدائل احتياطية يتم العمل على تأمينها في حال تم إعادة عملية إنزال البث للإعلام خاصة أن السيد ترجمان كشف عن عن ان هناك محاولات جديدة لإعادة الكرة مرة اخرى ومحاربة الفضائيات السورية، من خلال وثائق يملكها تثبت ما يقوله ترجمان حسب تعبيره بأن "قضية رفعت على المشغل نور سات لإيقاف البث الفضائي السوري". كما بين أنه تم تجهيز محطات البث الأرضي التي تبث على القناة الاولى السورية وعلى قناة الدنيا التي حتى الآن لم تتمكن من إعادة بثها الفضائي، كما تم استحداث واطلاق عدد من الإذاعات المحلية تعنى بشؤون المواطن. كما صرح  ترجمان بأن الإعلام السوري أمام تحديات بناء الانسان والتقرب من همومه، كما تحدث عن إنهاء الخطوط الحمراء المتعلقة في العمل الإعلامي وتطويره. من ناحية متصلة التقى موقع المنار كلاً من الإعلاميين السوريين الزملاء نزار الفرّا وهناء الصالح، ليتحدثا عن المواجهة الإعلامية التي انتهت بإغلاق البث الفضائي لقناة الدنيا فكان رأي الزميلة هناء بأن " لم يكن مفاجئ قرار قطع البث لأن قناة الدنيا كثيرا ما أحدثت فرق بعملية إيصال الحقائق أو حتى بالتعاطي مع الإعلام السوري" لتؤكد الصالح " أنه ببداية الحملة على سورية كان هناك بند موضوع من شأنه قطع البث للقنوات السورية بالتالي خلق معركة وهمية لتضليل الرأي العام أو حتى للتأثير داخليا على الشارع السوري والداخل العربي وبالتالي الإعلان عن سقوط دمشق"، كما أضافت  تحدثت عن موضوع كشف الزيف والتضليل الإعلامي الذي نفذته قناة الدنيا الي مارسته بعض القنوات، بأنه كان سبب رئيس لمحاربتها والعمل على قطع بثها" لكن بالنسبة لهم كانت البدائل مؤمنة بعد عناء طويل لمتابعة نقل الرسالة التي يعملون عليها كقناة ضمن المواجهة". الإعلامي نزار الفرا نوه إلى انه تم طرح سؤال "لماذا قطع الإعلام السوري عن البث" ليقول انه من خلال الجواب على هذا السؤال لدى المتابعين تبين لهم أنه له تأثير وأنه يقدر أن يكشف الحقائق، ومجرد نقل الحقيقة كان سببا وجيها ليقوم الطرف المعادي لسورية بقطع البث الفضائي وإبعاد الصوت الآخر، وهذا كله ببرأيه  كفيل بأن يكشف للمتابعين ويؤكد ما طرحته الدولة السورية عن نظرية المؤامرة، بالمقابل يتابع الفرا بأن المواجهة التي حدثت كفيلة بان تخلق العزيمة لدى كوادر الإعلام السوري ليقوموا بمجهود أكبر لمتابعة الرسالة الإعلامية. كما تحدث عن الجيش العربي السوري والشهداء وحجب القنوات الأخرى لإنجازات الجيش وعدم حديثهم عن شهداء الجيش منذ الايام الأولى للأحداث المندلعة في سورية. الاستهداف الذي تعرض له الإعلاميون السورين بكل الأشكال، كان كفيلا من خلق العزيمة التحدي لدى كل الإعلاميين السوريين. رغم ما حدث من قطع للبث الفضائي السوري، إلا أن المشاهد السوري بقي يبحث هو الآخر عن البديل لمحطات تبث إعلامه الوطني، وكان التحدي كبيرا أمام الكوادر الإعلامية السورية لمتابعة العمل ومساعدة المواطن في إيجاد طرقا تصل إليه المعلومة عبر شاشات سورية تُجابه العديد من الشاشات الموجه والعاملة على تضليل الحقائق وتغييرها.

المصدر : .خليل موسى


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة